يسعى للتلاعب على التناقضات... لكن إمكاناته متواضعة جداً

هل يلتصق الأسد بروسيا أكثر لينجو من... الإيرانيين؟

1 يناير 1970 12:39 ص

 الأنظار تتوجه لـ «المواجهة الخفية» بين النظام والميليشيات 

 طهران لا تتعامل مع الأسد كـ «ند» وبوتين يرى نفسه يدير إمبراطورية 

رصدت الدوائر الأميركية المعنية توتراً متزايداً في العلاقة بين نظام الرئيس السوري بشار الأسد وحليفته إيران. ولفت متابعون الى تزايد في المواجهات التي غالباً ما تتطور الى عراك بالأيدي والعصي والحجارة، وأحياناً تصل حد التهديد المتبادل باستخدام الأسلحة.
في مدينة الميادين في دير الزور، شرق سورية، أقفل «المركز الثقافي الايراني» شارعاً في وسط البلد، للإعداد للاحتفال بذكرى استشهاد الإمام الشيعي التاسع محمد الجواد، وصادف مرور مجموعة من ميليشيا «الدفاع الوطني» التابعة لنظام الأسد، في طريقها الى مقرّها القريب.
حاول الإيرانيون، منع السوريين من المرور، ما أدى إلى تطور الموقف وتضارب ورفع السلاح، فما كان من الإيرانيين إلا أن استقدموا مجموعة من المقاتلين الأفغان التابعين لـ«لواء فاطميون»، من مواقع قريبة من وسط المدينة.
وتشير التقارير إلى أن الإيرانيين هددوا السوريين بقتلهم جميعاً في حال كرروا افتعال مشاكل من هذا النوع، وأن قائد مجموعة «الدفاع الوطني» اعتذر من نظرائه في «الحرس الثوري» على سوء التفاهم، ووعد بمعاقبة المسؤولين من رجاله.
يقول مسؤولون أميركيون إن الحادثة ليست الأولى من نوعها، وأن هناك تزايداً ملحوظاً في المواجهات بين قوات الأسد والميليشيات الموالية لايران. ويلفتون إلى أنه سبق لـ«حزب الله» أن منع قوات الأسد من الانتشار في مناطق في القصير، القريبة من حمص، على مقربة من الحدود السورية - اللبنانية.
ويعتقد المسؤولون أن «الحرس الثوري» والميليشيات الموالية له في سورية، لم تُعِد لنظام الأسد أي من المناطق التي استعادتها من المعارضة المسلحة، وأن الإيرانيين لم يقاتلوا على كل الجبهات، بل حصروا معاركهم في الأماكن التي تعنيهم استراتيجياً، ومن بينها الطريق الذي يصل بغداد ببيروت عبر البادية السورية، ومناطق قريبة من الحدود مع لبنان، ومناطق في الجنوب السوري تسعى طهران لاقامة بنية تحتية عسكرية فيها قادرة على تهديد إسرائيل منها.
ويقول المسؤولون إنه رغم مما يبدو تحالفاً، الا أن نزاعاً خفياً يدور في الكواليس. فالأسد يعتقد نفسه يتعامل مع طهران بـ«ندية»، فيما النظام الايراني يتعامل مع نظيره السوري كـ«تابع»، وكذلك الأمر بين الأسد وروسيا، اذ يرى الرئيس السوري نفسه نداً لنظيره الروسي، فيما لم يفوت فلاديمير بوتين فرصة لتأكيد أن لا ندية بينهما، وأن رئيس روسيا العظمى يدير إمبراطورية، وأن الأسد أحد التابعين لها.
ويتابع المعنيون بالشأن السوري في العاصمة الأميركية، أن الأسد يسعى للتلاعب على أي تناقضات بين روسيا وايران، «لكن إمكاناته متواضعة جداً، ولا يمكنه إلا الانصياع لأوامر كل منهما».
