خيرالله خيرالله

جيمي كارتر... قصة نجاح وقصة فشل
أي جيمي كارتر سيذكره التاريخ... كارتر الذي ارتبط اسمه بالسلام بين مصر وإسرائيل؟ أم كارتر التراجع الأميركي أمام «الجمهورية الإسلامية» في إيران التي سجلت في عهده أول انتصار من سلسلة انتصارات على الولايات المتحدة؟توجد قصة نجاح لكارتر وتوجد قصة فشل لرئيس أميركي عرف كيف يكرس نفسه للسلام في هذا العالم طوال السنوات الـ44 التي تلت خروجه من البيت الأبيض.حقق الرئيس جيمي كارتر الذي أمضى ولاية واحدة من أربع سنوات (1977 و1978 و1979 و1980) في البيت الأبيض الكثير على صعيد الشرق الأوسط. لعب دوراً محورياً في التوصل إلى معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، وهي أول معاهدة سلام بين دولة عربية والدولة العبرية.لم يكن الأمر متعلقاً بأي دولة عربية، بل بمصر، كبرى الدول العربية التي قدمت أكبر عدد من الضحايا من أجل فلسطين وبذلت الرخيص والغالي من أجلها.لا يمكن تجاهل دور كارتر، الذي توفي عن مئة عام، في مجال تحقيق هذا الاختراق الذي كان بطله الحقيقي أنور السادات. عرف السادات كيف يوظف حرب تشرين، أو حرب أكتوبر 1973، في مشروع سياسي صب في مصلحة مصر بدل متابعة المتاجرة بالقضية الفلسطينية، كما فعل حافظ الأسد شريكه في تلك الحرب.أكثر من ذلك، سعى السادات إلى مساعدة الفلسطينيين من دون نتيجة تذكر بعدما فضل ياسر عرفات البقاء في أسر حافظ الأسد بسبب تمسكه بالبقاء عسكرياً في لبنان وفي زواريب بيروت ودهاليزها.حمى كارتر، أنور السادات منذ اتخذ قراره بالذهاب إلى الكنسيت الإسرائيلي والقاء خطاب دعا فيه إلى السلام، «سلام الشجعان وليس سلام المغلوب على امرهم». كان ذلك في نوفمبر 1977.بين خطاب الرئيس المصري الراحل في الكنيست وتوقيع معاهدة السلام في مارس 1979، تولى الرئيس الأميركي انقاذ عملية السلام الهشة التي باشرها الرئيس المصري، وهي عملية كانت إسرائيل تبحث عن عذر للخروج منها وتفادي الانسحاب من سيناء.لا يمكن تجاهل أن إسرائيل كانت تعيش في ظل حكومة يمينية على رأسها مناحيم بيغن الذي لم يكن متحمساً للسلام مع مصر ولا لتقديم أي تنازلات في الضفة الغربية لمصلحة الفلسطينيين.ساعد الموقف العربي، والفلسطيني تحديداً، من السادات في وضع قضية الضفة الغربية جانباً وتحرير مصر من التزاماتها حيال الفلسطينيين.أحرجت إسرائيل، مصر في مرحلة ما بعد زيارة السادات للقدس. لكن كارتر استطاع إنقاذ عملية السلام في مؤتمر كامب ديفيد الذي انعقد في سبتمبر 1978.في كامب ديفيد فاوض الرئيس الأميركي باسم مصر بعدما أبلغه السادات أنه يقبل بما يقبل به.كان كارتر منصفاً. كان يعرف أن مصر لا تستطيع توقيع معاهدة سلام من دون استعادة أراضيها المحتلة في حرب 1967.ساعده في ذلك وجود الوزيرين موشي دايان وعيزرا وايزمان إلى جانب بيغن.كان ديان ووايزمان يعرفان البعد التاريخي لتوقيع معاهدة سلام مصرية - إسرائيلية ومعنى ذلك إقليمياً. وقعت معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية بعد ستة أشهر من مؤتمر كامب ديفيد الذي انتهى باتفاقين وقعهما السادات وبيغن برعاية كارتر.يتعلق الأول بالعلاقات بين مصر وإسرائيل، وقد نفذ بالفعل، والآخر بالحكم الذاتي للفلسطينيين وقد بقي حبرا على ورق.نجح كارتر مصرياً وشرق أوسطياً وفشل إيرانياً. لم يدرك في أي لحظة عمق التغيير الذي ستشهده إيران في العام 1979 والذي سيغير التوازن الإقليمي في المنطقة في اتجاه مزيد من الاضطرابات التي في أساسها ترويج الزعيم الإيراني آية الله الخميني، بعد قلبه نظام الشاه، على «تصدير الثورة»... بدءاً بالعراق.فشلت إدارة كارتر في استيعاب ما يجري في إيران والمغزى من إعلان قيام «الجمهورية الإسلامية» وفق دستور على قياس الخميني وفكره القائم على نظرية «الولي الفقيه».لم يدرك أن رفع شعار العداء لأميركا وإسرائيل كان من مستلزمات النظام وعدة الشغل لديه. جاء الامتحان الأول الذي رسب فيه كارتر عندما احتجز «الطلاب الثوريون» دبلوماسيي السفارة الأميركية في طهران وموظفيها لأسباب واهية.استمر ذلك 444 يوماً. ظهرت طوال تلك الفترة علامات الضعف داخل إدارة كارتر الذي فشل في انقاذ الرهائن بالوسائل العسكرية في البداية ثم السياسية لاحقاً.عانى الرئيس الأميركي وقتذاك من عقدة حرب فيتنام من جهة ومن التجاذبات داخل إدارته من جهة أخرى. كان في داخل الإدارة مستشار الأمن القومي زبيغنيو بريزنسكي الذي دعا إلى التعاطي بحزم مع إيران فيما كان هناك من يرفض اللجوء إلى أي تهديدات خوفاً على حياة الرهائن.فشل كارتر في الحصول على ولاية رئاسية ثانية بسبب جهله بإيران التي زارها قبل سنة من سقوط الشاه، وقال من طهران إنها «واحة استقرار» في المنطقة.سقط أمام دونالد ريغان الذي فاوض فريقه الإيرانيين سراً في باريس، كما تبين لاحقاً، من أجل عدم إطلاق رهائن السفارة قبل موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية.لعبت «الجمهورية الإسلامية» أوراقها بشكل جيد مع كل الإدارات الأميركية منذ نجحت في إخضاع كارتر... إلى اليوم الذي اصطدمت به بدونالد ترامب الذي فاجأها باغتيال قاسم سليماني، رجلها في إدارة حروب المنطقة.دفع كارتر ثمن جهله بإيران وبالتغيير الذي حصل فيها في 1979. تدفع إيران حالياً ثمن جهلها بالتغيير الذي حصل في أميركا، بما في ذلك التغيير الذي حصل في إسرائيل منذ يوم «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر 2023.

