إدارات تسمح لطلابها بإدخال الهواتف والسماعات

لائحة الغش خارج نطاق التغطية في بعض المدارس!

1 يناير 1970 07:19 ص
  • عشرات الطلاب  في المستشفيات يومياً  لإخراج السماعات  من آذانهم بعد الاختبار 
  • الجولات المفاجئة ستكشف لوكيل التعليم العام  حقائق بعض المدارس 
  •  40 ألف طالب وطالبة يتوجهون إلى اختبارات الثاني عشر اليوم

تزامناً مع انطلاق اختبارات منتصف العام الدراسي 2019-2020 للصف الثاني عشر، دق مصدر تربوي جرس الإنذار إزاء ما جرى في بعض المدارس خلال اختبارات الصفين العاشر والحادي عشر التي انتهت يوم الخميس الفائت، مؤكداً أن «لائحة الغش كانت خارج نطاق التغطية في بعض المدارس التي سمحت إداراتها لطلابها بإدخال هواتفهم وسماعاتهم، وعمدت إلى مرونة غير مسبوقة في لجانها وسط امتعاض أصحاب الضمير واستنكارهم مما حدث».
وبيّن المصدر لـ«الراي» أن عشرات الطلاب كانوا يتوافدون على المستشفيات يومياً لإخراج سماعات الأذن الصغيرة من آذانهم بعد انتهاء الاختبار، وتستطيع وزارة التربية التنسيق مع نظيرتها «الصحة» لتزودها بقائمة الطلبة الذين توافدوا على طبيب الأذن والحنجرة، خلال فترة اختبارات الصفين العاشر والحادي عشر في المناطق التعليمية كافة، لتشاهد الواقع المزري في بعض إداراتها المدرسية غير المؤتمنة، مؤكداً أن مدارس الغش باتت معروفة في الوزارة، وقطاع التعليم العام سيضعها بالطبع تحت المجهر، لا سيما أن قرار تدوير مديريها أثبت فاعليته كثيراً في الحد من هذه المظاهر.
وأكد أن هبوط درجات الطلبة خلال العام الدراسي الفائت إلى النصف، بعد إجراء التدوير لإداراتها شاهد على وجود الخلل، وهذا مؤشر لوزارة التربية في الاستمرار بقرار التدوير الذي أعاد الأمور إلى نصابها، وساهم كثيراً في تحقيق العدالة بين الطلبة، مبيناً أن مرونة كبيرة كانت في اختبارات الصفين العاشر والحادي عشر في بعض المدارس، وانخفاض محاضر الغش كانت خير دليل على أن المراقبة كان فيها بعض التسامح وغض النظر.
وأوضح أن الجولات التفقدية المفاجئة لوكيل التعليم العام على بعض لجان الاختبارات، ستكشف له حقيقة بعض المدارس، ولكن شريطة ان تتم بشكل سري غير معلن،مؤكداً أن جولة واحدة في بعض المدارس المعروفة ستكشف له مشاهد الهواتف والسماعات التي تجوب ذبذباتها اللجان بكل أريحية وفي علم الرقيب.
في موازاة ذلك، وصف بعض المعلمين عملية تقسيم الدرجات بواقع ثلثي درجة الأعمال على مجهود الطالب، وثلث الدرجة بيد المعلم، بأنه تقسيم سيئ، حيث تم تخصيص 42 درجة للاختبار التحريري لمادة اللغة العربية في الصف العاشر مثلاً، و18 درجة للأعمال، مؤكدين انخفاض نسب النجاح في مادة اللغة العربية في الصفين العاشر والحادي عشر الأمر الذي يستوجب إعادة النظر في آلية إعداد الاختبارات من قبل التوجيه الفني المختص.
وسط هذه الأجواء، يتوجه اليوم نحو 30 ألف طالب وطالبة لأداء اختبارات الصف الثاني عشر في القسمين العلمي والأدبي في المناطق التعليمية كافة، في ظل دعوات في الوسط التربوي لعدم إرباكهم، وتوفير أفضل الأجواء لهم وتطبيق لائحة الغش بشكل تربوي حضاري يخلو من المشادات والتعسف.

قاعة الاختبار...
بين الاجتهاد والغش

على ضوء مصباح، قضى الليل كله ساهراً، يداه ترتجفان من البرد، وعيناه عالقتان في السقف، وأحلامه التي رافقته منذ سنوات الطفولة بدأت تقترب من نهايتها، وأمام ناظره بدأت رحلة العمر تطوي بساطها، والأيام تجنح للختام، حين يرسو طالب الثانوية العامة على مقعد في الجامعة، وترسو عليه سفينة الأحلام.
وعلى أجراس التحذير من الغش، واجراءات التفتيش التي ترهق المكان، يظل طالب الثاني عشر ساهراً في ميادين العلم، متسلحاً بما حفظ، غير آبه بموجة التقنيات التي تنتشر، لا يكترث لذبذباتها التي تجوب اللجان، هدفه الركوب في سفينة النجاة، وجهته العبور إلى المستقبل. وفي طريقين لا ثالث لهما، يسير اليوم مع 40 ألفا من نظرائه لأداء الاختبار الاول، وسط اجراءات تربوية مشددة، لا تسمح باستخدام التكنولوجياً، وتحظر دخول كل تقنية إلى اللجان، وقد تدفع بعضهم إلى التعاقد مع ضعاف النفوس، ممن باعوا ضمائرهم بالمال، وأقحموا أنفسهم في شبكات الغش، وتناسوا أن لرسالتهم التربوية قداسة كادت أن تبلغ قداسة الرسل والأنبياء.
اليوم... على ضوء السهارى يبدأ الفريقان، فريق يطلب العلا بسهر الليالي، وآخر يطلب الغش بأغلى أثمانه، وبين الفريقين أحلام طوال، تمتد إلى المستقبل ولا تنتهي، ويكثر في شأنها الحديث، ويرنو إليها كل مجتهد، ولا يستحقها إلا المثابر الساهر على ضوء مصباح.