- جيولوجية بلدنا سمحة كسماحة أهلها وعلينا فعل الخير لدفع الشر
- عمر هضبة الأحمدي 65 مليون سنة وهي عبارة عن حركة تكتونية
- لا يوجد في الكويت انزلاقات أرضية أو براكين
- جال الزور نشأ بعد وادي الباطن بسبب حركة زلزالية في جبال زاغروس
- نسبة التلوث في بحر الكويت عالية وبالتالي تؤثر على الكائنات البحرية
- العلماء قالوا إن هناك بحراً اسمه «التيفي» كان يشمل الكويت والعراق وإيران... لكنه اختفى
طمأن أستاذ علم الجيولوجيا الدكتور الشيخ إبراهيم الرفاعي، أهل الكويت بأن البيئة الكويتية «آمنة»، وليست محطة زلزالية، وهي في وضع شبه آمن، لا سيما أنها جزء من شبه الجزيرة العربية، أو ما يسمى بـ«الصفيحة العربية».
وشدد الرفاعي خلال استضافته في لقاء «عشر إلا عشر» على تلفزيون «الراي» الذي يقدمه الزميل رئيس التحرير وليد الجاسم، على ضرورة وجود العقلانية والأمانة بالمحافظة على البيئة، مؤكداً أن «إنتاج النفط في الكويت متزن، كونه في حدود الأوبك، وأقولها متفائلاً... الكويت على بحيرة نفطية».
وطالب بـ«أن يكون حول الحكومة عقل علمي متجرّد حتى لو كان من دون مقابل، يتكون من مجموعة علماء يكون عملهم تقديم تحليل علمي، إما أن يرتبط بالديوان الأميري وإما بمجلس الوزراء بحيث يكون هناك حجة. كذلك أقول لديها الكفاءات وما تحتاج خبرة عالمية إذ أن تلك الخبرات تصبح (خبره)، وحلاة الثوب رقعته منه وفيه».
وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:
? زودنا بمعلومات عامة عن جيولوجيا الكويت، خصوصاً مع التخوف الواقع بين فترة وأخرى من الزلازل؟
- أنا من طلاب العلم، ولست من مشايخ العلم، وما زلت حتى الآن أتعلم، اطمئناناً لأهل الكويت فإن البيئة الكويتية بيئة سمحة كسماحة أهل الكويت، وبيئة آمنة كذلك، وهي ليست محطة زلزالية، بل هي في الوضع شبه الآمن، فهي جزء من شبه الجزيرة العربية، أو ما يسمى بـ«الصفيحة العربية».
والمهم أنه في الكويت لا توجد بؤر زلزالية، ولكنها شهدت في تاريخها الطويل أحداثاً تكتونية (حركة الصفائح الأرضية)، والزلزال ينشأ عندما تتحرك تلك الصفائح، ويحدث هناك كسر في قاع الأرض يؤدي إلى موجات تنتقل عبر امتداد العمود الصخري الموجود.
وفي الكويت هناك صخور تسمى القاعدة، ويبلغ السمك الصخري في الشمال 10 كيلومترات، وفي الجنوب يبلغ 8 كيلومترات، وفي الحفر على الآبار النفطية وصل لـ7 كيلومترات، والكويت في بيئة شبه آمنة أو آمنة، ولكن نتأثر بالزلازل التي حولنا في الأراضي المصابة بضعف القشرة الأرضية، ومع ذلك يكون تأثرنا بتلك الهزات عن طريق مقدار البعد وقوة الهزة، وكل الهزات التي تمت في الكويت لم تزد عن 4 درجات، وعادة يسبق الهزات حدوث تشققات، وأيضاً الكائنات الحيوانية تشعر بالهزات قبل الإنسان.
? هل هناك صعوبة في التنبؤ بوقت الزلزال؟
- كل ما يتعلق بأمور الطبيعة، تقف قدرة الإنسان أمام قدرة الله سبحانه وتعالى، ولكن الله أعطى الإنسان القدرة على التخطيط والاستنباط ليستطيع تحديد الأماكن ذات الخطورة، وأقول إن الكويت تقع في الأماكن الآمنة، ولكن علينا أن نفعل الخير لدفع الشر، خصوصاً مع العطاء الذي تصدّره الكويت، وتجلبه، ومع ذلك أنا مع الإجراءات الاحترازية والتكنولوجية (اعقلها وتوكل).