كمال الخرس

الرياضة في ديوان الوحدة الوطنية
قبل أسابيع، اجتمع ثلة من مشاهير الرياضة في الكويت في ديوان سهر والمعطش للوحدة الوطنية، وذلك للتحدث عن أهمية الرياضة بالكويت في تعزيز الوحدة الوطنية.ففي عالم الرياضة يجتمع الكويتي، ابن الدخل البسيط والمتوسط مع ابن المليونير، فيها ابن المسؤول الكبير أو الوزير مع ابن الموظف البسيط، كل أطياف ومشارب الشعب تجمع ابناءهم فانيلة النادي الرياضي أو المنتخب الوطني، وتجمعهم الروح العالية اللطيفة في عالم الرياضة، والأداء الرياضي للاعب.في ديوان الوحدة الوطنية تحدث نجما منتخب كرة القدم الكابتن عبدالرضا عباس والدكتور حسين المكيمي، ونجما منتخب كرة السلة الكابتن فيصل بورسلي، والدكتور هشام الرويح، الذي أدار الحوار أيضاً، فكان الحديث والقصص تدور حول ما تحققه الرياضة من خلال تجارب اللاعبين في تعزيز الوحدة الوطنية والتي هي متينة أصلاً في الكويت. لكن ما يلبث النقاش المطعم بأسئلة النخب الفكرية والأكاديمية من الحضور أن يتحول من دور الرياضة في الوحدة الوطنية إلى أهمية إصلاح الوضع الرياضي في الكويت، فقد توقف الحضور وأحياناً المحاضرون اضطراراً عند نقطة مهمة وهي، لأجل أن تحقق الرياضة دورها في تعزيز الوحدة الوطنية، يجب إصلاح الوضع الرياضي بالكويت، الذي هو بالفعل يحتاج إلى جهد كبير وإلى مراجعة لقوانين الرياضة والاستفادة من أصحاب الخبرات الرياضية في الكويت، ومنهم من له تاريخ مهم في أوج تألق الرياضة الكويتية، ومنهم من هم أساتذة أكاديميون أيضاً، يجب الاستفادة منهم لتطوير الرياضة، حتى تؤدي أدوارها المطلوبة منها بنجاح ما ينتج عنه أيضا تعزيز للروح الوطنية وابراز للهوية الوطنية.الرياضة في الكويت تحتاج إلى مراجعة لوضع المسؤوليات في مكانها، ويكون لجهات عليا كالهيئة العامة للشباب والرياضة على سبيل المثال، يد في مراقبة ومتابعة الجهات الرياضية من أندية واتحادات.يقول في ذلك الدكتور هشام الرويح في مقاله بعنوان «للتاريخ رواية قانون الرياضة» الذي تم نشره في صحيفة «الراي» في 14 نوفمبر 2024 «بعد مرور ما يقارب السبع سنوات من تطبيق القانون (قانون الرياضة رقم 87، في عام 2017) تبين عدم قدرة الهيئة العامة للرياضة على التدخل بشؤون الأندية أو الاتحادات الرياضية أو حتى رسم السياسات العامة لتطوير الرياضة، حيث اقتصر دور الهيئة العامة للرياضة على صرف الدعم المادي وتمويل انشاء المنشآت الرياضية وصيانتها».الآن مع كأس الخليج لعام 2024 المقامة في الكويت، ومع النجاح الذي تحقق في تنظيم البطولة في أجواء شتاء الكويت البديعة، ومع الانجازات التي يحققها المنتخب الكويتي حتى كتابة السطور، ومع الحضور والاهتمام الجماهيري الكبير، حتى ان الأسواق والساحات العامة بشاشات عرضها العملاقة، ومدرجات استاذ جابر مع سعته الكبيرة، امتلأت بالجماهير عاشقة الرياضة، هذه الأجواء التي تحول الرياضة من جامعة وطنية في البلد، إلى جامعة إقليمية وعالمية تؤكد ضرورة الاهتمام بالرياضة وبالأندية الرياضية.

م. أحمد عبدالهادي السدحان

إعادة النظر في متناهية الصغر!
من الضروري تطوير القطاع العقاري المحلي وإعادة تنظيمه وترتيبه بكل أنواعه وحمايته من ظاهرة النصب العقاري والتي دفع ثمنها عدد من المواطنين، والبعض كأنه اشترى أو تعامل مع سراب، وبالأخص في ما يتعلق في بعض العقارات الخارجية أو مشروع خدمة عقارية هلامية!والفوضى السابقة في بعض المعارض العقارية غير الموثوقة والإعلانات المتعلقة بها، لذلك يجب التأكيد على حماية وترتيب هذا القطاع المهم والحيوي، وتدعيم ذلك بالتشريعات والقوانين والخدمات التكنولوجية والتي تضمن بإذن الله تعالى تلك الحماية وكذلك مراقبة الأسعار محلياً وأن تسير الأمور بالمنطق العقاري العقلاني بعيداً عن التلاعب أو التضخم غير المبرّر!وكذلك التحفيز للمشاركة لعدد كبير من المطوّرين العقاريين الآخرين على اختلاف أحجامهم المالية وليس بالضرورة من كبار المطوّرين! حتى يساهم ذلك في تنشيط الفكر العقاري الإبداعي والاقتصادي بالطبع في بلدنا.ومع التوجه الحكومي الجديد لوزارة التجارة بتفعيل عقد الوسيط الإلكتروني، وعلى حد علمي أنه سيكون، إن شاء الله، في بداية 2025، وهو يمثل بحد ذاته نقلة نوعية في الخدمات العقارية، وفيه من الأمان والشفافية ومواكبة للتطور العالمي في هذا المجال لتفادي المشاكل السابقة والمزمنة ومنها ما يحصل في بعض الحالات، وفي ما يتعلق بشهادة الأوصاف، المرتبطة بمعلومات وبيانات العقار وهي تستخرج قبل نقل الملكية من البائع إلى المشتري.وللأسف، هناك حالات يتم الإعلان العقاري عن أن المنزل للبيع وقبل استخراج تلك الشهادة يتمّ اكتشاف مخالفات في ما بعد، وقد تأخذ مدّة طويلة ولا تصدر، ما يعطّل المصالح بين البائع والمشتري، لذا فالتطور والتنظيم يهدف إلى ترتيب هذا القطاع المهم.وهناك موضوع مهم في ما يتعلق بالرخص متناهية الصغر، وقد قرأت جدولاً كبيراً يشمل الكثير من الأنشطة وأتمنى إضافة (تشغيل وإدارة التطبيقات الإلكترونية) وليس فقط التصميم لأهمية وواقعية هذا الموضوع.وكما علمت فقد تم إيقاف الرخصة المنزلية للوساطة العقارية، رغم أنها أقرت إبان الوزير السابق، وبالتأكيد كانت بناء على دراسة في حينها، فلماذا يتم إيقافها الآن؟وأنا أدرك التوجه الحكومي لتطوير بيئة الأعمال، وهو يمثل خطوة إيجابية بحد ذاته، ولكن يمكن للقطاع العقاري أن يكون التعامل فيه ضمن فئات وتصنيف الوساطة العقارية بناء على ذلك ومراعاة الفئة الأصغر وإبقاء الرخصة المنزلية لها والاكتفاء بالرقم المدني للمنزل وصاحب الرخصة على بيته، حتى يتم تأهيل هذه الفئة للنمو التدريجي وتخفيف موضوع تأجير المكاتب والتي تكون غالباً في المناطق الاستثمارية والمكتظة أصلاً بالزحمة، سواء للأفراد أو السيارات. فالنظرة لأي قرار يجب أن تكون شاملة للظروف العامة للبلد، فالمصادقة والتعامل الإلكتروني عليها عن طريق برنامج «سهل» وعقد الوسيط الجديد... وكان القرار عند إقراره كما قلت مدروساً وممتازاً ويفيد المواطن صاحب الرخصة المنزلية المتعلقة بالوساطة العقارية ومزاولة المهنة للشركة الفردية واستخدام الكمبيوتر أو الهاتف الذكي للتسجيل العقاري والذي لا يلزم الحضور للطرفين عند تسجيل البيعة. لذلك وبشكل عام، يجب إعادة النظر في متناهية الصغر من الرخص، فهي وضعت كما أعتقد بالطبع للتسهيل والتبسيط والتوفير على الوطن والمواطن صاحب الرخصة أيضاً.والله عز وجل المُعين في كل الأحوال.X @Alsadhankw

