عرضت قناة «الراي» الفضائية يوم الأحد الماضي 2 / 8 - وتزامناً مع الذكرى الثلاثين لغزو الكويت - فيلماً وثائقياً بعنوان: دور التيار الإسلامي أثناء الغزو العراقي الغاشم عام 1990.
والفيلم من إنتاج مجموعة من الشباب المرابطين، حرص فيه منتجو الفيلم على توضيح الدور البارز والمهم الذي قام به أبناء التيار الإسلامي خلال الغزو العراقي للكويت داخلياً وخارجياً.
فقد أشار الفيلم إلى قيام أبناء هذا التيار منذ اليوم الأول للغزو بترتيب أعمالهم وتنظيم جهودهم، من أجل مواجهة هذا الغزو، والعمل على مقاومته إلى أن أذن الله تعالى بالتحرير.
فتشكّلت لجان اجتماعية وأخرى تكافلية وعسكرية وطبية ودعوية.
حرص بعضها على دعم الأسر مالياً من خلال الأموال التي كانت تصل من الحكومة، أو التي تبرّع بها التجار والمحسنون.
وهناك مَنْ قام بإدارة الجمعيات التعاونية، حتى يتمكّن الأهالي المرابطون من الحصول على احتياجاتهم الضرورية، والسعي لتوفير المواد اللازمة.
وكانت هناك فرق تعمل في المستوصفات والمستشفيات، من أجل رعاية المرضى والمصابين وتوفير الخدمات الصحية.
كما كان للعلماء والدعاة دورهم الوعظي والتوجيهي والذي ساهم في رفع المعنويات، وتثبيت الناس في وطنهم، ودعوتهم إلى الصبر والاحتساب إلى أن يأتي الفرج من الله.
كما شارك العديد منهم في المقاومة المسلحة، ونصب الكمائن، وعمليات التفجير.
وأما على الصعيد الخارجي فلقد شارك العديد من رموز وأبناء التيار الإسلامي في الوفود التي زارت دول العالم، من أجل شرح القضية الكويتية، وبيان الظلم الذي وقع على الكويت، والرد على الشبهات والحجج التي ساقها النظام العراقي من أجل تبرير غزوه للبلاد.
ولعل من أشهر الوفود ذلك الوفد الذي زار الجزائر وشارك فيه الشيخ أحمد القطان، وألقى فيه خطبة عصماء في أحد الملاعب الرياضية، واستطاع بذلك الخطاب أن يغير الكفة لمصلحة الكويت وقضيتها العادلة.
ولا ننسى الدور الذي قامت به الاتحادات الطلابية الخارجية، والتي نظّمت المؤتمرات والندوات والمسيرات لتعريف جماهير الدول الغربية بالقضية الكويتية.
ولعل من أهم المواقف المهمة لأبناء التيار الإسلامي خلال فترة الغزو، هي مشاركتهم الفاعلة في المؤتمر الشعبي الذي عُقد في جدة، وحضور معظم رموزهم له، وبذل العم عبدالله العلي المطوع رحمه الله أقصى جهوده لإنجاح عقد المؤتمر بعد أن كادت تعرقل انعقاده بعض المعوقات.
لقد أثبت أبناء التيار الإسلامي في الكويت حبهم وولاءهم لوطنهم، واستعدادهم لبذل الغالي والنفيس من أجل الوطن وحريته وكرامته، ولقد سقط منهم الشهداء، ووقع العديد منهم في الأسر، وكل ذلك يهون من أجل الوطن.
في اعتقادي أن عرض فيلم (المرابطون) جاء في وقته، وهو أعظم ردّ على مَنْ يشكك في ولاء أبناء التيار الإسلامي لبلادهم.
والشكر لقناة الراي الفضائية والتي عرضت هذا الفيلم الوثائقي، والذي فيه إنصاف لأبناء هذا التيار.
ملاحظة مهمة: الحديث عن دور أبناء التيار الإسلامي في هذا الفيلم، لا يعني أنهم الوحيدون الذين عملوا من أجل تحرير الكويت، فكل أبناء الكويت بمختلف اتجاهاتهم وطوائفهم وقبائلهم وعوائلهم، ساهموا في مقاومة المحتل، وشاركوا في صناعة النصر.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
Twitter: @abdulaziz2002