تشجيع المتعافين على التبرع بعيّنات من «بلازما النقاهة» بعد أسبوعين على شفائهم
إذا كنت ممن تعافوا تماماً من مرض «كوفيد - 19» الناجم عن فيروس «كورونا» المُستجد، فإن ذلك يعني أن دمك قد يصبح «منجم شفاء» قريباً، إذ إنه سيصبح بمقدورك أن تمد يد المساعدة إلى المرضى الذين ما زالت أجسامهم تصارع العدوى، من خلال تبرعك بجـزء من بلازما دمك.
ومن منظور طبي مُبسَّط، يكمن تفسير ذلك، بما أن جسمك قد نجح في الانتصار على ذلك الفيروس، فهذا يعني بالضرورة أن بلازما دمك باتت تعرف بـ«بلازما النقاهة»، لأنها تحوي أجساماً مضادة لمرض «كوفيد - 19»، وهي التي أتاحت لجهاز مناعتك طريقة طبيعية فعالة لمقاتلة الفيروس، عندما كنت مريضاً.
و«بلازما النقاهة» هو سائل شفاف يتم استخلاصه مختبرياً من تبرعات دماء تؤخذ من المرضى الذين تعافوا من أي مرض من الأمراض التي يسببها فيروس. وبطبيعة الحال، تكمن قيمة ذلك السائل في أنه يكون غنياً بالأجسام المضادة للفيروس المسبب للمرض. وتلك الأجسام المضادة هي عبارة عن جُسيمات ذات تركيبة بروتينية معينة، تساعد الجسم على مكافحة العدوى الناجمة عن الغزو الفيروسي.
وهكذا، فإن البشارة تكمن في أنه من الممكن الاستعانة بجزء من «بلازما النقاهة» المأخوذة من دمك، لمساعدة أجسام مرضى آخرين على محاربة المرض.
وفي ضوء معطيات طبية مبشِّرة تشير إلى أنه من الممكن الاستفادة من تلك الميزة، يعكف باحثون في الولايات المتحدة ودول أخرى حالياً على إجراء دراسات إكلينيكية تسعى إلى التحقـــق من مدى إمكانية استخدام «بلازما النقاهة»، لمعالجة المرضى، الذين لا تمتلك مناعتهم الطبيعية القدرة الكافية على مكافحة العدوى والتماثل للشفاء.
ويجري حالياً تشجيع المتعافين في الولايات المتحدة على المبادرة إلى التواصل مع جمعية الصليب الأحمر وبنوك الدم، إذا كانت لديهم الرغبة في التبرع بعينات من «بلازما النقاهة»، وفقاً لمعايير وشروط محددة، وشريطة أن يكون قد مر على تعافيهم أسبوعان على الأقل.
وفي حال ثبوت نجاعة العلاج باستخدام «بلازما النقاهة»، فإنه من المتوقع لتلك الطريقة، أن توفر قريباً طوق نجاة لإنقاذ حياة عشرات أو ربما مئات الآلاف من مرضى «كوفيد - 19» حول العالم.