حوار / الهاجري لـ «الراي»: زيارة الأمير لنا في رمضان دليل على رعاية سموه للرعيل الأول
مدير المقاهي الشعبية كشف عن برنامج احتفالها بالأعياد الوطنية: مهمتها حفظ التراث من الاندثار
1 يناير 1970
05:56 م
| حوار - غازي العنزي |
ثمن مدير ادارة المقاهي الشعبية مبارك حسن الهاجري دعم سمو الامير الشيخ صباح الاحمد لدور المقاهي في الحفاظ على التراث والموروث القديم، موضحا انها تنتشر في جميع المحافظات بدعم ورعاية سموه، وبناء على رغبة المواطنين، وقال ان المقاهي السبعة الموجودة بالبلاد تقدم خدماتها لجيل الرواد والرعيل الاول، وتعرف الشباب والنشء على تراثنا وتاريخنا وهويتنا الحضارية والثقافية. وكشف الهاجري في حواره مع «الراي» عن احتفال المقاهي بالذكرى الثالثة لتولي سمو الامير سدة الحكم، وكذلك الاحتفال بعيدي الوطني والتحرير، من خلال برنامج يشمل جميع المقاهي، يبدأ في 13 الجاري بمقهى السالمية وينتهي في 23 بمقهى الفروانية، ويشمل برامج ومسابقات ترفيهية واجتماعية وثقافية.
وأوضح ان امر انتقال تبعية المقاهي الى وزير الديوان الاميري بدلا من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، امر يخص «الشؤون»، مشيرا الى ان النواة الاولى للمقاهي بدأت في عهد سمو الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد عام 1977 بانشاء مقهى القبلة الشعبي بجوار قصر السيف، واستمر الدعم الاميري حتى الآن، مدللا على ذلك بحرص سمو الامير على زيارة تلك المقاهي خلال شهر رمضان المبارك.
وذكر الهاجري ان التراث هو السمة الغالبة على شكل وتصميم واثاث المقاهي، وكذلك المشروبات والمأكولات والالعاب الشعبية التي تُقدم بها، باعتبارها حافظة لتراثنا القديم، وحامية له من الاندثار... وهنا نص الحوار:
• من صاحب فكرة اقامة المقاهي الشعبية؟
- حرصا من سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الاحمد على احياء هذا التراث واهتمام سموه بكل النواحي الاجتماعية ورعايته الابوية التي شملت كل الكويتيين، وتعبيرا عن الوفاء للرعيل الاول، وتحقيقا للتواصل بين الماضي والحاضر، كانت المبادرة الكريمة من سموه رحمه الله باقامة المقاهي الشعبية، فكانت النواة الاولى لهذه المقاهي (مقهى القبلة الشعبي) الذي أنشئ عام 1977 بجوار قصر السيف بعد ذلك شُيدت الديوانيات العامة، كديوانية الرعيل الاول مند عام 1986، وديوانية شعراء النبط والصيادين.
• ما فائدة المقاهي الشعبية...؟
- للمقاهي الشعبية فائدة كبيرة، فلقد اعتاد الكويتيون من الاباء والاجداد مند القدم على التجمع والتواصل والتكافل فيما بينهم من خلال الدواوين وبعض المقاهي الخاصة القديمة، وهذه سمة تميز بها الشعب الكويتي فأصبحت جزءاً من تراثهم الموروث عن الاباء والاجداد، وعادة من عادات المجتمع وتقاليده، لا سيما وأنها لاقت اقبالا واستحسانا لدى المواطنين فأصبحت جزءاً من برنامج حياتهم اليومي، يرتادون هذا المقهى صباحا ومساء لقضاء اوقات فراغهم خصوصا كبار السن من الرعيل الاول والمتقاعدين.
• كم عدد المقاهي الشعبية الآن وما المقهى الثاني الذي تم افتتاحه بعد مقهى قبلة...؟
- عدد المقاهي الشعبية الآن ما يقارب سبعة مقاهٍ، أما في ما يخص المقهى الثاني بعد مقهى قبلة، فهو مقهى الشرق الذي دشن عام 1978، ثم مقهى ابوحليفة عام 1979، ومقهى الصليبخات الشعبي الذي انشئ بطلب وعلى نفقة سمو الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله رحمه الله عام 1990.
