لا بد من إيجاد منظومة متناسقة قوامها العقلية والحوافز المادية واستراتيجية العمل المحددة
ما «يقتل» المواهب هو استقطابها من الأندية الكبرى ووضع غالبيتها على قوائم الاحتياط
تجربتي مع النصر جيدة شهدت تطوراً في فترتها الثانية وبناء الهيكل الدفاعي... ولا تعليق على فسخ العقد
رأى المدرب السابق لفريق النصر، التونسي لطفي رحيم، ان كرة القدم الكويتية لا يمكن أن تقوم لها قائمة دون تطبيق الاحتراف، أو حتى تغيير العقلية السائدة حالياً على الاقل، مشدداً على ضرورة وجود منظومة متناسقة تتضمن 3 أضلاع رئيسية هي العقلية والحوافز المادية واستراتيجية عمل محددة.
وقال في حوار مع «الراي» إن منتخب الكويت يعيش مرحلة انتقالية بين جيلين، ولكن أكثر ما يعيق تطوره هو عدم تطعيمه بمواهب صاعدة تأخذ فرصتها، مضيفاً أن ما يقتل المواهب هو استقطابها من قبل الأندية الكبرى ووضع العدد الأكبر منها على قوائم الاحتياط، سواء أكان ذلك في صفوفها أو صفوف المنتخب، في الوقت الذي يُمنح فيه من هم أكبر سناً الفرصة حتى لو كان مستواهم هابطاً.
وأشار الى ان الكويت زاخرة بالمواهب، ملمحاً إلى أن أبرز السلبيات فيها يكمن في انه من الصعب جدا على المدرب الاجنبي أن يعمل بحرية ودون تدخلات، رغم ان لا ناقة له ولا جمل لجهة الميول تجاه اللاعبين المحليين أو حتى غير المحليين.
وعن تجربته مع النصر والتي انتهت أخيرا بفسخ العقد بينهما، قال إنها كانت جيدة وتنقسم الى فترتين شهدت الثانية منها تطوراً ملحوظاً على صعيد النتائج والعروض إذ عمل على بناء هيكل دفاعي من الصفر، وطعمه بدماء جديدة وعناصر شبابية برز بعضها بقوة الى جانب البحريني سيد ضياء، مفيداً بأن قرار فسخ العقد عائد الى الادارة وأنه لن يتطرق اليه، انما كل ما يود قوله هو أن ضميره مرتاح لأنه عمل - بحسب قوله - كمدرب محترف بكل انضباط واحترام وتعاون مع الاطراف كافة.
• كيف تقيّم المستوى الراهن لكرة القدم الكويتية؟
- الكرة الكويتية لن تتطور إلا بالاحتراف أو تغيير العقلية. لا بد أن تتغير العقلية، خصوصا وأن الاحتراف غائب. لا بد من وجود منظومة متناسقة قائمة على ثلاثة أضلاع رئيسية، أولها «عقلية» تتركز على انضباط والتزام وحضور اللاعبين، وثانيها «حوافز مادية» بشتى الأشكال، وثالثها قائم على «وضع استراتيجية عمل محددة»، بما فيها قواعد للثواب والعقاب.
للأسف، هذه الأمور غائبة، وإن كانت متفاوتة بين نادٍ وآخر، لكن هذا لا يكفي. لا يمكن أن تقوم قائمة للكرة الكويتية من دون الاحتراف.
• لكن البحرين تفوقت أخيراً رغم غيال الاحتراف لديها، إذ حقق منتخبها لقب «خليجي 24» ويملك حظوظا كبيرة في بلوغ الدور النهائي من تصفيات مونديال 2022، رغم قوة مجموعتها.
- رغم ان البحرين لا تملك احترافاً ولا بنية متطورة قياساً بغيرها، إلا أن عقلية لاعبيها رائعة من ناحية الالتزام والحضور، علما أن مسؤوليها وضعوا استراتيجية عمل واضحة بعقلية توازي الاحتراف وتركوا العمل بحرية للمدربين وبالتحديد من يتولى منهم مسؤولية المنتخبات الوطنية.
إذا ارادت الكويت أن تتطور أكثر، لا بد من تغيير العقلية لتجاري ما هو سائد في السعودية والإمارات وقطر على الاقل، خصوصا من ناحية الالتزام بمدرسة كروية تناسب قدراتها، لا أن تتشتت الجهود على هذا الصعيد.