د. أريج السنان

من طاب نومه طاب يومه
مِن نِعم الله تعالى على خلقه، أن جعل الليل راحة بعد حركة النهار؛ ففي الليل الهدوء بعد الجهد والتعب، وفي النهار تنتعش الأجساد وتتحرك، فيبدأ العمل والمجيء للمعاش والتكسب، وفي ذلك يقول تعالى: (وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا «9» وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا «10» وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا «1») سورة النبأ.ومن أراد الراحة ساوى بين ساعاته، كما في رد رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، عندما سئل عن الموازنة بين الأوقات، قال: «ساعة وساعة»، ففي الليل راحة للذهن والبدن، للقدرة في يومه على أداء العمل، والاجتماع بالصحبة والأهل؛ فالإنسان يقسم وقته، ويوازن بين ساعاته، ليحقق ما تتطلبه الحياة، فلا راحة للنفس إلا بالاعتدال في سائر أمورها.التوجيه النبوي الذي انحصر في كلمتين: «ساعة وساعة» يحمل معاني عميقة، قد نلقي به محاضرة جامعة للشرع والطب، حيث أكد أطباء النفس على ما في السهر من أضرار؛ فإنه يصيب الشخص بالاضطرابات النفسيّة، كالاكتئاب والإحباط، والقلق والتشاؤم والأرق، وإصابة العضلات بالخمول، والنقص من قوّتها وكفاءتها، وفي قلّة النوم تأثير على الأداء العام للشخص خلال النهار، مع تأثيره السلبي على التفكير والتذكّر والصعوبة في اتخاذ القرارات، فإنه يعوق التفكير الإبداعي وفهم المهام وتطبيقها، وفيه سرعة الغضب والانفعال وتقلب المزاج وعدم الرغبة في العمل طوال اليوم، وانخفاض الدافع تجاه الحياة والنشاطات اليومية وضعف العلاقات الاجتماعية.وأما الحركة في النهار للعمل أو ممارسة الرياضة، فإنها تحسن المزاج العام بشكل ملحوظ وتقلل من أعراض الاكتئاب، وذلك لأنها تساعد على خفض مستويات هرمونات التوتر، مما يساهم في تخفيف القلق والاكتئاب وتحسين الصحة النفسية بشكل عام.فقد منحنا الله تعالى الهدوء ليلاً، والنشاط نهاراً، لما فيهما من منافع جسدية وذهنية، أثبتتها النصوص الشرعية، ثم الدراسات الطبية، وهي حكمة قال بها الأولون: «من طاب نومه طاب يومه».aaalsenan @

سلطان ابراهيم الخلف

الكريسماس بين الحرب والسلام
«المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرّة» (لوقا 2:14).يصادف الخامس والعشرون من ديسمبر، عيد ميلاد المسيح عليه السلام، كما في التراث المسيحي الغربي، ولا تزال حرب الإبادة الصهيونية على غزة مستمرة للكريسماس الثاني منذ السابع من أكتوبر 2023.والمشاركون فيها مع الإرهابي بنيامين نتنياهو، هم كبار قادة الغرب المسيحي وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية التي تعتبر أنه يتوجّب عليها ومن دون تردد مدّ الإرهابي نتنياهو، بكل ما يحتاجه من سلاح وقنابل وذخائر، والذي كان سبباً في إطالة العدوان على سكان غزة، وتدمير معالم الحياة فيها، بينما يتلقى البيت الأبيض التهاني بميلاد المسيح، عليه السلام، وقد توزّعت في ردهات البيت شجيرات عيد الميلاد بمصابيحها المتلألئة.وكان موضوع شجرة البيت الأبيض لعام 2024 هو «موسم السلام والنور»، ضارباً عرض الحائط بشارة السلام في الأرض، والمسرّة بين الناس التي حملتها الملائكة وهي تبشّر بميلاد المسيح عليه السلام.فالصهاينة اليهود هم ألدّ أعداء المسيح وأمه الطاهرة مريم العذراء، عليهما السلام.والمعروف أن الدولة الثانية بعد الولايات المتحدة التي لا تزال تمدّ الكيان الصهيوني بالمساعدات العسكرية، هي ألمانيا، والتي يحكمها ائتلاف من أقوى أحزابه، الحزب الديمقراطي المسيحي، وهو ذو خلفية مسيحية.ومع ذلك فإن ألمانيا لا تتصرّف وفق تعاليم المسيح، عليه السلام ومبادئه السلمية، وتتمادى في دعم الإرهابي نتنياهو، وفقدت بذلك خصوصيتها المسيحية.لا تختلف فرنسا وبريطانيا وبقية دول الاتحاد الأوروبي عن ألمانيا، باستثناء جمهورية ايرلندا، التي كان لها موقف مخالف لهذه الدول، مطالبة بفرض عقوبات شديدة على الكيان الصهيوني من أجل وقف عدوانه على غزة.أعياد الكريسماس في الغرب، أصبحت مجرد أسواق تجارية ليس لها أي معنى إنساني، تُعرض فيها أنواع كثيرة من البضائع وهدايا العيد، ويتقاطر الناس عليها بشراهة من أجل الشراء.لم تشهد البشرية السلام منذ أن تسلّم الغرب المسيحي زعامة العالم، فقد اندلعت في أوروبا المسيحية، حربان عالميتان خلال النصف الأول من القرن العشرين، قتل فيهما عشرات الملايين من الأوروبيين، ودمرت مدن بأكملها.ولو اندلعت حرب عالمية ثالثة، فستكون بين المسيحيين الروس الأرثوذكس، والمسيحيين الأميركيين وحلفائهم الأوروبيين من الكاثوليك والبروتستانت، وكلا الطرفين يدّعيان أنهما من أتباع المسيح، ويحتفلان في كل عام بعيد ميلاده عليه السلام، بينما لا تزال الحرب قائمة بينهما على أرض أوكرانيا، وقد مرّت عليها الذكرى الثانية للكريسماس، ولم تشهد ساحة أوكرانيا «سلاماً ولا مسرة».حقاً، عيسى عليه السلام، بريء من زعامات الغرب، فهم أبعد ما يكونون عن تعاليم عيسى، عليه السلام، وإن ادعوا محبتهم له، وتمسّكهم بالكتاب المقدّس، فرسالتهم، هي سفك دماء البشرية، وغزة خير شاهد على ذلك.

