بينما تُواصِل السلالة الجديدة من فيروس كورونا تفشّيها في داخل الصين وتسللها إلى خارجها ناشرة الهلع، تتزايد التساؤلات الحائرة حول ما يُمكن أن تؤول إليه الأوضاع في ظل عدم التوصل حتى الآن إلى لقاح فعال.
لذا، نطرح في التالي أهم 5 أسئلة في هذا الصدد، مع أجوبتها.
1 - هل هناك حالياً أبحاث جارية لإنتاج لقاح مضاد لفيروس كورونا الجديد؟
منذ بدء التفشي قبل بضعة أسابيع، بدأ العمل فعلياً في عدد من الكيانات البحثية والطبية المتخصصة حول العالم سعياً إلى انتاج لقاح مضاد للسلالة الجديد من فيروس كورونا، والمعروفة حتى الآن بين العلماء باسم 2019-nCoV إلى أن يتم الاتفاق على مسمى اصطلاحي خاص بها.
وصحيح أن تلك المساعي ما زالت في بداياتها، لكن الخبر السار هو أن العلماء والباحثين لن يبدأوا من نقطة الصفر، بل سيستفيدوا من نتائج الأبحاث السابقة التي أجريت على فيروسات وثيقة الصلة بسلالات فيروس كورونا، مثل السارس وMERS، كما سيستفيدوا من الخطوات الكبيرة التي تم إحرازها على صعيد تقنيات اللقاحات، وخصوصاً اللقاحات التي تعتمد على تركيبة الحمض النووي الوراثي وتحفز جسم الشخص المصاب على إنتاج مستضدات تقاوم الفيروس.
2 - هل كانت هناك أبحاث مختبرية يتم إجراؤها حول هذه السلالة قبل أن يبدأ تفشيها في الصين؟
لا، ولكن كانت هناك أبحاث جارية حول سلالات مشابهة كانت قد تسببت في انتشار أمراض شديدة بين البشر، وخصوصاً مرضي MERS والسارس. ولم يكن العلماء يجرون أبحاثا حول هذه السلالة الجديدة قبل تفشيها الحالي لسبب بسيط، وهو أنهم لم يكن لديهم علم أصلا بأنها موجودة وأنها يمكن أن تنتشر وبائياً.
3 - على أي أساس يقرر العلماء أنه يتعين العمل على انتاج لقاح ضد فيروس كورونا كالمتفشي حالياً؟
نمطياً، يقرر العلماء أنه من الضروري البدء في العمل على انتاج لقاح مضاد للسلالات الشرسة بمجرد أن تبدأ السلالة الجديدة في إصابة البشر والانتقال بينهم بالعدوى.
وبالنظر إلى أن العالم يواجه حاليا ثالث حالة تفشي كبرى لأحد سلالات فيروس كورونا في غضون العقدين الماضيين، إلى جانب شدة وشراسة هذه السلالة الجديدة، فإن العلماء قرروا أنه قد بات من الضروري السعي إلى تطوير لقاح قادر على توفير الحماية والوقاية على نطاق واسع.
4 - ما طبيعة الجهود البحثية الحالية التي يقوم بها العلماء في سبيل تطوير لقاح؟ ومتى يمكن أن يصبح لدينا لقاح فعلياً؟
تنطوي الأبحاث التي يعكف العلماء والباحثون عليها حالياً على تصميم التركيبات البنيوية الخاصة باللقاح. ويشمل ذلك، على سبيل المثال: إنتاج المستضدات المستهدفة الصحيحة، والبروتينات الفيروسية التي يستهدفها الجهاز المناعي. وسيعقب ذلك إجراء تجارب مختبرية على نماذج حيوانية (فئران تجارب) لإثبات والتأكد من أن اللقاح فعال وآمن.
وبمجرد التثبُّت والتيقن من السلامة والفعالية، سيصبح ممكنا تجريب اللقاح الجديد على بشر من خلال اختبارات سريرية (اكلينيكية). وإذا أثبت اللقاح سلامته ونجاحه وفعاليته خلال تلك الاختبارات في تحفيز الاستجابة المناعية المتوقعة، فإنه سيصبح من الممكن وقتها إنتاجه على نطاق واسع لتطعيم الناس.
وبشكل عام، فإن عملية تصميم وتطوير وإنتاج أي لقاح جديد تستغرق بضعة أشهر، وهذا يعني أنه ليس متوقعاً التوصل إلى لقاح ضد السلالة الحالية من فيروس كورونا قبل نهاية فصل الربيع المقبل.
5 - هل يمكن أن يأتي يوم يصبح البشر في مأمن تام من من جميع سلالات فيروس كورونا؟
حتى الآن، لا يمكن التنبؤ بمثل ذلك الأمر على نحو قاطع. فمن المتوقع أن تتكرر مثل هذه التفشيات الفيروسية في المستقبل المنظور بمعدل مرة كل بضع سنوات.
وما يستطيع العلماء والحكومات حول العالم فعله هو العمل على محاولة منع حدوث التفشي على مستويات وبائية واسعة، ولهذا فإن هناك حاجة إلى تحسين آليات المراقبة بين البشر والحيوانات في جميع أرجاء العالم، واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة، إلى جانب تكثيف جهود تقييم المخاطر بما يسمح للعلماء بتقييم المخاطر المحتملة على صحة الإنسان من أي سلالة فيروسية جديدة.