مخطوطات وكتب نادرة وأعمال فنية تبرز العمارة الكويتية القديمة، تضمّنها معرض شامل افتتحه الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل، في ثلاث قاعات في بيت ديكسون التاريخي، في سياق الاحتفالات بأعياد الكويت الوطنية، وفي حضور الشيخ الدكتور إبراهيم الدعيج والأمين العام المساعد لقطاع الآثار والمتاحف الدكتور بدر الدويش، والأمين العام المساعد لقطاع الثقافة الدكتور عيسى الأنصاري.
والمعرض قدم فيه رئيس اللجنة الثقافية في رابطة الأدباء الأديب والباحث فهد العبدالجليل والباحث صالح المسباح بعضاً من مقتنياتهما الخاصة ومخطوطات ووثائق نادرة وكتباً تراثية، في ما قدم الفنانون وليد الناشي وابتسام العصفور ومنى الغربللي وجميلة حسين ومنال الشريعان بعضاً من أعمالهم التشكيلية.
وقدم فهد العبدالجليل في المعرض مخطوطات ووثائق مهمة تؤرخ لحقب زمنية قديمة في بعض البلدان العربية وخصوصاً الكويت، وهي من مقتنياته الخاصة التي جمعها خلال فترات مختلفة، ومن ثم حرص على أن تكون ضمن هذا المعرض من أجل أن يطلع عليها الجمهور، والاستفادة من محتوياتها. ومنها رسالة من الشيخ مبارك إلى والي البصرة عبدالرحمن بك مؤرخة في 15 أكتوبر عام 1907، ووثيقة عسكرية صادرة من قصر الخديوية تحمل ختم اللورد كتستر حاكم المستعمرات البريطانية والقائد الأعلى للقوات المسلحة في الجيش المصري عام 1890 م، ورسالة مؤرخة في الأول من أبريل عام 1947 بين الوكلاء السياسيين البريطانيين في المدن والموانئ الهندية. ورسالة من الشيخ مبارك الصباح إلى محمد السالم في الهند مؤرخة في 2 أكتوبر عام 1907 وغيرها. بالإضافة إلى الكتب والمجلات العربية والإنكليزية القديمة.
بينما تضمنت مشاركة المسباح وثائق وكتب تتضمنها مكتبته الخاصة بكل ما تحتويها من عبق الماضي، ولقد حرص المسباح منذ وقت طويل على جمع الكثير من الكتب القديمة والمخطوطات والوثائق، من أجل أن تكون مادة للباحثين والدارسين في تاريخ الكويت ومنطقة الخليج والدول العربية، ومن ثم فإن هذه المقتنيات تعتبر إرثاً وثائقياً وثقافياً مهماً.
والعصفور حرصت على أن تعرض أعمالاً تشكيلية توثق لبعض الأماكن والمعالم الكويتية القديمة مثل القصر الأحمر وقصر السلام وقصر السيف ومخفر فيلكا وقصر مشرف وبيت ديكسون، وذلك من خلال رؤى فنية تبحر في الماضي من أجل استشراف حضوره وحضارته، واستلهام الجمال من معماريته، ومن ثم فقد بدت الأعمال متواصلة مع القديم والحديث معاً.
بينما قدمت الشريعان أعمالها من منطلق حرصها على توثيق البيئة الكويتية من خلال تفاصيلها المتنوعة، وتضمنت أعمال حسن استلهاما حسيا لمفاهيم تتعلق بالحياة من خلال التكثيف الفني، والتركيز على محتوى الألوان في عناصر اللوحات.
والغربللي استحضرت الماضي في أنساقه الفنية الجمالية وذلك عبر تناغم فني محسوس، وبإيقاعات لونية جذابة، ومن ثم فقد رصدت مواضيع تتعلق بالقديم ولكن بمفهوم حسي مفعم بالحيوية والحركة.
كما تعبر أعمال الفنان وليد الناشي عن تداعيات تشكيلية متواصلة مع الواقع في مدلولاته الجمالية المتنوعة، وبالتالي فقد ترصدت أفكار الناشي مواضيع متباينة في أشكالها ومضامينها.