علي الرز / بين محكمتين
1 يناير 1970
11:04 م
| علي الرز |
• الاسم؟
- مقهور.
• العمر؟
- 4 سنوات.
• هل تعرف ما هي تهمتك ولماذا نحقق معك؟
- قيل لي انني أُضعف صمود الامة واهدد السلم الاهلي وابث الفرقة المذهبية وافتح الباب للاجنبي للتدخل في شؤوننا الداخلية.
• وبماذا ترد على هذه التهم؟
- كل ما اعرفه ان المحققين طلبوا مني الاعتراف بها طوعا والا فسيعرضون شريط فيديو يتضمن وثائق دامغة تؤكدها.
• وانت ماذا فعلت؟
- مصر على الانكار ومن معه دليل فليثبته.
• الدليل موجود لكننا سنعطيك فرصة للتراجع قبل ان نعرضه عليك. بالمناسبة هل تعرف انك بسلوكك هذا وسلوك آخرين معك تعطون لاعداء الامة فرصة للانقضاض على مشاريع الممانعة في المنطقة، ولولا تحركنا السريع من خلال حلفائنا الشرفاء لكانت حلقة الفوضى الخلاقة اكتملت علينا ولما كنا قادرين على كسرها.
- اي ممانعة؟
• ما نراه لا تراه انت ومن معك. حبيبي القصة بدأت عندما اصبح الجيش الاميركي جارنا وعندما اعتمدت ادارة سيئ الذكر جورج بوش نظرية تغيير الانظمة في اطار حربها على الارهاب ظنا منها ان ديموقراطيات جديدة على الطريقة الاميركية يمكنها ان تحد من التطرف او في اضعف الاحوال تبقي تغيير الانظمة سيفاً مصلتا على رقابها كي تطوعها وتجعلها تمشي في مشروع الشرق الاوسط الجديد. لكننا اعتمدنا استراتيجية انهاك المشروع الاميركي ونجحنا ولن نسمح لأحد هنا او هناك ان يشذ عن السرب خصوصا وقت الحروب والازمات.
- لست انا من يوسط الشرق والغرب من اجل علاقة افضل مع الاميركيين، ولست من يرسل الوفود سرا وعلانية الى واشنطن لعقد صفقات بأي ثمن، ولست انا من يجري مفاوضات سرية وعلنية مع الاسرائيليين، ولست انا من قلت ان من يدعو الى فتح جبهة جديدة مع الاسرائيليين يتآمر على بلدي، ولست انا من قام باغتيال او شجع عليه او مهد له الطريق، ولست انا من يشل البلد ويربطه بمحاور...
• انت تسكت وتجيب فقط عن الاسئلة.
- احاول نفي التهم.
• طبعا، الغرفة السوداء حشت عقولكم بكل ما هو خاطئ. تديركم لعبة المال والاعلام. نحن نعي تماما ما نفعل ومشكلتكم انكم اخطأتم تقدير حجمكم. تظاهرة واحدة فرزت البلد. خيمتان في وسط البلد عطلتا الحكومة. احتلال عاصمة انهى حكومة. الغالبيات لا معنى لها في العالم العربي انما المعيار للغلبة والغلبة لمن يملك السلاح والحلفاء والمحور الاقليمي الثابت ومشروع الممانعة والمواجهة المترابط... هل تريد ان تعترف بالتهم ام نعرض الشريط؟
- اعرض الشريط.
• حسنا ها هو، لا تقل ان من في الصورة احد غيرك او انها مفبركة.
- انه انا.
• ولا تقل انك لم تكن تبكي عند اغتيال رفيق الحريري او ان هذه الدموع ايضا مفبركة...
- بكيت عند استشهاد رفيق الحريري وما زلت اغالب الدمع عندما اتذكر حجم الاجرام الذي مورس ضد باني لبنان الحديث. اصبتم، الدمع غير مفبرك.
• اذا، ستعترف؟
- بماذا؟
• باضعاف صمود الامة وتهديد السلم الاهلي وبث الفرقة المذهبية وفتح الباب للاجنبي للتدخل في شؤوننا الداخلية...
- هل هناك مادة في القانون تحظر الدمع؟ وهل وصلنا الى اليوم الذي سنحاسب فيه على السير في جنازة ابي بهاء؟
• لا تتذاكى وتستخف دمك. مشكلتكم ان الجنازة ما زالت مستمرة منذ اربع سنوات وكان مقدرا لمراسم العزاء ان تنتهي خلال اسبوع واحد كما حصل مع شخصيات اخرى دينية وسياسية، كما ان الدمع الذي انهمر هو دمع مسيس يحمل الرغبة في تصفية الحساب اكثر من الرغبة في معرفة الحقيقة.
- تصفية حساب؟ غريب، فمع احتقاري الشديد للجهاز الامني المشترك، لو وضع الف ضابط منه ومثلهم من المسؤولين في السجن فهل سنشعر بلحظة تعويض او انتقام؟ وهل سيعود رفيق الحريري؟
• عدت الى الاسئلة. عموما لا وقت عندنا لنضيعه معك فهناك كثيرون غيرك ارتكبوا الجرم نفسه. الاعتراف سيد الادلة وقد وفر علينا الفيديو الكثير من الجهد.
- هل انتهت محاكمتي المستمرة منذ اربع سنوات؟
• نعم، وهل لديك كلمة اخيرة؟
- كلا، الكلمة الاخيرة للمحكمة التي ستحاكمكم انتم بعد ايام...
alirooz@hotmail.com