الكويت تفقد المستشار عبدالرحمن العتيقي بعد مسيرة حافلة في خدمة الوطن

رحيل مستشار الخير

1 يناير 1970 10:40 م
  • الأمير: الكويت فقدت أحد رجالات الوطن الأوفياء الذين ساهموا في نهضته
  • مسيرة حياته حافلة بالعطاء والإنجازات بما قدمه من خدمات جليلة للوطن

فقدت الكويت أحد رجالاتها المخلصين برحيل المستشار عبدالرحمن سالم العتيقي الذي خلف وراءه سيرة عطرة وأعمالاً وطنية راسخة في تاريخ الكويت على الأصعدة كافة داخلياً وخارجياً إلى جانب السمات الرائعة في شخصيته الهادئة والمتزنة ورجاحة العقل واتخاذ القرارات السليمة وإسداء النصائح بكل إخلاص ووفاء، وهي من الخصائل التي تميز بها الفقيد العتيقي إلى جانب الأخلاق الكريمة وعلاقته الطيبة مع الجميع.
وبعث صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد برقية تعزية إلى أسرة المغفور له بإذن الله تعالى عبدالرحمن سالم العتيقي، أعرب فيها سموه عن خالص تعازيه وصادق مواساته بوفاة أحد رجالات الوطن الأوفياء الذين ساهموا في نهضته، مستذكرا سموه مآثر الفقيد الكبيرة ومسيرة حياته الحافلة بالعطاء والانجازات وما قدمه من خدمات جليلة للوطن العزيز عبر مختلف المناصب الرفيعة التي تبوأها، سائلا سموه المولى جل وعلا أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته وأن يسكنه فسيح جناته ويلهم أسرته الكريمة وذويه جميل الصبر وحسن العزاء.
وبعث سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد برقيتي تعزية مماثلتين.
وتقدم رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم بخالص العزاء وصادق المواساة إلى آل العتيقي بوفاة المغفور له العم عبدالرحمن سالم العتيقي، أحد الرجالات الذين ساهموا ببناء الوطن ومؤسساته. كما عزى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء أنس الصالح أسرة العتيقي بوفاة رائد من رواد نهضة الكويت وأحد رجالاتها الأوفياء العم عبدالرحمن العتيقي الذي أفنى حياته في خدمة الوطن، وساهم في ارساء بنيانها في شتى المجالات.
ويعد عبدالرحمن سالم العتيقي المولود في 15 ابريل عام 1928 احد رجالات الكويت الذين خدموا بلدهم بإخلاص وتفانٍ قبل الاستقلال وبعده في مواقع إدارية ووزارية وديبلوماسية واستشارية.
وبدأ العتيقي الذي تلقى تعليمه في المدرسة المباركية وحاز على دورات تعليمية خاصة عمله الحكومي عام 1943 في دائرة تموين الاغذية وعمل في العديد من الجهات الحكومية، اذ عين مشرفا على مناطق التنقيب في شركة النفط من عام 1945 وحتى 1949.
والتحق العتيقي في خدمة الشرطة عام 1949 حيث عمل سكرتيراً لأمير الكويت الاسبق المرحوم الشيخ صباح السالم الصباح كما عين في عام 1959 مديرا لدائرة الصحة.
وكان العتيقي أول سفير لدولة الكويت لدى الولايات المتحدة ومندوبها الدائم لدى الامم المتحدة كما شغل منصب وكيل وزارة الخارجية في عام 1963.
وفي الفترة من عام 1967 حتى 1971 عين الفقيد العتيقي وزيراً للمالية والنفط كما شغل منصب وزير المالية ايضا من عام 1975 وحتى عام 1978.
ومثل العتيقي الكويت في تأسيس منظمة الاقطار العربية المصدرة للنفط (اوابك) عام 1981 وسمي مستشارا لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد.
وشارك الفقيد بتأسيس عدة جمعيات نفع عام منها الهلال الأحمر الكويتي.
ويعتبر الراحل اول من مثل الكويت في الامم المتحدة يوم نالت استقلالها. وبالاضافة الى خبرته السياسية كوزير ورجل دولة عاصر ثلاثة من أمراء الكويت، وكان رجل اعمال ناجح يدير مؤسسات مالية خارج الكويت ايمانا بأهمية الحيادية.

