رسالتي

رحى الأيام... ووزارة الإعلام!

1 يناير 1970 05:29 ص

لم يعُد الفن والتمثيل - كما يعتقد الكثيرون - أنه مجرد وسيلة للترفيه، وإنما لا يكاد يخلو عمل فني من هدف أو رسالة يريد المؤلف أو المنتج إيصالها للجمهور.
فقد ينتج البعض عملاً فنّياً يحمل رسالة هادفة، يعزز من خلالها القيم النبيلة في المجتمع، ويعالج السلبيات، من دون أن يجرح مشاعر المشاهد بلقطات وألفاظ مؤذية.
وفي المقابل تجد مؤلفاً آخر يقدم عملاً يهدف من خلاله إلى تحطيم قيم المجتمع، وتضليل الشباب والفتيات، وإبعادهم عن تعاليم دينهم وتوجيهاته، ويُقدم للشباب نماذج سلبية سيئة لديها انحرافات سلوكية وأخلاقية لتكون قدوته في الحياة!
وقد يكون العمل ممولاً من جهات لا تريد الخير للمجتمعات الخليجية والعربية.
من الأعمال الفنية الرائعة والتي لاقت رواجاً وإقبالاً من الجمهور على مشاهداتها - في الكويت والخليج - عبر قناة الكويت الأولى وقناة المجلس خلال شهر رمضان الجاري مسلسل (رحى الأيام) من تأليف الأستاذ مشاري العميري، وإخراج حمد النوري.
ففي هذا المسلسل قدّم المؤلف رسائل قيمية رائعة من خلال استعراضه لتاريخ أهل الكويت القديم قبل وبعد بناء السور.
حيث وضّح حرص أهل الكويت على فعل الخيرات وتقديم الصدقات، وكذلك تجاوز التجار عن المعسرين، والترابط والتعاون بين أهل الكويت خصوصاً عند الأزمات، وحرص النساء على الستر والاحتشام، فلا تخرج أي امرأة من بيتها إلا بعد لبس العباءة والبوشية، وكرر المواقف التي يتم فيها العفو والتسامح ورد الإساءة بالإحسان.
تم تقديم هذا العمل من دون الحاجة إلى إظهار مفاتن النساء، أو المشاهد الغرامية التي تؤذي شرائح محافظة في المجتمع، ومن دون حاجة إلى تأجيج الغرائز لدى المشاهدين.
ولذلك حاز هذا المسلسل على إعجاب واحترام المتابعين والمشاهدين.
لقد حسّن هذا المسلسل من صورة أهل الكويت، والتي للأسف شوهتها الكثير من المسلسلات الحديثة، والتي يغلب عليها إظهار أهل الكويت بصورة تخالف الواقع، حتى ظن المشاهد من خارج الكويت، أننا شعب يغلب على أهله الانحراف والسلوكيات غير المنضبطة، بينما من المعروف أن أغلب أهل الكويت يُعْتَبرون من الأُسر المحافظة.
لذلك أدعو وأتمنى من الأستاذ مشاري العميري الاستمرار في تقديم مثل هذه الأعمال الفنية الراقية والمحترمة، والتي يحتاجها الناس اليوم.
كما نأمل وندعو وزارة الإعلام إلى تشجيع وتبني مثل هذه الأعمال الفنية، والتي تبني ولا تهدم، وتعزز القيم الأصيلة التي ترتقي بالمجتمع وأخلاقياته وسلوك أفراده.

Twitter : @abdulaziz2002