وجع الحروف

.... لا تجبرونا على الكذب!

1 يناير 1970 03:17 م

المثل الشعبي الدارج يقول «ناس تحشمهم وناس نحشم نفسك عنهم»? ويقول النبي صلى الله عليه وسلم «إياكم والكذب? فإن الكذب يهدي إلى الفجور? وإن الفجور يهدي إلى النار? وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا»، وفي حديث آخر «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه? ولا ينزع من شيء إلا شانه»... وقال تعالى في سورة الفلق التي نقرأها كل يوم «.... ومن شر حاسد إذا حسد».
مما تقدم واستكمالاً لما جاء في المقال السابق المعنون بـ«الفجور في الخصومة»? نرى أن كثيراً من دعاة الإصلاح إنما هم بطبيعتهم يرغبون في الصادق والمخلص من القول الذي يتبعه فعل يستفيد منه المواطنون، ويعز شأن الوطن ومؤسساته? ولديهم شعور متسم بالرفق بالبسطاء ويستعيذون من قول وفعل كل حاسد لا يريد بناء الوطن.
دعاة الإصلاح هم الأخيار النخبة من حيث توافر الخبرة? والعلم والثقافة وحسن السيرة والسلوك ويتصفون بأهم القيم وهي «الصدق».
عندما تكذب فأنت تنقل المعلومة مغلوطة، ومن هنا تنتقل الإشاعة وهذا ما نلاحظه في الآونة الأخيرة... فلم تجبرونا على الكذب؟
في الكويت تجد الخيرات قد امتدت لتصل شتى بقاع الأرض، سواء كانت عبر مساعدات حكومية أو مبادرات من أهل الخير? وعندما تتساءل عن سبب تراجعنا في مختلف المجالات تجد الحسد والكذب وغياب الرفق متمثلاً أمام المعطيات والمشاهدات.
الغريب في الأمر? أننا عندما نتابع من يقال عنهم القدوة ممن أوكلت لهم مهام التخطيط لحاضر البلد ومستقبله عبر وضع الإستراتيجيات وقبلها الرؤية والأهداف العريضة والدقيقة... نجدهم بعيدين عن روح مفاهيم الإدارة الإستراتيجية وحينما نبحر معهم في مراحل الإدارة الإستراتيجية،لا نجد أذناً صاغية، ولهذا السبب نحشم أنفسنا عنهم... بعضهم على المستوى الشخصي طيبون لكن مهنياً «لا» ولهذا نوجه النصيحة فقط.
الزبدة:
اقتصاد متين? ووطن فيه من الرجال التقاة المخضرمين النخبة، لكن منظومة الفساد أبعدتهم عن محيط اتخاذ القرار.
الأكثر غرابة? أن الإدارة الإستراتيجية في مرحلتها الأولى تحوي التخطيط الإستراتيجي، ومن ضمنها مراجعة الرؤية في ضوء المرحلة الثانية «التنفيذ والأداء ـ تصحيح الأخطاء» والمرحلة الثالثة «التقييم والقياس»... ومعلوم أن خطأ اليوم هو إستراتيجية الغد فأستحلفكم بالله: هل هذا معمول به؟
هم يريدوننا أن نكذب? ننافق? نجامل? نقسو? وأن نعينهم على حسد المواطن البسيط الذي يبحث عن عيشة رخاء وتعليم وصحة وخدمات على مستوى متقدم وراقٍ.
خافوا الله في العباد وارفقوا بحال البسطاء وسلموا زمام القيادة لرجال دولة «غير»، ممن حددنا كفاءتهم في سياق المقال، وخلاف ذلك إنما هو هدم لحاضر البلد ومستقبله فالحسد والكذب وخلافه لا يبني وطناً... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @Terki_ALazmi