• ما هي أبرز سلبيات الكرة الكويتية؟
- العقلية في الدرجة الاولى كما أسلفت، خصوصاً من ناحية تعاطي الادارة مع المدربين. ومثال على ذلك، الاداري الذي يفتقد الى الخبرة ويقوم بعملية تقييم الامور كما يشاء تجاه مدرب محترف، خصوصاً اذا كان أجنبياً. هنا، من الصعب جدا على المدرب الاجنبي أن يعمل بحرية ودون تدخلات، رغم ان لا ناقة له ولا جمل من ناحية الميول تجاه اللاعبين المحليين أو حتى غير المحليين.
• وما هي أبرز الايجابيات؟
- الكويت تزخر بمواهب رائعة صغيرة في السن، لكنها، وأقول للأسف، تفتقد الى الالتزام والحضور ولا تؤمن بقدراتها أو لا تمتلك طموحا، خصوصا من يلعب للاندية الصغيرة، وهنا يبرز مدى الحاجة الى الاحتراف.
• ما رأيك بمنتخب الكويت وعروضه الأخيرة؟
- يعيش المنتخب فترة انتقالية بين جيلين، لكن أكثر ما يعيق تطوره هو عدم تطعيمه بمواهب صاعدة لتأخذ فرصتها. ما يقتل هذه المواهب هو استقطابها من الاندية الكبرى ووضع العدد الاكبر منها على قوائم الاحتياط، سواء أكان ذلك في صفوفها أو صفوف المنتخب، في الوقت الذي يُمنح فيه من هم أكبر سنا الفرصة حتى لو كان مستواهم هابطا، أي أن التعامل يتم وفق الاسماء فقط. لا بد لهذه المواهب أن تأخذ حيزا من الوقت لتبرز، وهنا أعطي أمثلة على نجوم صاعدين لم ينالوا فرصتهم مثل عيد الرشيدي وبندر السلامة.
• كيف تقيم تجربتك في قيادة فريق النصر؟
- كانت جيدة وهي الاولى لي في الكويت بعدما دربت في معظم دول الخليج، بالاضافة الى تونس والمغرب.
هذه التجربة التي دامت أكثر من 5 اشهر، تتألف من قسمين، أولها من 14 سبتمبر الى أول نوفمبر 2019، والثانية امتدت الى 7 يناير الماضي.
خلال الفترة الاولى، واجهت مصاعب كثيرة، خصوصا في تجديد الخط الخلفي بالكامل تقريبا بعد رحيل 5 لاعبين من محليين ومحترفين، بينهم مشعل فواز. أصعب مهمة في عالم كرة القدم هي تجديد وبناء الهيكل الدفاعي الذي يستلزم عملاً حثيثاً وانسجاماً ويتطلب وقتاً بين العناصر الجديدة.
عملت في فترة وجيزة على أحداث هذا الانسجام، ومعظم الاهداف التي دخلت مرمانا كانت من اخطاء بسيطة وركلات جزاء. وفي الوقت نفسه، تراجع أداء المهاجمين، وكان البحريني سيد ضياء الافضل بين الجميع. خضنا في تلك الفترة 6 مباريات سجلنا فيها 6 أهداف ودخل مرمانا 9.
• وماذا عن الفترة الثانية؟
- شهدت تطوراً واضحاً، حيث اعتمدنا على المجموعة ودمج العناصر الجديدة مع أصحاب الخبرة، مع تطعيمهم بلاعبين من فريق 19 سنة. خضنا 17 مباراة سجلنا فيها 15 هدفاً، مقابل 10 دخلت مرمانا، فزنا 6 مرات وتعادلنا مرتين وخسرنا ثلاث مباريات.
كسبنا لاعبين رائعين فسحت لهم الفرصة مثل طلال العجمي الذي تحول من الوسط الى الهجوم، كما حال سيد ضياء. وتألق أيضاً كلٌ من محمد دحام وخالد النوبي.
اكتسب الفريق شخصية ودماء جديدة، انما للاسف خسرنا خدمات لاعبين كبار مثل السعودي تيسير الجاسم ومحمد المشعان بسبب الاصابة وعدم الجهوزية، وهذا يتطلب معد لياقة بدنية عارفاً بخبايا الاعداد والجهوزية.
حققنا نتائج ايجابية، منها بلوغ نصف نهائي كأس ولي العهد حيث خرجنا بركلة جزاء ظالمة أمام العربي، ولم تُحسب لنا اخرى مستحقة.
• لكنك تعرضت للإقالة بعدها.
- قرار فسخ العقد عائد للادارة ولن اتطرق اليه. كل ما أقوله هو أن ضميري مرتاح لأنني عملت كمدرب محترف بكل انضباط واحترام وتعاون مع الاطراف كافة، واتمنى التوفيق للنصر في مبارياته المقبلة.