حمد الحمد

النذل!!
«النذل» ليس عنواناً لأحد الأفلام الأميركية، إنما كانت هناك حكاية...ففي منتصف التسعينات، كنت في دورة تدريبة في جنيف، وهناك كونت «قروب» من أربعة من العرب، أنا أحدهم، وهم من المشاركين في الدورة. وفي المساء كنا في لوبي الفندق نتباحث أين نذهب للعشاء، ونحن نتحدث، إلا وعلى رؤوسنا يقف شاب عربي، قدم نفسه، وقال إنه يعمل في البنك الإسلامي الفلاني...سمعنا كلمة إسلامي وشعرنا بالاطمئنان. وقال إنه يعرف المطاعم وبامكانه أن يقترح أحدها ووافقنا.أخذنا لأول مطعم، ودفع زميلنا الأردني. وفي اليوم الثاني أخذنا لمطعم آخر، ودفع الليبي. وفي اليوم الثالث، دفع السعودي. ولم يتبق إلا أنا، حيث أخذنا ذلك الشاب لمطعم، وكان معه صديق شاركنا العشاء، وأصبحنا 6 أشخاص، وأنا الكويتي دفعت قيمة العشاء.بعدها ضرب ذلك الشاب على صدره، وقال إنه سيدعونا غداً لمطعم محترم والحساب عليه. وطبيعي لم نعترض لأنه تعشى على حسابنا لأيام عدة.جاء يوم دعوته وانتظرناه في لوبي الفندق ليأخذنا للعشاء، لكن لم يظهر ولم نره. هنا شعرنا بالإحباط لأننا خدعنا.وقال الليبي، إنه سينتظره حتى الفجر ليلقنه درساً... ولم يحضر!وبعدها بيوم كان قروبنا في الفندق، وكل شخص مع حقيبته بانتظار التاكسي للذهاب للمطار، إلا وصاحبنا الشاب يظهر من على بعد ويؤشر بيده يودع وبابتسامة، وكأنه يفتخر بخداعنا وبنذالته!السؤال: هل التقيت بأحد من نوعية كهذه؟! الاحتمال وارد، فهذة الفئة، وإن كانت قليلة، تعتبر استغلال الناس شطارة، وتفتخر بما حققت... هذه الفئة هي، أرذل الناس!

د. حمد الجدعي

يحدث في ميدان الصياهد
مَن يعتقد أن دخول مشاهير «السوشيال ميديا» المفاجئ إلى ميادين الصياهد ومشاركتهم في مزاين الإبل، عبثي، أو أن سوق الإبل مجرد بوابة خلفية لغسل الأموال أو الترويج للممنوعات، فهو واهم.ومن يظن أن المملكة العربية السعودية تترك مجال الإبل خارج إطار السيطرة والاهتمام والقانون، فهو أيضاً واهم.ما يحدث في مزاين الإبل في المملكة العربية السعودية ليس وليد صدفة أو حالة فوضوية، بل إنه مشروع مدروس بعناية ومفهوم بعمق، فالدخول إلى هذا الميدان يخضع لموافقات رسمية ودعم وتشجيع من السلطات الرسمية، وهو جزء من رؤية المملكة التي تنظر إلى الأفق البعيد، متجاوزة حدود النظرة التقليدية لموروث الإبل.تحويل سوق الإبل إلى مشروع اقتصادي ضخم وقبلة سياحية عالمية، ليس قراراً عشوائياً، فكما تطورت الأسواق العالمية للبقر والخيل لتصبح جزءاً من الاقتصاد العالمي، تسعى المملكة لتحويل هذا التراث الخليجي إلى قوة اقتصادية متكاملة.الإبل، التي كانت تُعرف بـ «سفن الصحراء»، لم تعد مجرد رمز تراثي لخليجنا العربي، حيث إن المملكة تعمل على إعادة تعريف هذا الموروث ليصبح سوقاً عالمية متكاملة تشمل لحوم الإبل، جلودها، وبرها، وألبانها، إضافة إلى جعلها جزءاً من التجربة السياحية التي تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم، ولعل دولة الإمارات الشقيقة كانت قد بدأت بهذه الرؤية في السنوات الأخيرة.الخطوات التي تتخذها المملكة ليست مجرد استثمار في التراث، بل هي رؤية اقتصادية واضحة تهدف إلى تنويع مصادر الدخل الوطني، وتحويل مهرجانات الإبل إلى منصات اقتصادية وسياحية تعزّز الناتج المحلي وتسهم في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030.قد يبدو للبعض أن ما يحصل في مزاين الصياهد هذه الأيام، غريب أو عبثي، لكن المستقبل قد يحمل مشهداً مختلفاً تماماً، ربما نسمع قريباً عن مشاركة وفود أميركية أو أوروبية في مزاين الإبل، أو عن تنافس عالمي في «شوط الحمر»، أو حتى عن مستثمرين عالميين يسعون للدخول إلى هذا السوق المزدهر.ما يحدث اليوم في المملكة ليس إلّا البداية، الإبل التي كانت رمزاً للبداوة، تتحول الآن إلى رمز اقتصادي عالمي يعكس رؤية المملكة الطموحة لتوظيف تراثها في بناء مستقبل اقتصادي مستدام.ودمتم بود...