? كيف يمكن وصف جيولوجية الكويت؟
- جيولوجية الكويت سمحة، وفيها كل العوامل البيئية، ولدينا مظاهر مهمة جداً، منها وادي الباطن الممتد من السعودية (جبال الحجاز) إلى حفر الباطن إلى الكويت، وهو ما نشاهده في محمية صباح الأحمد الشمالية.
? الفترة المطيرة، متى كانت؟
- كانت قبل مليون و300 ألف سنة، حيث كانت أوروبا في العصر الجليدي، وحدثت حينذاك فترة مطيرة، وآتت تلك الأمطار بالخيرات.
? هل نعاني من انزلاقات أرضية أو ماشابه ذلك؟
- لا يوجد في الكويت انزلاقات أرضية أو براكين، ولكن هناك زلازل ضعيفة، وفي معهد الأبحاث هناك مركز زلزالي، وسجل تكرار، ولديهم قراءة مستمرة، وسجل التكرار (يعلم الشطار).
? حركة باطن الأرض هل هي من صنعت الجزر الكويتية؟
- نعم، أولاً لدينا وادي الباطن (فالق أو أخدود)، وجال الزور نشأ بعد وادي الباطن بسبب حركة زلزالية في جبال زاغروس، أما بالنسبة للجزر الكويتية فتعتبر فيلكا امتداداً لجال الزور، وعوهة وخور عبدالله جميعها عبارة عن فوالق، هضبة الأحمدي عمرها 65 مليون سنة، وهي عبارة عن حركة تكتونية.
? ما هو المرجان؟
- المرجان هو كائن حي، وهي بحاجة لبيئة للتكون، أولها المياه الصافية بعيداً عن الطين الذي يميته، ويحتاج أيضاً إلى الشمس، والمرجان يفرز مادة الكالسيوم، ولذلك استحدثوا في الكويت عمل «مساطب» بحيث يتكون عليه المرجان، ونجح هذا الأمر... في أم المرادم وقاروه يتكون المرجان.
? ما أسباب التراجع في إنتاج الثروة السمكية، وهل سببنا أذى للبيئة البحرية؟
- وفقاً لتطبيق عملي من دراسة الماجستير، إن نسبة التلوث في بحر الكويت عالية، وبالتالي تؤثر، فالمخلوقات تحتاج لمآمن بعيداً عن القلق، ومن أنواع القلق رمي المخلفات في البحر، والصرف الصحي، وما إلى ذلك، إضافة لردم السواحل، إذ إن هذا الكائن يحتاج لوقت قد يجد بيئة أخرى.
ومن العقلانية والأمانة أن يكون لدينا المحافظة على البيئة، وهذه أيضاً مهمة الهيئة العامة للبيئة، ولابد أن يكون هناك وعي.
? هل نفعل بالنفط الكويتي كما نفعل بمواردنا الأخرى من استهلاك أو إنتاج جائر؟
- أعتقد أن إنتاج النفط في الكويت متزن، كونه في حدود الأوبك، وأقولها متفائلاً الكويت على بحيرة نفطية، ولكن يجب أن يصاحب ذلك الشكر لله، ونحن خاصة في الكويت لو نبقى نسجد لله 24 ساعة لن نؤدي حقه.
? هل فعلاً النفط الذي ينضب لا يعوّض، وأن الأرض توقفت عن صناعته؟
- هناك نظريتان، الأولى إما النفط وجد على هيئته، والثانية عن طريق تراكمات مواد عضوية مع الحرارة وعامل الزمن، ويقال عن العلماء أن هناك بحراً عظيماً جداً (البحر التيفي) يشمل الكويت والعراق وإيران، وكان لفترة زمنية طويلة، ومن ثم اختفى هذا البحر عبر الأزمنة ليتحول إلى حركة أرضية رافعة.
