أحمد الخطيب:
الانتهاء من تشييد البنية التحتية بشكل كامل
توقعات بزيارة 25 مليون شخص من جميع أنحاء العالم
3 مناطق رئيسية... وساحة الوصل قلب الحدث
تحتفل إمارة دبي بالعد التنازلي للانطلاق المرتقب لمعرض «إكسبو 2020 دبي»، تحت شعار «تواصل العقول وصنع المستقبل»، والذي يتوقع أن تقدم فيه الإمارة استضافة استثنائية مبهرة بأفكارها وفعالياتها وحجم المعرض.
ويقدّر القائمون على المعرض بأن يحظى هذا الحدث العالمي الذي سينطلق في أكتوبر 2020، ويمتد إلى شهر أبريل 2021، بزيارة 25 مليون شخص من مختلف دول العالم وبمشاركة 192 بلداً، وأن يشهد العديد من الابتكارات المثيرة والجديدة من قبل المشاركين.
وتستمر في الوقت الراهن الاستعدادات على قدم وساق من قبل المنظّمين، الذين يسابقون الزمن لتهيئة جميع المتطلبات لإنجاح الاستضافة العربية الأولى لهذا الحدث العالمي البارز، مع وصول الأعمال الإنشائية إلى مراحل متقدمة.
وتلبية لدعوة من قبل القائمين على المشروع، حظيت «الراي» بزيارة إلى إمارة دبي، قدّم فيها المسؤولون عن المعرض شرحاً وافياً حول «إكسبو 2020 دبي»، علاوة على توضيح كيفية التنسيق لإجراء التغطية الإعلامية في هذا المعرض الضخم.
وسيوفر القائمون على المعرض تسهيلات وخدمات مميزة للإعلاميين، ومنها ربطهم بنظام المعلومات الإعلامية «تواصل»، ليزودهم أولاً فأول بكل المعلومات المطلوبة للتغطية، علاوة على نشر التصاريح الصحفية والمقابلات والأخبار.
كما سيتم توفير مركز خاص للإعلاميين يتكون من 9 طوابق في قلب المعرض، على أن يشمل جميع المتطلبات التي تحتاجها وسائل الإعلام.
وخلال رحلة إلى موقع «إكسبو 2020 دبي»، اطلعت «الراي» على سير عمليات البناء في المعرض، والذي تم تشييد منشآته على مساحة 4.38 كلم مربع في جنوب دبي بجوار مطار آل مكتوم الدولي.
وفي نظرة على سير العمليات الإنشائية، تظهر ملامح المناطق والمباني التي تشكل تضاريس الموقع، والتي تمضي وفق الجدول الزمني الذي خصص لها.
وسيضم مخطط «إكسبو 2020 دبي» 3 مناطق رئيسية تعكس مواضيعه الفرعية التي تشمل الفرص والتنقل والاستدامة، على أن تكون ساحة الوصل قلب الحدث النابض، والصلة التي تربط مناطق المواضيع وكل مكوناتها، وتغطيها قبة عملاقة ستكون شاشة عرض غامرة تنقل للمشاهدين أروع العروض وفعاليات الترفيه والتثقيف.
وفي لقاء خاص مع الوفد الإعلامي الكويتي إلى دبي، أوضح الرئيس التنفيذي للتطوير والتسليم العقاري في «إكسبو 2020 دبي»، أحمد الخطيب، أن المعرض العالمي في نسخته الجديدة في دبي سيكون استثنائياً، مع اشتماله على مدينة متكاملة صممت بشكل مميز، مع تضمنه الكثير من الفعاليات المبهرة، مبيناً أن المعرض سيشهد للمرة الأولى وضع مبانٍ خاصة لكل دولة.
ولفت الخطيب إلى أن المشروع ينقسم إلى 33 منطقة، يمثل مدينة متكاملة، مبيناً أن جزءاً منها ستكون مخصصة للدول التي تريد بناء أجنحتها بنفسها وهي تشمل أكثر من 80 قطعة أرض، مشيراً إلى أن الجهة المنظمة للمعرض قامت بدورها في إرساء البنية التحتية اللازمة من الكهرباء والماء وغيرها، والتي تم الانتهاء منها بالكامل، وموضحاً أن تنفيذ بقية المشاريع سيتم من قبل القائمين على المعرض.
