أبعاد السطور

كافيتريا النواب السيّئين!

1 يناير 1970 08:48 ص

اضطر شخص أن يسافر من بلده إلى بلد آخر، ويسكن في فندق متواضع لا يوجد بالقرب منه أي خدمات، لكيّ يكون قريباً من المكان المعني ليُنهي مصلحته التي سافر من أجلها، وكان هناك كافيتريا صغيرة ووحيدة بالقرب من ذلك الفندق، الأمر الذي جعل ذلك الشخص يذهب إليها في اليوم أكثر من مرّة.
وكان كلما أمسك بقائمة الساندوتشات وطلب ساندوتش جديداً يأتيه الساندوتش ذاته الذي طلبه في المرّة السابقة! فأخذ بعد ذلك يفتح كل ساندوتش يطلبه ليراه من الداخل ويتأكد بنفسه، فوجد أن ظنه كان صحيحاً وأن تلك المسميات المختلفة للساندوتشات الموجودة في القائمة تعود كلها لساندوتش واحد ومكونات واحدة وطعم واحد!
فغضب ذلك الشخص وسأل صاحب الكافيتريا عن السبب؟ فقال له صاحب الكافيتريا: يا سيدي أنت منذ أيام عدة تتردد علينا، ولم تسألني عن قائمة الطعام إلا اليوم، نحن يا سيدي يمر بنا الناس البسطاء المستعجلون الذين لا يدققون ولا يهتمون في نوع لقمتهم، أما أنت شخص لم تكتشف هذا الأمر إلا بعد ساندوتشات عدة أكلتها! أما الآن فإن أردت أن تأكل الساندوتش ذاته فهذا قرارك، وأما إن أردت ألا تأتي الكافيتريا مرّة أخرى فهذا أيضاً قرارك، أما أنا فسأبيع الساندوتش ذاته وسأقدم للزبائن القائمة ذاتها، طالما الناس مستعجلين ولا يُدققون في لقمتهم!
هذه الحكاية تنطبق تماماً على الناخب الكويتي الذي ينخدع ببعض نواب مجلس الأمة بعد اختياره لهم، ثم يعود من جديد ليكررالخطأ ذاته متعمداً ويختارهم رغم سوئهم وخذلانهم له!
النواب السيّئون متشابهون، ذات الساندوتش، وذات المكونات، وذات الطعم، لكن أسماءهم مختلفة في القائمة!