مقالات

سارة النومس

تحب الكويت؟... إذاً احترمها
تعمل الدولة على قدم وساق في تغيير أمور كثيرة داخلية، ما لحظه العالم أجمع، وأشاد الكثير بهذه الخطوات المباركة التي تعمل على استقامة الحياة في الكويت والحفاظ على الهوية الوطنية، وهز عرش كل مَنْ كان يعتقد أن باستطاعته نشر الفساد والعبث بأمن الوطن وأمواله بكل سهولة ويسر.من الملاحظات التي أسعدتني هي سرعة صيانة الشوارع الرئيسية، آملة أن يسرعوا في صيانة الشوارع الداخلية في المناطق، فهي تستنجد منذ مدة طويلة، أيضاً إزالة الأشجار الميتة واستبدالها بأشجار جديدة في بعض المناطق لأمر يبعث السرور والطمأنينة، متمنية أيضاً أن يستمروا في ريها على مدار العام.عندما أذهب لعملي كل يوم، أسير في الطريق نفسه الذي أتوقف به لدقائق في جسر مستشفى العدان متجهة لمنطقة الأحمدي، هناك عند الإشارة أرى كل يوم المخلفات المؤذية للعين، أشعر بالضيق فلمَ الكسل والاعتماد على الآخرين في تنظيف الشوارع في حين نستطيع وضع كيس في سيارتنا لنجمع به الأوساخ ونرميها بالتالي في مكانها المخصص. أحياناً أحاول رمي بعض المخلفات في الحاوية التي وضعت عند الاشارة ولابد لي من النزول من السيارة كي أرميها، ففتحة الحاوية صغيرة وهذا ما يدفع الناس لرميها من نافذة سياراتهم دون أن تدخل الأوساخ داخل الحاوية، أعتقد أن استبدالها بحاويات أكبر أمر ضروري.كما وصلتني تغريدة على منصة اكس، لأحد المواطنين وقد أخذ صورة للواجهة البحرية بعد تجديدها وهي مملوءة بقاذورات الناس الذين سهروا في هذا المكان. كانت بعض الانتقادات بعدم وجود حاويات كافية في المكان لاستيعاب المخلفات الاستهلاكية للناس، خاصة وأنها من الأماكن الرائجة والنشطة لجذب الناس وفي هذا الوقت المناسب من السنة بالتحديد.أعتقد أن الوعي البشري عندنا مازال بحاجة بسنوات طويلة كي يدرك معنى النظافة بالمجمل واحترام الأماكن العامة، لذا، من المهم جداً وجود كاميرات أمنية في الأماكن العامة، لتسجيل المخالفات والحفاظ على أمن المكان ومنع التجاوزات البشرية في عدم احترام قوانين الدولة والخاصة في البيئة، كما أنه من الضروري توفير حاويات كثيرة وخاصة في الأماكن النشطة، وتفعيل تسجيل مخالفات على السيارات التي ترمي المخلفات في الشارع.أعتقد أن الكويت تستحق منا الاحترام، والمحافظة على نظافتها صورة من صور الاحترام.

مسفر النعيس

القمة الخليجية 45 ... المستقبل خليجي
قمة خليجية مرتقبة بملفات متخمة بالكثير من القضايا الحساسة والتي تتطلّب تكاتفاً وتعاوناً وتوحيداً لوجهات النظر والأهداف والرؤى، فهي تلتئم في مرحلة بالغة الخطورة والحساسية يمر بها الشرق الأوسط ، فتأتي الحرب على غزة ولبنان والصراع بين الكيان الإسرائيلي وإيران لتشكّل طوقاً حول منطقة الخليج، ما يؤثر بشكل كبير على أمنه وهذا يتطلّب مزيداً من التكاتف وتوحيد الصفوف واليقظة.ملوك ورؤساء الدول الخليجية سيحلون ضيوفاً أعزاء على حضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله، وعلى دولة الكويت التي استعدت بشكل كبير وغير مسبوق لتواكب الحدث الخليجي الكبير، ولتأتي القمة الخليجية الخامسة والأربعون متميّزة وتحقق الهدف من انعقادها، فبعد تعطل الدوائر الحكومية في يوم انعقاد القمة الخليجية والذي يؤكد على أهميتها وتوفير أجواء مناسبة لنجاحها، تأتي الجهود على قدر الحدث من قبل رجال وزارة الداخلية وبتوجيهات مباشرة وحرص شديد من قبل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف، الذي يشرف على تنظيم وتأمين القمة بالتعاون مع وزير الإعلام النشط عبدالرحمن المطيري، وطاقم الوزارة الذين يعملون بجهد مضاعف لإنجاح القمة الخليجية وإخراجها إعلامياً بشكل جميل وتوفير السُبل والإمكانات كافة لنجاحها، يأتي ذلك تزامناً مع تدشين معرض لصور وتاريخ القمم الخليجية التي عُقدت في العقود الأربعة الماضية، إضافة إلى فعاليات في الشأن السياسي والاقتصادي والأمني والعسكري والثقافي وريادة الأعمال، والإنجازات التي تحققت في دعم وتمكين المرأة، والشباب، وكذلك تدشين منطاد سيحمل أعلام الدول الخليجية خلال انعقاد القمة الخليجية 45.(المستقبل خليجي) عنوان يواكب القمة الخليجية وطموح وحلم كل مواطن خليجي، فبعد مسيرة طويلة امتدت لأكثر من 43 عاماً على إنشاء مجلس التعاون الخليجي وبعد أن حقق الكثير من التطلعات ووحّد الصفوف والأهداف وعزّز من التكاتف الخليجي الذي اتضح جلياً ابان الغزو العراقي على دولة الكويت، تأتي اليوم القمة الخليجية 45 في ظروف صعبة وتحمل الكثير من القضايا والملفات التي تتطلب من الدول الخليجية توحيد وجهات النظر والعمل.إنّها قمة مهمة، قمة تحدٍ لحل ملفات عالقة كالقضية اليمنية وقضايا مباشرة تتمثل في الحرب على غزة ولبنان والتوترات بين إسرائيل وإيران، ومن المتوقع بحسب صحيفة أخبار الخليج البحرينية، أن تتضمن أبرز القضايا على طاولة القمة الخليجية، النمو الاقتصادي ومشاريع الربط الإستراتيجية والتوظيف والتوطين وتنوع مصادر الدخل والحفاظ على الهوية الخليجية والوطنية وتحصين التماسك الخليجي وحماية الأمن والاستقرار.قمة أمل وعمل وأمنيات... نتمنى أن تُؤتي ثمارها وتعزّز اللُّحمة الخليجية، فالمستقبل حتماً خليجي.mesferalnais@Mesfir@gmail.com

د. حمد الجدعي

جهود «الإعلام»... قمة التعاون
بدأت وزارة الإعلام في الكويت بقطاعاتها كافة منذ أيام حملة إعلامية شاملة لتغطية قمة دول مجلس التعاون الخليجي، التي ستُعقد يوم الأحد المقبل تحت شعار «المستقبل... خليجي». وتأتي هذه الجهود بتعاون وتنسيق بين مختلف قطاعات وزارة الإعلام وذلك لضمان تحقيق هدف واحد وهو تقديم صورة مشرفة للكويت تعكس المستوى المهني العالي الذي تتمتع به مؤسساتها الإعلامية.قطاع الإعلام الخارجي قام بجهود مميزة وتنظيم استثنائي بتشكيل فرق متخصصة شملت إدارات مختلفة، تعمل بتنظيم وتنسيق مميز لضمان نقل الصورة الحقيقية للقمة وأبعادها السياسية والاقتصادية، وهذه الفرق تعمل بشكل دؤوب لتغطية فعاليات القمة من جوانبها كافة بما يعكس رؤية الكويت كدولة رائدة في المجال الإعلامي.تميزت استعدادات إدارة النقل الخارجي التلفزيوني بوضع خطة شاملة ومدروسة تضمنت استخدام سيارات البث المباشر في نقاط إستراتيجية، مثل المطار الأميري لاستقبال قادة دول مجلس التعاون وضيوف القمة، وكذلك في قصر بيان الذي يحتضن الفعاليات الرسمية. وقد تم اختيار أحدث الأجهزة والمعدات لضمان نقل مباشر واحترافي يعكس أهمية الحدث.أما قطاع الأخبار والبرامج السياسية فيواصل العمل بكفاءة ومهنية عالية في استديوهات ذكية ومجهزة بأحدث التقنيات، ويقود فريق من المذيعين المحترفين عملية التغطية، حيث يقدمون تقارير وتحليلات تتماشى مع مكانة الكويت السياسية والإعلامية، بينما تلعب قناة الأخبار دوراً محورياً في تغطية القمة داخل الاستديوهات وخارجها، ما يعكس التفاني في تقديم تغطية إعلامية دقيقة وموضوعية.ويلعب قطاع الخدمات الإعلامية والإعلام الجديد دوراً حيوياً في قيادة المشهد عبر المنصات الرقمية وتعزيز التغطية من خلال تصميم محتوى رقمي متميز عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت، كما تم إعداد وتصميم منشورات خاصة بالقمة الخليجية تسلّط الضوء على أبعادها وأهدافها، في خطوة تعكس وعي الوزارة بأهمية الإعلام الرقمي في إيصال الرسائل بشكل فوري وفعال.وعن إذاعة دولة الكويت فإنها وبالتوازي مع خطط التلفزيون فإنها سبقت انعقاد القمة بخريطة برامجية متميزة ووضعت خطة إعلامية متكاملة تضمنت برامج خاصة تستضيف شخصيات بارزة من الخبراء والمحللين على المستويين المحلي والدولي، وتأتي هذه البرامج لتسلّط الضوء على أبعاد القمة وتأثيراتها في المنطقة، ما يثري المحتوى الإعلامي بشكل يعكس تميز الإذاعة الكويتية.لا يمكن الحديث عن هذا الإنجاز دون الإشارة إلى الجهود الكبيرة التي بذلها العاملون في وزارة الإعلام، وفريق التسويق الإعلامي للقمة الخليجية، الذين أظهروا احترافية عالية في جميع مراحل الإعداد، ولا شك يتوج هذه الجهود وزير الإعلام عبدالرحمن المطيري، الذي يقود فريقه بكفاءة وإبداع لتحقيق تغطية إعلامية استثنائية تعكس طموحات الكويت وتطلعاتها.شكراً لكل من رفع اسم الكويت عالياً بهذا العمل المميز، وبالتوفيق لوزارة الإعلام في تقديم قمة خليجية تليق بتاريخ ومستقبل الكويت.

