ROUND UP

5 أسباب تؤشر إلى نجاح مورينيو

1 يناير 1970 11:31 م

هل يُعتبَر البرتغالي جوزيه مورينيو الرجل المناسب في المكان المناسب؟
سؤال فرض نفسه بعد تعيينه مدرباً لفريق توتنهام هوتسبير الإنكليزي لكرة القدم خلفاً للأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو بعد 6 أشهر على قيادة الفريق إلى نهائي دوري أبطال أوروبا.
بوكيتينو نجح في نقل توتنهام من نادٍ يسعى إلى المشاركة في «يوروبا ليغ» إلى نادٍ مشارك بصفة دوريّة في دوري أبطال أوروبا، في غضون خمس سنوات. لكن يبدو أن تململ عدد من اللاعبين، لأسباب مختلفة، انعكس سلباً على النتائج في الأشهر الأخيرة.
فقد ذاق الفريق مرارة الخسارة في 18 مباراة في مختلف المسابقات خلال العام 2019، ولم يحقق الفوز سوى في ثلاث من أصل 12 مباراة ضمن الدوري الممتاز، خلال الموسم الراهن، الأمر الذي وضع الـ«سبيرز» في المركز الرابع عشر على سلم الترتيب.
حظي بوكيتينو بشعبية هائلة في توتنهام، على نقيض مورينيو المكروه بين جماهير «النادي الأبيض»، على خلفية قيادته الخصم اللندني اللدود تشلسي في مناسبتين، فضلاً عن مانشستر يونايتد.
وخير دليل على ذلك ما قاله مشجع غاضب لتوتنهام بعد تعيين مورينيو: «آمل أن يذهب بوكيتينو إلى أرسنال ويفوز بالدوري».
وتعتبر الكراهية بين توتنهام وأرسنال الأكبر في العاصمة لندن، لا بل على مستوى الجزيرة البريطانية ككل.
وفي ضوء هذا الواقع «الصعب»، يُنتظر من «مو» أن يعمل على كسب قلوب مشجعي الـ«سبيرز» الذين يملكون خمسة أسباب للتفاؤل بعد وصول المدرب البرتغالي:


1
عقلية الفوز

قد تحبه أو تكرهه، إلا أنّ مورينيو (56 عاما) يبقى إنساناً وُلد بعقلية الفوز. في مسيرته المهنية كمدرب، حصد 25 لقباً، 11 منها في إنكلترا.
صحيح أن كرة القدم ليس عادلة، بمعنى أن الفرق التي تقدم أداء ساحراً و«لطيفاً» لا تفوز دائماً. في المقابل، قد تقدم فرق أخرى مردوداً غير جاذب وتحقق الانتصار. خذ مثالاً على ذلك إنتر ميلان الإيطالي في عهد مورينيو نفسه.
فقد حقق «نيراتزوري» الثلاثية التاريخية (الدوري والكأس المحليين ودوري أبطال أوروبا) في الموسم 2009-2010 مع المدرب البرتغالي، لكن حتى مشجعي الفريق الأكثر تعصّباً أجمعوا على أن الانتصارات جاءت بالعقلية وليس بالأداء.
وخير دليل على ذلك التأهل إلى نهائي «تشامبيونز ليغ» من ملعب «كامب نو» خلال «العصر الذهبي» لبرشلونة الإسباني، حيث أجمع الخبراء على أنّ مورينيو قدم مباراة تكتيكية من المستوى الرفيع، على الرغم من عدم بريقها.
لعب إنتر في تلك المباراة منقوصاً لاعباً لأكثر من ساعة، وبلغ استحواذه 24 في المئة فقط، لكن الفريق عرف كيف يبلغ النهائي، في نهاية المطاف.
ربما يخشى مشجعو توتنهام من «كرة القدم المتحفظة» التي ينتهجها مورينيو، بيد أن الابتعاد عن الألقاب لمدة بلغت 11 عاماً، تضعهم في موقع يضطرون فيه للقبول بأي شيء مقابل العودة إلى منصات التتويج.
هناك «فن» لتقديم أداء عادي وتحقيق الفوز. وهنا تلعب الثقة والمرونة دورهما، وهو ما يجيده البرتغالي.

