مقالات

د. خالد أحمد الصالح

إحياء أُمّة
الخير متأصل في أمتنا، معلومة لا تحتاج إلى تأكيد.كثير من أغنيائنا يخصّصون جزءاً من أموالهم لعمل الخير، هذه الأموال تُصرف عادة للمحتاجين من فقراء المسلمين، والقليل منها يُخصّص لمساعدة طلبة أو مرضى، لكن اليوم نحن بحاجة إلى تغيير لهذا النمط، نحتاج إلى متبرعين يخصّصون جزءاً من أموالهم لمساندة القيم.تخصيص الأموال للفقراء والمحتاجين من أبواب الخير العظيمة والمسلم لا يستطيع أن يخرج بزكاته عن أبواب الزكاة المحددة، ولكننا ننسى أن خالقنا -جلّ وعلا- جعل أبواب الصدقات لتسعة أبواب؛ ومجالات متعددة لاسيما ما يوصي به الأغنياء في تركتهم، ومن هذه الأبواب التي لا نراها متوافرة، رغم أهميتها، باب العلم الذي يُنتفع به.رسالتي إلى أغنياء أمتنا ممَنْ يفكرون بترك جزء من تركتهم لأعمال الخير، عليهم أن يخصّصوا صناديق لدعم القيم والحاجيات الأساسية التي تحافظ على أمتنا، فهذا الباب هو من الأبواب التي لا تنقطع بموت صاحبها أبداً.يمكن أن نتخيل صندوقاً لمحاربة الشذوذ؛ وصندوقاً للدفاع عن لغتنا العربية وإعادة مكانتها كلغة للعلم؛ وصندوقاً للتصدي لآفة المخدرات، مثل هذه الصناديق التي تتوافر لديها الأموال ستُساهم بلا شك في إحياء العلوم النافعة وعودة القيم النبيلة لمجتمعاتنا من أجل أجيال تفتخر بثقافتها.اليوم، إذا أردت مساعدة مرضى ستجد كثيراً من الأغنياء يسارعون مشكورين لمساعدتهم، ولكن إذا طلبت دعم مشروع لإنشاء جامعة باللغة العربية لن تجد أحداً يهتم، يشتكي الجميع من انتشار المخدرات ولم يتبنَ أحد من الأغنياء مؤسسة تقوم على العلم من أجل رصد وتحليل هذه المأساة وتوفير المصدّات والحلول لها، اليوم أيضاً، هناك هجمات تزداد شراسة في الإعلام الغربي من أجل اعتبار الشذوذ ممارسات طبيعية، تلك الهجمات لا تجد أمامها مصدات من مؤسسات تكشف زيف ادعائها وتُظهر حقيقة فطرة الإنسان السّوي.اليوم، نحن جميعاً نشاهد ما يحدث في بلادنا العربية من شراسة في الهجوم على لغة أمتنا، هجوم كاسح يسعى إلى إحلال اللغة الإنكليزية بدل لغتنا العربية، العلماء يعرفون خطورة ذلك على مستقبل أمتنا وعلى تقدمها ولكن لم يجدوا أحداً من الأغنياء يُخصص ثلثه من أجل إنشاء مؤسسة تقوم على البراهين للبدء في إنشاء المؤسسات العلمية والتربويّة التي تُعلّم باللغة العربية، لغتنا التي تحتاج إلى فرصة للمنافسة وإظهار الحقيقة.أسأل الله أن يقرأ هذا المقال مَنْ يستطيع أن يجعل جزءاً من ثلث موتاهم للقيم، فهذا العلم سيبقى أثره ليس على أشخاص بل على الأمة كاملة، كما أطلب ممَنْ مازالوا على قيد الحياة من الأثرياء الذين يبحثون عن باب ينفعهم في يوم لقاء ربهم، أطلب منهم أن يجعلوا جزءاً من أموالهم للعلم النافع بإنشاء مؤسسة ذات هدف محدد؛ وبأيادٍ أمينة تسعى، مثلاً، لإحياء لغة العرب وفتح المدارس التعليمية التي تكون لغتنا هي لغة العلم فيها، هذا هو المال الذي يُستثمر في إحياء أمّة.

علي الفيروز

«الصمت»... يُغذّي الإشاعة!
مازلنا إلى يومنا هذا نُعاني من الأخبار المضروبة والإشاعات التي لا تنتهي بين الناس تحت مسمى: «يقولون»، فتارة نسمع عن إلغاء مكافأة نهاية الخدمة أو تقليصها لموظفي الدولة، وتارة أخرى نسمع عن إلغاء مكافأة نهاية الخدمة لجميع العسكريين، ثم نسمع عن تعديل السن المطلوبة للتقاعد، ثم عن البصمة الثلاثية لجميع موظفي الدولة التي تكرّرت في تصريح قديم لديوان الخدمة يعود إلى قبل 3 سنوات مضت، وآخرها إشاعة إلغاء جميع الكوادر والامتيازات المالية في الدولة.وفي ضوء ما سبق ظل الناس خصوصاً موظفي الدولة مشغولي البال مترددين بقرارهم لا يعلمون ما النهاية، وما إذا كانت هذه الأقاويل فيها الجدية أو مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة، وفي المقابل ظل الناطق الرسمي السابق باسم الحكومة صامتاً ولم يرد بالوقت المناسب في حينها، ما جعل معظم موظفي الدولة في حيرة وتوتر دائم، منتظرين رد ديوان الخدمة على الأقل، فأصبحوا يتساءلون: هل يتقدم هؤلاء للتقاعد قبل اتخاذ أي قرار من الحكومة أم لا؟وفي حينها لاحظنا جلياً كيف تقدمت مجموعة كبيرة من الحقل التربوي إلى التقاعد أي حوالي 30 إلى 40 في المئة قد تقدموا بطلبات الإحالة إلى التقاعد في وقت قياسي، ومنهم بوظائف إشرافية ومديرو مدارس وإداريون خوفاً من الإفلاس من مكافأة نهاية الخدمة للكادر التربوي، ولكن في نهاية المطاف تم سحب جميع الطلبات بعد نفي الجهات المعنية.وما نريد قوله هنا إن إشاعة إلغاء مكافأة نهاية الخدمة ظلت هاجساً يحوم حول أمنيات وحقوق موظفي الدولة رغم نفي الناطق الرسمي السابق باسم الحكومة، ما يتم تداوله حول وجود أي توجه لدى الحكومة لتقليص مكافأة نهاية الخدمة أو المساس بها، كما أنه لا يوجد أي تعديل يتعلق بالسن المطلوبة للتقاعد، وما أُثير عن تصريح ديوان الخدمة بشأن البصمة الثلاثية كان تصريحاً قديماً!وبالتالي لاحظنا أن البلاد ظلت تُعاني من انتشار الأخبار غير الصحيحة «الإشاعات» من دون وجود جهة رسمية ترد سريعاً لتضع حداً لانتشار هذه الإشاعات إلى أن جاءت وكالة «كونا» الرسمية لتُطلق تطبيقها الإخباري على الهواتف الذكية، بالإضافة إلى منصة «مرصد كونا» الخاص بالتحقق من الأخبار المتداولة والرد عليها أي الرد على هذه الإشاعات المتداولة في وقت قصير، وهذا ما أردناه حقاً منذ البداية.فالأخبار المضروبة والإشاعات الكاذبة قد تنال من مكانة الحكومة، وبالتالي سرعة الرد عليها واجبة حتى لا تتوسّع وتصبح أكذوبة العصر أو ظاهرة سيئة، في حين كلنا يعلم أن للنقد والتعبير حدوداً ولكن من دون التجريح والتشويه للحقائق والتشهير بالأشخاص من دون دليل أو سند، كما أن حرية التعبير في الكويت مكفولة تحت إطار النقد البنّاء وليس تحت إثارة الأقاويل الباطلة والإشاعات.لذلك سعدنا كثيراً عند إنشاء «مرصد كونا» حيث ستكون هذه المنصة وسيلة فعّالة للرد على الإشاعات والأخبار المتناولة في وقتها المناسب، ناهيك عن قدراتها العالية في هذا المجال من خلال الوسائل المتاحة والكوادر الجيدة لديها وعلى رأسهم السيدة فاطمة سعود السالم، فالمرصد أصبح قادراً على متابعة الشأن الإعلامي ومتابعة منصات التواصل الاجتماعي للوصول إلى بيئة إعلامية تتميز بمصداقية عالية ودقة وموضوعية في العمل الجماعي الواحد.وفي الختام لا يسعني إلّا أن أشكر النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الدفاع وزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف، على سرعة تجاوبه في ما تم تداوله في الآونة الأخيرة في بعض وسائل التواصل الاجتماعي بشأن إلغاء مكافأة 36 راتباً لنهاية خدمة الضباط عند التقاعد، حيث نفى اليوسف هذا الأمر في حينه، مؤكداً أن هذا الموضوع لم يُناقش في اجتماع مجلس الوزراء، داعياً في وقت سابق إلى ضرورة تحري الدقة والمصداقية في وسائل التواصل الاجتماعي والخدمات الإخبارية الأخرى مع الحرص على أخذ مثل هذه الأخبار من مصادرها الرسمية.ولكل حادث حديث،،،alifairouz1961@outlook.com