د. عبدالرحمن الجيران

تغليظ الجنسية الكويتية
ها نحن اليوم نعيش في فترة التوقف والتأمل بعد حل المجلس لإعادة النظر في بعض مواد الدستور لمدة أربع سنوات كفيلة بتنظيم بعض الحقوق والواجبات، والتي كانت قبل الحل تراوح بين إفراط وتفريط نتج عنها تعطيل المصالح العليا للبلاد واختلاط الأمور فضعفت هيبة القانون وتصدّر المشهد من لا يستحق!وفي هذا السياق تبرز أهمية إعادة النظر في القسَم النيابي والوزاري لجهة تغليظه حتى لا يتساهل الناس فيه... حيث أجمع الفقهاء على مشروعية تغليظ الأيمان خصوصاً في الأمور العامة المهمة التي لها شأن وأهمية.وحكمه راجع إلى الوجوب أحياناً والجواز والاستحباب أحياناً، ولكل مقام مقال، وهذا يرجع إلى اجتهاد ولي الأمر، فإن رأى التغليظ غلّظ... حيث وجدنا كما وجد غيرنا أن القسَم النيابي أصبح وجوده كعدمه؟ لأنه في اتجاه والواقع العملي والفعلي لبعض النواب والوزراء والمسؤولين في اتجاه آخر؟؟البعض يُقسِم في قاعة عبدالله السالم ولا يشعر في قرارة نفسه بهيبة تبعات هذا القسَم كما جاء في المثل (قالوا للكذّاب احلف قال جاك الفرَج ).والحكمة في التغليظ أن في الناس مَن يمتنع من القسَم إذا غُلّظ عليه فيه ولكنه يتجاسر من دونه!والذي له الحق في تغليظ الأيمان القاضي أو المدّعي، فمثلاً لو ادّعى زيدٌ على عمرو بمبلغ مليون دينار - وهذا مبلغ كبير - فهنا يجوز تغليظ الأيمان، أما لو ادعى عليه مبلغ 10 دنانير فهذا لا يجوز تغليظ الأيمان عليه.والمنصب الوزاري وعضوية مجلس الأمة حيث يتولى العضو إدارة شؤون البلاد والتشريع والرقابة وتنفيذ القانون فهذا منصب خطير يبحث في ميزانية الدولة وأوجه صرفها... فيجب والحال هذه تعظيم حمل هذه الأمانة لكي يتمكن من أداء الواجب فيها دون ضغوط أو خوف، والذي يترجّح عندي شخصياً – والله أعلم – أن نتجه لتغليظ «القسَم» لأننا وجدنا للأسف هناك من لا يهمه أن يقول (اقسم بالله العظيم أن أكون مخلصاً للوطن وللأمير وأن أحترم الدستور وقوانين الدولة وأذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله وأؤدي أعمالي بالأمانة والصدق) ولكن واقعه ينكث يمينه وأحكام القضاء الكويتي الأخيرة وعمل اللجنة العليا تصدّق ذلك أو تكذبه. ولا يجوز للمسلم أن يحلف وهو كاذب، خصوصاً إذا تكلّف اليمين لطمع الدنيا أو عداوة (من حلف على يمين صبرٍ يقتطع بها مال امرئ مسلم بغير حق لقي الله وهو عليه غضبان) وتسمى أيضاً اليمين الغموس، لأنها تغمس صاحبها في الإثم ثم تغمسه في النار. والبعض يريد الكويت أن تكون بلا معالم وبلا هوية لجهة الأممية...أليس هذا كافياً كي نغلّظ القسَم؟ ونحافظ على الهوية الوطنية؟

حسين الراوي

‏الصورة الأولى... أفضل
أُسطورة الملاكمة بطل العالم السابق للوزن الثقيل في الملاكمة مايك تايسون عاد إلى الحلبة بعمر 58 عاماً ليقابل شاب يصغره 31 عاماً، هو اليوتيوبر جيك بول، صاحب الـ 27 عاماً.مايك تايسون لم تطأ قدماه حلبة الملاكمة لخوض أي مباراة ملاكمة رسمية منذ عام 2005، وذلك بعد أن سَجّل في ملفه العالمي 50 فوزاً، و6 هزائم، منها 44 مباراة أنهاها تايسون بالضربة القاضية!في 15 نوفمبر 2024 بملعب (إيه تي أند تي) في أرلينغتون بولاية تكساس خسر تايسون مباراته بإجماع الحكام بعد 8 جولات، حسمها جيك بول لصالحه، بفارق كبير بالنقاط، كانت كالآتي: (80-72، 79-73، 79-73).‏في الحقيقة أنا لست من الذين اتفقوا على لوم ‏مايك تايسون وانتقدوه بسبب خوض ذلك النزال غير المتكافئ لا عُمرياً ولا جسدياً ولا حركياً ولا رياضياً مع جيك، وهذا لأني أرى بعمق بأن تايسون هو أعلم بنفسه من الآخرين، فلعل تايسون رأى أنه قد يستطيع كسب النزال الفائت أمام جيك، أو لعله كان محتاجاً للمال، ولعله ولعله ولعله، فحتماً هناك ثمة أمور خاصة لا نعرفها تخص تايسون لوحده.‏وكذلك، أنا لست من الذين يرون بأن تايسون قلل من قيمته الرياضية أو الروحية أو الإعلامية في خوضه لذلك النزال الخاسر أمام جيك بول الشاب القوي الحيوي الذي يكبره تايسون 31 عاما، وهذا لأني أرى أن ذلك النزال تجربة خاصة بالملاكم تايسون أراد خوضها بعد أن استعد لها جيداً بحسب ما صرّح تايسون.‏رغم خسارة تايسون في ذلك النزال إلا أنه كسب نحو 20 مليون دولار! وعاد اسمه يُتداول عالمياً من جديد بعد أن خفت بشدة، ولقد كسبت شركة نتفليكس من رعايتها لتلك المباراة ما يقارب من 100 مليون دولار!‏قال مايك تايسون بعد خسارته ‏للنزال: «أنا اعتبر نفسي منتصراً بالرغم من الخسارة، خسرت نصف دمي، وخسرت 11 كيلوغراماً بسبب عمليتي في يونيو الماضي، أنا سعيد لأن صحتي مازالت تسمح لي بالقتال».وفي إحدى المرات سُئل مايك تايسون: (ماذا تودّ أن يكون إرثك)؟ فأجاب تايسون: «الإرث هو مفهوم مغلّف، هو يعني الكبرياء/الأنا لكن مغلّفة بمفردة أخرى تناقلها الآخرون. لا أريد إرثاً، سأموت، لِمَ تصوّر الناس عن شخصيّتي بعد موتي مهم؟ باستثناء أطفالي وأحفادي، أنا لا شيء مُهم يُذكر، أنا أتقنت فن القتال والآن أنا أتعلّم فنّ التواضع، خصوصاً لله، التواضع هو شيء في الروح الحقيقيّة. صنعت من اسم مايك تايسون مقاتلاً عظيماً، لكن روحه أعظم».‏مايك تايسون اعتنق الإسلام منذ سنوات طويلة، وقام بأداء مناسك العمرة للمرة الأولى في يوليو 2010، وفي ديسمبر 2022. في مقابلة أجراها تايسون في ديسمبر 2013 مع قناة فوكس نيوز، قال: «أنا سعيد جدا لكوني مسلماً، وأنا بحاجة دائمة لوجود الله في حياتي».في النهاية... تبقى الصورة الأولى هي الأجمل دائماً، وهذا لأنها جاءت حقيقية وأكثر واقعية لم تمتد لها يد الظروف، ولم تتدخل في التقاطها الطبيعية برامج الفوتشوب!

