يجمع الكثيرون على وجود استياء كبير بين المواطنين من أداء مجلس الأمة، ويعتبرون أن المجلس الحالي لم يقدم شيئاً لمصلحة المواطن، سواء من خلال إصدار قوانين تصب في مصلحتهم تخص التعليم والصحة والإسكان، فضلاً عن البطالة بين الشباب وغير ذلك، مؤكدين أن القضايا التي يطالب بها المواطن وتهمه كثيراً لم يلمس حلولاً حقيقية لها على أرض الواقع.
ووصف مواطنون الأداء البرلماني الحالي بالضعيف، وأنه لم يرقَ لتطلعات المواطن الكويتي.
وطالب الكثيرون أيضاً بضرورة إعادة النظر في آلية الأداء البرلماني الحالي لأعضاء مجلس الأمة، والذي يتصف بفردية الأداء مما أدى إلى مزيد من الضعف.
ولفتوا إلى أن من أكبر المشاكل التي يواجهها النواب، هي التراكمات في مختلف القضايا حيث أنه منذ العام 1981 لم يقم أي مشروع حيوي على الرغم من زيادة عدد السكان وحاجاتهم ومصالحهم.
«الراي» استطلعت آراء عدد من المواطنين تجاه أداء مجلس الأمة، فشددوا على ضرورة قيام أعضاء المجلس بدورهم الرقابي والتشريعي، «بعيداً عن الطائفية والقبلية، ووضع مصلحة المواطن فوق أي اعتبار، وذلك بتعزيز دورهم عبر التشريعات والقوانين وحل القضايا التي يعاني منها المجتمع، دون تلكؤ أو تهرب من تمرير التشريعات الحيوية التي تسهم في رفع المعاناة عن المواطن».
وقال وليد الشمري، إن مجلس الأمة يعد في دول العالم عصب الحياة السياسية لما له من دور كبير في حياة المواطن، مشدداً على ضرورة نظر النواب إلى مصلحة الكويت فقط بعيداً عن التكسب السياسي
من جهته، قال أحمد كرم إن أداء المجلس الحالي بصفة عامة لا يرتقي إلى طموح المواطنين، وهذا يدل على تقاعس النواب الذين لا يهمهم سوى مصلحتهم الشخصية أو مصلحة القبيلة، عبر إنجاز المعاملات الخاصة بهم من الحكومة.
وتساءل كرم عن دور اللجنة التعليمية في مجلس الأمة، فيما مستوى التعليم متدنٍ، لعدم وجود برامج وخطط واضحة توضع موضع التنفيذ، من أجل الارتقاء بالطالب والمنهج والمدرس والمدرسة.
ورأى دليم العجمي أن نواب المجلس الحالي تركوا القضايا التي تعاني منها المرأة بشكل خاص والمواطن (كتجنيس أبناء الكويتيات والمتزوجة من غير كويتي وقروض المواطنين وتدني مستوى الخدمات الصحية) واهتموا بقضايا جانبية لدغدغة مشاعر المواطنين كقضية الوافدين.
وشدد على ضرورة أن يعمل النواب على تكثيف العمل من خلال انجاز القضايا التي تهم المرأة الكويتية.
من جانب آخر، تساءل نواف الحربي عن عدم تقديم المجلس تقريره في قضية الأمطار رغم دخول الشتاء، ورأى أن الإجابة ببساطة أن بعض النواب لديهم مصالح.
من جانبها، أكدت خالدة المنديل أن كثرة الاستجوابات والتهديد بها هي محاولة من بعض النواب لاستعادة ثقة الناخبين مرة أخرى، مع قرب انتهاء أعمال المجلس والاستعداد للانتخابات المقبلة.
أما المستشار عبدالعزيز الظفيري فأشار إلى أن من أبرز قضايا المواطنين، المشكلة الإسكانية وارتفاع الأسعار بشكل لا يتناسب مع الرواتب، التي يحصل عليها موظفو الدولة ولا تتوافق مع حالة الغلاء المعيشي.
وشدد الظفيري على ضرورة أن يقوم المواطن بحسن اختيار من يمثله في الانتخابات التشريعية المقبلة، بعيداً عن نواب المصالح وغيرهم ممن لا يهتمون إلا بمصالحهم الشخصية.