عبدالعزيز الكندري

يجب أن نستعد للمستقبل!
لا شك أن المستقبل سيكون لصالح التكنولوجيا وفي جميع المجالات تقريباً في الصناعة والطب وحتى التسوق، والتقدم التكنولوجي أصبح يفوق حتى سرعة الخيال، لدرجة أنه بدأ يؤثر على جميع مناحي الحياة، وأصبح الإنسان لا يستطيع أن يعيش من دونه، والمستقبل سيكون مِلكاً للذين يستعدون له جيّداً.وتقنيات الذكاء الاصطناعي بدأت تختصر الساعات والأيام وفي بعض الأحيان الشهور، فتحليل الملفات والبحث عنها كان في السابق يستغرق وقتاً طويلاً، أما مع وجود هذه التكنولوجيا فقد أصبح الأمر يستغرق ثواني ودقائق، والذكاء الاصطناعي يجعل الآلات قادرة على التعلم من البيانات واتخاذ القرارات بناءً على تحليلات معقدة في ثوانٍ قليلة، ومن المتوقع أن تؤثر على الطب والتصنيع والمالية والتعليم، حيث يمكن للآلات الذكية أن تقوم بمهام معقدة، مثل التشخيص الطبي أو التنبؤ بالمشاكل في أنظمة الإنتاج، وتحليل الميزانيات، ومختلف العمليات.ويقولون إن هناك ملايين الروبوتات ستكون موجودة في السنوات المقبلة وتقوم بأعمال البشر، لدرجة بدأنا نشاهد في وسائل التواصل الاجتماعي روبوتات تؤدي أعمالاً لم يكن يتصورها الإنسان سابقاً. في المستقبل، ستصبح الروبوتات أكثر تكاملاً في حياتنا اليومية، من الروبوتات المنزلية التي تقوم بالأعمال الروتينية إلى الروبوتات الصناعية التي تعمل في بيئات صعبة أو خطرة.إنّ الأتمتة ستؤدي إلى تغييرات جذرية في سوق العمل، حيث ستُستبدل بعض الوظائف التقليدية بوظائف جديدة تعتمد على إدارة وصيانة الروبوتات.كذلك هناك الواقع الافتراضي والواقع المعزز هما تقنيتان تُستخدمان حالياً في الألعاب والترفيه، لكن تأثيرهما سيمتد إلى التعليم والرعاية الصحية في المستقبل القريب، وقد تحمل تقنيات تسمح للأشخاص بالتفاعل مع بيئات افتراضية تحاكي الواقع، ما يتيح تجارب تعلمية تفاعلية، كالجراحة التجريبية أو السياحة الافتراضية، وفي مجال التسوق يمكن للمستخدمين تجربة المنتجات افتراضياً قبل الشراء.ومن الآن يجب أن نفكر حول مستقبل الوظائف للأبناء والأجيال القادمة في عالم يعتمد على التكنولوجيا بشكل متزايد، والذي يعرف كيف يوظّف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي سيكون مطلوباً في سوق العمل، والقلق الحاصل من فقدان الناس وظائف هو في غير محله، ولكن ستكون هناك وظائف أكثر من الحالية ولكن تحتاج إلى استعداد مختلف، والاقتصادات الأكثر إنتاجية تولد المزيد من الثروة وتخلق أنواعاً جديدة من الفرص الوظيفية، ومن يأملون في التنافس لتحقيق النجاح والتقدم الوظيفي في المستقبل يجب أن يمتازوا بمهارة استخدام التكنولوجيا بشكل جيد.مهم على كل رب أسرة أن يخطط لأبنائه جيداً ويوضح لهم أهمية التكنولوجيا، حيث لو استمر الوضع على ما هو عليه من دون تغيير، فسنواجه مرحلة مختلفة من قلة الموارد وارتفاع التكاليف، في ظروف إقليمية صعبة ومتغيرة، لأن التخطيط للمستقبل هو صناعة ومن دون إدارة لن تتشكل هذه الصنعة.وحتى نكون عمليين، فإننا بحاجة إلى قيادات شبابية تفهم لغة العصر وهي (البرمجة) التي ستغير الكثير من الأعمال، ولدينا شباب تخرّج من أفضل جامعات العالم وبحاجة إلى الفرصة، ويجب توجيه الشباب للتخصصات المطلوبة لسوق العمل، فبأي منطق أن تذكر المؤسسات الحكومية بأن هناك تخمة وعدم حاجة في الكثير من التخصصات الجامعية مثل بعض تخصصات الهندسة، وفي الوقت نفسه ما زالت البعثات الداخلية والخارجية تبتعث شباب الكويت للتخصصات ذاتها غير المطلوبة لسوق العمل الآن... فما بالكم في المستقبل؟القطاع الخاص لا بد أن يكون له دور، وهو شريك أساسي في عملية التنمية والتقدم والتكنولوجيا وهو أسرع من الحكومة في اتخاذ القرارات، حيث إن الحكومة ستكون عاجزة عن استقبال الخريجين خلال السنوات المقبلة... يجب التفكير بهم من الآن حتى لا نزيد البطالة أكثر من الآن، والقطاع الخاص يمكن أن يستوعب الخريجين المميزين الذين يفهمون لغة العصر والذكاء الاصطناعي.