خيرالله خيرالله

إيران والدور الجديد لـ«حزب الله»
مخيف هذا الواقع اللبناني الذي يتميز برفض أخذ العلم بما حصل في الشهرين الماضيين، خصوصاً لجهة حجم الدمار الذي لحق بالبلد...ليس في لبنان من يريد أن يحاسب ويسأل، في ضوء التوصّل إلى اتفاق وقف النار، عن ربط مصير البلد بمصير غزّة ومغامرة «طوفان الأفصى» ذات النتائج المعروفة سلفاً. يبدو الوضع اللبناني مخيفاً إلى درجة تجعل صعباً، إلى حدّ كبير، تحويل اتفاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل إلى فرصة تمكن من البناء عليها لبنانياً، بما يجعل الدولة تستعيد دورها الطبيعي بعد سنوات طويلة من سيطرة «حزب الله» على البلد، بصفة كونه لواء في «الحرس الثوري» الإيراني ليس إلّا.منذ شهرين تفرّغت آلة الحرب الإسرائيلية لجبهة لبنان. قرّرت حكومة بنيامين نتنياهو الردّ على القرار الإيراني بفتح جبهة جنوب لبنان. عملياً، دمّرت إسرائيل عشرات القرى القريبة من الحدود معها واستطاعت اغتيال معظم قيادات «حزب الله» بدءاً بالأمين العام حسن نصرالله.ذهبت إلى أبعد من ذلك عندما فرضت حصاراً على لبنان وباشرت إجراءت تستهدف قطع الطريق على نقل السلاح الإيراني وغير الإيراني إلى الحزب انطلاقاً من الأراضي السوريّة.ليس ما يشير، أقلّه إلى الآن، إلى أنّ لدى «حزب الله» رغبة في تنفيذ القرار الرقم 1701 في ضوء الاتفاق اللبناني - الإسرائيلي، برعاية أميركيّة وفرنسيّة، على وقف للنار.من الواضح أنّ شيئاً لم يتغيّر بالنسبة إلى الحزب الذي يرى في التوصّل إلى اتفاق النار الذي في أساسه القرار 1701 انتصاراً كبيراً له رغم كلّ ما حلّ به وبتركيبته وبنيته التحتية... ورغم كلّ ما لحق بلبنان من خسائر.من يقرأ نص القرار 1701 الذي صدر في أغسطس من العام 2006 يكتشف أنّ تطبيقه يعني، أول ما يعني، وجود منطقة عمليات في جنوب لبنان خالية من سلاح «حزب الله». لم يصدر عن الحزب إلى يومنا هذا، ما يؤكّد استعداده للتخلي عن سلاحه لمصلحة الدولة اللبنانية.يقرأ الحزب اتفاق وقف النار من كتاب خاص به، هو كتاب الأجندة الإيرانيّة لا أكثر. لا يزال يرفض الإطلاع على نص القرار، لا يزال في الواقع يعتقد أنّ لا شيء تغير بين العامين 2006 و2024.لا يزال وقف النار فرصة كي يلتقط الحزب أنفاسه ويعزز وضعه اللبناني. عندما لا يستطيع الحزب تحقيق انتصار على إسرائيل، لديه في كلّ وقت بديل آخر هو الانتصار على لبنان.توجد فوارق كبيرة بين حرب صيف 2006 التي افتعلها «حزب الله» لأسباب داخلية لبنانية مرتبطة أساساً باستكمال السيطرة الإيرانية على البلد في ضوء الانسحاب العسكري السوري منه نتيحة اغتيال رفيق الحريري ورفاقه.وفّر صدور القرار 1701، قبل ما يزيد على 18 عاماً، فرصة كي ينصرف «حزب الله» إلى التركيز على لبنان. لم يتلق الحزب في الماضي ضربات قويّة كما حصل في 2024. لم يحترم أي بند من بنود القرار الصادر عن مجلس الأمن.لم تكن إسرائيل بعيدة بدورها عن تأييد هذا التوجه، خصوصاً أنّ بقاء الحزب مسيطراً على جنوب لبنان يخدم مصالحها من منطلق أنّ الجنوب الخالي من الجيش اللبناني يمثل صندوق بريد متعدد الاستخدامات بالنسبة إلى الدولة العبريّة.لا يقتصر التغيير الكبير في 2023 و2024 على فشل رهان السياسة الإسرائيلية على «حماس» في غزّة و«حزب الله» في جنوب لبنان فحسب، بل إنّ «طوفان الأقصى» خلق أيضا خطراً وجودياً على الدولة العبريّة، تماما مثل الخطر الوجودي الذي ظهر من خلال صواريخ الحزب ومسيراته.هاجمت «حماس» مستوطنات غلاف غزّة. قتلت نحو 1200 إسرائيلي وآخرين من جنسيات أخرى. أخذت رهائن أيضاً. أمّا «حزب الله» فقد جعل نحو 70 الف إسرائيلي خارج المستوطنات التي يقيمون فيها في الجليل.لم يكن في متناول نتنياهو غير الوحشية يلجأ إليها، لكنّ الجديد في الأمر أن إسرائيل اثبتت أنّها تمتلك معلومات كثيرة عن الحزب وعن وجوده في لبنان وسورية، خلافاً لما تمتلكه عن «حماس» التي كانت محاصرة في غزّة والتي ارتضت بالحصار كونه يخدم مشروع استمرار سيطرتها على القطاع، بحيث لا يعني لها المشروع الوطني الفلسطيني شيئاً.في انتظار استيعاب «حزب الله» أبعاد ما لحق به واكتشاف أن لا عودة إلى تجربة ما بعد حرب صيف 2006، سيكون سهلاً عليه إعادة توجيه سلاحه إلى الداخل. سيستفيد في ذلك من ضعف الأطراف اللبنانيّة الأخرى، ممثلة بمؤسسات الدولة التي تعاني من اهتراء ليس بعده اهتراء. يضاف إلى ذلك كلّه حال الضياع لدى السنّة والمسيحيين والدروز.يجعل تحكّم هذه الذهنيّة بالحزب وقف النار اتفاقاً هشّاً، رغم الرعاية الأميركية له ورغم أنّه جاء نتيجة اتصالات بين واشنطن وطهران.هناك مصادر أميركيّة عدة كشفت أنّ «الجمهوريّة الإسلاميّة» أعطت ضوءاً أخضر سمح بالوصول إلى اتفاق لوقف النار.هذا لا يمنع طرح أسئلة من نوع هل يعود ذلك إلى شعور إيران بقوة الضربات التي تلقاها الحزب الذي يعتبر أحد خطوط الدفاع عن نظامها... أم كل ما في الأمر أنّها تعدّ لوظيفة جديدة لسلاح الحزب وتريد أخذ وقتها في ذلك؟في النهاية، لا يمكن تجاهل أنّ حرب لبنان الأخيرة ستكشف هل يستطيع هذا البلد البقاء على قيد الحياة أم لا... ما دام سلاح «حزب الله»، الذي تعدّ له «الجمهوريّة الإسلاميّة» وظيفة جديدة، موجوداً ولا قدرة لدى الدولة على جعله تحت سيطرتها.يحصل كلّ ذلك رغم كل النيات الطيبة لرئيس حكومة تصرف الأعمال نجيب ميقاتي الذي اثبت مرّة أخرى قدرة كبيرة على التعاطي مع كلّ العقد الصعبة!