أطالب من خلال البرنامج بأن يكون حول الحكومة عقل علمي متجرد حتى لو كان من دون مقابل، يتكون من مجموعة علماء يكون عملها تقديم تحليل علمي، إما أن يرتبط بالديوان الأميري أو بمجلس الوزراء بحيث يكون هناك حجة.
كذلك أقول لديها الكفاءات وبا تحتاج خبرة عالمية إذ أن تلك الخبرات تصبح (خبره)، و حلاة الثوب رقعته منه وفيه.
قصة المرجان مع الشيخ جابر الأحمد
سرد أستاذ علم الجيولوجيا الدكتور الشيخ إبراهيم الرفاعي قصة عن حفل تخرج للطلبة، قائلاً: كان هناك حفلة تخرج في عهد الشيخ جابر الأحمد، وكنت أدير حفلة التخرج، وحان وقت تسلم الطلبة للشهادات والجوائز، فارتجلت بكلامي وقلت «هكذا يا صاحب السمو قد أبحر أبناؤك في بحور الكتب بحثاً عن المعرفة، كما أبحر آباؤهم من قبل بحثاً عن اللؤلؤ والمرجان»، وفي اليوم التالي استدعاني، وقلت له «فعلاً قد أبحروا، ولكن الطلبة الآن غير الطلبة السابقين، فبحرهم في الانترنت وبطون الكتب».
رسالة ماجستير
قال الرفاعي إنه سبق وأشرف على رسالة ماجستير بخصوص جزيرة أم المرادم، وكانت الدراسة عجيبة، لافتاً إلى أن الإنسان الحي يتأثر بالمحيط الذي حوله، كذلك الكائنات الدقيقة تتأثر، فمن خرّب الكون هو الإنسان.
إنتاج السمك
أوضح الرفاعي أن إنتاج سمك الزبيدي في العام 1995 بلغ 1100 طن، وفي العام 2014 تراجع إلى 120 طناً. أما إنتاج سمك الصبور فكان يبلغ 95 ألف طن سنوياً وتراجع في 2014 إلى 150 طناً.
قد يُغلق الخليج
بيّن الرفاعي، أنه من الممكن أن يُغلق الخليج وينتهي بعد فترة، وذلك ليس بسبب هرمز، ولكن نتيجة حركة الصفيحة العربية التي تتحرك باتجاه الشمال الشرقي لتصطدم بالصفيحة الإيرانية، وبالتالي من الممكن أن يضيق الخليج، وأن تلتقي الكتل.
الترف... تلف
علّق الرفاعي على معدل استهلاك الكويت للموارد، قائلاً: «أهل الكويت يستاهلون، ولكن لا شك أنه لدينا إسراف، فنحن بين دائرتين (إسراف وإشراف)، وبالتالي نحن قوم مسرفون ومشرفون، ولا يمكن أن يكون هناك راحة من دون قناعة، وإذا اقتنعنا لن نحتاج لكوكب ثان، فالكويت تكفينا، كما أن الخليج بشكل عام فيه تبذير (إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين)، وهناك شيء من الشيطنة بسبب التبذير، وهناك أيضاً شيء من الترف، فزيادة الترف (تلف) والنعومة لا تأتي بالرجولة».
مدينة صباح الأحمد ... درس
أكد الرفاعي أنه لابد أن تكون مدينة صباح الأحمد بمثابة «درس» كونها تقع في قلب «السيل»، ومجلس الوزراء كوّن لجاناً وفرقاً، من ضمنها فريق علمي تخصصي كان برئاستي، ويضم نخباً من معهد الأبحاث، وجامعة الكويت، وبلدية الكويت، وجمعية المهندسين، ووزارة الدفاع، والإسكان، إذ قمنا بوضع الحلول العلمية، ورفعنا أول تقرير إلى الوزيرة السابقة هند الصبيح، وأطلقنا عليه اسم (حصاد الماء)، والحلول تمثلت باستقبال المياه عن طريق قنوات مائية أو بحيرات ويستفاد منها بالزراعة، وأقرت هذه الخطة، وكذلك مجرور للماء الفائض.