2
فطنة الانتقالات

في صيف العام 2017، أصبح مورينيو أول مدرب ينفق أكثر من مليار جنيه إسترليني في سوق الانتقالات، في إشارة واضحة إلى ميله الدائم للتعزيز وإلى ثقة إدارات الأندية التي تعاقب على قيادة فرقها، فيه.
سِجل مورينيو في سوق الانتقالات كان جيداً جداً على مر السنين رغم بعض النكسات، والانفاق هو ما يحتاج إليه توتنهام.
صفقات شملت الهولندي ويسلي شنايدر، الكاميروني صامويل إيتو، الأرجنتيني دييغو ميليتو، أثبتت صوابية اختياراته عندما كان في «جيوسيبي مياتزا»، وتكرر ذلك مع السويدي زلاتان ابراهيموفيتش في مانشستر يونايتد، من دون أن ننسى صفقات اشلي كول، العاجي ديدييه دروغبا، والإسباني دييغو كوستا في تشلسي.
صحيح أن بوكيتينو أنفق بعض الأموال في فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة، إلا أن هناك حاجة للقيام بالمزيد.
على توتنهام أن يحذو حذو ليفربول. فبعد خسارة الـ«ريدز» لنهائي دوري ابطال أوروبا في 2018، حطم النادي الشمالي الرقم القياسي لأغلى حارس في التاريخ بعد ضمه البرازيلي أليسون بيكر، بعد ستة أشهر من ضم المدافع الأغلى الهولندي فيرجيل فان دايك.
حصل توتنهام على الفرنسي تانغي ندوبيلي في خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح، لكنه بات قادراً، اليوم، على اختيار الأفضل على يد مورينيو، خصوصاً أن من شأن تواجد البرتغالي أن يجذب نجوم الصف الأول إلى النادي اللندني.

3
 براعة تكتيكية

بعدما فرط توتنهام بلقب الدوري الممتاز في 2016، قام بوكيتينو بتعديلات شملت أدوار اللاعبين. فقد طلب من ديلي آلي أن يقترب من هاري كين، مقابل منح المزيد من المساحة في الخلف للدنماركي كريستيان إريكسن.
ومن خلال اللعب بثلاثة مدافعين، أعطي داني روز وكايل والكر الحرية للتقدم إلى الأمام، وهو الأمر الذي أفرز نتائج إيجابية. لكن بعد عامين، بدا وكأنّ الأفكار قد جفّت.
في المباراة أمام برايتون، في أكتوبر الماضي، حاول بوكيتينو ان يلعب بثلاثة مدافعين بعدما «صفعه» بايرن ميونيخ الالماني 7-2 في دوري أبطال أوروبا، عندما اعتمد أربعة لاعبين في خط الظهر، لكن الاسكتلندي الشاب ارون كونولي (19 عاما) خذله، فتعرض الفريق لنكسة جديدة.
مورينيو يفضل اللعب وفق توزيعة 4-2-3-1 وذلك منذ أيامه في تشلسي. ومع ذلك، كان يتحول الى 4-3-3 عندما كان الـ«بلوز» يستحوذ على الكرة ومن ثم إلى 4-5-1 عند خسارة الحيازة.
في ريال مدريد، تنقل أسلوبه بين 4-3-3 و4-2-3-1. وفي الموسم 2011-2012، توج مع «الملكي» بلقب الدوري المحلي، وقدم الفريق على يده أداءً غلبت عليه الهجمات المرتدة القاتلة التي اعتبرت «الأفضل» في العصر الحديث.
حِرصُ مورينيو على التفاصيل والمرونة التكتيكية التي يتمتع بها قد يكونان بالتحديد ما يحتاج إليه توتنهام، إذا ما أراد أن يذهب بعيداً في دوري أبطال أوروبا مجدداً ويقترب أكثر من تحقيق الألقاب.