علي الفيروز

جزاء مجرم الحرب
إن مذكرة الاعتقال الموجهة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه السابق يواف غالانت، الصادرة من المحكمة الجنائية الدولية هي بمثابة جزاء لمن يتمادى بارتكابه جرائم حرب ويستحق العقاب.فما حدث في قطاع غزة من جرائم قتل بشعة ضد الحقوق الإنسانية وقتله نحو 44 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال الأبرياء منذ 412 يوماً يستحق أوامر الاعتقال من المحكمة الدولية بلا شك.المحكمة الدولية المستقلة التي تتخذ من لاهاي مقراً دائماً لها، أوضحت في بيان رسمي على أنها أصدرت مذكرتي الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت بعدما وجدت أسباباً مقنعة في ارتكابهما جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب منذ 8 أكتوبر العام الماضي 2023 وحتى 20 مايو العام الحالي 2024، فكان من بين هذه الجرائم استخدام سلاح التجويع كسلاح حرب والاستمرار في ممارسة القتل وسفك الدماء والاضطهاد من خلال استخدامهم أسلحة محظورة دولياً، ومنها تم رصده وتوثيقه لتكون أدلة دامغة مثل قنابل جدام الذكية والقنابل الفراغية وأسلحة دايم الفتاكة التي تترك آثاراً لا يمكن علاجها للمصابين، وكذلك استخدام الاحتلال لصواريخ وقنابل هالبر، والقنابل الغبية التي يبلغ وزنها حوالي 2 طن من المتفجرات التي تُلقى وتسبب دماراً هائلاً.كما استخدام نتنياهو وغالانت الفسفور الأبيض واليورانيوم المنظم والقنابل العنقودية وأسلحة (جي بي يو) وبالتالي نرى أن كل هذه الأسلحة الفتاكة مصنفة حسب اتفاقية 1993 للأسلحة الكيميائية والأسلحة الأكثر إلحاحاً على أنها «محرمة دولياً»، ولكنها استخدمت ضد أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، وكذلك في الضفة الغربية والقدس كخطوة للإبادة الجماعية، ومحكمة العدل الدولية على علم في ما يجري على الأراضي الفلسطينية، كما ظهرت مؤشرات عديدة على استخدام الاحتلال أنواعاً كثيرة من الأسلحة المحرمة دولياً والتي تحدث أضراراً بالغة في صفوف السكان من المدنيين والتي بات من غير المقبول دولياً استخدامها كسلاح في الحروب الحديثة مهما كانت شدة الحرب وضراوتها، ولكن نلاحظ أن توحش إسرائيل كان شيئاً مختلفاً أثناء عملياتها العسكرية في قطاع غزة بالذات وكأنها حرب جنونية!ولعل العالم كله شهد عملية الرصاص المصبوب في حينها حيث رصدت ميدانياً العديد من الإصابات الدموية غير المعتادة مثل الجثث المتفحمة حرقاً والجثث الذائبة على نحو يشير إلى إصابتها بأسلحة غير تقليدية وممنوعة، وأطراف مقطوعة تاركة جروحاً بالغة تشبه الحروق تم استخدامها ضد المدنيين العزل في القطاع، وكذلك تركيز القوات الصهيونية على القنابل الفسفورية كأداة قذرة استخدمتها بكثافة في معاركها الأخيرة ضد الفلسطينيين، وهي أسلحة حارقة تحتوي على الفسفور الأبيض كحمولة أساسية حيث جرى صناعتها لتوليد حرارة شديدة تبلغ قرابة 1000 درجة مئوية!كما يسبب الفسفور الأبيض حروقاً مؤلمة قد تصل من الدرجة الثانية إلى الدرجة الثالثة خصوصاً أنه يذوب بسهولة في الدهون السطحية، فيمتص مباشرة عبر جلد الإنسان، ومن ثم ينتشر في بقية الجسد حيث يلحق أضراراً خطيرة بالكلى والكبد والقلب حتى يؤدي إلى وفاة الإنسان.وقد لوحظ أن الفسفور الأبيض يتفاعل بسرعة مع الأوكسجين الموجود في الهواء، فتظهر عملية الاحتراق بشدة قد ينتج عنها سحابة كثيفة من الدخان والجزيئات المشتعلة تحدث دماراً هائلاً على الأرض لترى أجساد البشر والحيوانات والنباتات والمركبات هي مواد قابلة للاحتراق والذوبان، بالإضافة إلى خصائصه الحارقة حيث ينتج الفسفور الأبيض دخاناً كثيفاً يحجب فيه الرؤية ويخنق البشر، فيتم استخدامه لأغراض تكتيكية عند الحروب، ناهيك عن الضحايا التي بدت أجسادهم تتبخر أو تذوب نتيجة القصف الإسرائيلي المستمر على المنازل السكنية والمساجد والمدارس والمستشفيات وأماكن الايواء وليس للمناطق التي يوجد بها قوات «حماس».إذاً، وبسياق كل ما سبق من معلومات خطيرة تفيد بأن قوات الاحتلال تبحث عن ما هو محرّم دولياً والآثار الناتجة عن هذه الأسلحة المحرّمة دولياً لا تفرق بين ما هو عسكري أو مدني سواء كانوا رجالاً أو نساءً أو أطفالاً في غزة.وبالرغم من أن حكم المحكمة الجنائية الدولية يمثل خطوة إنسانية حاسمة في مواجهة جرائم الإبادة الجماعية للاحتلال وان قرار اعتقال نتنياهو وغالانت إجراء مستحق ويمثل العدالة الدولية لتوافقه مع القانون الدولي، إلا أننا نجد أن هناك أوساطاً عبرية تحاول التهوين من اثر خطوة المحكمة والتي تهدد بعزل نتنياهو وحرمانه من التحرك الدولي، فيما عبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، عن رفض تل أبيب باشمئزاز هذه الاتهامات باعتبارها اتهامات كاذبة، معتبراً بكل حماقة أن قرار المحكمة الدولية «معادٍ للسامية»!ويبقى السؤال هنا: هل سينصاع نتنياهو وغالانت لأمر الاعتقال، أم أن الهروب من واقع الاحتلال هو الحل الأمثل؟!ولكل حادث حديث،،،alifairouz1961@outlook.com

د. خالد أحمد الصالح

صوت المريض
عشرات من المهتمين قضوا سنوات في حوارات مع مقدمي الخدمة الصحية، حواراتهم كانت من أجل إقناع مقدمي الخدمة الصحية بأمر واحد هو أن المريض هو محور الخدمة الصحية، ومع كل ذلك ما زالت شكوى المرضى قائمة حول الحاجة إلى مزيد من إعطاء الرعاية النفسية والصحية للمرضى.بعد إلغاء (تأمين عافية) عاد المرضى المتقاعدون إلى حضن وزارة الصحة، هذه الفئة هي أكثر مجموعة تحتاج إلى رعاية واهتمام، قيادات وزارة الصحة أبدت حرصها عليهم، ووضعت أنظمة لراحتهم، وفتحت عيادات خاصة من أجل توفير الراحة لهم، أمرٌ يُشكرون عليه، ولكن يبقى مقدم الخدمة هو عنصر النجاح، يبقى الطبيب والممرض وفني المختبر والأشعة وموظف الاستقبال، يبقى كل هؤلاء بعيدين عن أعين المسؤولين، فلا يستطيع نظام أن يوفّر مراقباً لكل شخص، هؤلاء ضمائرهم فقط هي التي تراقبهم.حضرتُ ورشة عمل مهمة حول رعاية المرضى وكيفية تزويد الرعاية الشخصية لكل مريض، كانت الأرقام مُزعجة حول مهارات مقدمي الخدمة في رعاية المرضى، فالزملاء الأطباء بعضهم ما زال يمتهن المهنة كعمل وليس كرسالة، نعم الطب ليس مهنة بل هو رسالة، والرسالة لا بد أن تكون في ظرف يحتويها، وظرف رسالة الطب هو استقبال المريض بمودة والاستماع له وتهدئة خاطره قبل الكشف عليه، الإحصائيات في دول قريبة تشير إلى فجوة في هذا المفهوم ولم أجد في الكويت دراسة مُحكمة في هذا الشأن ولكن من تجارب المرضى نعرف أننا بحاجة لهذه الدراسات.الأطباء هم رأس الخدمة الصحية وعادة الرأس يكون كثير الأذى، وهذا قدرهم، وهناك أيضاً التمريض، التمريض الذي لا يعرف كثيراً منه لغة المريض، وإذا توقف التواصل توقف كل شيء، في زمان المرحوم الدكتور عبدالرحمن العوضي، كان هناك قرار بإدخال كل ممرض وممرضة دورة للغة العربية، ومع موجة إبعاد لغتنا انتهى للأسف هذا التوجه وأصبح لزاماً على المريض في وطنه أن يتكلّم لغة الممرض، وهذه أول صدمة نفسية للمريض.ورشة العمل التي حضرتها انتهت إلى توصية مهمة بضرورة إدخال كل طبيب وممرض ومساعد صحي لدورة التعامل مع المرضى، وإعطاء المريض الحق أن يُشارك في القرارات الصحية، أي أن اللجان الصحية ومجالس إدارة المستشفيات لا بد أن يمثل فيها مريض، مريض يُعبّر بصوته عن المرضى الذين يحتاجون من يستمع لهم.إنّ الراحة النفسية للمريض هي بحد ذاتها علاج، فإذا وجدنا مستشفى لا يهتم بغرف الاستشارات النفسية فاعلم أن المرضى هناك لا يهتم بهم أحد، هناك مؤشرات، بعيداً عن الدعاية والمجاملات، مؤشرات تكشف مقدار التزام النظام الصحي بالمريض، وتوفير الراحة والأمان الصحي له، اليوم هناك دراسات واختبارات ومقاييس تستطيع أن تعتمد عليها لجودة الخدمة الصحية وما على وزارة الصحة إلا أن تستفيد من إدارة الجودة وتشرك المريض أيضاً من أجل إنجاح عمليات التقييم وبعدها يأتي التطوير والتحسين.صوت المريض هو المقياس الحقيقي لجودة الخدمات الصحية ويجب أن يكون صوتاً قريباً حتى يمكن سماعه، وهذا ما نتمناه.