مقالات

د. عبدالله سهر

أسوار الكويت وسور الصين... أيهما عظيم؟
لا شكّ من أن سور الصين، الذي شيد قبل أكثر من ألفي عام، عظيم في بنائه وسحيق في تاريخه وتحفة في هندسته المعمارية وشاهق في طوله حيث بلغ أكثر من 21 ألف كيلو متر، وقد اخترق الجبال والأنهار والوديان والصحاري القفار؛ لكنه لم يحقق الهدف الأساسي الذي بُني من أجله وهو حماية الإمبراطوريات الصينية من الغزاة والمحتلين!لقد استطاعت السلالات الإمبراطورية المتعاقبة في الصين تشييد أعظم سور في العالم مبني من الصخور الصلبة وبارتفاعات شاهقة، لكنه لم يحمِها من الغزاة الذين كانوا يجدون طريقهم لاختراق السور من خلال تقديم الرشاوى للحراس لكي يدخلوا عبر البوابات ثم يعيثوا في المدن فساداً، وإسقاط تلك الإمبراطوريات بعد غزوها.في المقابل، استطاعت أسوار الكويت أن تحمي شعبها ونظامها من الغزاة والطامعين منذ نشأتها قبل أكثر من أربعة قرون على الرغم من أن الأسوار الثلاثة كانت مبنية من طين وحجر بحر هش، وبطول يقارب 7 كيلومترات.أسوار الكويت الثلاثة لم تبن الإنسان الكويتي، ولكن هذا الإنسان هو الذي بناها، وهنا يكمن السر.لقد بنى الكويتَ إنسان متسامح منفتح ومثابر مغامر لديه ثقة بنفسه وبمجتمعه ونظامه.هذا الإنسان هو الذي استطاع أن يبني سوراً ليمكث ويتمسك بأرضه ويدافع عنها ولم يقبل بالمساومة على ولائه، هو ذاته الإنسان الذي انفتح على العالم المحيط به والبعيد كي ينوع من ثقافته ويزدهر. على الرغم من هدم أو اندثار معظم تلك الأسوار في ما عدا بواباتها، إلا أن الإنسان الكويتي قد حمل تراث تلك الأسوار الثلاثة فبقيت في وجدانه لتورث له منظومة قيم سياسية واجتماعية قد تآلفت في شكل صناعة وطن متميز بإنسانيّته وعطاءاته.لذا، عندما حاول الطامعون بالكويت على مدى القرون الأربعة شق طريقهم لغزو الكويت لم يجدوا في سبيلهم خائناً واحداً يمكنهم من ذلك، ولقد تجسد ذلك ناصعاً في ألوان ملحمة التصدي للغزو الغاشم، حتى أبهر العالم وشعوبه بهذا الولاء والعطاء.الصين بعد دروس الماضي قد تعلّمت فولجت في بناء ثقافة إنسان جديد يثق بنفسه وقدراته، فاستطاعت أن ترتقي إلى صفوف الدول العظمى أو الأعظم في الوقت الراهن. لم ترتق الصين إلى هذه المرتبة الدولية بسبب سورها العظيم بل من خلال بناء إنسان عظيم يعشق التحدي ويصنع المستقبل بيده.علينا أن نتذكر دائماً، بأن عظمة الكويت تكمن في إنسانها ونظامها وتاريخ نضالها وتراثها المتسامح والمتعايش مع التعددية استناداً إلى حكمة عظيمة نطق بها الخالق عز وجل حينما قال: «يأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوٓاْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ ٱللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ».فالأكرم عند الله هو الأتقى، والأتقى هو الأعدل استناداً لقوله تعالى: «ولا يجرمنّكم شنآنُ قومٍ على ألّا تعدلوا اعدلوا هو أقربُ للتقوى».إذاً، فالعدالة هي التي تؤسس الإنسان والمجتمع القويم، وهذا ما يميز الكويت... عدالتها التي تأسست عليها ثقافة وحكمة أسوارها العظيمة.

منى الوهيب

القلة القليلة...!
إنّ تنمية الشعور بالمسؤولية، من المحاور الكبرى التي حثّت عليها الشريعة لتحمّل المسؤولية تجاه السلوك الشخصي وتجاه المجتمع والحياة العامة، فالإنسان مسؤول عن المحافظة على دينه وتدينه من خلال أداء الواجبات والبعد عن المحرّمات، وهو في الوقت ذاته مطالب بتقديم النصح والإرشاد للناس، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. والإنسان كذلك مطالب بالمحافظة على عقله من خلال التأكد من سلامة معتقداته، وحفظ عقله من الضلال والأفكار والتوجهات المدمرة.إنّ من الأدوات التي تساعدنا على تنمية الشعور بالمسؤولية، تجاه أنفسنا ومجتمعنا، الثقة بالنفس فهي من تجعل المرء قادراً على القيام بالمهمات، وإنجاز الأعمال، ويستطيع طرح الأفكار، والقيام بأعمال لا يستطيع القيام بها إلّا القلة القليلة.إنّ الواثقين بأنفسهم يندفعون إلى التفكير خارج الصندوق وطرح المبادرات الجديدة وتأسيس الأعمال غير المألوفة في بيئاتهم. من هنا ندرك أن المزيد من الثقة بالنفس يعني المزيد من الشعور بالقدرة على تحمل المزيد من المسؤولية، والعكس صحيح.إنّ التجارب الناجحة التي يخوضها الإنسان بعد ما بلغ درجة حسنة من النضج، تعينه على إزالة ذلك الشك الذي يصاحبه في حقيقة ما يملكه من قوة، ومن حجم ما يستطيع القيام به من العمل، مهما كان عارفاً بنفسه وقدراته... ومهما كانت درجة ثقته بنفسه، فهي تمحو هواجس المخاطرة، وما يترتب عليها من فشل وانكسار، وخوض المزيد من التجارب الناجحة يشجع على المزيد منها ويدفع الإنسان إلى تحمّل مسؤوليات أكبر من أي مسؤولية تحمّلها في تاريخه الشخصي، ولهذا فإنّ ما نحققه من نجاح ليس ضرورياً بسبب قيمته الخاصة، وإنما هو مهم لتحقيق المزيد من النجاح بتحمل المزيد من المسؤوليات، ووضع المزيد من الخطط المستقبلية.إنّ الطموح يدعو دائماً إلى توليد الخطط والبرامج المستقبلية، والتي تولّد لدى واضعيها الشعور بالمسؤولية عن تنفيذها، وللمجتمع دور كبير في تنمية الشعور بالمسؤولية لدى الأفراد، خصوصاً إن كان مجتمعاً على درجة عالية من التنظيم، لأن التنظيم يحدد المسؤوليات بشكل جيد. فالواحد منا لا يستطع العيش في مجتمع منظم وطموح من دون أن يحمل هذه المعاني، ويجسّدها في سلوكه.M.alwohaib@gmail.com@mona_alwohaib

