مثقفون بلا حدود

ليلى السبعان ودورها في علم اللغة (5 من 5)

1 يناير 1970 11:00 ص

مازجت الدكتورة ليلى السبعان بين القريحة الأدبية والحس اللغوي، حينما قدمت قراءة لرواية «يوميات الصبر والمر» للروائية الكويتية ليلى العثمان، عرّفت من خلال هذه القراءة بالكاتبة الروائية الكويتية ليلى العثمان، وأعطت لمحة موجزة عن روايتها.
وكما عودتنا بثرائها المعرفي وغزارة علمها الذي جاء بصبر ومثابرة وأناة الباحث الأكاديمي والأستاذ المخلص لقاعات الدرس اللغوي؛ أعدّت السبعان ملخصا لبحثها الموسوم بـ«لغات العرب في خزانة الأدب للبغدادي، الذي نشرته في حوليات الآداب والعلوم الاجتماعية، وهي مجلة فصلية علمية محكمة، تصدر عن مجلس النشر العلمي، جامعة الكويت، حولية 26 - 1427 هـ 2006م، يونيو، الرسالة رقم 244،» قالت: «هذا العمل عن لغات العرب حاولنا فيه إخراج ما في هذا السفر (الخزانة) من لغات سواء أكانت هذه اللغات تخص جانب الإعراب، أم يندرج تحت علم النحو بمفهومه الضيق، أم تخص بنية الكلمة، أم ما يندرج تحت ما يسمى علم الصرف، أم تخص دلالة الكلمة أو الجانب المعجمي لها، أم ما يندرج تحت علم اللغة»أ.هـ.
وفي الحديث عن مقومات القصة من خلال لغة الحكاية، نشرت السبعان بحثاً بعنوان «بنية السرد واللغة - حكاية جناية السبع على عاشقين لابن السراج - أنموذجاً»، ضمنته (سلسلة الآداب واللغويات - أبحاث اليرموك، منشورات جامعة اليرموك، عمادة البحث العلمي والدراسات العليا، المجلد الثاني والعشرون، العدد الأول 2004م، تألقت البروفيسور ليلى السبعان، في التحليل اللغوي لهذه القصة، وأبرزت تقنيات عالية المستوى في عرضها للقارئ، ولقد بدأت القول: «إن لغة القصة لغة سردية تتراوح جمالها بين الجمل الإنشائية والخبرية وقد بدأت في جملة ماضية»، واختتمت بمثلها: «إذ يقول في المقدمة (خرجت) ثم يقول في الخاتمة (اتكأ)على سيفه» أ.هـ.
وفي ختام مقالنا، قدمت لنا الدكتورة ليلى السبعان بحثاً قديمه جديد، ألا وهو (ظاهرة التوهم عند المعاصرين - دراسة وتحليل، أودعته مجلة كلية دار العلوم، وهي مجلة علمية محكمة تصدرها كلية دار العلوم، جامعة القاهرة، 2007م، ونود أن نلفت انتباه القارئ الكريم على أن ظاهرة التوهم ظاهرة قديمة وتناولها أكثر من باحث ودارس؛ إلا أن ما يميز دراسة السبعان، أنها تناولت ظاهرة التوهم عند المعاصرين فلم تكن هناك مادة مطروقة قبلها لكي تنهج نهجها، بل مخرت في عباب بحر لجي من لغة حديثة معاصرة كثرت فيها السقطات، واختلطت بها اللهجات؛ وكأنها تحفر في حجر بيديها الكريمتين؛ لذا عندما عزمت السبعان على الإبحار في هذا البحث العاتي الأمواج، لم تأبه بما قد يكتنفها من مخاطر وعقد وعثرات، فدخلت متحدية وخرجت مظفرة بنصر مبين، بفضل ذهنها العاصف الوقاد، كما أنها نجحت بمد جسور ثقافة البحث العلمي بين مؤسسات العالم العربي، ووطدت لمصطلح جديد قد يشرق بعد فترة ويخلق نوعا من التجانس والتناغم بين هذه المؤسسات، وهو (ثقافة علم اللغة).
خليق بنا في خاتمة هذا المقال أن نشير إلى تلك الروح النقية، والنفس المحبة، للإعلامية والأديبة الكويتية ليلى محمد الصالح، في قراءتها التي نشرتها في مجلة البيان الكويتية العدد 446 سبتمبر 2007م، بعنوان (بصمات الدكتورة ليلى السبعان على صفحات البحث العلمي).
ونحن بدورنا نقول للصالح: لقد كفيت ووفيت؛ فلا زيادة لمستزيد على ما جادت به قريحتك الطاهرة الصافية تجاه بنت الكويت أستاذتنا التي تتلمذنا على يديها في علم اللغة الدكتورة ليلى خلف السبعان، والتي نقف اليوم وقفة إجلال وإكبار وتقدير واحترام، على ما قدمته لنا وتقدمه للأجيال المتعاقبة والابتسامة لا تفارقها كما عهدناها دوماً.

fahd61rashed@hotmail.com