مقالات

م. أحمد عبدالهادي السدحان

كنز مدفون في الوزارة!
مع حركة الإصلاح الحالية، فإنه يتعين إعادة النظر في الأجهزة الحكومية نفسها ومراجعة أماكن الهدر المالي والضعف الإداري فيها وتطوير الهياكل الإدارية وتقليصها، كذلك فالأهم في هذه المرحلة هو عمل الإصلاحات الحقيقية وتفعيل شامل للحكومة الإلكترونية والنجاح بالاستغناء عن الأوراق، وكذلك الإسراع في الدمج للقطاع الحكومي والنفطي وما أكثر التشعبات والمسميات للجهات المختلفة! على أن يكون هذا الدمج المنشود بعيداً عن البيروقراطية في التنفيذ الفعلي!وكذلك يتعين عمل الكثير من الإصلاحات التنظيمية والمالية الأخرى، وهناك توفير مالي سريع، وعلى سبيل المثال لا الحصر وهو الاستغناء عن البعض من المستشارين وهو يمثل بداية التوفير في ظل وجود الوزراء والقياديين التنفيذيين والوكلاء أنفسهم، ويفترض أن لديهم إضافة للعمل وألا ينتظر البعض منهم رأي مستشار فقط ومن ثم يسير عليه بلا تدقيق أو خبرة أو تحليل، وبالتالي هؤلاء القياديون هم المسؤولون عن أعمالهم وهذا بالأصل يثبت خبرتهم والتي من المفترض أنهم وضعوا في مناصبهم من أجلها.لذا، كل ذلك التوفير للميزانية العامة والتي بدورها تساعد في تخفيف طوابير الانتظار للمواطنين الراغبين بالتوظيف مثلاً!هناك نقطة مهمة أخرى وهي ترجمة الكلام المزمن عن تنويع مصادر الدخل إلى واقع ملموس بعيداً عن تقلبات أسعار السلعة الأساسية الوحيدة وهي النفط. وأيضاً فإن التطور والتقدم في أي دولة لا يتم دون العنصر البشري المؤهل والقادرعلى تنفيذ خطط وطموحات الوطن والخلل ليس في تأهيل هذا العنصر البشري بل الخلل الأكبر في عدم استثماره بالشكل الصحيح أو تجميد وتعطيل تلك الكفاءات والعقليات وما ينتج عن ذلك من نتائج سلبية وانعكاسات سيئة على مسيرة التنمية على الدولة بشكل عام.وحالياً لدينا حيوية عامة متأججة للإصلاح وفي دولة الكويت عندما تم وضع الخطط التعليمية والأكاديمية المتلاحقة فإن الأهداف النهائية هي تكوين كوادر كويتية قادرة على النهوض بمسؤولياتها وواجباتها الوطنية، لكن المعضلة الكبرى هي أن تضيع وتُنسى تلك الكفاءات والخبرات في بعض الوزارات والجهات الحكومية وذلك نتيجة التجميد أو عدم الاهتمام أو عدم إعطائهم الوظائف الإشرافية المناسبة والمستحقة لهم، أو عدم الاستفادة منهم، وبالتالي يتم تعطيل وإهدار تلك العُقول والكوادر والخاسر الأكبر نتيجة ذلك هي الدولة والتي لم تستفد من تعليمهم أو خبراتهم!وعملياً فإنّ الأموال التي تم إنفاقها في السابق لـتأهيلهم تعتبر مُهدرة. وبالتالي هذه الحالة للكفاءة المهملة بمثابة كنز مدفون في الوزارة! إن جاز التعبير، ومن أهم الأسباب التي أدت إلى هذا الوضع السيئ هي وجود ما حصل من محسوبية والتخبط الإداري والتي يمارسها بعض المسؤولين وهم بذلك ينشرون الإحباط ويجعلون العملية كأنها (صراع إداري) والفائز الذي لديه علاقات أكثر!والحل الحقيقي يبدأ بالوزير والإصلاحات المطلوبة منه، ويتعين أن يكون دقيقاً في متابعة الأوضاع في وزارته وأن يضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وأن يقوم باستثمار الكفاءات الموجودة عنده وكذلك وضع آلية جديدة وشروط بالتقنية الحديثة لضمان تأهل الأفضل من أجل المسمى الإشرافي، وذلك للعدالة الوظيفية وللصالح العام. والله عز وجل المُعين في كل الأحوال.x@Alsadhankw

د. تركي العازمي

لنبتعد عن البخل!
عن حديث «لا يدخل الجنة خب، ولا بخيل، ولا سيئ الملكة»، قال الإمام ابن باز، رحمه الله «وإن كان في سنده ضعيف، لكن معناه صحيح، تحريم سيئ الأخلاق، والخب هو الخدّاع الذي يستغفل الناس في الفساد، والبخيل معروف، وسيئ الملكة: سيئ التصرف، ويحتمل المراد بسيئ الملكة في مماليكه وبهائمه، فيظلمها»... وفي موقع آخر قال «فالنفقة والإحسان والجود والكرم من صفات الأخيار».وفي المنظومة الإدارية الحديثة «عندما يبخل صاحب المؤسسة على المدير فإنهم وإن صبروا عليه سيتركونه ويذهبون لمدير آخر يتصف بالكرم... وتخسر المؤسسة من خروج الكفاءات». أذكر في أحد الأيام طُلب مني مراجعة سلم الرواتب للعاملين في الإدارة التابعة لي، وقال أحبتنا المسؤولون الكبار الكرام: «شوف معدل الراتب لكل وظيفة في الشركات الأخرى» للنشاط والمهام نفسها، «داخل الكويت وخارجها... وأخذ المعدل ولا بأس برفع زيادة للحفاظ على موظفينا» وتم ذلك ولله الحمد، وبقى الكثير معنا، على الرغم من الإغراءات التي تصلهم. هذه المقدمة، أنقلها للإضاءة على أهمية تحسين الحكومة المستوى المعيشي للعاملين والمتقاعدين في ظل التضخم وارتفاع الأسعار، ناهيك عن القروض التي يضطر الكثير لأخذها. قد يقال: إن هناك دراسات... طيب حصلت زيادات بعد تلك الدراسات ولم تستكمل، وكان هناك توافق بين الحكومة ومجلس الأمة، فلماذا توقف الأمر؟ علينا مراجعة أسباب تراجعنا في كثير من مؤشرات الجودة، وحتى الطرق، مع أن العقود قد وُقِّعت، فلا نعلم متى تبدأ ومتى تنتهي؟... وكثير من أحبتنا توفاه الله بسبب سوء الطرق، وزد عليها الأضرار التي تعرضت لها المركبات منذ حادثة الأمطار 2018!الزبدة:لم يعد هناك فرد جاهل بالمعطيات؛ فالمجريات - وإن «كحلناها» بمفردات جميلة براقة - ألا أن الأفعال في الواقع وضعف الإنجازات تكشفها. فلنلتزم بصفات الأخيار، وننفق ونحسن ونكرم أحبتنا... الله المستعان.terki.alazmi@gmail.comTwitter: @TerkiALazmi

