اجتمعت أعمال نخبة من الفنانين التشكيليين الكويتيين تحت سقف واحد في معرض «القرين» التشكيلي الشامل، والذي يأتي ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي في نسخته الـ26، وذلك في سياق الاحتفاء بالفنون التشكيلية الكويتية، والتعريف بما تتضمنه من تنوع في الأساليب والمدارس والرؤى.
والمعرض افتتحه - مساء أول من أمس في قاعة الفنون في ضاحية عبدالله السالم - الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل، في حضور الأمين العام المساعد لقطاع الفنون الدكتور بدر الدويش وحشد من الجمهور المتابع للحركة التشكيلية الكويتية.
وما يميز المعرض الشامل أنه يضم أعمالاً فنية لفنانين كبار وشباب، بالإضافة إلى التنوع في الأشكال بين التصوير والنحت والخزف والأعمال المركبة، إلى جانب مسابقة الفنان عيسى صقر والتي تقام احتفالية توزيع جوائزها على هامش المعرض. تلك التي يتم اختيار الفائزين فيها من خلال لجنة تضم كبار الفنانين والنقاد التشكيليين. من خلال أسس ومفاهيم موضوعة.
وأشاد الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل بالأعمال الفنية المشاركة، التي تعبر عن تطور الفنون التشكيلية في الكويت، كما أشار إلى أن المعرض يضم مشاركات من فنانين كبار وأخرى للشباب، في تنوع بانودرامي متميز. يكشف عن الأهمية التي توليها الكويت للفنون التشكيلية، وما تمثله من قيمة في الوجدان العام.
وقال العبدالجليل: «إن المعرض يعكس مختلف الاتجاهات والأساليب الفنية التي تطرأ على ساحة الإبداع التشكيلي في الكويت عاماً بعد عام، ويلتقي فيه جميع الفنانين التشكيليين الكويتيين بمختلف أعمارهم وأجيالهم ليصبح بانوراما حقيقية شاملة يطلع عليها المهتمون من متذوقي الفن ونقاده».
وأشار العبدالجليل إلى أنه تأكيداً على سياسة رعاية الثقافة والفنون والاحتفاء بالمبدعين الجادين خصصت لهذه المسابقة الفنية جوائز أدبية ومادية لتشجيع الفنانين، وقد نجح هذا المعرض وثبّت أقدامه وأصبح معرضاً مهماً يحرص الفنان التشكيلي على المشاركة فيه.
وأضاف العبدالجليل: «إن معرض القرين التشكيلي يستوعب العديد من الرؤى والتجارب الإبداعية المتنوعة للفنانين الكويتيين في مختلف الفنون التشكيلية، دعما للمواهب المبدعة من التشكيليين الكويتيين ورعايتهم وترشيح أعمالهم للمهرجانات الفنية الخارجية».
وقال: «المعرض يشارك فيه 52 فناناً وفنانة من أبناء الكويت»، متمنياً أن يحقق النجاحات المرجوة وأن يحوز إقبالاً واسعاً وتقديراً من المحبين للفن، لافتاً إلى تشكيل لجنة من رواد الحركة التشكيلية والفنانين لاختيار الأعمال العشر الفائزة بجائزة (عيسى صقر) الإبداعية».
وأضاف: «ان المجلس وهو يقيم الدورة الـ26 للمهرجان يفخر بتقديم كوكبة من الفنانين التشكيليين للجمهور تنفيذاً لسياساته الداعمة لهذا المجال الفني الرئيس في المشهد الثقافي العام، ويسعى لعرض الجديد من إنتاج فنانين سعوا دوماً إلى توظيف أعمالهم لخدمة الجمال والهوية والتقاليد بأساليب إبداعية مبتكرة».
وكشف العبدالجليل أن المعرض يتضمن 79 لوحة تشكيلية وأعمال نحت، وأن هذا الحدث الفني المتميز يعكس جميع الاتجاهات والطرق الفنية التي تطرأ على ساحة الفن التشكيلي.
وقالت عضو لجنة التحكيم لاختيار الأعمال الفائزة الفنانة التشكيلية شيخة السنان إن لجنة التحكيم تشكلت من أفضل الأسماء، وأنها درست الأعمال الفنية المشاركة واختارت الأعمال الفائزة اعتمادا على المعايير التي وضعت بعناية ودقة.
وأوضحت السنان أن المعرض يشكل واجهة الحركة التشكيلية في الكويت، لذا لابد أن يكون على مستوى متقدم، مشيرة إلى رفض بعض الأعمال لأنها كانت دون المستوى المطلوب طبقاً للاعتبارات التي ارتأتها اللجنة.
وقالت السنان: «إن اللجنة اختارت الأعمال بموضوعية»، متمنية التطور للحركة الفنية التشكيلية في الكويت، ومثمنة دور فناني الكويت في رفع رايتها في العديد من المحافل الفنية التشكيلية على مستوى العالم، والتي انعكست ايجاباً على حركة الفن التشكيلي محليا.
وتتنافس الأعمال في ما بينها على الإتيان بأفكار جادة تدور في فلك الحياة، وتتحاور مع الإنسان والطبيعة وتبحث عن الجمال، وذلك من خلال ما تحتويه من أفكار مزدانة بالتوهج والحضور، ومتفاعلة مع الكثير من الأحاسيس والمشاعر التي تخص الواقع والخيال.
الفائزون بجوائز المعرض
شهد حفل افتتاح المعرض الإعلان عن أسماء الفائزين بجائزة (عيسى صقر) الإبداعية وتكريمهم، من خلال احتفالية قدمها مراقب الفنون التشكيلية في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الفنان هاشم الشماع، الذي قال: «يعد معرض القرين التشكيلي الشامل ثاني أكبر تظاهرة فنية برعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بعد معرض الربيع السنوي، الذي بدأ في الخمسينات من القرن الماضي، ولا يزال مستمراً»، وأضاف: «اعتمد المعرض أسلوباً جديداً في هذه الدورة في التحكيم من خلال اتباع آلية جديدة، وهي التحكيم الإلكتروني التي تتيح للمحكم الإدلاء برأيه بشكل فردي من دون تأثير بآراء زملائه في اللجنة».
وتشكلت لجنة التحكيم من الفنانة شيخة السنان وعبدالعزيز آرتي وفواز الدويش وبدر حياتي، ولقد أسفرت النتائج عن فوز الفنانين الآتية أسماؤهم:
جاسم العمر، محمد الشيباني، عباس غلوم، عبد الله العتيبي، جعفر الحمر، نوف المطيري، هبة جاسم، عبد الرضا باقر، يعقوب يوسف وعبدالعزيز الخباز.