رسالتي

اللجان الخيرية ... والنسبة الإدارية!

1 يناير 1970 01:23 ص

(الإنسان عدو ما يجهل)، أعتقد أن هذه المقولة تنطبق على العديد ممن هاجموا اللجان الخيرية في موضوع النسبة الإدارية.
سأُخاطب في هذا المقال أصحاب النيات الحسنة، والذين هاجموا اللجان بحسن نية حرصاً منهم على أن تتجه أموال التبرعات إلى وجهها الصحيح.
أما أولئك الذين هاجموا اللجان لأسباب طائفية أو فكرية أو حزبية، أو لخلاف شخصي، أو بسبب طرد بعضهم من العمل في لجنة من اللجان لعدم كفاءته، أو لسوء تعامله، فهؤلاء ليسوا معنيين بهذا المقال.
لأن معظمهم قد أصدروا أحكاماً مسبقة، فمهما أتيتهم بالأدلة، وأقسمت لهم بأغلظ الأيْمان، فلن يصدّقوك أو يقتنعوا بكلامك.
لا بد أن يعلم السادة القراء أن كل اللجان الخيرية لديها مصاريف إدارية، تكلفها أموالاً وجب على اللجان دفعها.
ومنها إيجارات شهرية للمقرات، ورواتب شهرية للموظفين: موظف استقبال للرجال، وموظفة استقبال للنساء، ومحاسب، وباحث اجتماعي للحالات، وعامل نظافة.
وهناك تجهيزات إدارية ومكتبية للمقرات، وسيارات لنقل وتوزيع التبرعات العينية، ومصروفات إعلامية، وغيرها.
فمن أين ستدفع اللجان الخيرية تكاليف كل هذه المصاريف الإدارية؟!
إن مصادر الإيراد لدى اللجان الخيرية تأتي من طريقين، الأول دعم من الدولة وهو قليل جدا مقارنة بكل هذه المصاريف العالية ، وبعض اللجان الحديثة لا يتسلم هذا الدعم، لأن من شروط الإشهار الجديدة لدى وزارة الشؤون أن توقّع اللجنة إقراراً بعدم مطالبتها بأي دعم من الدولة.
والمصدر الثاني هو النسبة الإدارية التي تستقطع من تبرعات المحسنين من أجل دفع التكاليف الإدارية.
فإذا أخذنا بقول من يهاجم اللجان الخيرية، ويريدها أن تمتنع عن أخذ النسبة الإدارية، فكيف بالله عليكم ستقوم هذه اللجان بعملها ، وتؤدي رسالتها الإنسانية؟
ومن سيدفع لها هذه المصاريف؟
مشكلة البعض أنه يجهل أو يتجاهل مشروعية أخذ هذه النسبة من التبرعات، وهي نسبة لها سند شرعي وقانوني، فالله تعالى قد نص في كتابه الكريم على أن (العاملين عليها) هم من الفئات التي يجوز لهم الأخذ من الزكاة.
وقد أفتت وزارة الأوقاف الكويتية بهذا، وكذلك العلماء والمشايخ في الكويت. وقوانين إشهار اللجان الخيرية ينص على جواز استقطاع هذه النسبة.
من المؤسف أن بعض المتحاملين على اللجان الخيرية يحاول الإيهام بطريقة خبيثة بأن مبالغ النسبة الإدارية تتجه فقط إلى جيوب مسؤولي اللجان، وأنها سبب في ثراء بعضهم (كَبُرت كلمةً تَخْرُجُ من أفواههم إن يقولون إلا كذبا).
وهذا من الظلم البيّن والافتراء الواضح.
آمل قبل اتهام الآخرين في ذممهم وأخلاقهم أن نتبين ونتحقق والله تعالى يقول: (إن جاءكم فاسقٌ بِنَبَإٍ فتبيّنوا أن تُصيبوا قوماً بِجَهالةٍ فتُصْبِحوا على ما فعلتم نادمين).
وأعتقد أن من الواجب علينا أن نشكر القائمين على اللجان الخيرية ونُقدّر دورهم الإنساني، لا أن نُوجه لهم سهام الاتهام بلا دليل أو برهان!
Twitter :@abdulaziz2002