د. وليد التنيب

تساقط أحجار الدومينو...
الدومينو لعبة شعبية قديمة اختلف على من اخترعها، هل هم الصينيون أم الفرنسيون أم الإيطاليون، حتى ان هناك من أكد أن من اخترعها هم البابليون، أي أن هذه اللعبة اختلفت الروايات أين وكيف اخترعت؟أما من أين أتت تسمية دومينو، فهناك نظريات مختلفة... فالنظرية الأولى تقول إنها أتت من اللغة اللاتينية ومازال اسم دومينو يطلق على الأشخاص، سواء الرجال أو النساء.ومعنى كلمة دومينو باللغة اللاتينية «من الرب».أما النظرية الثانية فتقول إنها جاءت من اللغة الفرنسية وترمز كلمة دومينو إلى غطاء الرأس الذي كان يرتديه الكهنة في فصل الشتاء، وهو غطاء باللون الأبيض والأسود.إحدى الألعاب التي اشتقت من أحجار الدومينو لعبة صف أحجار الدومينو بتسلسل ومسافات محسوبة بدقة، وعند إسقاط الحجر الأول تتسب حركة إسقاطه بإسقاط الحجر الذي يليه، وهكذا يتوالى سقوط بقية الأحجار جميعها.وطبعاً سقوط بقية الأحجار يعتمد على براعة من صف هذه الأحجار ودقة حسابه للمسافة بين كل حجر والمهارة الحقيقية تأتي من كيف يحافظ من يقوم بصف الأحجار على عدم سقوط أي حجر قبل اكتمال صف كامل الأحجار.وأترك لك عزيزي القارئ بقية المقال، لتكمله أنت باستخدام خيالك وفطنتك لمعرفة أين كان، ومن كان الحجر الأول الذي أدى سقوطه للاحداث العالمية التي جميعنا نتابعها.أما من صف الأحجار؟ وما هي الأحجار؟ وهل صفها ببراعة ومهارة فهذا بحاجة ان تبتعد عن المشهد قدر الإمكان لتشاهد اللعبة بشكل أوسع لعلك تكتشف من صف الأحجار.وأرجوك لا توجه لي سؤال، هل لعبة الدومينو حلال أم حرام ...؟

ضاري الشريدة

وعاد بريق الكويت
إنّ بطولة كأس الخليج منذ تأسيسها، لم تأتِ فقط لخلق منافسة رياضية شريفة فحسب، بل جاءت لتقريب أبناء الخليج من بعضهم البعض، عبر منافسات المباريات، والتقاء الوفود الرياضية والإعلامية والرسمية.واليوم نقطف ثمارها الجميلة مع كل بطولة خليجية بل وننتظرها بفارغ الصبر. وها نحن اليوم في الكويت، نشاهد كم المحبة والأُلفة والتقارب بين أبناء الخليج من بوابة الرياضة، في هذا العالم الصاخب وفي ظل منطقة محيطة ملتهبة سياسياً، فما أحوجنا للتقارب والوحدة أكثر فأكثر، تحت مظلة رؤى استثنائية لحكام وقيادات الخليج السابقين، رحمهم الله، والحاليين أطال الله في أعمارهم جميعاً.بطولة كأس الخليج تبلورت ونشأت قبل قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية بأكثر من عشر سنوات.وحسب ما قرأت بأن الفكرة انطلقت من مائدة عشاء جمعت سمو الأمير خالد الفيصل آل سعود، والشيخ محمد بن خليفة آل خليفة، مع العديد من الشخصيات الرياضية الخليجية، وقد لاقت الفكرة قبول واستحسان الجميع.ومن ثم انطلقت البطولة رسمياً في عام 1970 من الجميلة البحرين، واستمرت هذه البطولة الرائعة والتي ساهمت بشكل كبير في تطوير كرة القدم الخليجية، التي فرضت نفسها في المنافسات الإقليمية والقارية، بل ووصلنا إلى حد تنظيم أكبر بطولة عالمية المتمثلة بكأس العالم 2022 التي استضافتها العزيزة قطر.الأجواء التي نعيشها اليوم في الكويت هي أجواء استثنائية بلا شك، ولا أبالغ حين أقول إن الكويت عاد إليها بريقها الذي افتقدناه منذ زمن، بعيداً عن حدة المنافسة في الملاعب.الجميع يشعر بالسعادة والود الكبير بين كل شعوب الخليج، وهذه برأيي الثمرة الحقيقية، وهو جوهر ومضمون بطولة كأس الخليج.دول الخليج العربية تربطها صلات أكبر وأعمق من الرياضة، فهناك التاريخ المشترك والتقارب الثقافي الكبير، ووحدة الأصول، والنسب والمصاهرة وروابط الدم، إلا أن الرياضة جاءت لتتوج هذه المحبة وهذا التقارب الكبير، والفوز الحقيقي هو للجميع بلا استثناء، فوزنا في هذا الكم من الود وهذه المشاعر الصادقة التي جلبتموها معكم في زيارتكم للكويت يا أهل الخليج، كقيادات وكرياضيين وكإعلاميين وكجماهير، الكويت مزدانة بوجودكم، فأنتم جميعا «ملح» البطولة، وأحد أسباب نجاحها وظهورها بهذا الشكل الرائع.كل القائمين على تنظيم «خليجي 26» أياً كان موقعهم، أقول لكم شكراً من القلب، جهودكم واضحة وكبيرة ومقدرة. ولأهلنا أهل الخليج أقول نوّرتوا الكويت، فجمال التنظيم ووجودكم بيننا اليوم أعاد للكويت بريقها السابق، وستبقى بلادي عروس الخليج بحِكمة قادتها، وبوجودكم دائماً إلى جانبنا.وخزة القلم:أصوات نشاز خلال هذه الأيام تتعمد الإساءة أو الانتقاد، أو إثارة نعرات معينة لإفساد حالة الفرح، إلا أن الإيجابية هذه المرّة صوتها أكثر صخباً وارتفاعاً!X: @dalshereda