• كيف تترجمون حرص سمو الامير على زيارة المقاهي الشعبية خلال شهر رمضان؟
- نتذكر جميعا الرعاية السامية للمغفور له بإذن الله تعالى سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الاحمد راعي الرواد والرعيل الاول الذي ما قصر في الاهتمام بكافة احتياجات المقاهي الشعبية حتى انه كان يعرف اسماء روادها وكان يسأل عنهم فردا فردا، ثم جاء خير خلف لخير سلف سمو الأمير الشيخ صباح الاحمد الذي واصل الرسالة السامية نفسها وذلك خلال زياراته الرمضانية للمقاهي والتي يحرص عليها سموه تأكيداً لهذا التواصل وتلك الرعاية، ما اعطى الاحساس بالاطمئنان لرواد المقاهي. ان والد الجميع وأميرهم لا ينسى ابناءه واخوانه من رعيل الكويت الأوائل الذين بذلوا وأعطوا عمرهم لخدمة هذا الوطن واعلاء رايته.
• وهل حققت هذه المقاهي الهدف الذي أقيمت من اجله؟
- المقاهي الشعبية اصبحت من المعالم الرئيسية للعمل الاجتماعي والمرافق الترفيهية الترويحية الفريدة من نوعها على مستوى دول الخليج، فهي تجربة تميزت بها دولة الكويت، يحرص الزائرون على الاطلاع عليها وزيارتها، والكويتيون يحرصون على قضاء اوقات فراغهم وبصفة يومية بالمقاهي الشعبية، حيث اصبحت مكانا يجمهم ولقاءاتهم بصفة دائمة، لتبادل الاحاديث والرأي، وهي رابط جامع في ما بينهم.
• ماذا عن الخدمات التي تقدمها المقاهي لروادها؟
- المقاهي توفر كل الراحة لروادها من صالات كبيرة ومكيفة مؤثثة بالكراسي الشعبية والمفروشات الخاصة بها والتلفزيون ووسائل وأدوات التسلية الشعبية المعروفة لدى المجتمع الكويتي مثل الدامة والدومنة والكوت بوستة وخلافه، ومع تطور هذه المقاهي ورغبة من بعض الرواد في اصطحاب اطفالهم وعائلاتهم خُصصت اماكن للعائلات، وفي بعض المقاهي صالات ديوانيات فخصصت للعائلات، وتوفر المقاهي جميع المشروبات الساخنة الشعبية كالشاي والقهوة العربية والدارسين واللومي والزعتر والمرطبات بأسعار رمزية جدا لا تكاد تذكر كما يوجد مسجد للرجال وآخر للنساء، ووزارة الاوقاف مشكورة خصصت اماما لكل مسجد بالاضافة الى عامل نظافة.
• بتواجد سبعة مقاه شعبية موزعة على كافة محافظات الكويت هل تغطي هذه المقاهي احتياجات الرواد؟
- المقاهي تغطي كافة المحافظات، ولكن بازدياد الرواد والتوسع العمراني وزيادة الكثافة السكانية اصبح قاطنو مختلف المحافظات يطالبون بزيادة عددها لارتباطها بموروثنا وعاداتنا وتقاليدنا، فضلا عن ذلك انها من الأماكن العائلية المفضلة لدى العديد من العوائل الكويتية، لذلك سعينا لتوفيرها في مختلف المحافظات وعلى سبيل المثال هناك مقهى الجهراء الشعبي ومقهى الفروانية.
• ما الأسس التي تعتمدون عليها في شكل المقهى الشعبي؟
- أن يكون على الشكل الشعبي البدائي بكافة خدماته بحيث يربطنا بالماضي وبتراث الآباء والأجداد، حتى يتعلم الأبناء الطبيعة التي كان يعيشها آباؤنا واجدادنا لذلك تجد الأثاث قريبا للأثاث في الماضي، كذلك المشروبات الموجودة هي المشروبات التقليدية الشعبية وكذلك الحال في المأكولات الشعبية كالنخي والباجلا.
• ما دوركم في توفير احتياجات كافة المقاهي الشعبية؟
- لله الحمد الميزانية كافية لأن لدينا اكتفاء ذاتيا، ففي السابق كنا نأخذ مساعدات مالية في بداية افتتاح المقاهي لكن اليوم اصبحت المقاهي تغطي نفسها بنفسها ولا ندخر جهداً في توفير كافة احتياجاتها لايماننا بدورها في خدمة كافة المواطنين وعوائلهم.