4
صرامة في القيادة

الرغبة في الفوز مهما كلّف الأمر قد تأتي أحياناً باهظة الثمن على المستوى الشخصي، مع وقوع العديد من اللاعبين ضحايا لنهج مورينيو.
فقد اصطدم المدرب البرتغالي، على سبيل المثال لا الحصر، بالحارس الإسباني إيكر كاسياس والفرنسي بول بوغبا، وغيرهما. لكن هذه الرغبة في الفوز والقدرة على قياده اللاعبين، تجعلاه واحداً من أفضل المدربين والأكثر قدرة على استخراج الأفضل من أي لاعب.
وخير مثال على ذلك إيتو الذي وافق على تغيير مركزه واللعب في الجناح الايسر، خلال الموسم 2009-2010.
وقال زميله في إنتر في تلك الحقبة، سنايدر: «إيتو لعب كجناح أيسر مع مورينيو. بعد رحيل البرتغالي، جاء مدرب آخر (الإسباني رافايل بينيتيز)، وقد طلب من إيتو اللعب كجناح أيسر، إلا أن إيتو قال له: لا، أنا فقط أقوم بذلك من أجل مورينيو».
وعندما كان يعمل كمحلل في «سكاي سبورتس»، أبان عن عقلية فريدة، قبيل انطلاق المباراة بين مانشستر يونايتد وتشلسي، حين قال: «في الدوري الممتاز، من الواضح انه يجب على غرفة خلع الملابس (يقصد اللاعبين) ان تشعر بأنها قادرة على الفوز باللقب. يجب ان يشعر اللاعبون بذلك. إذا لم يفعلوا، سيكونون في ورطة. يجب ان يشعروا به».
وبالنسبة إلى توتنهام، ومن أجل تجاوز «العقدة النفسية الأخيرة» والفوز بالألقاب، فإن عقلية نخبوية كتلك التي يتمتع بها مورينيو ستكون حاسمة لغرس الرغبة في نفوس لاعبي الفريق.

5
دافع الانتقام

لا شك في أن سلوك مورينيو دفع بالبعض الى أن يحبه، والآخر إلى احتقاره. وربما يعود السبب في ذلك الى سلوكه الغريب، وربما الطفولي في بعض الأحيان.
نتذكر ركعته الشهيرة في «اولد ترافورد» العام 2004، واحتفالاته المجنونة في «كامب نو» العام 2010، والإيماءات ضد يوفنتوس الإيطالي في 2018، وغيرها الكثير.
لذا، عندما تأتي الفرصة للانتقام، فمن الأفضل أن تثق بأن مورينيو سيستغلها.
وعلى الرغم من الفترتين اللتين قضاهما في تشلسي، فقد استفز مورينيو جماهير «ستامفورد بريدج» بعدما أطلقوا صافرات الاستهجان في وجهه، خلال العام الماضي، عندما عاد إلى الساحة كمدرب لـ«يونايتد».
وبات بإمكان توتنهام أن يستفيد من «رغبة الانتقام» الكامنة في مورينيو، لتحفيز اللاعبين. بالأرقام، يبدو سجل بوكيتينو ضد ما يسمي «الستة الكبار»، خجولاً جداً. ففي 15 مباراة ضد ليفربول خاضها كمدرب لتوتنهام وساوثمبتون، حقق الفوز ثلاث مرات فقط. وفي 16 مباراة ضد مانشستر سيتي، فاز في خمس، مقابل ستة انتصارات في 17 مباراة أمام تشلسي. هذه الأرقام لا تؤهل أحداً للفوز بلقب الدوري الممتاز، بيد أن جلب رجل يائس للفوز على تشلسي و«يونايتد» قد ينقل توتنهام، الذي ارتبط بعقد مع مورينيو حتى 2023، الى حيث يتمكن من القضاء على مُركّب النقص الذي يعاني منه أمام «الكبار».
توتنهام يسافر إلى «اولد ترافورد» في 4 ديسمبر المقبل، قبل خوض «دربي لندن» أمام تشلسي في 22 منه.
البداية ستكون مثالية لمورينيو مع توتنهام في حال نجح في تحقيق الفوز على ناديين سبق له أن قادهما.