د. تركي العازمي

... «لا تسألوا عن أشياءَ...»!
أستشهدُ هنا بالآية الكريمة «يأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياءَ إن تُبدَ لكم تَسُؤكم»... والتي جاء في تفسير هذه الآية لابن باز، رحمة الله عليه،... «لكن كونه، يقصد الإنسان، يسأل عن أشياء لا دخلَ له فيها، أو يبحث عن عيوب الناس، وإن تبد له تسؤهم، هذا معروف، منهي عن هذا الشيء، لأن هذا يفضي إلى معرفة عورات الناس، وتتبع عوراتهم، وهذا لا يجوز، الرسول، صلى الله عليه وسلم، يقول: (لا تتبع عورات أخيك)»!إنّ الآية والتفسير يعدان مسطرة مستقيمة في طريقة التعامل سلوكياً مع إخواننا في ما نعرف ومن لا نعرف.تبقى الأمور الشخصية محصّنة شرعاً وعرفاً «عيب».أما خلاف ذلك من تتبع ما يمس شؤوننا من منظور النقد المباح فلا بأس به إذا خرج من أهل الاختصاص وإن ظهرت شبهات معينة فعلينا أخذ المعلومة الصحيحة من مصدرها.في الآونة الأخيرة، لاحظنا البعض يتابع سفاهات «لا معلومات حقيقية» ينشرها بعض الناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا من شأنه شق وحدة الصف بين أطياف المجتمع وفئاته.ومن بعض التساؤلات المباحة التي يطلقها بعض العقلاء عن مفهوم الإصلاح الإداري والمجتمعي هو: متى يتحقق العيش الرخاء؟ ومتى نشاهد ونلتمس الشفافية في التعامل مع القضايا التي تهم المواطن الكويتي من تطوير التعليم، رفع مستوى الرعاية الصحية، إصلاح الطرق، تنويع مصادر الدخل، تنفيذ مشاريع تنموية عملاقة وغيرها من الأمور؟أعتقد أن غياب الشفافية قد فتح الباب أمام الكثير للترويج لهذه التساؤلات، وإن كان بعض المطلعين على خفايا الأمور لديهم المعلومات حولها، لكنهم غير مخولين في عرضها لدواع أخلاقية وتنظيمية.أرى أننا بحاجة إلى الشفافية في التعامل مع ما يهم المواطن الكويتي... والشفافية ركن أساسي من أركان مكافحة الفساد بشقيه الإداري والمالي.هل كل ما ينشر صحيح؟... في الغالب غير صحيح.أخشى على مجتمعنا من المنافقين المتسلّقين فهؤلاء أخطر ما يمكن!نريد الشفافية في التعامل مع الملفات العالقة وإن كان بعض الجهات، مثل «الداخلية» و«الإعلام» و«الشؤون» الأكثر نشاطاً في عرض مرئياتها وتعاملها مع الملفات الخاصة بها بشفافية.وأنا على المستوى الشخصي وبحكم مجال تخصصي، أرى أنه حريٌ بالسلطة التنفيذية عرض برنامج العمل الحكومي بشكل شفاف.الزبدة:وإلى أن يخرج لنا برنامج العمل الحكومي، نتطلع إلى قرارات تصب في صالح المواطن البسيط والمثقف وذوي الخبرة.إنّ الأوطان كما ذكرت مراراً تُبنى بسواعد أبنائها من أهل الشرف والأمانة الذين يتحدثون من واقع تجربة «خبرة» وعِلم ومعرفة... الله المستعان.terki.alazmi@gmail.comTwitter: @TerkiALazmi

د. عبدالرحمن الجيران

تقبيح الوطنية؟
يقول دعاة الهدم والفوضى إن الوطن للغني وحده والمتنفذين أصحاب المحسوبيات، وإنه لا وطن للفقير ومحدود الدخل ومن ينشد العيش الكريم! وإن المقصود من هيبة القانون وقوة الوطن هو حماية الدولة التي يسيطر عليها الأغنياء؟ وأصحاب النفوذ وبارونات المصالح!والذي نُنْكره ولا يُنكره أعداء الوطنية والفوضى هو تقبيح الوطنية على إطلاقها وإقامة هذه العلاقة الإنسانية بين الإنسان ومسقط رأسه على أساس واحد وهو أساس (البيزات) (الفلوس) وتوزيع الهبات ومنها (الجنسية) على الأقارب!ومن تحصيل الحاصل أن يقال إن الوطنية على هذا الأساس - سالف الذكر - تقترن بكثير من الشرور والأخطاء ومن تحصيل الحاصل أن يقال إن الحياة نفسها ما خلت قط ولن تخلو أبداً من شرورها وأخطائها ولكن من اللغو أن نحكم من أجل هذا بإلغاء الحياة والوجود أو إلغاء الوطنية!وأن نعتقد ولو للحظة أن النظام الذي نستبدله بالوطنية سيأتي إلينا معصوماً من كل نقص مبرأً من كل عيب؟ وفي المثل القديم (الناس مشكاهم لله) حيث إن في نفوس الناس أشياء جمّة لا تحكمها الفلوس ومنها الغيرة الوطنية الصادقة التي تعلموا منها دروس التضحية والنخوة، وهانت عليهم أرواحهم وأرواح أبنائهم في سبيلها (وانظروا في حرب الجهراء وما قبلها التي خاضتها الكويت بحكامها ورجالها) في الوقت الذي لم يكن هناك رواتب للموظفين إنما هي القيم، وهي الكويت بأميرها وشعبها الوفي الأبّي، وانظروا واقرأوا جيداً تضحيات شباب الكويت - رجال ونساء - خلال الغزو العراقي الغاشم، فليس تاريخ الكويت تاريخ بنك أو شركة تجارية حتى نرجع بأطوار الإنسانية إلى توزيع الأسهم والأرباح وتدبير وإدارة الحِصص، ولو كان المال وحده كافياً لخلق الأوطان وإقناع الناس بالتضحية لما كانت هناك حاجة اليوم مع وجود الوفرة المالية إلى الإيمان بالقيم والثوابت المجتمعية (والمواطنة الحقّة)، قال صلى الله عليه وسلم (إنكم لن تَسَعُوا الناس بأموالكم).كلا، ليس تاريخ الأوطان تاريخ حيازات زراعية وصناعية أو شاليهات ولا شركات مساهمة، وإنما نرجع إلى تاريخ الأوطان فنعلم يقيناً أنها تقوى وتزدهر بمقدار ما في النفوس من الشجاعة والإقدام والتضحية والصبر على الشدائد وشظف العيش والأيام العصيبة ومواجهة التحديات لحماية بلدهم من خلال الاستعانة بالله، ثم الإرادة الجازمة بالتسلح بالعلم والتعلم والحلم والتحلّم كما فعل - الرعيل الأول - وإنما تزول الأوطان وتضعف القوة وتذهب الهيبة كلما استسلمنا للجدل الدائر في مواقع التواصل الاجتماعي وللترف الفكري، وغلبت علينا الشهوات والماديات فذهبت الفضيلة وحلت مكانها الرذيلة.فلا جَرَمَ أن هذا فعل دعاة الفوضى والهدم في كل المجتمعات التي أصابها ما أصابها من أفعالهم حيث استداروا على الوطن لتدنيسه، والآن تفرغوا للإسلام والحنيفية السمحة، فزعموا أنه يتعارض مع الوطنية ونعتوه بالعنصرية وعدم قبول الآخر؟وختاماً، أقول إن سوء التغذية مشكلة عالمية ولجميع الطبقات ولم يقل أحد من أجل هذا إن الطعام باطل أصلاً وفصلاً وإنه يجب الكف مستقبلاً عن الأكل والشرب!ومن لغو الحديث أن نقول إن الضمير الإنساني عليه أن يكف عن الاعتقاد وعن التدّين لأن بعض العقائد ممزوجة بالخرافات والخزعبلات!وليست المسألة في طعام الجسد ولا في طعام الروح لأن هناك أطعمة فاسدة وشهوات جامحة لا نهاية لها... وإنما المسألة أن هناك معِدة تطلب غذاء الجسد وهناك ضميرٌ يطلب غذاء الروح، وهناك في ما بيننا من يريد أن يدمر الوطنية! بالتزوير والازدواجية غير المشروعة والترقيع.فهل نعي هذا؟