على أنه، حسب الاعتقاد الأميركي، يبدو أن الأسد يخشى الإيرانيين أكثر منه الروس... لديهم خبرة وباع في تطويع ميليشيات عربية لديها معرفة بطبيعة الأرض السورية وسكانها أكثر من ميليشيات المرتزقة الروس ممن قاتلوا لدعم النظام.
في الآونة الاخيرة، يرى مسؤولون أميركيون أنه بسبب اعتقاد الأسد أن الإيرانيين يشكلون خطراً أكبر على نظامه من الروس، صار يبدو أنه يسعى للتقارب أكثر مع موسكو لتقوية موقفه، وهي سياسة لا تمانعها موسكو، بل تحبذها، اذ تعطيها سيطرة أكبر على سورية.
وأدت محاولات الأسد لإثبات أنه صاحب اليد العليا في سورية، إلى توتر على الأرض بين مقاتليه والميليشيات الإيرانية، كما بدا جلياً في حادثة دير الزور الاسبوع الماضي، بالتزامن مع لقاءات بين مسؤولين ايرانيين ونظرائهم السوريين في محاولة لرأب الصدع.
في هذا السياق، لفت نظر المسؤولين الأميركيين، تصريحات أطلقها مسؤولون إيرانيون أعلنوا فيها مقتل ثمانية من الحرس الثوري في الضربات الجوية الاسرائيلية المتكررة على مواقع إيرانية داخل سورية. وكان التصريح بمثابة اعتراف، هو الأول من نوعه، إذ سبق لطهران أن تفادت الاعلان عن أي خسائر أو ضحايا بين صفوف جنودها المنتشرين في سورية... في الغالب حفظاً لماء الوجه، وحتى لا تجد نفسها مضطرة للرد على الضربات الإسرائيلية الموجعة.
على أن أهم ما ورد في تصريحات المسؤولين الإيرانيين، أن الضربات لن تؤدي لانسحابهم من سورية، معتبرين أن انتشارهم «قانوني وشرعي وبطلب من الحكومة».
وأن يعلن الايرانيون، وجود قوات تابعة لهم على الأراضي السورية، والإصرار على أنه قانوني، من دون سبب، يشي بأنهم يردّون علناً على ما يجري وراء الكواليس بينهم وبين نظام الأسد. «هو نوع من التذكير الإيراني للأسد بأنهم دخلوا سورية، وقاتلوا وخسروا مقاتلين، بناء على طلب الأسد»، يقول مسؤول أميركي.
من غير المرجح أن تتحول «المواجهة الخفية» الى مواجهة مسلحة، لكن عمليات التحرّش على الأرض والعراك ستتصاعد وتيرتها، خصوصاً إن اعتقد الأسد أن «طهران تغرق»، وأن أمامه فرصة لينجو إن التصق بالروس أكثر وتخلى عن الإيرانيين، لكنه وإن حاول ذلك، قد لا يكون بمقدوره التنفيذ بسبب ضعفه على الأرض مقارنة بالإيرانيين، يختم المسؤول قوله.

 مستشارون إسرائيليون لرفعت الأسد!

أفاد الإعلام العبري بأن شخصيات إسرائيلية بارزة كانت ضمن الفريق الاستشاري لرفعت الأسد، عم رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أنه تم تقديم الاستشارة لرفعت بعد ملاحقته القضائية في فرنسا، حيث عاش لسنوات عدة.
وأشارت إلى أن من بين مستشاريه، كان نائب سابق من حزب «الليكود»، ومسؤول رفيع المستوى سابق في مكتب الحكومة، ومحام إسرائيلي معروف، ورجل أعمال يهودي ألماني، ورجل أعمال يهودي إسباني، واثنين من المحامين اليهود الفرنسيين المشهورين.
ودانت محكمة في باريس الشهر المنصرم رفعت الأسد، باختلاس المال العام في سورية وتبييض الأموال وامتلاك عقارات في فرنسا تقدر قيمتها بعشرات ملايين الدولارات جمعها بوسائل غير مشروعة. وقضت المحكمة بسجنه 4 سنوات.