نسمات

لا تيأسوا فإنّ الله معنا!

1 يناير 1970 12:39 م

قالها «النتن ياهو» وصدقَ فيها: «أنت الرئيس الاميركي الأفضل لإسرائيل طوال تاريخها».
لقد أعطى ترامب إسرائيل كل ما تمنته وأكثر، فالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل لا يمكن إعطاء الفلسطينيين أي جزء منها، والمستوطنات هي حق للمستوطنين وتدخل ضمن أملاكهم، أما هضبة الجولان السورية فهي جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيل، وأما غور الأردن - الذي يعتبر سلة الغذاء لفلسطين - فهو جزء من إسرائيل ولا يمكن التفريط فيه! وأما يهودية فلسطين فهذا أمر قد تحقّق بالفعل ولا مراء فيه!
ها نحن نعود من جديد إلى قصة وعد من لا يملك بإعطاء من لا يستحق، والتي توجها وعد بلفور قبل أكثر من مئة عام، ثم اليوم وفي ظل التمزق العربي الإسلامي فهذه أعظم فرصة لأعداء هذه الأمة بأن يجهزوا على ما تبقى من حقوق وكرامة للمسلمين، فها هم يرتكبون المجازر في بورما ضد الأقلية المسلمة من الروهينغا وضد الإيغور في الصين وضد 200 مليون مسلم في الهند، وصدق الشاعر إذ يقول:

مَن يهن يسهل الهوان عليه
وما لجرحٍ بميّت إيلام!

أما وعد ترامب في إنشاء دولة فلسطينية في القدس الشرقية، إذا ما تنازل الفلسطينيون عن عنادهم ووافقوا على خطة السلام، التي رسمها لهم ويضاف إليها 50 مليار دولار هدية لبناء دولتهم، فهذا الوعد أشبه ببيع السمك في الماء، فاليهود الذين لعنهم الله في القرآن لا يمكن أن يعطوا الفلسطينيين شيئاً لا سيما وهم يتعاركون في ما بينهم ويطعن بعضهم ببعض.
إن الخطأ الكبير الذي وقع فيه الفلسطينيون ومَن تبعهم من الدول العربية، هو إصرارهم على حل الدولتين وأن القدس الشرقية هي عاصمتهم طمعاً في أن يرضى عنهم العالم وينصفهم، فمن أعطاهم الحق في التنازل عن بقية فلسطين وعن القدس الغربية، وهل استجداء السلام من عدو لئيم هو الحل؟!
أما الدول التي حضرت حفل بيع فلسطين، فهي مشاركة في التخلي عن فلسطين وبيعها لليهود!
إن الحل لا يكون إلا شاملاً وذلك بإنشاء جيل من المسلمين يرفع راية الجهاد لإخراج اليهود من فلسطين، كما فعل صلاح الدين الأيوبي، وذلك وعد من الله تعالى أن ينصرنا على أعدائنا إن نحن تمسّكنا بعقيدتنا وجاهدنا في سبيلها، «يأيها الذين آمنوا هل أدلُّكم على تجارة تُنجيكم من عذابٍ أليم، تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم، ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون،... وأخرى تحبونها، نصر من الله وفتح قريب، وبشّر المؤمنين».