خيرالله خيرالله

إدارة ترامب والبعد الصيني – الإيراني لحرب أوكرانيا...
وضعَ فوز دونالد ترامب، في الانتخابات الرئاسية الأميركيّة أوكرانيا في مواجهة المجهول. لم يعد معروفاً هل يتغيّر الموقف الأميركي من الحرب الأوكرانية وتنتقل إدارة ترامب إلى عقد صفقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. كان لافتاً نشر صحيفة «لو موند» الفرنسيّة استفتاء للرأي العام الأوكراني إلى تمسك أكثرية الأوكرانيين برفض تقديم أي تنازلات لروسيا على صعيد التراب الوطني. هذا يعني بكل بساطة وجود قلق عميق في المجتمع الأوكراني، وهو قلق يزداد مع التقدم البطيء للقوات الروسيّة في الأراضي الأوكرانيّة.الأمر الوحيد الثابت أن الموقف الأميركي من الحرب الأوكرانيّة سيتغيّر مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. ليس سرّاً أن لدى ترامب نظرة مختلفة إلى حرب أوكرانيا التي يشنها فلاديمير بوتين على البلد الجار منذ 22 فبراير 2022.وعد الرئيس الأميركي الجديد – القديم أثناء حملته الانتخابية بوقف تلك الحرب في غضون 24 ساعة. بعد انتخابه في الخامس من نوفمبر الجاري رئيساً ارتأى التحدث إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. شارك في المكالمة الملياردير ايلون ماسك، الذي اختاره ترامب لوزارة الكفاءة الحكومية في الإدارة الجديدة.السؤال الذي سيطرح نفسه عاجلاً أم آجلاً إلى أي حدّ سيتغيّر الموقف الأميركي من أوكرانيا مع ما سيعنيه ذلك من تغيير في طبيعة العلاقة التي تربط الولايات المتحدة من جهة والدول الأوروبية من جهة أخرى؟بدأت تظهر إشارات إلى أن ترامب لا يستطيع القيام بأي تغيير إستراتيجي في الموقف الأميركي من أوكرانيا... إلّا ضمن حدود معيّنة. يعود ذلك إلى أسباب عدة. في مقدّمة هذه الأسباب أن أي تغيير سيعني انتصاراً روسياً في أوكرانيا. مثل هذا الانتصار سيؤثر على كلّ دولة أوروبيّة وسيؤدي إلى نوع من التفكّك الأوروبي. هذا أمر لا ترغب فيه الدولة العميقة في الولايات المتحدة بغض النظر عن موقف ترامب المعادي لحلف شمال الأطلسي (ناتو) وإصراره في الوقت ذاته على مساهمة أوروبيّة أكبر في موازنة الحلف.بات واضحاً أنّ ليس في استطاعة الإدارة الأميركية، التي سيكون على رأسها دونالد ترامب، الذهاب بعيداً في الطلاق مع أوروبا. تعتبر كلّ دولة من دول القارة العجوز أنّ تكريس الاحتلال الروسي لجزء من الأراضي الأوكرانيّة رضوخ لرغبات فلاديمير بوتين الحالم باستعادة أمجاد الاتحاد السوفياتي، أي إلى ما كانت عليه أوروبا قبل انهيار جدار برلين في مثل هذه الأيام من العام 1989.في حال سقوط أوكرانيا أمام الجيش الروسي، ستسقط دول أخرى قريبة منها تحت النفوذ الروسي، بما في ذلك بولندا التي عانت طويلاً من الاتحاد السوفياتي، كما عانت قبل ذلك من ألمانيا الهتلرية. إذا تركنا بولندا جانباً، ماذا عن دول البلطيق الثلاث (استونيا ولاتفيا وليتوانيا) التي سارعت مطلع تسعينات القرن الماضي إلى الانفصال عن الاتحاد السوفيتي.إضافة إلى ذلك كلّه، سيتعين على ترامب أن يأخذ في الاعتبار تحولات في غاية الأهمّية حصلت منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا. لم تفشل روسيا بجيشها الجرار في السيطرة على كييف فحسب، بل انكشف تخلف السلاح الروسي والهوة بينه وبين السلاح الغربي.يسعى بوتين إلى تصحيح هذه الفكرة عن السلاح الروسي وعن إداء الجيش الروسي نفسه في وقت يعاني المجتمع الروسي من أزمات عميقة، بينها أزمة شيخوخة المواطنين في بلد يرفض فيه الأزواج أن تكون لديهم عائلات كبيرة.مع مرور الوقت وتبيّن كم هي خاطئة الحسابات الأوكرانيّة لبوتين، زاد اعتماد روسيا على الصين وعلى المسيّرات الإيرانية. سقط الرئيس الروسي حيث لم يكن يريد السقوط يوماً. سقط في الحضن الصيني مضطراً. يؤكد ذلك اضطرار بوتين إلى الاستعانة بكوريا الشمالية كي يتابع حربه الأوكرانية. صارت هناك قوات كورية شمالية في روسيا. قسم من هذه القوات انتقل إلى الأراضي الأوكرانيّة المحتلة. لم يكن ذلك ممكناً لولا الرضا الصيني. لا يمكن لكوريا الشمالية اتخاذ مثل هذا القرار الخطير المتمثل بإرسال قوات إلى روسيا من دون موافقة بيجينغ (بكين) وغطاء منها.أصبح للحرب الأوكرانيّة بعد صيني، مثلما كان لها منذ البداية بعد إيراني. هذا التطور، الذي بدأ الأوروبيون يتنبهون له، لا يمكن إلّا أن يثير اهتمام الرئيس الأميركي المنتخب وقلقه. سيكون على ترامب، إذا كان يريد وقف الحرب الأوكرانيّة، إيجاد صيغة تحفظ ماء الوجه لبوتين الذي تحقق قواته تقدماً في أوكرانيا على الرغم من الخسائر الكبيرة التي تتكبدها. أي صيغة يمكن أن يقبل بها بوتين من جهة وأوروبا والرئيس الأوكراني من جهة أخرى؟الجواب أنّ ثمة صيغة معقولة تتمثل في فرض أمر واقع على أوكرانيا. تتلخص تلك الصيغة بتخلي أوكرانيا نهائياً عن شبه جزيرة القرم على أن يجري العمل على ترتيب انسحابات تدريجية روسية من الأراضي الأوكرانيّة الأخرى. هل هذا ممكن للخروج من المأزق الذي وجد فلاديمير بوتين نفسه فيه، كذلك أوروبا والرئيس الأوكراني؟

أ. د عبداللطيف بن نخي

نحن على طريق الخراب
ضمن كلمته الافتتاحية، بمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 29) المنعقد حالياً في باكو، عاصمة جمهورية أذربيجان، قال الرئيس الأذربيجاني رئيس «كوب 29» السيد/ مختار باباييف: نحن على طريق الخراب، الأمر لا يتعلق بمشكلات مستقبلية، فتغير المناخ موجود، علينا الآن أن نُظهر أننا مستعدون لتحقيق الأهداف التي وضعناها لأنفسنا، وهذه ليست مهمة سهلة.أول مؤشرات «الخراب» المناخي هو ما جاء في تصريح الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية سيليستي ساولو (Celeste Saulo)، بأن «هطول الأمطار والفيضانات القياسية، والأعاصير المدارية التي تتسارع شدتها، وموجات الحرارة المميتة، والجفاف المستمر والحرائق الكارثية للغابات التي شهدناها في العديد من دول العالم هذا العام، هي للأسف واقعنا الجديد، ولمحة عن مستقبلنا المنظور».كما أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن متوسط درجة الحرارة العالمية سجّل رقماً قياسياً بلغ 1.54 درجة مئوية فوق مستوى ما قبل النهضة الصناعية. في حين الهدف من اتفاقية باريس للمناخ هو الحد من زيادة درجة الحرارة العالمية في هذا القرن إلى درجتين مئويتين، مع السعي إلى الحد من الزيادة إلى 1.5 درجة مئويّة.من جانب آخر، يرى مراقبون بيئيون أن المؤشر البارز الآخر المثير للقلق، هو اقتران وتزامن هذا المؤتمر المناخي بتصريحات مدوية وتحرّكات عارمة داعمة لإنتاج واستهلاك الوقود الأحفوري. تصريحات وتحرّكات متنافرة مع خارطة الطريق «للتحوّل بعيداً عن الوقود الأحفوري» التي وافقت عليها العام الماضي الدول المشاركة في مؤتمر المناخ السابق «كوب 28» في دبي، فضلاً عن مخالفتها التوجّه العام لكل من اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ واتفاقية باريس للمناخ.من بين التصريحات المدوية، التأكيد المُكرّر من قبل الرئيس الأذربيجاني في كلمته الافتتاحية على أن النفط والغاز «هبة من الله»، ودفاعه عن البلدان المصدّرة للوقود الاحفوري بكونها بلداناً تلبّي حاجة الأسواق، مثلما لبّت أذربيجان حاجة الاتحاد الأوروبي للغاز، عندما طلب المساعدة لتعويض النقص الشديد في واردات الغاز الروسي.وحسب صحيفة بوليتيكو (Politico) الأميركية، نادراً ما تحتوي الخطب الافتتاحية في مؤتمرات المناخ السنوية على مثل هذا الدفاع عن الوقود الأحفوري، وبالتأكيد ليس من قبل الدولة المضيفة. ولكن يرى مراقبون سياسيون أن حدثين بارزين قد يكونان وراء هذا الدفاع العلني الاستثنائي عن الوقود الأحفوري من قبل الدولة المضيفة لمؤتمر المناخ الحالي «كوب 29».السبب الأوّل المحتمل هو الحملة الإعلامية الواسعة التي تعرّضت لها أذربيجان بعد تسريب مقطع فيديو، في يوم الجمعة الماضي، يُظهر الرئيس التنفيذي لمؤتمر «كوب 29» نائب وزير الطاقة في أذربيجان السيد/ النور سلطانوف، يتفاوض مع محقق سرّي من منظمة Global Witness بصفته ممثلاً عن EC Capital (شركة استثمارية «وهمية» متخصّصة في قطاع النفط والغاز) على إبرام اتفاقية لرعاية «كوب 29»، وفي الجلسة ذاتها يعرض سلطانوف مساعدة الشركة في عقد مناقشات مع شركة النفط الحكومية الأذربيجانية بشأن الاستثمار في قطاع النفط والغاز في بلاده.والسبب الثاني المحتمل هو إعلان الفريق الانتقالي للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، عزمه إعداد قائمة من الأوامر التنفيذية والإعلانات الرئاسية بشأن المناخ والطاقة، تشمل الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، والسماح لبلاده بمزيد من أعمال التنقيب عن النفط، حسبما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز».لا شك أن الانسحاب الأميركي المرجّح يعتبر من أبرز مؤشرات «الخراب» المناخي المنظور. فانسحابها سيضعف كثيراً الزخم الدولي لدعم وانفاذ الاتفاقية، وسوف يقلّل بوضوح الجهود الدولية المبذولة لخفض الانبعاثات العالمية من الغازات الدفيئة، وسوف يفاقم النقص في تمويل «المناخ»، وبالتالي سيضاعف الضغوط المتعدّدة الأطراف على الدول النامية «الغنيّة» للمساهمة السخيّة في التمويل. لذلك، على تلك الدول الاستعداد فوراً والتنسيق جيداً للتعاطي بحصافة مع هذه الضغوط...اللهم أرنا الحقّ حقاً وارزقنا اتباعه.abdnakhi@yahoo.com

