بفضل جهود بحثية متطورة في مجال الهندسة الوراثية، نجح علماء وباحثون سويديون في تطوير طريقة لتعديل و«برمجة» فيروسات جينياً بحيث تقوم بمهام علاجية محددة.
وفقا لنتائج دراسة نشرتها مجلة «وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم»، نجح باحثون متخصصون في جامعة «لوند» السويدية في ابتكار وتطوير طريقة جديدة يمكن من خلالها إعادة هندسة غلاف فيروسات علاجية معينة بحيث تتمكن من مهاجمة الخلايا والكائنات المسببة للأمراض في الجسم وتدميرها، وذلك عن طريق إضافة المستضد المطلوب إلى سطح تلك الفيروسات.
والفيروسات العلاجية هي فيروسات يتم نزع مادتها الوراثية الأصلية ثم حقنها بمادة وراثية مختلفة يمكنها إصلاح الخلل الجيني في سياق الأمراض الوراثية أو المرتبطة بالجينات.
ومن أمثلة ذلك تقنية CAR T Cells في مجال العلاج الجيني، حيث يجري في البداية سحب عينة دموية من المريض ليُستخلص منها الخلايا المناعية التائية (T cells)، وبعد ذلك يجري تعديل تلك الخلايا عن طريق فيروسات علاجية قادرة على إعادة برمجة الخلايا التائية لكي تتمكن من مهاجمة نسج سرطانية، وبعد ذلك تُعاد الخلايا المبرمجة إلى الجسم لكي تهاجم مسببات المرض وتقضي عليها.
ولأن المشكلة التي واجهها الباحثون في هذه الطريقة في السابق كانت تتمثل في العثور على الفيروسات القادرة على استهداف خلايا معينة، فإن هذه التقنية الجديدة جاءت لتحل تلك المشكلة. فمن خلالها يمكن إعادة برمجة وهندسة الفيروسات العلاجية بحيث تصبح قادرة على استهداف خلايا بعينها مباشرة، وتحديداً الخلايا المرضية.
ووفقا لما جاء في سياق الورقة البحثية التي نشرها الباحثون، فإن هذه الطريقة الجديدة ستساعد على دراسة ملايين الأشكال الفيروسية الجديدة في تجارب مخبرية أو حيوانية، ومن ثم تصميم محاكاة حاسوبية قادرة على هندسة السطح الفيروسي الأنسب لاستهداف الخلية المرضية، ومن ثم توليده.
وهكذا فإن الأمر يتلخص في تصميم فيروسات علاجية متخصصة من خلال إكسابها القدرة على استهداف الخلايا المرضية فقط في الجسم، بدلاً من أن تقوم بتدمير مليارات من الخلايا السليمة في أثناء استهداف مسببات المرض.