بالقلم والمسطرة

انفجار لبنان... صرخة عالمية!

1 يناير 1970 12:47 م

في البداية نعزي أهالي الضحايا الأبرياء الذين سقطوا نتيجة الانفجار الهائل لمرفأ بيروت، ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين والجرحى، والاستقرار لمَنْ تدمرت بيوتهم ومصالحهم وكذلك نتمنى الأمن والأمان لعموم لبنان.
فهذا الانقجار قوي وكبير لدرجة كبيرة، مما زاد تأثيره على جزء كبير من العاصمة اللبنانية، وفي الوقت نفسه يثير تساءلاً مهماً مفاده: كيف لم يتم التعامل مع هذا المخزن الخطر الموجود في الميناء، وكيف أن المواد الخطرة الموجودة بها لم يتم التصرف فيها أو وضعها في مكانها المناسب؟ فذلك التخزين كان لمدة طويلة كما يُقال في وسائل الإعلام! وهذا كله يتنافى بالطبع مع مفهوم الأمن الصناعي، وكنت قد درست تلك المادة ضمن تخصصي الهندسي أثناء دراستي الجامعية في جامعة الكويت، ومن ضمن متطلبات تلك المادة أن يقوم الطالب بإعداد بحث أو تقرير عن بعض الأخطار التي يتوقعها في محيطه، وكيفية عمل الإجراءات الضرورية لتلافيها.
وللعلم أحد تعريفاتها - كما ذكر الموقع الإلكتروني (موضوع) - هو السلامة والصحة المهنية، وأنّه عبارة عن مجموعة من الإجراءات الاحترازية المُتخذة لتوفير الحماية والسلامة للعاملين في المنشآت الصناعية، وبالتالي الحفاظ على استمرارية إنتاجها (انتهى ).
لذا يجب ألّا تمر تلك الحادثة الخطرة إلّا بعد استنفار واستنهاض قواعد وشروط الأمن والسلامة المهنية، وإعادة قراءة وتفعيل أكبر لأمان بيئة العمل في مرفأ بيروت، و في المشاريع المختلفة، خصوصاً التي داخل المدن أو التجمعات السكانية أو القريبة منها، والتأكيد على تأهيل الشركات والجهات المسؤولة للتعامل مع الأخطار المختلفة.
فانفحار لبنان يمثل صرخة عالمية بالدرجة الأولى لمساعدة لبنان على تحسن وضعه الإدراي والأمني بكل مستوياته حتى البيئة المهنية لديه، ومساعدة الشعب اللبناني على الاستقرار والقضاء على أي مظاهر سلبية، فذالك الانفجار يمثل - أيضاً - صرخة عالمية أخرى من أجل الاعتبار من تأثير الفوضى على أمان وأرواح الناس وممتلكاتهم، وأتمنى أن نعتبر في بلدنا الكويت من تلك الصرخة - إن جاز التعبير - بحيث يتم الضرب بيد من حديد - بشكل أكبر - لكل مَنْ يتلاعب بمصالح وممتلكات الدولة وأوضاعها الأمنية، وعقاب كل مَنْ ينهب أموالها بحيث يتم التشديد - بإذن الله تعالى - على أمن البلد، ومن ضمنها التأكيد على أن تُدار بيئات العمل المهمة والأماكن الحيوية بالكفاءات الواعية، وفي مختلف المشاريع الكبرى تتم دراستها بالعقليات الكويتية بعيداً عن صراعات المتنفذين وأصحاب الأجندات الخاصة والمحاصصة السياسية تجنباً للأخطاء والأخطار. والله عز و جل المُعين في كل الأحوال.

ahmed_alsadhan@hotmail.com
@ِAlsadhanKW