سلطان ابراهيم الخلف

مسلمو ويهود أميركا في الانتخابات الرئاسية
انتهت الانتخابات الرئاسية الأميركية بفوز الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب، وهزيمة نائب الرئيس كامالا هاريس الديمقراطية، وقد صوّت غالبية المسلمين بنسبة 51 في المئة للمرشحة المستقلة اليهودية جيل ستاين من حزب الخضر، التي وقفت موقفاً مشرّفاً عندما ندّدت بجرائم الكيان الصهيوني، وطالبت بوقف حرب الإبادة التي يشنها على سكان غزة المحاصرين، وهو الموقف الذي كان يطالب به المسلمون كامالا هاريس، التي أدارت ظهرها لهم، وكان سبباً في التحوّل الكبير للتصويت للمرشحة المستقلة جيل ستاين، وخسارة كامالا لغالبية أصوات المسلمين التي كانت دائماً تصوت للحزب الديمقراطي، حيث وصلت إلى 20 في المئة، وهو هبوط حاد عن نسبة تصويت المسلمين التي بلغت 70 في المئة للرئيس بايدن في انتخابات 2020 الرئاسية وفاز فيها، ما يعني أن عامل حرب الإبادة على غزة كان عاملاً ملحاً، لعب دوراً كبيراً في تحديد موقف المسلمين من انتخابات الرئاسة الأميركية، إذا قورن بالعوامل الأخرى التي تتعلّق بحماية حقوق الأقليات وحرياتهم، ومكافحة العنصرية التي يتبناها الحزب الديمقراطي. لكن المفارقة أن 21 في المئة من المسلمين صوّتوا للمرشح الرئاسي ترامب، ولعله بناءً على تصريحه «الحرب يجب أن تتوقف» في زيارته إلى ديربورن، في ولاية ميشيغن المتأرجحة والتي فاز فيها، حيث تضم تجمعاً كبيراً من العرب والمسلمين.قضية الحرب في غزة لا تعني غالبية اليهود الأميركيين. دائماً يصوّت اليهود الأميركيون لمرشحي الحزب الديمقراطي، لأنهم أقلية تتخوّف من العنصرية وكراهية اليهود التي تنتشر بين اليمينيين المسيحيين المتعصبين، والذين يعتبرون القاعدة الانتخابية الرئيسية للحزب الجمهوري لأنه حزب محافظ. وقد صوّت غالبية اليهود بنسبة 78 في المئة للمرشحة كامالا هاريس، لكنهم أُصيبوا بخيبة أمل لعدم نجاحها في الانتخابات، الأمر الذي سيزيد من تخوفهم خلال فترة حكم الرئيس ترامب المقبلة، حيث لا تزال حادثة الاعتداء على كنيس في مدينة بتسبرغ في 2018، الذي قتل فيه 11 يهودياً على يد متطرّف مسيحي أبيض ماثلة في أذهانهم، وهم يخشون تكرار حوادث الاعتداءات عليهم في عهد الرئيس ترامب المقبل، فقد وقعت حادثة بتسبرغ في عهده، وكانت مشاعر الكراهية لليهود وللأقليات الأخرى متأججة في فترة رئاسته السابقة، كما أنهم يرون في خطاباته العنصرية ما يشير إلى معاداة اليهود.ومع ذلك يظل وضع اليهود في أميركا أفضل بكثير من وضع المسلمين، فالإدارة الأميركية سواءً كانت ديمقراطية أم جمهورية تحرص على حماية مواطنيها اليهود، والدفاع عن الكيان الصهيوني، ودعم جرائمه في فلسطين المحتلة، على عكس موقفها من مواطنيها المسلمين والعرب الذين يعانون من التفرقة وضياع الحقوق والاعتداءات العنصرية التي تفوق كثيراً ما يتعرّض له اليهود.

كمال الخرس

ضبابية مصطلح «الدولة العميقة»
قفز مع الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة مصطلح «الدولة العميقة» ليعلل عبره بعض من المحللين السياسيين ما أفرزته صناديق الاقتراع من فوز دونالد ترامب، فوزاً كاسحاً بالعكس من أكثر التوقعات التي كانت ترجح كفة مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس.تتكلم قواميس المصطلحات وبالخصوص منها السياسية عن مصطلح الدولة العميقة فتصفه بأنه شبكات سرية أو خفية من جهات غير منتخبة وأخرى حكومية ورموز مالية وأحياناً عسكرية تؤثر على صناعة وصناع القرار.والمشكلة الآن أن هذا المصطلح واسع التعريف وغير المحدد بالتوصيف والذي عكس زعماً حالة معينة، أصبح عنواناً لما لا عنوان له وأصبح وصفة لغوية سحرية يتهرب منها بعض من المحللين السياسيين والكُتّاب وبعض وسائل الإعلام في وصف الوضع السياسي أو الموقف السياسي في بلد ما، ويكتفون بإطلاق وصف الدولة العميقة للهروب السهل والكسول أحياناً من توصيف الحالة السياسية المنشودة وصفاً دقيقاً.فمثلا هناك من يختصر تسمية القوى المؤثرة في السياسة الأميركية بإطلاق وصف الدولة العميقة، بينما هناك وصف ملموس وغير مخفي للقوى التي تؤثر على صناعة القرار والتي يسعى الحزبان الرئيسيان الجمهوري والديمقراطي لنيل دعمها.لماذا دونالد ترامب، حالياً وعكس ما كان عليه في فترة حكمه السابقة، أصبح مع تخفيف استخدام الحظر الاقتصادي على الدول وأصبح ضد استخدام الدولار كسلاح، وأصبح مع إيقاف الحروب كما أعلن وكما وعد ناخبيه الذين صوّتوا ضد حزب الحرب حالياً وهو حزب بايدن وهاريس، لأن مجموعة المصالح المتعددة ضغطت وتضغط من أجل مصالحها بتخفيف استخدام الدولار كسلاح حتى لا يفقد مكانته، وكذلك مجموعات المصالح ذات الطابع الاقتصادي هي مع فتح آفاق تجارية جديدة لأميركا وهذا يتطلب إيقاف الحروب.المصطلح والوصف السهل الذي يرتاح في طرحه كثير من المحللين باستخدام «الدولة العميقة» في أميركا، يمكن وصفه بشكل أدق وهي مجموعات المصالح وما تمثله من مجاميع ضغط ولوبيات سياسية واقتصادية وغيرها.هناك مجموعات ضغط من شركات النفط الكبرى التي تشكل جزءاً من مجاميع الضغط أو التأييد للسياسيين لحماية مصالحها، مثلاً تضغط من أجل تخفيف الضغوط عليها بخصوص المناخ على سبيل المثال.وهناك مجموعة السلاح مثل جمعية البندقية الأميركية التي تؤثر على صناعة القرار. وهناك لوبيات معروفة في قوة تأثيرها كاللوبي الصهيوني أو اليهودي في أميركا والذي تنطوي تحته عشرات القوى اليهودية المالية والصناعية والسياسية والاقتصادية في أميركا ومن بينها لجنة أيباك، التي تعتبر من أقوى مجموعات الضغط السياسي في أميركا. وهناك كثير من القوى المؤثرة على صناعة القرار الأميركي ليس من السهل عدها في هذه القوة العالمية الكبرى.أخيراً، فالمصطلح المتداول إعلامياً بالوسائط الإعلامية المختلفة أي «الدولة العميقة» والذي يتم تداوله على كل شاردة وواردة، هو مصطلح قاصر ومطاطي في آن واحد، وهو لا يشبع نهم القارئ والمستمع لمعرفة حقائق الأمور بوصف تفصيلي حقيقي ودقيق.

