وقت الاستيقاظ

نغمة مُنبِّهك الصباحي... هل تؤثر على نشاطك؟

1 يناير 1970 01:17 م

سعت دراسة بحثية جديدة إلى استكشاف ما إذا كان صوت ونمط نغمة مُنبِّه الإيقاظ في الصباح يلعب دوراً في تحديد مستوى نشاط وانتباه وتركيز الشخص خلال بقية ساعات يومه. وقد جاءت نتائج الدراسة مثيرة للاهتمام.

هل تضبط مُنبِّه إيقاظك الصباحي على إحدى نغمات هاتفك الذكي ذات الايقاعات الموسيقية المجسمة، أم أنك ما زلت ممن يفضلون صوت المنبه التناظري التقليدي ذي الرنة الشهيرة؟ أيا كان تفضيلك، فهل تساءلت يوماً: هل يؤثر نمط أو نوع النغمة التي أختارها لإيقاظي في الصباح على مستوى نشاطي وكفاءة أدائي لمهام عملي على مدار ساعات النهار؟
الواقع أن الإجابة المختصرة هي «نعم»، وذلك وفقًا لما توصلت إليه دراسة جديدة أجراها باحثون في «معهد ملبورن الملكي للتكنولوجيا (RMIT)» في أستراليا.
ويقول الباحث ستيوارت مكفارلين الذي تولى الإشراف على الدراسة: «لاحظنا أنه إذا لم يستيقظ الشخص بشكل صحيح، فإن أداءه في العمل يمكن أن يتأثر سلباً لفترات تصل إلى 4 ساعات بسبب انخفاض مستوى انتباه الدماغ، كما رصدنا أن حوادث خطيرة حصلت بسبب ذلك».
وأضاف مكفارلين: «قد يتوقع كثيرون أن نغمة التنبيه الصاخبة أو المفزعة نسبياً هي الأفضل لتحسين المزاج وتعزيز مستوى يقظة وانتباه المخ بعد الاستيقاظ، لكن البيانات التي خلصت إليها دراستنا كشفت عن نتيجة غير متوقعها مفادها أن نغمات التنبيه ذات الألحان الموسيقية الناعمة هي الأقدر على تحقيق ذلك».
ووفقاً لما شرحه مكفارلين وزملاؤه الباحثون في تقريرهم الذي نشرته مجلة PLOS One العلمية، فإن التجارب شملت مجموعة تألفت من 50 متطوعاً، واعتمد الباحثون على التقارير الذاتية من جانب المتطوعين وقارنوها مع قياسات موحدة لحالة تسمى «الخمول النومي»، والتي يعرّفها الخبراء بأنها «الحالة الانتقالية التي تكون بين النوم واليقظة، وتتسم بفتور أداء الوعي، وانخفاض مستوى اليقظة، مع الرغبة في العودة إلى النوم».
وفي سياق الدراسة، استخدم الباحثون استبيانات لمعرفة أنماط أصوات نغمات مُنبِّه الإيقاظ التي يستخدمها المتطوعون عادةً، وإلى أي مدى يشعرون بالاستيقاظ – أو الخمول – بعد سماع تلك النغمات وخلال بقية ساعات النهار.
ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين استخدموا نغمات تنبيه ذات ألحان موسيقية قالوا إنهم بدأوا في الشعور بارتفاع مستوى يقظتهم وانتباههم على مدار ساعات النهار، وفي المقابل فإن أولئك الذين استخدموا نغمات تنبيه ذات أصوات حادة - كصوت الصفير المتقطع أو صوت رنين جرس سريع الذبذبات - قالوا إنهم شعروا بشيء من الكسل والترنح وانخفاض مستوى اليقظة.
ويوضح الباحثون في تقريرهم أنه على الرغم من أن هذا الأمر قد لا يبدو مهمًا للوهلة الأولى، فإن الأشخاص الذين يعملون في وظائف تتطلب استجابات فورية ودرجات عالية من الانتباه – كأطباء وممرضي الطوارئ ورجال الإطفاء والطيارين على سبيل المثال – يمكنهم أن يستفيدوا من النتائج التي خلصت إليها الدراسة.
الباحث المشارك أدريان داير يؤكد ذلك قائلا: «نتائج هذه الدراسة مهمة جدا، وذلك لأن حتى رواد الفضاء في ناسا يقولون إن حالة الخمول النومي تؤثر سلباً على أدائهم خلال وجودهم على متن محطة الفضاء الدولية».
ولكن يبقى السؤال: لماذا وكيف يؤثر نمط نغمة منبه الإيقاظ على الحالة المزاجية وعلى مستوى الانتباه لساعات بعد الاستيقاظ؟
يجيب داير عن ذلك قائلا: «نعتقد أن نغمات التنبيه الصارخة أو الحادة تتسبب في تشويش أو إرباك النشاط الدماغي عند الاستيقاظ، في حين أن نغمات التنبيه ذات الايقاعات الموسيقية اللحنية تساعد الدماغ على الانتقال إلى حال اليقظة بطريقة أكثر سلاسة وفعالية.»