ألق الشعر ونجواه ازدان في معرض الكويت الدول للكتاب الـ44، من خلال الأمسية الشعرية الإماراتية، التي أقيمت في المقهى الثقافي، وأخذت عنواناً ملهماً «أيقونة الكلمات»، وشارك فيها الشاعران الإماراتيان شيخة المطيري وعبدالله الهدية، وأدارها الأديب طالب الشريف، وتعاونت في إقامتها هيئة الشارقة للكتاب، بحضور نخبة من المثقفين والأدباء ولفيف من جمهور المعرض.
وأنشد الشاعران في الأمسية قصائدهما التي ازدانت بالتنوع في اختيار المواضيع والمضامين الشعرية، تلك التي تراوحت بين الوجدانيات والعاطفة والفكر والتأمل، وبين الفصحى والعامية.
في البداية رحب الشريف بضيفي الكويت في بلدهما الثاني مؤكدا على عمق العلاقات التاريخية بين الكويت والإمارات خصوصاً في المجالات الفنية والثقافية المتشعبة والمتنوعة، ومنها علاقة النسب والأخوة المشتركة مع دولة الإمارات العربية المتحدة، منذ عهد المغفور له الشيخ زايد آل نهيان.
وعبّر الهدية عن سعادته بوجوده في معرض الكويت للكتاب، وعن حبه وتقديره للكويت، كي يستهل الامسية بقصيده عنوانها «كويت الأمجاد»، التي كتبها حباً وتقديراً للكويت في يوم الأمسية نفسها وهي قصيدة عامية قال فيها:
يالساكنة بالعز فوق المجريات
ومنورة هام الثراي بالامجاد
يا كويت ياللي ما تحدك سماوات
الجو جوك والهدف بايدك زناد
ثم ألقى الهدية قصيدة «أضاعوني»، والتي اتسمت بالكلمات الشعرية المتحركة في اتجاه العاطفة، وصفاً وتألما كي يقول:
جلفار يا جلفار إني مغرم
وهواك أتعب بالسهاد مناميا
تسع عجاف قد أكلن سنابلي
وسلبن من ناي الصدى ألحانيا
وفي قصيدة «أوتار المسرات» تنوعت الرؤى التي رصدها الشاعر بصدق وأمانة، عبر مفردات رغم بساطتها إلا أنها معبرة خير تعبير عما يجيش في نفسه:
دعي يسارك ركن الحب واتجهي
نحو اليمين إلى مقهى الحضارات
وقال الهدية في قصيدة «هذا سر مشكلتي»:
أطلقت في مدك المحظور أشرعتي
وجئت احبو على اشلاء امنيتي
بالإضافة إلى قصيدة فجر الغواية التي أنشدها الشاعر من خلال ما تتضمنه المشاعر من نبضات حسية ليقول:
والحب يا وطن الجمال بسحره
بين الجنون وله ينزاح
وقصيدة «اذهبي حيث تشائين»، تتمحور رؤيتها حول الاستسلام للحب رغم ما قد فيه من لوعة ليقول:
أعلني حربك ضدي واستعدي
ها أنا جردت سيفي للتصدي
وجاء دور المطيري التي قالت قبل أن تلقي قصائدها: «أنا هنا بين أهلي واخواتي، فالكويت لها مكانة كبيرة في قلوب كل الإماراتيين، من حيث الأخوة والمحبة»، ومن ثم ألقت قصائدها بين الشعر الفصيح والشعبي، والتي لاقت استحسان جمهور الأمسية.
وفي قصيدة «وحي الزجاج» قالت المطيري:
يقولن ليلى في العراق، وها أنا
بكل سماوات الهوى اتقلب
بينما في قصيدة «أجمل الشعر أبعده» تأملت الشاعرة الحياة في أنساقها الحسية، مستعينة في ذلك بلغة شعرية مرنة لتقول:
وشم يلوح على يدي وموعد
وقصيدة تدنو واخرى تبعد
وقرأت المطيري قصائد عامية تقول في واحدة منها:
لا سامح قلبي ولا قدرت الروح
تغير غيابك أو تدور لك اعذار
تعبت لكن شفت في يوم الجروح
تشعر بها الأحجار ويا لين الأحجار