جابر الهاجري

ماذا لو كتبت مذكراتي؟
نفتقر في عالمنا العربي إلى مذكرات القادة والسياسيين، عدا قلة قليلة منهم، فيها توثيق لأحداث جسام وعلاقات متوترة تارة ومستقرة تارة أخرى، وهناك ما بين السطور وما فوقها، ونقاط التقاء ونقاط اختلاف، يعود الكثير من الباحثين لتوثيق حقبة ما في عصرنا الحديث إلى مذكرات الكبار أو رجال الصف الثاني فيما يخص تاريخ تلك الدولة أو غيرها.ابن خلدون، بدأ في مقدمته التي أصبحت لا مقدمة بعدها من حيث ما كتب بوجهة نظر شخصية فاحصة ودقيقة لحياة الشعوب والدول وعاداتها فأصبحت مقدمته مرجعاً مهماً على مدى التاريخ.أيضاً، هناك من كتب مذكراته ومشاهداته على أحداث يومية، مرحلة الغزو العراقي للكويت عام 1990، كتبت مجموعة من الصامدين مذكراتهم ومشاهداتهم بشكل يومي، عن تلك الفترة السوداء في تاريخ الكويت، وما تعرض له الكويتيون من قتل وتعذيب وإرهاب على أيدي مخابرات صدام حسين .المغرب تمتلئ مكتباته بكتب المذكرات لشخصيات عامة، وتاريخية فيما يخص تاريخ المغرب في حقب متفاوتة.والجلسات مع أصحاب الفكر والثقافة والرزانة، تزيد المرء اطلاعاً ومعرفة وقد تتعدد بعض المسارات الفكرية لديه ويجد آفاقاً أرحب.وكنت أسأل الأصدقاء عن المذكرات في الثقافة المغربية لكي أجعل منها أطروحة للماجستير فيما بعد، ففاجأني صديق دكتور أكاديمي في إحدى الجامعات العريقة في المغرب قائلاً (سي جابر لم لا تكتب مذكراتك الخاصة وتنشرها في كتاب)، صمت طويلاً وراحت الذاكرة إلى الوراء البعيد القريب، ومر عليّ شريط لسنوات مضت، رأيت فيها كل ما يخطر على بال الإنسان وما لا يخطر بباله، من وجوه وأقنعة، حتى عادت الذاكرة ذات يوم لإحداهن إذ قالت بضحكة صفراء (سيأتي يوم ونرميك في الجب !) وقد كان، أية مذكرات تلك، التي أفكر في نشرها بناء على نصيحة الصديق الأكاديمي المغربي، فيها ما فيها الكثير والكثير...، ولكن لايزال هناك فسحة من الوقت للتفكير، قد أخرج من (الجب) وأنسى ما مضى... هل أنشر المذكرات الخاصة؟ أم أترك الأقدار تلعب لعبتها...؟ دمتم بخير.jaberalhajri8@

مقالات

سلطان حمود المتروك

إطلالة على مفكرة التربية الخاصة
صرح تربوي رائع الذي يتأمله يُدرك خيراً كثيراً في مضمار تربية أولي الهمم وتنشئتهم وتأهيلهم، فهي تعمل على صقل المواهب وتوجيه القدرات، وذلك عن طريق أيسر السُبل التي يستخدمها المربون في تحسين عملية التعليم والتعلّم، مستخدمين المستلزمات التي تعمل على توضيح الحقائق في أذهان التلاميذ.وإذا أردنا ان نتذكر المربين الذين أخذوا على عاتقهم تنشئة التربية الخاصة فلا ننسى المؤسس الأول للتربية الخاصة،هو الأستاذ/ عبدالعزيز الشاهين، يرحمه الله، الذي جد واجتهد من أجل تنمية هذا الصرح التربوي المهم، ويأتي بعد ذلك دور الأستاذ/ محمد حمد الحميدي، الذي يُعتبر عهده هو الميلاد الثاني للتربية الخاصة إن صح التعبير، الذي عمل على وضع اللوائح المختلفة والشروط المتعددة لقبول الكويتيين وغير الكويتيين، كما وضع الاختبارات التي تعمل على تمحيص القدرات لتلاميذ التأهيل المهني حيث توضع كل حالة وفق التخصص الذي يتفق مع قدراتها وميولها واستعداداتها.مربون جدوا وأخلصوا في هذا المضمار حتى أصبحوا نجوماً في هذا الميدان، ومنهم الأستاذة/ سعاد إبراهيم الفارس، التي عملت على دمج الاحتياجات الخاصة في المجتمع وبذلت جهوداً كثيرة من أجل تحقيق هذا المبدأ التربوي الذي يعمل على إشراك ذوي الاحتياجات الخاصة مع أقرانهم في المجتمع.فهم يذهبون مع ذويهم في كل مكان، يذهبون إليه في الجمعية والسوق وهم يندمجون مع الناس في معاملاتهم المختلفة.مواطنون يعرفون ما عليهم من واجبات وما لهم من حقوق تجاه هذا المجتمع الطيب.ولا ننسى الكثيرين من المربين الفضلاء الذين عملوا في هذا المضمار منهم:الأستاذ/ فاضل علم دار، مدير مدرسة الأمل الأسبق، والأستاذ/ زيد فهد المزيد، مدير مدرسة النور الأسبق والأستاذ/ حسين نوشاد، مدير مدرسة الرجاء الأسبق، والأستاذة/ هند حمادة، مديرة مدرسة الرجاء السابقة، والأستاذ/ توفيق الطحنون، مدير مدرسة السلوك التوحدي الأسبق، والأستاذ/ هشام العطار، مدير مدرسة الورش التعليمية الأسبق والأستاذ/ حسين كمشاد، مدير مدرسة التأهيل المهني الأسبق، والأستاذ/ خليل قمبر، مدير مدرسة التأهيل المهني الأسبق.إنهم أناس جدوا وأخلصوا وعملوا على تحديد المواهب والإشارة الى الإمكانات وتوجيه القدرات حتى جعلوا من أيدٍ ترتعش في مسك القلم إلى أيدٍ قوية قادرة على الكتابة والتركيز حتى تشق سبيلها في معترك الحياة.هكذا أهل الكويت ومربوها الذين يجعلون من أذهانهم فكرة، ومن عيونهم نظرة، ومن قلوبهم ذكرى، في صقل وتوجيه وتمحيص قدرات الأبناء حتى يشقوا طريقهم ويكونوا مواطنين صالحين يشتركون في بناء صرح أمهم الكويت وقلوبهم تنبض:يا بلادي وأنتِ قرة عينيطبتِ نفساً على الزمان وعيناستفوزين رغم أنف اللياليعجّل الدهر بالمُنى أو تأنى

