غدير... وبِركٌ آسنة

1 يناير 1970 01:27 ص

تعرّض الإسلام السياسي للكثير من الهزات المتتالية في السنوات الأخيرة، وتعرّض المنتمون إلى هذا الجسد السياسي المتدثر بالعمل الإسلامي إلى الكثير من التصدعات التي أعادت شعبيتهم إلى الوراء وهدّدت مقاعدهم ومكانتهم ونظرة الثقة التي كان الناس يرمقونهم فيها خلال الثمانينات والتسعينات لتتحول إلى نظرة استغراب وشك بعين مغمضة وعين مفتوحة يعلوها حاجب ارتفع لما فوق الجبهة من فرط الاستنكار مما يفعلونه اليوم، وهو ما سيزيد من تصدعاتهم ويعجّل في هدم بنائهم.
استجواب اليوم الذي تواجهه الوزيرة د.غدير أسيري... وأقول الوزيرة دون تحديد وزارتها عمداً لأنها بشخصها وانتمائها الفكري وربما الطائفي هي المستهدفة وليست الحقيبة التي تحمل أمانتها أو زلل أو خلل في أدائها الوزاري بعدما ارتفعت عقيرة الاستجواب قبل حتى أن تقسم أمام نواب البرلمان الذين سنراقب مدى التزامهم بقسَمهم في الأيام المقبلة حيث ستبيضُّ وجوهٌ وتسودُّ وجوهٌ، ويبدو لي أن هناك وجوها فيهم قد اسودت مقدماً وهي وجوه كالحة لا نتمنى مشاهدتها مرة ثانية على الكرسي الأخضر في قاعة وضعها الشيخ عبدالله السالم طيّب الله ثراه لتثبيت الدستور ودولة القانون والمؤسسات فإذا بها تنقلب قاعة لرعاية وطء مبادئ الدستور والدوس في بطن مراميه ورعاية ممارسات قميئة تعزز الطائفية والفئوية والظلم والتنمر والافتئات على الحق لصالح الباطل، وهذا كله باسم الدستور، والدستور منهم ومن أفعالهم براء.
وللدكتورة غدير نقول، لقد انتصرتِ مقدماً في كل الأحوال، وهزمتِ بشعر رأسك الكاريه المنمق كل الظلم الأشعث الأغبر الذي أعدوه لك، وسواء قدّم طلب طرح الثقة أم لم يقدم!! وسواء حصلوا على الرقم المطلوب لإسقاطك أو لم يحصلوا.. فقد انتصرتِ شعبياً وفزتِ باحترام الناس وتقديرهم لشجاعتك وإقدامك، ومهما كانت النتيجة... ستطغى عذوبة الغدير ونقاوته على المستنقعات الفكرية الآسنة التي ستجفُّ يوماً ما، بعدما تتبخّر تحت حرارة شمس الحقيقة.