كامل عبدالله الحرمي

«أوبك»... للصبر حدود!
... إلى متى ستضحي«أوبك» بـ6 ملايين برميل من النفط الخام من دون استخدام وتكدسها لسنوات في صهاريج التخزين، ومن دون عائد مالي أو استخدام؟ هل فقط من أجل الدول والشركات التي بدأت تُنافس وتنتج النفط بكميات تُجبر المنظمة النفطية على خفض إنتاجها، أو من أجل المحافظة على سعر مقبول لديها؟.موقف «أوبك» هذا، يبرز عندما تكون الدول المنتجة الأخرى غير مبالية، وتزيد من إنتاجها تحت نظر «أوبك» التي توزع حصص الإنتاج على دولها وتلزمها بالتضحية من أجل الآخرين. وهي لا تستفيد على الاطلاق تحت مسمى وسقف حصص الإنتاج والمسمي بـ«الكوتا».مع تصرف أوبك المتمثل بعدم تسييل 6 ملايين برميل تكون قد حكمت على نفسها بطاعة الآخرين والتضحية بجميع التزاماتها بتصحيح النطاق السعري وهي بعيدة عنه كله، إلا في أضيق الحالات مع وجود تطورات لأزمات سياسية يرتفع معها معدل سعر البرميل، ثم ما تلبث أن تتراجع الأسعار. كما هو الحال مع الأزمة الخانقة أو شبح حرب ما بين روسيا وأوكرانيا، حيث وصل معدل سعر البرميل إلى 75 دولاراً.وهو الأمر الذي أدى إلى تزايد في إنتاج النفط في الولايات المتحدة الأميركية وكندا والبرازيل. وستواصل أميركا زيادة إنتاجها في خلال الـ5 سنوات المقبلة للوصول إلى 20 مليون برميل في اليوم، وهي الآن تتعدى معدل الـ14 مليوناً.والإدارة الأميركية ستحث وتشجع الشركات النفطية الأميركية بمواصلة الاسستثمار وزيادة الإنتاج بكل قوة لتكون على الدوام في المركز الأول في إنتاج النفط في العالم، من دون التزام أو من معدل للإنتاج. وهذه الشركات النفطية التجارية لا يهمها سوى خفض تكاليف الإنتاج والمصاريف بشكل عام، وإذا دعت الضرورة تسريح وتخفيض عدد العمالة لمواصلة زيادة الإنتاج.في حين أن دول أوبك أو معظمها ملتزمة بمصاريفها السنوية وآملة في عدم تحقيق أي عجز مالي. رغم أنها لم تحقق سعراً تعادلياً مطلوباً منذ أكثر من 4 أو 5 أعوام فائتة ويتراوح مابين 90 إلى أكثر من 125 دولاراً في حال نيجيريا مثلاً. والدول الخليجية في نطاق 90 إلى فوق 95 دولاراً، وهذا أيضاً لم يتحقق بالرغم من التخفيضات الطوعية منذ 3 أعوام، وهي حاجبة أكثر من 6 ملايين عن الأسواق النفطية، ومن تحقيق عوائد مالية على استثماراتها في انتظار اليوم الأسود الذي تتناقص فيه كميات من النفط الفائض في الأسواق العالمية، ووفق المنظور هذا قد يكون مستحيلاً الآن.وقد يكون من شبه المستحيل تحقيق سعر تعادلي مناسب مع تزايد إنتاج الدول الأخرى من خارج دول «أوبك»، لأن الشركات والمنتجين الآخرين سيواصلون خفض وضغط مصاريفهم لتحقيق الأرباح والفوائد على حساب دول أوبك، بسبب ضآلة التكاليف والمصاريف بقدرالإمكان والتزام المنظمة بآلية خفض الإنتاج فقط. بالمقابل، كيف على أوبك مثلاً أن تنافس إنتاج النفط الأميركي عند 15 أو حتى 20 مليون برميل. ومايعادل إنتاج أكثر من 4 إلى 5 دول «أوبكية» السعودية الأمارات و العراق والكويت واحتمال مشاركة ايران. وهكذا وصل بنا الحال وبسبب سياسة خفض الإنتاج مما أفسح مجال الاستفادة أمام الآخرين.وهل من إمكانية أن تفعل «أوبك» شيئاً ما حيال تزايد إنتاج النفط من خارج دولها في ظل سياستها «الخفضية»والتي باتت المنظمة تدفع نفسها ثمنها وضحية لها؟ أمام ذلك، لما لا تترك أعضاءها باختيار الأفضل طالما تستطيع أن تتعايش مع الأسعار كبقية الدول من خارج أوبك.وهل بقي من صبر لأوبك؟!كاتب ومحلل نفطي مستقلnaftikuwaiti@yahoo.com

د. دانة العنزي

الرابحون والخاسرون من فوز ترامب
الفوز الساحق لترامب من شأنه أن يغيّر أو يعيد رسم المشهد الداخلي والخارجي الأميركي برمته. فترامب رغم الكثير من خصاله السيئة، وافتقاره للخبرة العميقة بطبيعة صنع السياسة الخارجية والداخلية الأميركية لكن مع ذلك، يحسب له وضوحه الشديد وصدقه في تنفيذ أي وعود قد قطعها على نفسه، فضلاً عن استحواذه على الغالبية في الكونغرس التي لن تعيقه على تنفيذ سياساته. وفي خضم ذلك الانقلاب شبه الجذري المرتقب في السياسات الأميركية خلال ولاية ترامب هناك بالقطع عدد من الرابحين والخاسرين.على الصعيد الداخلي، هناك بعض الرابحين لكن بدرجات متفاوتة. وأهمهم «بحق وصراحة» هم الأميركيون ذاتهم خصوصاً الفقراء والذين يصارعون في أزمات اقتصادية. فترامب كونه رجل أعمال ناجحاً، فضلاً عن تركيزه التام على الاقتصاد، واستناداً أيضاً إلى ولايته الأولى؛ قادر على دفع الاقتصاد الأميركي لقفزات متقدمة إلى الأمام، لكن الأهم من ذلك هو قدراته على تخفيض المستويات المرعبة من التضخم، وتوفير الملايين من فرص العمل. ولعل ذلك من أهم أسباب فوز ترامب الساحق، وانحياز كتل تصويتية غير متوقعة له خصوصاً من المهاجرين والملونين.وهناك بعض الرابحين بشدة من فوز ترامب، يأتي على رأسهم شركات الطاقة الأميركية، والأغنياء بعد وعود تخفيض الضرائب، ومجمع المال والأعمال في «وال ستريت»، والكتل والتجمعات اليمينية بأشكالها كافة.أما الخاسرون، فعلى رأسهم المهاجرون غير الشرعيين الذين يقدّر عددهم بنحو 20 مليوناً معظمهم من أميركا الجنوبية، وذلك في ضوء خطط ترامب الجادة لترحيلهم. ومن الخاسرين أيضاً، الكثير من الشركات الأميركية التي تعتمد على الصادرات الخارجية خصوصاً من الصين وذلك في ضوء الرفع الكبير من التعريفات الجمركية. وأيضاً، الكثير من المؤسسات والشخصيات خصوصاً الديمقراطية المعادية لترامب.أما على الصعيد الخارجي، فالخاسرون كثر، فقد تبين خلال السباق الرئاسي أن ترامب (2)، لن يختلف تماماً عن ترامب (1) خصوصاً في السياسة الخارجية، حيث التشبث بالنهج شبه الانعزالي وسياسة الصفقات. ما سيترتب على ذلك في المقام الأول خسارة كبيرة لمعظم حلفاء واشنطن التقليدين أو التاريخيين خصوصاً الأوروبيين -كما كان إبان ترامب (1)- الذين يعتمدون على الولايات المتحدة بصفة شبه كلية في الحماية العسكرية والدعم الاقتصادي والدبلوماسي.وبطبيعة الحال- ولن يخفي ترامب ذلك- فالخاسر الأكبر المترتب على خسارة الحلفاء هو أوكرانيا. فترامب سيسعى جاهداً منذ اليوم الأول لتوليه القيادة على إنهاء هذه الحرب التي يراها عبثية ليس لواشنطن مصلحة حيوية فيها، كبّدت الخزانة الأميركية مليارات الدولارات دون طائل.وبحسب بعض التسريبات هناك تفاهمات سرية تجري الآن بين بعض من رجال ترامب وبوتين، حول الصفقة المرتقبة لإنهاء هذه الحرب. وخسارة أوكرانيا تكمن في تلك الصفقة المرتقبة. إذ على الأرجح ستكون صفقة لصالح روسيا بصورة كبيرة، سيفرضها ترامب فرضاً على أوكرانيا تتضمن تعهدات بعدم انضمام أوكرانيا لحلف الناتو، والاعتراف الرسمي بالقرم وبعض الأقاليم الأوكرانية الموالية لروسيا كأراضٍ روسية.أما الرابحون فهم كثر أيضاً، يأتي في صدارتهم إسرائيل، وقد ظهرت بوادر قوية على ذلك عبر الفريق الجديد لإدارة ترامب الذي يضم كثيراً من الشخصيات شديدة التعصب لإسرائيل من أهمهم ماركو روبيو، المرشح لحقيبة الخارجية، والذي كان من أبرز الداعمين لحرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة، وحق إسرائيل في التوسع على حساب دول الجوار.وعليه، فمن دون أدنى شك، سيعمل ترامب على تحقيق كل طموحات وأهداف إسرائيل بصورة كبيرة، والتي قد تصل إلى الموافقة على ضرب المنشآت النووية الإيرانية، أو على أقل تقدير تضييق الخناق على إيران بصورة غير مسبوقة. ويندرج في إطار ذلك، دعم حروب إسرائيل حتى تحقيق جميع أهدافها، أو إيقافها - كما وعد - لكن بشروط شديدة القسوة والظلم.ربما يعتقد الكثيرون أن الصين من أبرز الخاسرين من فوز ترامب، لكن الحقيقة عكس ذلك. إذ ستعد من أبرز الرابحين بسبب سياسة ترامب الانعزالية المناهضة للحلفاء، ما سيمنح للصين فرصاً ذهبية لملء الفراغ الناجم عن هذا الانعزال.