• ما أهم الأنشطة التي تتبناها المقاهي بشكل دائم؟
- المقاهي مفتوحة لكافة مؤسسات المجتمع المدني، ولكل ما فيه خير لهذا البلد، فلا ندخر جهدا في مد يد العون لأحد، فالعديد من الفعاليات تقام في المقاهي الشعبية وتجدنا خير داعم لهذه الفعاليات أما في ما يخص أهم أنشطتنا، كما تعرف أننا الآن بأجواء احتفالات عيد جلوس صاحب السمو الثالث، والعيد الوطني وعيد التحرير، لذا حرصت المقاهي الشعبية على اعداد برنامج احتفالي يبدأ من يوم 13 فبراير الجاري في مقهى السالمية، ويوم 15 في مقهى الشرق، و17 في مقهى القبلة، و19 في مقهى الصليبخات، و21 في مقهى الجهراء، و23 في مقهى الفروانية، وحرصت المقاهي على اعداد برامج ومسابقات ترفيهية اجتماعية ثقافية يتخللها توزيع الجوائز للفائزين بهذه المناسبة، كما تبرعنا بمبلغ خمسة آلاف دينار كويتي لجمعية الهلال الاحمر الكويتي لاخواننا في غزة.
• ألا ترون أن متابعة المقاهي الشعبية في مختلف مناطق الكويت شمالها الى جنوبها جهد مضاعف؟
- لله الحمد المقاهي الشعبية بها كثيرمن الكفاءات الكويتية، ومشرفون على قدر كبير من المسؤولية، لكن نحن حملنا امانة ولن نُخيب أمل من منحنا ثقته، وسنعمل بكل ما أُوتينا من قوة، ولن ندخر جهداً في خدمة المواطنين ورواد المقاهي الشعبية.
• ما الجهة التي تشرف على هذه المقاهي وترعى شؤونها وادارتها؟
- باعتبارها مرافق اجتماعية اسند الاشراف عليها لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وكانت تتلقى دعما في البداية من الديوان الاميري، واصبح الآن اكتفاء ذاتيا، وأسند الاشراف عليها الى عبدالرحمن يوسف المزروعي بصفته الشخصية، حيث كان يرعى مراكز الشباب والحدائق، اما المقاهي الشعبية فكان لها ادارتها الخاصة داخل مقهى سليمان الشميمري بشرق، يديرها مدير كويتي ويساعده مشرفون ومساعدون بكل مقهى.
• هناك من يطالب بأن تكون ادارة المقاهي الشعبية تابعة لمكتب وزير الديوان الاميري بدلاً من اشراف وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل... فما تعليقكم؟
- المقاهي الشعبية مستمرة منذ تاريخ انشائها باشراف عبدالرحمن المزروعي منذ ان كان الوكيل المساعد ثم اصبح وكيلاً لوزارة الشؤون، و«الشؤون» لم تدخر جهدا، حين نطلب أراضي فتقوم بمراسلة الجهات المعنية، أما امر انتقاله من اشراف «الشؤون» الى الديوان الأميري وهذا أمر يخص وزير الشؤون.
• ألا ترى أن مساحة المقاهي الشعبية تحتاج الى مزيد من التوسعة فلمَ لا تطالبون بزيادة مساحة هذه المقاهي لدورها الاجتماعي؟
- بكل صراحة خلنا نسلم على هذه المساحة وهذه الخدمات فمقهى أبو حليفة نحن محتارون فيه بعد استغلال موقعه من قبل شركة نفط الكويت.
• هل هناك تعاون مع وزارة التربية في عمل زيارات ميدانية للطلبة للتعرف على التراث؟
- المقاهي الشعبية تفتح قلوبها واذرعتها مرحبة بالبراعم للتعرف على التراث والموروث، لذا نشكر وزارة التربية على الاهتمام من خلال الزيارات الميدانية لهذه المقاهي، ونتمنى تعميم تلك الزيارات على كافة المدارس ليتعلم ابناؤنا تراث آبائنا واجدادنا، ونحن نفتح أبوابنا لكافة ابنائنا الطلبة مجانا ونوفر لهم كافة الخدمات.