مبارك الهزاع

الأطباق الطائرة... كذبة هوليوودية بلمسة مارفلية!
كم مرة رأينا تلك المشاهد الهوليوودية التي تُجسّد الأبطال الخارقين وهم ينقذون البشرية من كوارث على وشك الحدوث؟ مشاهد أسطورية يصنعها مخرج عبقري، تتسلل إلى قلوبنا وعقولنا وكأنها الحقيقة المطلقة. دعوني اليوم أسرد لكم واحدة من «أكبر كذبات العصر الحديث»؛ ألا وهي الأطباق الطائرة!قبل أن تُصدم عزيزي القارئ وتضع فنجان القهوة جانباً، دعني أخبرك أن هذه الأطباق الطائرة ليست كما يصورها الإعلام الغربي؛ فهي ليست مركبات لمخلوقات خضراء ذات عيون لوزية جاءت من «نبتون» أو «المريخ»! كلا، إنها صنيعة البشر أنفسهم.«الأطباق الطائرة»... بين الخيال العلمي والحقيقة في خمسينيات القرن الماضي، بدأت الولايات المتحدة بنشر إشاعات عن ظهور أجسام طائرة في السماء، وتحوّلت القصة إلى مادة دسمة للأفلام والمسلسلات. لكن هل فكرت يوماً لماذا ظهرت هذه القصص فجأة؟ الجواب بسيط: لتبرير الميزانيات الضخمة للبرامج العسكرية والأبحاث السرية.الأطباق الطائرة موجودة، نعم. لكنها ليست إلا جزءاً من مشاريع عسكرية فائقة السرية. تقنيات متقدمة طورها البشر، وتحديداً أميركا، لتبقى متفوقة عسكرياً على بقية دول العالم.هوليوود... البطل الخفي في القصةمثلما صنعت هوليوود شخصية «كابتن أميركا» ليكون رمزاً للقوة والحماية، تحاول أميركا اليوم لعب الدور نفسه على المسرح الدولي. ولكن بدلاً من درع «كابتن أميركا»، تقدم لنا «الأطباق الطائرة» كذريعة لحماية الأرض!أميركا تريد أن تقول للعالم «نحن الأبطال، نحن حماة هذا الكوكب، وبدوننا ستسقطون في قبضة المخلوقات الفضائية!» والنتيجة؟ دول العالم تدفع المليارات لواشنطن تحت ذريعة «حماية الأرض»، بينما تُستخدم هذه الأموال لتمويل مشاريع عسكرية تُبقي أميركا في المقدمة.سيناريو مارفلي بامتيازتخيل معي المشهد: يظهر مسؤول أميركي في مؤتمر صحافي عالمي، وبوجه مليء بالجدية يقول «لقد رصدنا تهديداً فضائياً يهدد البشرية!» تبدأ الدول الكبرى بالصراخ، والدول الصغيرة بالارتجاف، والدول الغنية بإعداد دفاتر الشيكات! إنها رواية مارفلية بامتياز، لكنها تحدث على أرض الواقع.ختاماً... مَنْ يخدع مَنْ؟القصة ليست عن «أطباق طائرة» ولا عن «تهديد فضائي»، بل عن لعبة سياسية اقتصادية، تجعل العالم يلهث خلف السراب، بينما تُواصل أميركا لعب دورها كبطل خارق.إذا رأيت طبقاً طائراً في السماء، لا ترفع يدك للسلام على مخلوق فضائي، بل فكر في الفاتورة التي ستدفعها دولتك تحت بند «حماية الكوكب»!

سارة النومس

كم دلواً يملأ ماءُ البحر؟
سؤال طرحته سارة، البالغة من العمر ستين عاماً، وهي ترى البحر للمرة الأولى في حياتها.إليكم الحكاية:التقيت بصديقة فلسطينية اسمها نجاح، تعمل مديرة مدرسة في بيت لحم، في الضفة الغربية بفلسطين المحتلة، وتهتم بالأنشطة الطلابية وتنمية قدرات المعلمات وتأهيلهن نفسياً، كي يقمن بواجباتهن على النحو المطلوب. التقيت بها في تركيا مع صديقات عدة، كل واحدة منا أخذت إجازة من عملها كي تبحث عن النقاهة، وتأهيل النفس إيجابياً.قالت لي نجاح قصصاً كثيرة لفتيات من فلسطين، الكثير منها قصص تفطر القلب، واستوقفتني قصة سارة، التي تعيش في الريف ببيت لحم مع والديها الطاعنين في السن... كان السفر بالنسبة لسارة عبارة عن انتقالها من الريف إلى المدينة والعكس، فمنطقتهم محاطة بسياج أمني يُمنَع اختراقه. طوال الـ 60 عاماً لم ترَ البحر، ولا تعرف التلفزيون أو التلفون، لذلك لم تكن تعرف ماء البحر، فضلاً عن أنها أمية.تعمل سارة عاملة نظافة في المدرسة، وتغمرها السعادة عندما تستمع لنقاش الطالبات مع معلماتهن.حصلت نجاح على رُخصة من الكيان المحتل بالذهاب في رحلة مع طالبات المدرسة إلى يافا لرؤية البحر. وطلبت نجاح من سارة الذهاب معهن في الرحلة، ووصفت حالة سارة بالذهول والخوف الممزوج بالسعادة، فأثناء رحلتهن في الحافلة كانت سارة تكثر من الأسئلة حول البحر، كم دلواً يملأ ماءُ البحر؟ هل للبحر نهاية؟ وهل بعد البحر الجنة التي نسمع عنها؟وعندما وصلن ركضت سارة وألقت نفسها في البحر من دون وعي، وهي سعيدة جداً.نعلم أن الطفل عندما يذهب أول مرة للبحر وهو في عمر الثانية أو الثالثة يكون في قمة السعادة، ثم يعتاد رؤية البحر في مراحل حياته حتى يصبح البحر أمراً عادياً، في الوقت نفسه تقف امرأة في الستين من العمر تضحك بسعادة غامرة، فأخيراً استطاعت رؤية البحر ولو مرة في حياتها قبل أن تموت.لا أستطيع أن أصف شعوري تجاه قصتها، فقد شعرت بأنني سعيدة لسعادتها، وحزينة لعيشها في وطنها من دون أن تنعم بخيراته وأمنه.