يقول الخبر المنشور في «الراي» عدد الأحد الماضي: إن هيئة مكافحة الفساد أحالت قيادي إلى النيابة، بعد تضخم حسابه، بتهمة كسب غير مشروع بالتعاون مع وحدة التحريات المالية.
هذا خبر وغيره أخبار مشابهة عرضتها وسائل التواصل الاجتماعي وليس بالضرورة أن يكون الكسب غير المشروع ماليا... هناك كسب غير مشروع كثير منه عيني عبر مناصب وهبات ولم نجد محاسبة فعلية.
يتحدث سين من الناس ولا يسمع له لاختلاف الكيمياء الشخصية، أو لأنه غير مقبول لسبب أو لآخر? وفي المقابل تجد من تقبل كلمته وإن كانت مضللة، بقصد التمويه كما ذكرنا في المقال السابق.
الناس سواسية شرعاً ودستوراً... فما بال أحبتنا ممن ينتقون الأخبار «على المشتهي».
لنا في الأثر قصص كثيرة تبين قسوة الطلب... فما كان من السلف الصالح إلا اللين ولهذا جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه? ولا ينزع من شيء إلا شانه».
كل وثقافته والبيئة التي يعيش فيها... بعضهم لين في طرحه والبعض الآخر حاد، لكن الحكيم من فهم بيئة المتحدث التي آتى منها.
لماذا نقسو على من يتحدث، وقلبه يحترق على حال البلد ومؤسساته التي تفشى فيها الفساد؟
لماذا لا نقبل على من يشتكي بصدر رحب، ونتقبل رأيه ونرى ما في جعبته.
الشاهد أن خبر قيادي تضخم حسابه ليس بجديد... فتضخم الحسابات حالاته كثيرة ومتعددة هي أشكال التجاوزات، ودليل ذلك التيه القيادي والاجتماعي الذي نعيشه. هل الخطأ من مطلق النصيحة؟ أم من اشتكى من سوء الأوضاع؟ أم من أصحاب القرار وغياب الوقاية والخطط السليمة.
الحرامي نوعان: واحد يسرق من المال العام? وآخر يوزع الهبات من مناصب وخلافه.
إنها خيانة وطن يا سادة وسيدات المجتمع الكويتي... فلمن نشتكي بعد الله عز شأنه؟
أليس الدين النصيحة... أفيدونا بارك الله فيكم وفي مسعاكم.
الزبدة:
إن السرقات والتجاوزات الإدارية والمعنوية - التي بلغت في قليل من الحالات إلى حد العنف البدني، تعبيراً عن غضب ما - ناتج عن فساد وقع على صاحبه.
ارفقوا بالضعفاء... السواد الأعظم.
حاسبوا كل من تجاوز النظم واللوائح... وحاسبوا من حرمنا التعليم والرعاية الصحية والخدمات وغيرها من متطلبات العيش الكريم.
لا أحد فوق القانون... وأخطاء اليوم والأمس من المنظور الإستراتيجي، يشكلان إستراتيجية الغد حماية للأجيال المقبلة.
وكل ما نطلبه لا يتعدى تطبيق الدستور والقانون، ورد الحقوق لأصحابها ورفع الظلم عن أناس لا واسطة لديهم، ولم يجدوا من يعيد إليهم حقوقهم، واشتكوا من ضيق الحال وتيه البال... الله المستعان.
terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @Terki_ALazmi