أعلن باحثون وخبراء جنائيون بريطانيون أنهم قد بدأوا في تدريب كلاب أثر على اشتِمام رائحة فيروس كورونا المستجد لدى المصابين به، حتى أولئك الذين لا تظهر عليهم أي أعراض.
الباحثون التابعون لأكاديمية «الصحة الجنائية والطب الاستوائي» اللندنية قالوا إن الفكرة تهدف إلى الاستفادة من قوة حاسة الشم لدى كلاب الأثر، وهي الحاسة التي أثبتت كفاءة فائقة على مدار عشرات السنوات في تقفّي أثر رائحة المخدرات والمفرقعات والجثث وحتى بعض الأمراض في جسم الإنسان.
وقال الباحثون إنهم يسعون إلى توظيف حاسة الشم القوية لدى كلاب الأثر في الرصد الفوري للأشخاص المصابين بمرض «كوفيد -19»، مشيرين إلى أنهم كانوا قد اكتشفوا في وقت سابق أن تلك الكلاب تستطيع أن تشم رائحة إصابات الملاريا لدى البشر.
وكانت التدريبات قد بدأت في منتصف مارس الفائت، ويحتاج الأمر إلى نحو 6 أسابيع كحد أدنى قبل التمكن من معرفة ما إذا كانت الكلاب تتمتع بالقدرة على «تشخيص» إصابات «كوفيد -19» من خلال أنوفها.
وإذا أثبتت تلك الكلاب قدرة على رصد رائحة مرض «كوفيد -19»، فإنه من المتوقع للكلب الواحد أن يقوم بـ«فحص» 250 شخصاً في الساعة.
لكن الأكاديمية أوضحت أن كلاب الأثر تلك لن تكون بديلاً يُغني عن الاختبارات التقليدية، بل سيتم استخدامها كمجسات استشعارية لتعجيل عملية رصد وعزل الأشخاص المشتبه بإصابتهم إلى أن يتم التيقن من أنهم مصابون فعلياً، وبهذا سيكون ممكناً تقليص نطاق انتشار العدوى.
وقال خبراء في هذا المجال إنه حتى بعد انتهاء الوباء الراهن سيكون من الممكن نشر تلك الكلاب المدّربة في المطارات وفي غيرها من الأماكن العامة المزدحمة لاستخدامها كـ«شبكة إنذار مُبكر» للرصد والتصدي لأي تفشٍ وبائي مستقبلي في بداياته.