وأوضح الخطيب أن الأعمال الإنشائية التي بدأت في 2017، أُنجزت ببناء مناطق المفاهيم الفرعية التي تمثل المناطق الرئيسية، كما تم الانتهاء من أكبر الأجزاء التي يتكوّن منها بشكل كامل، مبيناً أنه في الوقت الراهن يتم القيام بأعمال الديكورات الداخلية والتي ستستمر حتى شهر يوليو 2020 بالتعاون مع الدول المشاركة.
وأكد أن تصميم المعرض تم ليتلاءم مع تجربة الزائر، التي حرصت على توفير الراحة له على مستوى المشي ووجود الظلال والمزروعات المختلفة.
ولفت الخطيب إلى أن مناطق الدول تقسم إلى 3 أجزاء، تشمل تلك المناطق التي يتم منحها من قبل «إكسبو» لبعض الدول التي لا تستطيع البناء، بالإضافة إلى المناطق المعروضة للإيجار، لا سيما بالنسبة للدول التي تقرر في آخر اللحظات المشاركة في الفعاليات، علاوة على المناطق التي خصصت للدول وتعمل على بنائها.
وأوضح الخطيب أن الأماكن الرئيسية في المعرض صممت وفقاً للمفاهيم الثلاثة الرئيسية، التي تشمل الفرص والتنقل والاستدامة، مرتبطة في الوسط بساحة الوصل، التي ستكون مكاناً للفعاليات الرئيسية، والتي ستستضيف حفل الافتتاح والختام والمناسبات الرئيسية.
وبيّن أن الوصل صممت بشكل إبداعي على شكل قبة حديدية، يتخللها قطع من المجوهرات التي تم وضعها بشكل دقيق باستخدام آخر مستجدات التكنولوجيا، موضحاً أن المعرض سيعزز من مفهوم الاستدامة عبر الاستفادة من استخدام الطاقة البديلة للمنطقة الخاصة بالاستدامة، كالاكتفاء الذاتي من الكهرباء واستخراج الماء من خلال الرطوبة.
الاستماع للتحديات
من جهة أخرى، كشف الخطيب أن الجهة المنظمة بذلت جهوداً مميزة للإعداد للمعرض منذ فترة طويلة، إذ حرصت في عام 2011 على الذهاب إلى مدينة شنغهاي الصينية حيث تم تنظيم «إكسبو 2010»، واستمعت للتحديات التي واجهها المنظمون هناك، كما استفادت من تجربتهم لا سيما في ما يخص كيفية استغلال المناطق التي قد لا يتم شغلها من قبل الدول.
وأشار إلى أن الجهة المنظمة حرصت أيضاً على زيارة مدينة ميلان الإيطالية التي أقيم فيها آخر معرض «إكسبو»، واستمعت للمنظمين والدول المشاركة للتعرف على أهم التحديات والأمور التي يفضلونها.
من ناحية أخرى، أشار الخطيب إلى أن «إكسبو 2020 دبي»، قام بتسهيل الإجراءات على جميع الدول لا سيما في طريقة البناء، كما تم تشييد منصة تواصل موحدة مع الدول المشاركة لخدمتها في ما يتعلق بالأمور الخدمية والانشائية، علاوة على إصدار تأشيرات السفر والسجل التجاري.
أثر اقتصادي
تعقد دبي الكثير من الآمال على هذا الحدث العالمي الضخم في انعكاساته الإيجابية على اقتصادها المحلي، إذ انه ووفقاً لتقرير سابق نشرته شركة «إرنست ويونغ»، يتوقع بلوغ إجمالي القيمة المضافة (GVA) للاقتصاد الإماراتي نتيجة استضافة الحدث نحو 33.4 مليار دولار من 2013 حتى 2031، كما رجّحت أن يوفر هذا الحدث نحو 905 آلاف وظيفة بدوام كامل في البلاد خلال الفترة المذكورة.