سيرة ومسيرة
• أنهى تعليمه في المدرسة المباركية، يجيد اللغة الانكليزية واكمل دورات تعليمية خاصة.
• عمل في دائرة التموين عام 1943 وفي شركة تموين الاقمشة عام 1944.
• عمل في شركة نفط الكويت المحدودة خلال الفترة من 5/‏12/‏1945 ولغاية مارس 1949.
• التحق بخدمة الشرطة، كسكرتير، في بداية عهدها بتاريخ 7/‏4/‏1949 وتولى اعمال الترجمة والتحقيق والاشراف على السكرتارية (1951-1956) ثم اصبح مديرا للشرطة العامة في اغسطس 1956 حتى عام 1959.
• نقلت خدماته إلى دائرة الصحة العامة في 1/‏1/‏1959 وعين مديرا لها حتى 19/‏12/‏1961.
• عين سفيرا بوزارة الخارجية (ديسمبر 1961).
• أول سفير لدولة الكويت لدى الولايات المتحدة الاميركية (1961-1963) ومندوبها الدائم لدى الامم المتحدة.
• ثالث وكيل لوزارة الخارجية (2/‏1/‏1963 - 4/‏2/‏1967).
• عين وزير للمالية والنفط في الوزارة السادسة (4/‏4/‏1967).
• وزيرا للمالية والنفط في الوزارة السابعة (1971).
• وزيرا للمالية في الوزارة الثامنة (9/‏2/‏1975).
• وزيرا للمالية في الوزارة التاسعة (6/‏9/‏1976).
• وزيرا للمالية في الوزارة العاشرة (16/‏2/‏1978).
• مثل الكويت في تأسيس منظمة الاقطار العربية المصدرة للنفط (أوابك).
• عين مستشاراً في الديوان الأميري منذ 1981.
• مؤسس ورئيس الجمعية الكويتية لرعاية المعوقين منذ العام 1971 ولا يزال.
• الرئيس الفخري للجمعية الكويتية لمتداولي القطع.
• تولى رئاسة مجلس ادارة بنك «انفستكورب» في البحرينِ ورئاسة مجلس إدارة بنك «البحرين والشرق الاوسط».

محطات
في مقال كتبه الأكاديمي والكاتب البحريني الدكتور عبدالله المندني في 2017 عن الراحل، يشير إلى محطات من سيرة العتيقي بالقول إن «أبرز ما قام به الرجل إبان توليه حقيبة المالية والنفط هو: إنهاء إجراءات امتياز البنك البريطاني وتحويله إلى بنك الكويت والشرق الأوسط، قيادة الوفد الكويتي إلى الاجتماع التأسيسي لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للنفط (الأوابك)، التوصل في عام 1972 إلى اتفاقية المشاركة الجزئية بالملكية في صناعة النفط مع شركتي بريتش بتروليوم وغلف المالكتين لشركة نفط الكويت، كبديل للتأميم؛ السهر على تنفيذ الأهداف الكبرى للمجلس الأعلى للبترول المؤسس في عام 1974 والمتمثلة في بناء صناعة نفطية وطنية، تأسيس التأمينات الاجتماعية لصالح مستقبل طيب وواعد لموظفي الدولة، وتأسيس صندق الأجيال القادمة الذي لا ينسب الرجل فكرته إلى نفسه وإنما ينسبها بكل تواضع إلى آخرين على رأسهم الشيخ جابر الأحمد حينما كان سموه وزيراً للمالية. وفي هذه الجزئية أخبرنا العتيقي في حواره مع (مجلة الرجل) أن مداخيل الكويت في البدايات لم تكن بذلك الحجم الكافي للاستثمار، لكن مع مرور الوقت زادت الأرصدة المالية فأنفق جزءاً منها في بناء البنية الأساسية في الداخل وتأسيس المؤسسات التي يعجز القطاع الخاص المحلي عن إنشائها، وانفق الجزء الآخر على الدول الشقيقة والصديقة الاقل دخلا من خلال صندوق الكويت للتنمية الاقتصادية».
ويضيف الكاتب: «يجب ألا ننسى، ونحن نتحدث عن أعمال العتيقي إبان توليه حقيبة المالية والنفط، صولاته وجولاته في المحافل العالمية دفاعاً عن الكويت والبلاد العربية بلغة إنكليزية سليمة وخطاب مقنع، حيث إنه شغل الحقيبة المذكورة في زمن كان فيه الاعلام الغربي يهاجم الدول العربية بضراوة بسبب قيامها بوقف تصدير النفط ورفع أسعاره من خلال منظمة الأوبك، وما تسبب فيه هذا الاجراء من شح المعروض من النفط في الأسواق الغربية. ومن ضمن أعمال العتيقي الأخرى دعمه ووقوفه خلف مشروع تأسيس بيت التمويل الكويتي (بيتك).