وليد إبراهيم الأحمد

... حتى لا تهاجمنا الذئاب!
الغريب في حرب الإبادة الإسرائيلية المعلنة على قطاع غزة أن معظم الدول الأوروبية التي تدعم الكيان الصهيوني تطالبه اليوم بوقف الحرب!والولايات المتحدة هي الأخرى تتزعمهم في هذا التوجه باتجاه إيقاف العدوان رغم ظهور الخلافات الأميركية الإسرائيلية (بحسب الظاهر) حول التعاطي مع هذه الحرب، إلا أن واشنطن لم تتوقف عن دعم تل أبيب باتفاق كلي من الديمقراطيين والجمهوريين!إسرائيل لن تلقي سلاح الإرهاب وستستمر في الإبادة الجماعية وضرب المستشفيات الطبية والنازحين الفلسطينيين طالما استمر الدعم الأميركي الأوروبي.وبوصول دونالد ترامب، مجدداً إلى البيت الأبيض لن تشهد القضية الفلسطينية أي تقدم بل ستتوسع المستوطنات وسيهجر الأهالي إلى خارج أراضيهم وستدفع واشنطن باتجاه إلغاء شيء اسمه فلسطين!ومازال الكيان الصهيوني يسطر اسمه بأحرف من نور كأول رئيس أميركي شجاع ينقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى حي ارنونا، في القدس في 14 مايو من العام 2018، بعد أن اعترفت قبل ذلك إدارة الرئيس ترامب رسمياً بالقدس عاصمة لإسرائيل في 16 ديسمبر من العام 2017، من دون أن يعبأ بصياح وشجب العالم!لابد من (عربنا) التفكير جيداً في كيفية التعامل مع ترامب (اقتصادياً) في المرحلة المقبلة وفرض أجندتهم على سياسته حتى لا يتم التلاعب بنا من خلال اللعب على وتر الفرص الاستثمارية والموارد النفطية والايداعات المالية، وهي جوانب مهمة بل رئيسية لابد من التعامل معها جيداً لفرض قوتنا الاقتصادية على الإدارة الأميركية الجديدة حتى لا تهاجمنا الذئاب وتتناهشنا الضباع!على الطاير:-لا تتأملوا خيراً بعودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى مقعد الرئاسة وتوقعوا انتكاسة أكثر للقضية الفلسطينية وانتكاسات جديدة لقضايا الشرق الأوسط وحقوق ما يسمى بالإنسان!ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع بإذن الله... نلقاكم!email:bomubarak1963@gmail.comtwitter: bomubarak19

عبدالله خلف

مُجتمعات لها بريقٌ في الخارج... ولها عتمة في الداخل
المجتمع الأميركي في داخله مخدرات وإدمان وإجرام في السجون والمعتقلات وفيه عُنف مدرسي مع أمراض الجنس المتفشية، وهناك من يلجأ إذا آواهم الليل في منعطفات الطرق والمداخل التجارية ليناموا في مداخلها المغلقة.. هذه الظاهرة لا تجد لها مثيلاً في دول الشرق كما قالها الملك فيصل بن عبدالعزيز، رحمه الله، يوماً لصحافة الغرب.. وقال إن المساواة بين الرجال والنساء أكذوبة في المجتمع الأميركي والغربي.إن الخوف والرّعبُ يترصّدان للمرء في كل منعطف.هناك دراسة أجراها الكونغرس الأميركي في عام 1989، تشير إلى أن خُمس السكان فقراء وان طلبة شرقيين مسلمين كانوا يسكنون في منازل لأُسر بأُجرة حتى علموا بحال الأُسر التي يسكنون معها ورقّ حالهم وأخذوا يتصدّقون فاستشاروا بعض رجال الدين الوُعاة فأذنوا لهم أن من حقهم الإنفاق والتصدق على أُسر متعففة محتاجة.. ولو من غير دينهم.فدخلت أُسر يعيشون بقربهم الدين الإسلامي عن طريق القناعة .. بطيب خصال هؤلاء المسلمين.هناك الكثير من أخذوا يدرسون الإسلام وأخذوا يقارنون بين ازدحام المساجد وأماكن مقدساتهم وخُلو أماكنهم العبادية ويُذهلهم الزّحام في مقدسات المسلمين ويدفعونهم إلى المصادمات العقائدية.

عبدالعزيز التميمي

سموكم نوّرت البلاد وأسعدت العباد
يقول الرسول الكريم عليه وآله أفضل الصلاة والتسليم:( إذا مات ابن ادم انقطع عمله إلّا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)، فالرحمة والنور على حكيم العرب صاحب القلب الرحوم (الشاعر الفحل) الذي وقف بأمنة النفس وصدق المقصد ودون رياء على احتياجات ومواجع شعبه فقضاها وأرخى عليهم بفضل الله سبحانه وتعالى بالمد والجود والسخاء والعطاء الكريم، حتى كفّى ووفّى وباتت كلمة قالها سمو الشيخ زايد بن سلطان، رحمه الله، قولاً مشهوراً ومثلاً يُحتذى به، والله لا أنسى يوم قال مستنكراً وبكل حزم وقوة: (إماراتي يسكن في بلده بالإيجار).هكذا هم ولاة أمورنا بحمد الله وفضله يتواصلون مع الرعية بالخير والعون والرحمة، وهذا هو الراحل إلى رحاب الله سمو الشيخ زايد آل نهيان، رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه الذي تخطى عطاؤه وجوده الإمارات، ولم يختصر ذلك على الشعب الإماراتي بل تخطى الحدود الجغرافية ليصل إلى أبعد وأبعد فتنعّم أشقاؤنا العرب وأصدقاؤنا وعمّ الخير والكرم الإماراتي. فكان نجم سمو الشيخ زايد ساطعاً في معظم الوطن العربي حتى قيل إنه تغلّب على حاتم الطائي، واستمرت الإمارات على نهج مؤسسها الراحل إلى يومنا هذا، كيف لا وهو الذي ترك بعد الخلف الصالح من الأبناء الذين ورثوا منه الأثر الطيب وساروا على نهجه.واليوم تتشرف الكويت ويسعد الكويتيون بالفارس المقاتل الذي لا ولن أنسى موقفه البطولي وهو على رأس المقاتلين الإماراتيين في الميدان، الذين جاءوا جحافل مقاتلين الباطل من أجل تحرير الكويت من نير الاحتلال والغزو.نعم سمو الشيخ محمد بن زايد، كان على رأس المقاتلين في الميدان حتى دخلوا الكويت ورفعوا عَلمها معلنين تحرير الكويت يوم 26 فبراير 1991، فأهلاً وسهلاً بك سيدي في بلدك الكويت التي نوّرت بقدوم سموكم، وألف مرحباً يا خير من زارنا والإمارات حُكاماً وشعباً على وجه التحديد ركيزة المحبة والتآخي لأبناء مجلس التعاون الخليجي العربي، حكاماً وشعباً مرتبطين معهم بالعِرق والدم والنسب، سائلاً المولى عز وجل أن يوفق ولاة أمورنا إلى ما يحب ويرضى وأن يرزقهم الصحة والعافية والبطانة الصالحة ويبعد عنهم وعنا كل سوء ومكروه، اللهم آمين.

