خليجي 24

10 أسباب تبرّر بقاء عناد

1 يناير 1970 01:23 م

يقول خبير التنمية البشرية الراحل الدكتور إبراهيم الفقي في حكمة له «ما تراه في حياتك الآن، ليس إلا انعكاساً لما فعلته في الماضي. وما ستفعله في المستقبل، ليس إلا انعكاساً لما تفعله الآن». وهذه الحكمة، برأينا، تلخص ببساطة وضع كرة القدم المحلية حاليا، وبالاخص حال منتخب الكويت.
ما نعانيه حاليا هو انعكاس للتراكمات الماضية وأخطاء من كان يدير رياضتنا (بما فيها كرة القدم) في السابق، في حين أن ما نفعله الآن هو مجرد «حركة تصحيحية» لهذه التراكمات والاخطاء، حتى نحصل بعد فترة زمنية محددة على نتائج افضل ومستقبل ناصع.
في الواقع، هذا هو حال «الأزرق» ومدربه ثامر عناد، وما أسلفناه قد لا يصب في خانة الدفاع عن الخروج من «خليجي 24»، بقدر ما هو يرتكز على المنطق وواقع لا يمكن الهروب منه، إذ إنه لا يوجد عاقل يمكن ان يعول على ان نعود لصعود السلم فنيا بدرجة واحدة في ظل الظروف الماضية والحالية التي تتطلب «بناء من الصفر»، فحال كرتنا متهالك بما فيها الاندية والاتحادات، والمسألة تتطلب وقتا وصبرا، و«النهضة» لا تأتي بين ليلة وضحاها.
لم نكن لنأمل أن نعود من الدوحة وفي جعبتنا اللقب لان هناك من أفضل منا فنيا وبدنيا واستعدادا وخبرة. فالخروج كان احد السيناريوهات المطروحة والمنطقية، وجميعنا يعرف الحال وعناد لا يملك «عصا سحرية» ليغير الواقع في وقت قياسي، بل هو مدرب وطني مجتهد يعمل على «نفض» الواقع الحالي وتأسيس نواة منتخب يصارع بـ«اقل الامكانيات» في تصفيات مونديالية، ويحتاج الى صبر وفترة زمنية، لا الى انتقادات وهجوم لاذع.
لسنا حاليا في «برج عاجي»، لان «متنفذي» الرياضة الكويتية السابقين «دمروا» كل مقدراتنا وكرتنا حتى «سقطتنا» في «هوة الايقاف الدولي»، وهنا لا نعلق أي فشل حالي على هذه «الشماعة»، بقدر ما نعترف بواقع نعمل حاليا على تخطيه وبناء ما دُمر، وهو الاهم. ومن هذا المنطق علينا ان نبرر للشارع المحلي ضرورة الصبر على ثامر عناد والشد من أزره بعدد من الاسباب والنقاط وفق التالي:


1 - شاهد على العصر

يعد عناد شاهدا على واقع الكرة الكويتية و«الأزرق» ويعرف الخفايا ومستويات اللاعبين قبل وخلال وبعد الايقاف، وهو ما لا يمكن لاي خبير اجنبي ان يدركه، وهو ما وقع به المدرب الكرواتي السابق روميو يوزاك.

2 - شارك في عملية اعادة البناء

لم «يفقز» عناد بـ«الباراشوت» على المنتخب، بل كان مساعدا ليوزاك في عملية اعادة البناء عقب فترة رفع الايقاف، ويملك إرث عامين من العمل داخل أروقة المنتخب، وبالتالي فهو ليس غريبا على اللاعبين، ويعد الاقرب اليهم من الناحية النفسية وأكثر تفهما لمشاكلهم.


3 - تسلم المهمة في وقت حرج

اختير عناد في وقت حرج وفي خضم التصفيات الآسيوية المشتركة، وعقب خسارة ثقيلة امام أستراليا، فنجح في «لملمة الجراح» وانتزع تعادلا مهما على ارض الأردن، وتلاه بـ6 نقاط مهمة امام تايوان ونيبال، قبل جولتين حاسمتين في مارس المقبل.

4 - أسهم في حدوث غربلة فنية

خلال شهرين من مهامه، أحدث عناد غربلة في صفوف «الأزرق» واستدعى عناصر واعدة كانت «خارج المشهد» أيام يوزاك، وأفسح الفرصة لها مثل النجم الصاعد مبارك الفنيني وشبيب الخالدي وعمر الحبيتر، وأعاد الثقة الى فهد الانصاري. لقد كسر عناد «اسلوب الرتابة» الذي اتبعه يوزاك وجعل من خلاله، المنتخب حكرا على «صورة معينة»، وجرب اكثر من نمط فني، وكان واقعيا في تعاملاته، حتى لو أن الامر شابه أخطاء في الحسابات أحيانا، ولكن العبرة تكون في النهاية، فعملية البناء تتطلب تغييرات وتصاعدا تدريجيا في المستوى. وشتان ما بين مستوى «الأزرق» من ناحية العروض والعزيمة حاليا وبين مستواه على أيام يوزاك، بل وحتى الفترة التي سبقت الايقاف.

