في اكتشاف يبشّر بتمهيد الطريق أمام كبح فيروس كورونا المستجد، أسفرت نتائج دراسة علمية أميركية حديثة عن أن هناك بصمة جينية معينة مرتبطة بمرض «كوفيد- 19»، وأن البشر قد ورثوا تلك البصمة من إنسان «نياندرتال» البدائي (إنسان الكهف) الذي تشير أحافير إلى أنه عاش على الأرض قبل أكثر من 60 ألف سنة.
ووفقاً للدراسة الرائدة التي أجراها باحثون في جامعة برينستون في ولاية نيو جيرسي، فإن تلك البصمة الوراثية تتألف من 3 أزواج من جينات (مورثات) معينة مرتبطة بـ3 كروموسومات ضمن سلسلة الجينوم البشري، وتلك الجينات الستة هي المسؤولة بشكل أساسي عن تحديد احتمالات ومدى خطورة الإصابة بمرض «كوفيد - 19» لدى كل شخص على حدة.
وقال الباحثون إنهم لا يعلمون حتى الآن لماذا تُسهم هذه الجينات الستة تحديداً في زيادة مخاطر الإصابة بمرض «كوفيد - 19»، لكنهم قالوا إن الأمر الذي بات مؤكداً بشكل واضح، هو أن البشر الحاليين قد ورثوها على مدار مئات القرون من أسلافهم الأقدمين المتمثلين في إنسان «نياندرتال» البدائي.
وعن ذلك، قال أستاذ علم المورثات الجينية في جامعة برنستون البروفيسور جوشووا أكيي: «من الواضح أن تأثير هذه البصمة الوراثية ما زال سارياً فينا منذ أكثر من 600 قرن من الزمان».
وإحصائياً، كشفت نتائج الدراسة عن أن هذه البصمة شائعة حالياً بين البنغلاديشيين حيث إن 63 في المئة منهم على الأقل يحملون نسخة منها. وعلى مستوى دول جنوب آسيا بشكل عام، تصل تلك النسبة إلى نحو 33 في المئة. أما في بقية مناطق العالم، فإن النسبة تنخفض بشكل حاد إلى 8 في المئة فقط بين الأوروبيين و4 في المئة في شرق آسيا بينما تقل عن نصف في المئة بين الأفارقة السود.
وتكمن أهمية نتائج هذه الدراسة في أنها ستوفر معلومات يمكن لعلماء الهندسة الوراثية أن يسترشدوا بها في جهودهم بحيث يكبحون مفعول تلك البصمة الوراثية بما يسهم في تقليص مخاطر مرض «كوفيد - 19» سواء من جهة الإصابة به أو من جهة درجة مضاعفاته في حال الإصابة.