أدى ترويج بعض الأطراف لفضيحة جنسية إلى إرغام مرشح الرئيس إيمانويل ماكرون لمنصب عمدة باريس على الانسحاب من السباق الانتخابي.
وبدأت موجة غضب شعبي يوم الجمعة عندما أعلن المرشح بنجامين غريفو في بيان متلفز أنه قرر الانسحاب من السباق على منصب عمدة باريس، موضحاً أن سبب ذلك القرار يعود إلى قيام أطراف لم يسمِّها بتشويه سمعته من خلال نشر رسائل ومحتوى جنسي غير لائق على أساس أنه كان قد أرسلهما إلى امرأة بينه وبينها علاقة خارج إطار الزواج.
غريفو قال في بيان الانسحاب إنه تعرّض هو وأفراد أسرته إلى «حملات تشويهية، وأكاذيب، وإشاعات، وتهديدات من أشخاص مجهولين»، مشيراً إلى أن كل ذلك حصل بسبب سرقة وتسريب ونشر رسائل خاصة روّجت أنه يقيم علاقة غير شرعية مع امرأة غير زوجته.
وأضاف غريفو: «بالأمس، وصل الأمر إلى مرحلة جديدة، حيث تداولت المواقع هجمات مؤذية ضد حياتي الشخصية وضد أسرتي التي لا تستحق ذلك»، لكنه لم ينكر أنه قد أرسل الرسائل ومقاطع الفيديو الإباحية التي تتداولها تلك المنصات وتنسبها إليه.
والأمر اللافت هو أن هذا السبب الذي أدى إلى قرار انسحاب غريفو أثار استنكاراً وغضباً من جانب منتسبي جميع تيارات الطيف السياسي الفرنسي، بمن في ذلك خصومه الذين سارعوا إلى التعبير عن شجبهم لما اعتبروه «هجمة ضد النظرة الليبرالية الفرنسية إزاء العلاقات الجنسية».
فمن بين خصوم غريفو السياسيين، قال اليساري الراديكالي أليكسيس كوربييه مندداً: «لا تروق لي هذه الأمركة لحياتنا السياسية، والتي تسعى إلى إجبار سياسي على الانسحاب والاعتذار، عندما يتضح أن له عشيقة. نحن (كفرنسيين) لا نكترث بذلك. كما كتب السياسي اليميني المتطرف سيباستيان شينو المنتمي إلى حزب ماريان لوبن تغريدة تويترية كتب فيها:«إن أمركة الحياة السياسية الفرنسية هو أمر بغيض».
بل ان الإدانة جاءت أيضاً من جانب عمدة باريس الحالية آن هيدالغو التي تخوض السباق أملاً في إعادة انتخابها، حيث قالت مستنكرة ما تعرّض إليه غريفو:«هذا غير لائق بالمناظرة السياسية التي ينبغي أن نمارسها».
شكوك حول احتمال وجود دور استخباراتي روسي وراء الأمر
كان لافتاً أن أول شخص قام بنشر وترويج تفاصيل هذه الفضيحة الجنسية كان المنشق السياسي الروسي بيوتر بافلينسكي، الذي يقيم في فرنسا كمنفى اختياري له منذ سنوات.
لذا، فإن هناك من بدأوا في طرح التساؤل التالي:«هل سيتبين لاحقاً أن بافلينسكي ليس سوى أداة استخباراتية روسية للتأثير على مجريات العملية السياسية الفرنسية على (غرار التدخلات في الانتخابات الأميركية)؟».
الواقع أن تطورات الأحداث على أرض الواقع هي الكفيلة بالإجابة عن هذا التساؤل.