د. عادل فهد المشعل

اغتيال نتنياهو
... وما زالت القضية الفلسطينية محور حديث الديوانية التي أتردد عليها، وقد تعددت الآراء حول سبل وقف المجازر فتعددت التحليلات إلا أن أكبرنا سناً قال بكل ثقة وباختصار: إن نهاية نتنياهو قد بدأت مع طوفان الأقصى ولا حل إلا باغتياله!وبيَّن صديقنا أن الحرب لن تقف بوجود نتنياهو إلا إن وُجد من يجبره على أن يرضخ، سواء من داخل كيانه أو من الخارج، وأنه لا توجد أي حلول تفاوضية حتى لو كان ذلك بعد تسلُّم ترامب، السلطة الأميركية في مطلع العام المقبل.وقال كبيرنا -الذي علمنا الكثير من الأمور في السابق- إن صورة الكيان الصهيوني باتت محرجة لكل من وقف معه سراً وعلانية، خاصة بعد صدور مذكرة الاعتقال الأخيرة بحق المجرم نتنياهو وشريكه وزير الحرب السابق يواف غالانت؛ لذا فإن أول تحدٍّ يواجه من سيعقب نتنياهو في منصبه هو إعادة ترميم صورة كيان القتل والتدمير؛ إذ إن حكومات الكيان كانت تعمل من أجل صالح الوطن المزعوم، بيد أن نتنياهو ظل يعمل لمصلحته فقط. وتمثل مذكرة الاعتقال بحق «نتنياهو وغالانت»، بتهمة ارتكاب جرائم، التي لن ترى النور، إلا أنها تعمل على تضييق الخناق على الكيان الصهيوني بشكل عام، وعلى المجرمَيْن الاثنينِ بشكل خاص، ولعلنا نذكر أن قراراً مشابها قد صدر بالسابق ضد الوزيرة السابقة تسيبي ليفني، في عام 2009م بعد أن أعلنت منظمات التضامن البريطانية وفريق الدفاع عن عائلات الضحايا الفلسطينيين، صدور قرار قضائي باعتقالها بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين، وهو القرار الذي أصدره قاض في محكمة بريطانية.ومثلما أن هناك من يقف ضد نتنياهو من شعبه وغير شعبه، فإن هناك من يؤيده من شعبه ومن غير شعبه، ومنهم ما أعلن عنه سيناتور أميركي أنه سيعمل على معاقبة «الجنائية الدولية» إذا لم تُسقط مذكرة اعتقال نتنياهو، وهو يرمي إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم أحمد خان، الذي رغم تعرضه للضغوط، إلا أنه أصر على صدور مثل هذا القرار، الذي أيدته الكثير من دول العالم، خاصة في أميركا الجنوبية.وقال عضو الكنيست الإسرائيلي يائير لابيد: إن نتنياهو استعرض في خطابه انعدام القيادة والمسؤولية، فهو لا يعرف شيئاً، ولا يتحمل مسؤولية شيء.وقال الرئيس التركي أردوغان، إنه يدعم قرار الجنائية الدولية الشجاع بإصدار مذكرتي اعتقال لنتنياهو وغالانت، وندعو إلى تطبيقه فوراً، كما قال المرشد الإيراني في منشور باللغة العبرية، على منصة إكس: يجب تقديم جميع قادة عصابة الارهاب الصهيونية للمحاكمة، كما أكد رئيس كولومبيا بأنه ملتزم بقرار المحكمة الجنائية.وأعلن أبوعبيدة أنه، وبسبب قصف الصهاينة، فقد أدى ذلك إلى مقتل أسيرة صهيونية، كما أشار إلى أن العدو عليه أن يستعد للتعامل مع مثل تلك الحالات بسبب التدمير الواسع، محملاً نتنياهو وحكومته وقادة جيشه المسؤولية الكاملة عن حياة أسراهم.وقال أبو عبيدة: نتنياهو وحكومته وقادة جيشه يصرون على الإمعان في التسبب بمعاناة أسراهم ومقتلهم، وهم مجرمو حرب، كما أكد قائلاً: إنه يجب على العدو الاستعداد للتعامل مع اختفاء جثث أسراه القتلى؛ بسبب التدمير الواسع، واستشهاد بعض المجاهدين المرافقين للأسرى.ورغم كل ما قامت به هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين بالشارع الصهيوني، إلا انها لم تحركه بصورة مؤثرة، وقالت: إن نتنياهو يريد استمرار الحرب من أجل التهرب من المحاكمة، وهم مستمرون في تنظيم المظاهرات أمام منزل نتنياهو، الذي يلوم حماس بتخريب اتفاق إطلاق النار، بل إنه يتهم من يتهمه بأنهم يتآمرون ضده.واستمر الكنيست في دعم وانتقاد نتنياهو في الوقت نفسه، وما زالت بعض الأصوات العربية تؤرق رئيس الوزراء للكيان الصهيوني على يد كل من «أيمن عودة والدكتور أحمد الطيبي»، وكلاهما عضو في الكنيست، وقد نددا بجرائم نتنياهو وحكومته في الجلسات التي يضطر رئيس الوزراء لحضورها؛ ليسمع بشكل مباشر -وهو صامت- رغم محاولة بعض مؤيديه مقاطعة الأعضاء العرب الشرفاء.

سلطان حمود المتروك

آفاق
آفاق الدنيا تتعدد وتختلف في أشكالها وأرناقها ومساراتها، فمنها ما يضفي على النفس بهجة وجمالاً فيجدّ الخُطى في ما يصبو إليه من أمل، وأخرى يشوبها القلق، فيكابد الإنسان فيها مستخدماً مفتاح الصبر كي يفتح به آفاقاً ممرعة وجميلة تعمل على مساعدته في شق طريقه.يومان تحتفل المنظمة الأممية بهما لأهميتهما، وتسلط الأضواء على مضامينهما وهما:اليوم العالمي للرجل الذي يصادف التاسع عشر من نوفمبر من كل عام، ويهدف إلى تسليط الضوء على الأدوار المهمة التي يؤديها الرجال في المجتمع والتحديات التي تواجههم في مختلف جوانب الحياة. يأتي هذا اليوم ليكون فرصة للتعبير عن التقدير ولإثارة النقاش حول قضايا الصحة والمساواة والعلاقات بين الجنسين.احتفل باليوم العالمي للرجل للمرة الأولى عام 1999، وذلك لتسليط الضوء على إسهامات الرجال الطيبة في مجتمعاتهم وتعزيز الوعي بالتحديات التي يواجهها الرجال في الصحة النفسية والجسدية، بالإضافة إلى أهمية الأدوار التي يلعبونها في الأسرة والعمل.بينما يحتفل في العشرين من نوفمبر من كل عام باليوم العالمي للطفل، وفيه نُحيي الوعد الذي قطعناه لكل طفل لدعم حقوقه والحفاظ عليها وحماية مستقبله ورعاية إمكاناته.وتمت هذه الوعود بناء على اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، ونحن اليوم إذ ننظر الى الأطفال وهم يعيشون بأمن وأمان واطمئنان في كنف ذويهم، فأين أطفال غزة من هذه المساحة الهادئة والمستقرة؟ساعدهم الله، إنهم يكابدون الألم والبطش والتقتيل والترويع والإبادة وفلول العدو الصهيوني تعيث في أرض بيت المقدس دماراً وقتلاً وتشريداً.عزيزي القارئونحن في استذكار آفاق من أُفق هذه الدنيا لن ننسى الأستاذ/ توفيق محمد الطحنون، هذا الزميل الفاضل الذي جدّ في عمله في مضمار التربية الخاصة، فهو مدير مدرسة السلوك التوحدي الأسبق، المُجد في عمله والمبدع في إشاراته والمتألق في أدائه.نسأل الله الكريم أن يتغمّده بواسع رحمته ويلهم أهله وذويه وأصدقاءه وأحباءه الصبر والسلوان، إنّ ربي هو ولي ذلك والقادر عليه.صدق الأديب علي السبتي حين قال:بكيت دماً لو في الرزايا دمٌ يجديذوبت روحي كل روحي على خديولكن قد من راح ليس بعائدأترجع الأيام مَنْ بات في اللحدِفي أمان الله الكريم وحفظه يا أبا محمد.