موسى بهبهاني

مسابقة البغلي للقرآن الكريم
دولة الكويت جُبلت على حب العمل الخيري وتقديم المساعدات لكل محتاجي دول العالم دون تمايز في الدين، المذهب، الطائفة، العِرق أو اللون، بل تقديم المساعدة لكل إنسان بحاجة إليها. منذ القدم وقبل اكتشاف النفط كان الكويتيون يبذلون العطاء بما تجود به أنفسهم وعلى قدر إمكاناتهم، ولهم وقفات مشهودة عبر السنين سواءً داخل الكويت أو خارجها، ويذكر التاريخ بأن الرجال والنساء ساهموا لتقديم المساعدات لإخوتنا في فلسطين إبان احتلالها من قبل الصهاينة، شارك الرجال بمساهمات مالية كل على مقدرته والنساء ساهمن بحُلي الذهب الخاصة بمُهورهن لمساندة الشعب الفلسطيني.وبالطبع، تطور العمل بجمعيات النفع العام والمبرات لاحقاً بحيث أشهرت مؤسسات خيرية ومبرات أهلية عدة لتقدم المساعدات من أجل المستضعفين والمنكوبين واليتامى والمحتاجين في جميع أقطار العالم.وعد المولى عز وجل كل مَنْ يُساهم بالبذل والإنفاق في سبيل الله بأن لهم أجراً عظيماً.«مثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ».وسنذكر اليوم إحدى الشخصيات الخيرية البارزة من رجال الأعمال المحسنين في الكويت.الوجيه الفاضل / إبراهيم طاهر البغلي، حفظه الله.تلك الشخصية الفذة المميزة، جُمعت فيه الخصال الحميدة، ويُعرف عنه بأنه صادق في حديثه، طيب القلب، يبذل العطاء بهدف تقديم الخدمات الاجتماعية لمستحقيها بلا أجر مادي بالرغم مما يبذله من جهد ووقت على حساب حياته الخاصة.تقلّد (البغلي) مناصب عدة، منها كان مديراً للمتاحف ثم كرّمته الدولة بأن نال منصب سفير النوايا الحسنة، لكنه أخذ على عاتقه العمل التطوعي الخيري بدءاً بإشهار مبرة - الابن البار - انطلاقاً من أهمية العلاقة الأسرية، التي أُسست بهدف تعزيز قيمة بر الوالدين وتشجيع الأبناء على الاهتمام بالمسنين في المجتمع الكويتي، تحت رعاية هذه المؤسسة تُنظم سنوياً «جائزة الابن البار» التي تُكرم الأفراد الذين أظهروا الوفاء والاحترام لوالديهم أو لكبار السن في أسرهم.وقد سار في هذا المجال لسنوات عدة ولايزال في تكريم كوكبة من الشخصيات المتفرّدة في المجتمع الكويتي بجميع اطيافه.ساهم في إطلاق «بطاقة مسن» التي توفّر امتيازات خاصة لكبار السن في الكويت، بما في ذلك تسهيلات في المعاملات الحكومية وأماكن مخصصة لركن السيارات.تسعى جهوده أيضاً إلى تثقيف الأجيال الشابة بأهمية العمل التطوعي وتعزيز ثقافة الرعاية لكبار السن في المجتمع، حيث يُنظم فعاليات سنوية واحتفالات تكريم لدعم هذه القيم وتشجيع الإبداع والالتزام الاجتماعي بين الشباب.وافتتح قاعة للاحتفالات بمنطقة الرميثية للمواطنين بالمجان دون مقابل، وأسس مبرة السيدة نفيسة الخيرية.ثم انتقل إلى قضية مهمة وهي قضية الاحتياجات الخاصة وأراد تكريم فئة تستحق منا جميعا التكريم على مستوى دول الخليج وهي شريحة المكفوفين، فنظّم مسابقة لقراءة القرآن الكريم شملت الدول الخليجية كافة.وكان الاحتفال الختامي لتكريم المتسابقين فى دولة الكويت تحت رعاية وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية وثلة من القياديين- سفراء الدول المشاركة - جمعيات النفع العام -جمعية المكفوفين الكويتية - جمعيات المكفوفين الخليجية (السعودية - عمان - الإمارات - قطر- البحرين )- الجمعية الوسطية الكويتية - وغيرها.وقد هالني ما رأيت من تنظيم ورعاية وحضور مختلف رجالات الكويت، واللافت للنظر أن تلاوة القرآن الكريم من قبل المكفوفين كانت قمة بالروعة والروحانية لدرجة أن الحضور كانوا منصتين لهذه التلاوة الجماعية، فساد الصمت المطبق في الصالة، فلا تُسمع إلّا آيات الذكر الحكيم وكأن الملائكة كانت تحلّق بالمكان.القرآن الكريم أنزله المولى عز وجل، على رسوله محمد، صل الله عليه وآله وسلم، وهو المعجزة التي حفظها الله في قوله تعالى: «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ».لقد حفظ الله القرآن الكريم من التحريف والتلاعب به فحفظه في قلوب المؤمنين، وحثّ الرسول، صلى الله عليه وآله وسلم، على تعلم القرآن فقال: (خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرآنَ وَعَلَّمَهُ)..الرجل المناسب في المكان المناسب:رئيس جمعية المكفوفين الكويتية الأستاذ / فايز لافي العازمي، شخصية متميزة لإدارة هذا المرفق المهم بالإضافة إلى أنه أحد أعضاء الجمعية من (المكفوفين)، ولذلك فهو يستشعر بكل ما تحتاج إليه هذه الفئة، وهي رسالة إلى كل المسؤولين بأن يتم إسناد المناصب القيادية إلى الرجل المناسب وفي المكان المناسب.وكذلك حضر أحد المتسابقين من دولة قطر الشقيقة بمعية والدته، وكانت بادرة طيبة من اللجنة المنظمة بدعوتها للصعود إلى المنصة وأخذ شهادة التقدير والتصوير الجماعي مع المتسابقين.ومن هنا نُحيي الرجل الفاضل / إبراهيم البغلي، الذي قام بتنظيم هذه المسابقة الخليجية الأولى في المنطقة لهذه الفئة (المكفوفين) والذي بذل وبمبادرة شخصية منه كل ما تحتاج إليها هذه المسابقة من أمورٍ مادية واستقبال لضيوف الكويت من الدول الخليجية على نفقته الخاصة، ولكنه مع هذا البذل والعطاء الشخصي منه، آثر بان تكون هذه المسابقة تحت رعاية وإشراف الدولة.اجْعَلْ فِعْلِ الْخَيْرِ لَك عُنْوَانًا... وَاجْعَلْ مِنْ نَفْسِك لِلرَّاغِبِين فِي فِعْلِ الْخَيْرِ دَلِيلاًالبيت العود:تميّز المجتمع الكويتي منذ القِدم بالترابط الأُسري حيث كان المنزل الواحد يضم جميع أفراد الأسرة من: الجد - الجدة -الأب - الأم -الإخوة - الأبناء والأحفاد.لكل من أفراد الأسرة دور، فالرجال عليهم العمل لكسب لقمة العيش، ودور النساء التربية والاهتمام بشؤون المنزل والقرارات ترجع إلى كبير الأُسرة.ومن هنا كانت الدروس فيجب أن يُعامل كل منهم بما يليق به، فيعطى الصغير حقه من الرفق والرحمة والشفقة عليه، ويُعطى الكبير حقه من الشرف والتوقير والاحترام.فكان الابن البار نتيجة تلك التربية الأُسرية الصالحة.تعتبر جائزة البغلي للابن البار من المبادرات الرائدة في الكويت، حيث تُساهم في تعزيز الروابط الأُسرية والاجتماعية، وتشجيع الأفراد على تقديم الرعاية والدعم لكبار السن، ما يعكس قيم المجتمع الكويتي الأصيلة.اللَّهُمَّ اجْعَل الْقُرآن الْعَظِيم رَبِيعَ قُلُوبِنا...ختاماً،هذه الفعالية والمبادرة الكبيرة تستحق منا الشكر والتقدير لمنظميها، لأنها مبادرة متفردة على مستوى الإقليم الخليجي، لذلك كل الشكر والتقدير للوجيه الأستاذ / إبراهيم البغلي، واللجنة المنظمة لهذه الفعالية، سائلين المولى عز وجل بأن تستمر تلك المبادرات المستحقة في بلدنا الحبيب الكويت.نتمنى من جمعيات النفع الأخرى أن تحذو مثل هذه المبادرات المميزة.الناسُ للناسِ مِن بدوٍ وحاضِرَةٍبَعضٌ لبعضٍ وإنْ لَم يشعروا خَدَمُاللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمد لله رب العالمين.

