كلمات ناطقة

حرمة المال العام في... «الدفاع»

1 يناير 1970 03:17 م

يسيل لها اللعاب، تلك الأرقام التي كشفتها مراجعة الحساب الختامي لوزارة الدفاع، والتي أظهرت فروقات وتباينات في شأن صفقات الأسلحة، ولا سيما صفقات الطائرات الحربية التي سجلت فيها أرقام التجاوزات والفروقات أرقاماً فلكية، لم تقف عند عشرات أو مئات الآلاف أو حتى عشرات الملايين، بل وصلت إلى مئات الملايين، الأمر الذي يصيب الرأس بالدوار ويرفع الحاجبين إلى منتصف الرأس دهشة واستغراباً، مما نشر وتحدثت عنه تقارير ديوان المحاسبة ولجنة الميزانيات والحساب الختامي البرلمانية.
فمن صفقة طائرات «يوروفايتر» إلى مروحيات «كاركال» وصولاً إلى مقاتلات «أف 18»، وما بين هذه وتلك الحديث عن تورط جهات كويتية في رشاوى كشفها القضاء البريطاني لدى إصدار أحكامه في شأن صفقات شركة «أيرباص»، وهذا كله يعيد إلى الواجهة ما حدث من «قصف» سياسي بين وزيري الدفاع السابق والأسبق، في الأيام الاخيرة من عمر الحكومة السابقة، في شأن إحالة ملفات بعض الصفقات إلى النيابة وما جرى من تقاذف المسؤوليات التي انتهت بصدور قرار إعفاء الوزيرين من مهامهما في الحكومة المستقيلة.
فأحدث ما تم الكشف عنه من أرقام، ما نشرته «الراي» وصرح به أعضاء لجنة الميزانيات عن صفقة جديدة لـ28 طائرة «أف 18 سوبر هورنت» والفروقات الكبيرة في تحديد أسعارها بين وزارة الدفاع الاميركية، التي قالت إنها بقيمة 1.5 مليار دولار، ووزارة الدفاع الكويتية التي أكدت أنها تكلف 1.07 مليار، وبفرق بين الرقمين يبلغ 430 مليون دولار، في حين يؤكد ديوان المحاسبة أن قيمة الصفقة 5 مليارات دولار! لتضيع الحسبة بين هذه الأرقام التي تتدحرج فيها مئات الملايين بلا رقيب.
وقبلها ما ذكر عن صفقة طائرات «يوروفايتر» التي تبلغ قيمتها 2.6 مليار دينار «7.8 مليار دولار» التي أحيل ملفها للنيابة العامة وتسببت في أزمة داخلية بين أعضاء الحكومة السابقة. وبين هذه وتلك تبرز صفقة شراء طائرات «كاركال» المروحية من فرنسا، بواقع 30 طائرة، وما حدث من مشاكل فنية وأعطال فيها الأمر الذي حدا بوزير الدفاع الحالي إلى وقف تسلّم أي طائرة من الصفقة في أعقاب تهديدات باستجوابه، نظراً لما كشفه نواب عن مشاكل فنية في هذه النوعية من الطائرات الموقوفة في أغلب دول العالم، كما ذكر النائب الحميدي السبيعي.
وأمام هذه الأرقام، وما كشفته التقارير الرقابية، تبدو مهمة الحكومة «الإصلاحية» كبيرة برئيسها الذي وعد بمحاربة الفساد، ووزير الدفاع الذي يبدو عازما على إصلاح الوضع، وإعادة الأمور إلى نصابها، وفق البيان الذي أصدرته الوزارة يوم الأربعاء الماضي، وننتظر أن تترجم الهمة والأقوال إلى فعل يحفظ للمال العام حرمته، ويعيد ملايين الصفقات إلى خزينة الدولة.
...
أوجه كلمة شكر وتقدير إلى الممرضة هناء نايف، التي تعمل في الجناح التاسع في مستشفى ابن سينا «عمليات صغرى»، لتعاملها الراقي مع المرضى والمراجعين، عساها على القوة وعسى أن يكون الطاقم التمريضي في كل المستشفيات والمراكز الصحية بهذه الهمة والرقي.

h.alasidan@hotmail.com
@DAlasidan