رسالتي

شكراً ترامب... صفقة القرن!

1 يناير 1970 06:20 ص

بعد إعلان الرئيس الأميركي عن خطته لحل الصراع العربي ـ الإسرائيلي عن طريق ما عُرفت بـ«صفقة القرن» والتي تعترف بالقدس عاصمة غير مقسمة للكيان الصهيوني، وتعطي الجانب الفلسطيني الفتات من أراضي فلسطين، وأن تكون هذه الأراضي منزوعة السلاح، وتحرم الصفقة الملايين من المهجرين الفلسطينيين من العودة إلى بلادهم!
نقول له: «شكراً جزيلاً مستر ترامب»!
شكراً: لأنك أكدت للجميع - بما لا يدع مجالاً للشك - الانحياز الأميركي الواضح للكيان الصهيوني، وأن أميركا لم تكن يوماً من الأيام وسيطاً نزيهاً أو شريفاً في الصراع العربي ـ الإسرائيلي.
شكراً: لأنك رفعت الغشاوة عن عيون وقلوب بعض المغفّلين أو المتغافلين من أبناء جلدتنا، ممن كانوا يتغنون بالعدالة الأميركية، وكانوا يعتقدون أنها من الممكن أن تساهم في إرجاع شيء من الحقوق للشعب الفلسطيني!
شكراً: لأنك من خلال «صفقة القرن» فضحت وكشفت لنا حقيقة زيف بعض المتباكين على القدس والأقصى، والذين توهمت الأمة بأنهم كانوا يوماً ما حماة لها، ثم تبين أنهم من أكثر المتآمرين عليها!
شكراً: لأنك كشفت لنا مدى الضعف والهوان الذي تعيشه الأمة، والتي عجزت عن حماية المقدسات، بل وحتى إدانة صفقة القرن!
هذا الضعف والعجز والهوان أحد أسبابه الفرقة والنزاع الذي تعيشه حكومات عربية وإسلامية عدة في ما بين بعضها البعض، ولولا تلك الخلافات لما تجرأ العدو عليها!
شكراً: لأنك أجّجت مشاعر الحب والتقدير والغيرة لدى الشعوب العربية والإسلامية تجاه مقدساتها، وفي مقدمتها القدس والمسجد الأقصى، فرأيناها تخرج بالآلاف في العديد من العواصم العربية والإسلامية تندد بهذه الصفقة المشؤومة وتصفها بـ«صفقة العار»!
إن «صفعة القرن» لن تمر لأسباب عدة، منها أنها مخالفة للقوانين والمواثيق الدولية، والتي جعلت العديد من الدول الغربية ناهيك عن معظم الدول العربية والإسلامية تستنكرها وترفضها.
الأمر الآخر أن الذي بيده مفاتيح إفشالها هم أهل الأرض نفسها، وأقصد بهم إخواننا الفلسطينيين، والذين رفضوا بجميع أطيافهم هذه الصفقة جملة وتفصيلاً.
والذي نأمله من أشقائنا في فلسطين هو توحيد كلمتهم، والعمل على العصيان المدني، والعودة إلى المقاومة المسلحة، والقيام بانتفاضة جديدة تقض مضاجع الصهاينة وأعوانهم.
ونقول إنه مهما تخاذل المتخاذلون عن نصرة أهل فلسطين والقدس، فإن الله تعالى ناصرهم ولن يتخلى عنهم.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي على الدّين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك»، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: «ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس».
اللهم انْصُر من نصرهم، واخْذُل من خذلهم.

Twitter:@abdulaziz2002