د. عادل فهد المشعل

إلى معالي وزير الداخلية مع التحية
تحية إلى معالي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، الذي يشغل منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وزير الدفاع، وإلى فريق عمله من ضباط وأفراد وفنيين في تخصصات أمنية مختلفة، وذلك للدور الذي يقومون به من أجل الحفاظ على أمن المواطنين وضيوف الكويت الذين يشاركوننا بالتشييد والارتقاء والعيش في هذا البلد الكريم.إن وجود وزارة الداخلية مهم جداً في حياتنا جميعاً، ودون المنظومة الأمنية والجهود المبذولة فإن الحياة تصبح دون أمن ونظام، وتسودها شريعة الغاب.إن ما دفعني لكتابة تلك المقالة عن وزارة الداخلية هو ما قرأته قبل أيام مفاده أن رجال وزارة الداخلية لم يتأخروا في إيقاف بعض رجال الأمن ومعهم آخرين لأنهم قاموا بتلفيق تهمة حيازة مواد مخدرة لمقيم بريء، إضافة إلى تزوير محضر الضبط، فلم تتردد المنظومة الأمنية في كشف الحقيقة وتبرئة المقيم، إلا أن رجال الأمن قاموا بتحقيق العدالة وتم ضبط المتهمين، وإن كان من بينهم بعض منتسبي وزارة الداخلية الذين لا يمثلون إلا أنفسهم، لأن السواد الأعظم من رجال الداخلية في قمة الرقي والتحضر والأمانة والإخلاص في أداء العمل، وكل من يعيش على تلك الأرض الطيبة لا بد وأن شاهد عن قرب أو سمع عن مناقب وزارة الداخلية ورجالها الأوفياء.ولا يسعني إلا تقديم الشكر الجزيل إلى الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بالتعاون مع بقية الإدارات لكشف الحقيقة تمهيداً إلى تحويلها إلى القضاء الشامخ في الكويت.وأثني على تصريح وزير الداخلية بأنه لا أحد فوق القانون، وأن مهمة رجل الأمن الأساسية هي حفظ الأمن والكشف عن الحقيقة وإعطاء كل ذي حق حقه.لقد فرحت كثيرا بأنه لم يتم التواطؤ من قبل زملاء بعض زمرة الفاسدين من رجال الداخلية التي يقود تنظيفها معالي الوزير وفريق عمله من ذوي الكفاءات، ولا أريد أن أستذكر الملفات القديمة لكننا أمام واقع أمني يدفعنا إلى الشعور بالرضا وبالراحة النفسية التامة، ونأمل أن تستمر المنظومة الأمنية في فرض الأمن والجنوح نحو تقديم العدالة التي تعتبر ضمن الأولويات لتقوية متانة المجتمع.بالطبع، لا مفر من وجود الفساد، ولكن محاربته بشتى الوسائل سيبقى ديدن معالي وزير الداخلية وفريق عمله الدؤوب، وما حدث كافٍ لردع كل من تسول له نفسه العبث بأمن البلد، وبث الرعب في قلوب الضعفاء؛ اعتقاداً منهم أنهم قادرون على النجاة بتصرفاتهم التي تبث الخوف والهلع لدى رجل الشارع البسيط من مواطن ومقيم.إن الفساد ليس في الكويت فقط، بل في الكثير من دول العالم، حتى في الدول المتقدمة أمنياً، فالصراع بين الخير والشر عملية أزلية منذ القدم.ولنا في الخليفة أبي بكر الصديق، رضي الله عنه أسوة حسنة، وهو يقول «ألا إن أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ الحق له، وأضعفكم عندي القوي حتى آخذ الحق منه»، وتلك القاعدة تعمل على ترسيخ وتأصيل مبدأ العدل الذي به تحيا الأمة.ولم يأت هذا التوجه إلا بما دعا إليه -في أكثر من مناسبة- قائد المسيرة سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، وسمو ولي عهده الأمين، الشيخ صباح الخالد الصباح، حفظه الله، وبتوجيه للوزراء من قبل سمو رئيس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله الصباح.ولقد أعلن معالي وزير الداخلية أن سمو أمير البلاد قام بتوجيهه ليجوب محافظات الكويت كافة، والوقوف عند احتياجات المواطنين، وكل من لديه شكوى أو يشعر بأنه تعرض للظلم ما عليه إلا أن يقوم بإرسالها إلى معالي الوزير بشكل مباشر دون الحاجة إلى الكتابة في وسائل التواصل الاجتماعي، وهو أمر رائع يدعو للفخر، كون معالي الشيخ فهد اليوسف الصباح، أول وزير داخلية في الكويت يتلقى الشكاوى بشكل مباشر، كما أنها الطريقة المثلى للاستفادة من تطويع التقنيات الحديثة في إحقاق الحق في المجتمع.وهناك شكاوى تتكرر في المجتمع مثل «التقحيص» من قبل بعض الشباب في الدوّارات بالشوارع الرئيسية في المناطق السكنية، وبعضها ملأت وسائل التواصل الاجتماعي، وكم أتمنى أن يتم تغليظ العقوبة على من يقوم بذلك.همسة:علينا التعاون مع وزارة الداخلية باتباع تعليماتها؛ لتحقيق أمن المجتمع.

د. تركي العازمي

مرحلة... «التنظيف»!
أكثر ما شدّ انتباهي هو ظهور التفاعل الإعلامي الحكومي تجاه عملية التحول أو لنقل «التنظيف» خصوصاً في جانب إصلاحات الطرق وقليل من الجوانب الأخرى.كنت أطالب بوجود متحدث باسم الحكومة يخرج لنا من باب إخطارنا بالتغييرات والإصلاحات وما يهم المواطن الكويتي وبالتوازي معه إجراء حوارات/حلقات نقاشية تجمع الرأي والرأي الآخر لكن مع الأسف لم يحصل هذا.يعني عندما يحدثونا عن إغلاق بعض الطرق لإصلاح مخرج لا يتجاوز طوله مئات الأمتار فأستغرب طول المدة، ففي دول أخرى تُغلق الطرق السريعة بالكيلومترات من بعد منتصف الليل وينتهي بها العمل في الصباح الباكر قبل بداية ساعات العمل.وعندما نرى بعض مشاريع الطرق مثل طريق الغوص «صار له سنوات»...!وعندما يحدثونا عن تطوير التعليم، نتساءل: ما هي نتائج زيارات فرق وزارة التربية لدول من أجل اختيار منهج جديد... ومنذ سنوات ونحن نبحث عن النتيجة وماذا تم إزاء التوصيات إن وجدت!مرحلة... «التنظيف» تبدأ من فهم جذور المشكلة «تدني المستوى» لأي قطاع (تعليم، صحة، طرق، تنويع مصادر الدخل، مستوى المعيشة... إلخ) ومن ثم إعفاء من لم يستطيعوا تقديم إضافة مميزة (نقلة نوعية) حسب ما يلتمسه المواطن والمستفيد من الخدمة عبر استطلاعات للرأي (وإن كانت وسائل التواصل الاجتماعي بعضها يقوم بذلك)!لا أستطيع الدخول في التفاصيل لأنني لا أعلم عنها، وسبب جهلي وغيري بها هو ما دفعنا إلى المطالبة بتفعيل مبدأ الشفافية والحوار والمكاشفة منذ سنوات!إنّ المسؤولية الاجتماعية ليست مقتصرة على المؤسسات، فالمواطن ملقاة على عاتقه المسؤولية الاجتماعية وهي حِمل ثقيل وبالأخص أصحاب الاختصاص والخبرة.لماذا نتحرّك كـ«مشي السلحفاة» إزاء الإصلاحات المطلوبة في حين بلاد من حولنا وخلال مدة قصيرة جداً تغيّرت أوضاعها إلى الأفضل... ونحن الفترة الزمنية المستغرقة لمعظم مشاريعنا بالسنوات!الزبدة:إنّ المؤشر على غياب الشفافية هو عدم خروج برنامج عمل الحكومة إلى الآن.لا نريد العمل الـ«سكيتي»... نريد الوضوح في العمل كوضوح الشمس في رابعة النهار... ونريد برنامج عمل الحكومة والمشاريع (ما هي؟ كم تكلفتها؟ مَن سينفذها؟ ومتى تنتهي؟ وما هي المعايير الخاصة بكل مشروع لضمان التدقيق والرقابة؟).أسأل الله أن يهدينا إلى الصالح من القول والعمل...الله المستعان.terki.alazmi@gmail.comTwitter: @TerkiALazmi

د. وليد التنيب

لماذا فشلت...؟
الاستفادة من الفشل عن طريق دراسة أسباب هذا الفشل ووضع الحلول لتجنب الفشل تعتبر الحَجر الأساس للنجاح بالمستقبل، فمن لا يعترف بالفشل بالغالب لا يمكنه أن يتمتع بالنجاح بالمرة المقبلة.استطلاعات الرأي تعتبر من العلوم المعقدة التي تحتوي على العديد من النظريات والمعادلات الحسابية المتقدمة، وعلم استطلاعات الرأي استطاع أن يبهر العالم بقراءته المستقبلية، ومع تطور الذكاء الإصطناعي فإن فرص نجاح استطلاعات الرأي بازدياد...لكن ما هي أسباب فشل استطلاعات الرأي بالآونة الأخيرة...؟هل أن من يقوم بعمل استطلاع الرأي تعمّد الكذب لكي يؤثر رأي الناخب ما ينعكس على نتيجة الانتخابات، وأسباب الكذب يطول شرحها...؟!أم أن الناخب هو من تعمّد الكذب لكي يقوم بتمويه استطلاعات الرأي، وهذا الرأي يدخلنا بمتاهة جديدة لدراسة لماذا تعمد الناخب الكذب؟ أم أنّ الناخب شارك بكل صدق... لكن هناك عوامل أثرت على رأيه باللحظات الأخيرة ما أدى لما نراه من فشل لنتائج استطلاعات الرأي، وهذا الرأي يقودنا لدراسة كيفية التأثير على رأي الناخب باللحظات الأخيرة...؟مهما كان السبب فإنّ من يقوم باستطلاعات الرأي عليه الاستفادة من الفشل المتكرر وتطوير عملية استطلاع الرأي أو قول الحقيقة متجنّباً الكذب على الرأي العام...