5 - يعمل بصمت وبلا مغامرات

يركز عناد الذي يعمل بصمت، على الواقع من ناحية التغييرات والتشكيلة الاساسية، بعيدا عن «المغامرات» التي كان يلجأ اليها يوزاك عندما فاجأ الجميع بوضع بدر المطوع ويوسف ناصر على دكة الاحتياط في بداية لقاء مهم امام أستراليا.

6 - لا تنسوا مقولة يوزاك

قد يكون صحيحاً ما قاله يوما ما يوزاك في معرض تبريره لعدم موافقته على المشاركة في بطولة غرب آسيا الاخيرة في العراق، بأن اللاعبين غير قادرين حاليا على خوض 3 أو 4 مباريات رسمية متتالية (في بطولة مجمعة) بمستوى ثابت، بسبب فقدانهم حساسية اللقاءات لابتعادهم 3 سنوات عن الاجواء الدولية جراء الايقاف. وخير مثال كان فوز «الأزرق» على السعودية في بطولة غرب آسيا، ثم تعادله مع الأردن، قبل ان يسقط على يد البحرين. وتكرر السيناريو ذاته في «خليجي 24»، بالفوز على السعودية والخسارة أمام عُمان والبحرين على التوالي، وهو ما يجعلنا لا نعتب على عناد وهو ما يؤكد صحة مقولة «خبير» مثل يوزاك التي ترتكز على «الهبوط التدريجي» للاعبين فنيا وبدنيا. وعلينا ألا ننسى أيضا ان البحرين التي ودعنا البطولتين على يديها، تملك منتخبا رائعا يفوقنا مستوى حيث نالت لقب «غرب آسيا» بجدارة، وتزاحم العراق وإيران بقوة في مجموعة حديدية ضمن التصفيات المشتركة.


7 - النهوض يقتضي وقتا وصبرا

لا يوجد عملية بناء من دون وقت أو صبر، إذ ان واقعنا الحالي متردٍ شئنا أم أبينا. فالأندية التي كانت تتألق خليجيا وعربيا وآسيويا، لم تعد قادرة على أن «تقف على اقدامها»، إذ إنها ودعت المنافسات مبكرا في جميع البطولات الخارجية، عقب فترة الايقاف، وحالها ينسحب على المنتخبات الوطنية جميعا، والشواهد كثيرة. نحن الآن، نسير في درب «اعادة البناء ونفض الغبار» وفي خضم وقت حرج وتصفيات مونديالية، وعلى الجميع الصبر والتقيد بعامل الوقت، كما فعلت دول متقدمة انهارت منتخباتها، ثم وضعت خططاً ونهضت من جديد، مثل فرنسا وألمانيا.

8 - المسألة تتطلب خططاً

قد تبدو مسألة النهوض أكبر من عناد أو اللاعبين أو أي مدرب أو خبير عالمي يتم استقدامه لقيادة «الأزرق»، اذ انه يتوجب على اتحاد كرة القدم ان يضع سياسة وخططاً واضحة للنهوض على أسس صحيحة وفترة زمنية محددة.

9 - لندعم الجهاز الفني

قد يكون الوسطان الاعلامي الرياضي والكروي المحليان الاكثر حبا للجدل في البحث عن انتقادات واستقاء المبررات ووضع الحلول التي قد تصل الى «مصاف الاحلام» فيما يتعلق بتقويم مسار الكرة الكويتية، وبالتالي يتم التغاضي عن الواقع الحالي المتراجع. هذه الجدلية أشبه بالمثل القائل «جعجعة بدون طحين»، ويجدر بالجميع التوحد لايجاد حلول منطقية لدعم الجهاز الفني لـ«الأزرق» وعلى رأسه ثامر عناد حتى يعمل براحة وبدون ضغوط، بدلا من توجيه سهام الانتقادات بلا مبررات فنية واقعية ومنطقية، خصوصا وأن «التسلي» بتغيير المدربين لا يجوز وهو ما أضر كثيرا بالمنتخب في الماضي، حتى وصل الامر بالاتحاد الى تعيين ثلاثة خلال العام 2005، فخرجنا من تصفيات مونديال 2006، رغم امتلاكنا منتخبا قادرا آنذاك.

10 - هناك ما هو أهم

مع كل الاحترام لدورات كأس الخليج التي كانت السبب الاساسي في نهضتنا ونهضة دول المنطقة «فنيا» وأوصلت منتخباتها الى «العالمية»، فهناك ما هو أهم، ونعني هنا تصفيات آسيا المشتركة المؤهلة الى مونديال 2022 وكأس آسيا 2023، وهذا ما يعمل عليه عناد، وعلى الجميع ان يتركوه ليعمل. لا حراجة في ان تكون «خليجي 24» مجرد تجربة وبناء حقيقي و«تعلم من الاخطاء»، استعدادا لجولتين حاسمتين بمواجهة الأردن وأستراليا في التصفيات، سعيا وراء بلوغ الدور الثالث النهائي الذي سيكون أفضل إعداد واحتكاك لـ«الأزرق» حتى لو خرج منه في النهاية.