وليد إبراهيم الأحمد

! Thanks America
المشهد الأول يقول... أكثر من مرة أكدت واشنطن أنها تطالب إسرائيل بوقف الحرب على غزة لتوحي للعالم مصداقيتها وكأنها غاضبة على العنجهية الإسرائيلية وبينهما خلافات سياسية حيال هذا الملف الإنساني الذي تجاوز العام.بينما المشهد الآخر ظهر جليّاً في الأسبوع الماضي يقول... رابع (فيتو) أميركي تم استخدامه الأربعاء الماضي لصالح إسرائيل يدعو لاستمرار آلة القتل وعدم توقفها بعد أن صوتت عليه 14 دولة مطالبة بوقف هذه الآلة!ألم نخبركم من قبل بأن (الحكاية وما فيها) اتفاق (أميركي - إسرائيلي) بحجة الخلاص من (حماس) وسرقة قطاع غزة مع الضفة ؟!لو رجعنا لتاريخ (سلاح) حق النقض الأميركي في مجلس الأمن لوجدناه قد بلغ 83 صوتاً تقريباً معظم استخداماته كانت لحماية إسرائيل!ما فائدة منظومة مجلس الأمن في الدفاع عن حقوق الإنسان ما دامت القرارات في النهاية بيد خمسة أعضاء دائمي العضوية هم (الولايات المتحدة والصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة).لقد ساهت الولايات المتحدة في تقديم أفضل دعم سياسي للكيان الغاصب، الأمر الذي أدى إلى التشكيك في مصداقية الأمم المتحدة ككيان يفترض أن يسعى لإحلال السلم والأمن الدوليين!ولمعرفة كيف تحل أميركا مشكلات العالم بالكيل بمكيالين علينا قراءة تصريح وزارة الخارجية الأميركية الأخير بالقول إن إدارة الرئيس جو بايدن، خلصت إلى أن إسرائيل لا تعرقل حالياً المساعدات المقدمة لغزة وبالتالي لا تنتهك القانون الأميركي لكن مع هذا واشنطن تقر بأن الوضع الإنساني لا يزال متردياً في القطاع الفلسطيني!إذا كان هذا التصريح في ظل حكم بايدن... كيف سيكون عليه الحال عندما يتولى ترامب الحكم؟!اسمع كلامك يعجبني أشوف (مواقفك) أتعجب!على الطاير:• في العام 2016 صرّح وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، للقناة الثانية الإسرائيلية أن حدود إسرائيل يجب أن تمتد لتشمل أراضي من 6 دول عربية... تضم العاصمة السورية دمشق، والأردن وأجزاء من مصر ولبنان والسعودية والعراق!• ! Thanks Americaومن أجل تصحيح هذه الأوضاع بإذن الله ... نلقاكم !email:bomubarak1963@gmail.comtwitter: bomubarak19

موسى بهبهاني

الظاهرة السلبية
من الظواهر الغريبة التي انتشرت في مجتمعنا تداول إشاعات وفضائح وأسرار حياة الأفراد والمسؤولين والمشاهير، والتي هي أسرع في الانتقال من الأخبار الحقيقية المتعلقة بأعمالهم.نجد جلياً في وسائل التواصل الاجتماعي تلك الظاهرة المستهجنة (تسريب الرسائل الخاصة - التسجيلات الصوتية - بالإضافة إلى التسجيلات المرئية -... ) من أفراد دون عِلم الطرف الآخر، سواءً كان ذلك الفعل عفوياً بحسن نية أو بقصد توجيه الاتهام للآخرين ونعتهم بكلمات جارحة وبذيئة أو لاستغلالهم في أمور خاصة.والغريب بأن أخبار الفضائح والاتهامات التي قد تكون غير صحيحة تلقى رواجاً غريباً لدى الناس!ومنهم من قد ينتابهم الفضول في بعض الأحيان للاطلاع على هذه الأخبار!ما يجعلنا نتساءل:لماذا يستمتع بعض الناس بتتبع الفضائح والإشاعات؟ أليس من الممكن أن تكون تلك الاتهامات عارية عن الصحة؟هل ذلك جائز قانوناً وشرعاً؟ألا يعتبر ذلك الفعل من الأعمال المشينة؟ أليس التجسس والنميمة من أقبح الأخلاقيات؟أليست المجالس أمانات ولا يجوز إفشاء أسرارها؟ أليس التنصت على هواتف الناس ومكالماتهم جريمة؟لماذا انتشرت تلك الظاهرة المقيتة بيننا؟قال المولى عز وجل في محكم كتابه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ﴾.فمن ينتهج هذا النهج يهدف إلى تضليل العقول لتطويع الجماهير لأهدافه الخاصة، وما نخشاه هو تأثير ذلك على المراهقين الشباب والذين هم أبناؤنا والتعاطف مع هؤلاء المنحرفين!وبالتالي يجرم القانون فعلهم؟هل هذا السلوك مقبول أخلاقياً؟من أضاف الشرعية لهذا السلوك المشين؟مجلس الأمة:هو السلطة التشريعية ويختص بالتشريع والرقابة على تنفيذ السلطة التنفيذية للقوانين!للأسف في المجالس السابقة كان جلياً بعد أن أدى الأعضاء يمين القسَم على كتاب الله بأن يحترموا الدستور وقوانين الدولة، تحوّل المجلس إلى منبر للجدل العقيم، وافتعال الأزمات وكيل الاتهامات لغايات شخصية على حساب مصلحة الوطن؟بل تحول أداة الاستجواب إلى عصا في يد النائب يلوّح بها للوزير من دون سبب مُقنع؟ وطغت الفزعة والاصطفاف من البعض نظير مصالح فئوية أو حزبية؟وللأسف، بدأت التجاوزات تظهر علناً من نواب تجاهلوا واجبهم وقسَمهم باحترام قوانين الدولة، ومنذ بداية أول يوم عمل في المجلس شاهدنا هذه التجاوزات الغريبة، ومنها:1/ الباركود وتصوير أوراق الاقتراع السري.2/ ارتفاع الأصوات والصراخ الذي لا معنى له والذي يقوم به بعض الأعضاء.3/ التعدي على الآخرين سواءً أكانوا من الوزراء أو من زملائهم أعضاء مجلس الأمة ، أو من مسؤولين في القطاع الحكومي.4/ تصوير المستندات (القرارات) ونشرها بطريقة غير قانونية5/ تسجيل الجلسات السرية ونشرها في وسائل التواصل الاجتماعي.6/ محاولة فرض الرأي على الآخرين ومن لا يوافقهم الرأي فهو خائن.7/ الطعن في ذمم الآخرين واستخدام مفردات سيئة وغير أخلاقية، وغيرها من التصرفات التي لا تليق بنائب يمثّل الشعب.وهذا يحدث للأسف بسبب الفهم الخاطئ للحصانة - فالحصانة لا تعني الفوضى وانتهاك قوانين وبنود الدستور.وهنا اختلفت الموازين بحيث بدأ عضو مجلس الأمة بالتعدي على كرامات الناس سواءً بالقول أو الفعل!وتم ترويج ثقافة التمرد والتطاول بقبيح العبارات والدعوة إلى العنف والتشابك بالأيدي والعراك الجسدي مع من نختلف معه في الرأي!وهنا نتساءل: هل برَّ (الأعضاء) بالقسَم العظيم؟إذاً، ما الحل؟الحل كما نرى:1/ التوعية الإعلامية في التلفزيون والمدارس ووسائل التواصل خصوصاً لأبنائنا الطلبة لتبيان سوء استخدام تلك الأساليب الدخيلة على مجتمعنا.2/ ملاحقة من ينتهج هذا النهج قانونياً وإحالتهم إلى القضاء.3/ إذا كان (المتطاول) غير موجود في الوطن ويقيم في دولة أخرى، فيجب التواصل عن طريق وزارة الخارجية مع هذه الدول والتنسيق معها بالطرق الدبلوماسية لمنع هؤلاء من الاستمرار في نشر الإشاعات والمعلومات المغلوطة.4/ اللجوء إلى القضاء ورفع قضايا دولية ضد من ينتهج هذا السلوك المقيت.5/ التواصل مع مسؤولي التطبيقات (تويتر / واتس - إنستغرام ...) لإغلاق الحسابات المشبوهة التي تبث سموم الفتن.فمن الظواهر المسيئة استخدام الحرية من دون آداب ولا قيود، فبالرغم من أن ديننا الحنيف يحرّم ويقيد هذه الأمور ولا يجعل الحرية مفتوحة على مصراعيها بلا حساب، لأن الشخص الذي ينتهج هذا المنهج معرّض للذنب.ختاماً،ندعو من ينتهج هذا النهج بالتخلي عن هذه الأخلاقيات المشينة التي حرّمها ديننا الإسلامي وسن عقوبات شديدة على من يرتكبها، وإن أراد أن ينتقد الآخرين فلينتقد حسب القواعد الشرعية وليكن انتقاده للمصلحة العامة وليس انتقاداً لأسباب شخصية أو كيدية للإساءة للآخرين، وإلا رجع انتقاده وعيبه للآخرين عليه، فكما أن للآخرين عيوباً، فهذا المنتقد بلا حساب له عيوب يستطيع الآخرون أن يعيبوها عليه:لسانك لا تذكر به عورة امرئفكلك عورات وللناس ألسنوعيناك إن أبدت إليك معايبافدعها وقل يا عين للناس أعينوعاشر بمعروف وسامح من اعتدىودافع ولكن بالتي هي أحسناللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمد لله رب العالمين.