لقاء / اقترح أن يشكل اتحاد كرة القدم لجنة خبراء لإدارة المنتخب بنظام متكامل... إن كان الهدف بلوغ «المونديال»

المعيوف: هل استفدنا من اليوسف في ما مضى ... لنعود ونستفيد منه اليوم؟

1 يناير 1970 01:51 م
  • دعوة إلى معاملة لاعبي «الأزرق» كمحترفين

    فرصتنا في التصفيات قائمة ... إنما سوء الإدارة لا يبعث على التفاؤل

    التراجع سببه تراكمي  ولا ينحصر في الإيقاف... والحل يكمن في الخصخصة الصحيحة

    شركات كرة القدم كلها  وهمية وصورية... ولمجرد إرضاء الاتحاد الآسيوي

اقترح عضو مجلس الأمة السابق، نجم منتخب الكويت وفريق كاظمة لكرة القدم في «العصر الذهبي» عبدالله المعيوف، ان يُعامل لاعبو «الأزرق» كمحترفين من قبل اتحاد اللعبة، اذا كان الهدف الذي يجتمع عليه الجميع متمثلاً في بلوغ المنتخب للمرحلة النهائية من التصفيات المشتركة لكأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023.
وأشار إلى أنه يمكن للاتحاد ان يشكل لجنة خبراء لتدير شؤون المنتخب بنظام احترافي كامل الجوانب، اذا لم يكن بالامكان ان يتحول الاتحاد نفسه او الاندية الى هيئات محترفة.
وقال المعيوف في لقاء خاص مع «الراي» ان مشكلة الكرة الكويتية تكمن في سوء الادارة، واصفاً تشكيل مجلس ادارة الاتحاد بأنه عبارة عن «صفقات رياضية».
واكد ان الفرصة لا تزال سانحة امام «الأزرق» لبلوغ المرحلة النهائية للتصفيات، الا ان سوء الادارة لا يبعث على التفاؤل، مشددا على ان ابعاد الاتحاد للمدرب الكرواتي روميو يوزاك هو خطأ كبير لا يبشر بإيجابيات، لمجرد ان المذكور ابعد لاعبا ما ورضخ لردات فعل جماهير في وسائل التواصل الاجتماعي.
وأبدى المعيوف ثقته في عدد من لاعبي «العصر الذهبي» لتولي دفة الاتحاد، معتبرا ان تراجع اداء ونتائج الفرق المحلية في الاستحقاقات الخارجية سببه تراكمي ولا يتمثل في الايقاف، عطفاً على امور واضحة أخرى مثل سوء مستوى الدوري والمحترفين والحكام وغياب الجماهير وضعف الاعلام الرياضي.
واشار الى ان الحل يكمن في خصخصة الاندية بشكل واقعي، بعيدا عن أوجه ترقيعية اخرى مثل الشركات الوهمية والصورية، مبدياً عتبه على الحكومة لابعادها رجالات أسسوا الرياضة، وفي مقدمهم ابناء «العصر الذهبي» الذين لم ينالوا حقهم في التكريم كما هو معمول به في الخارج.
• هل تعتبر ان منتخب الكويت في حال يطمئن الشارع، خلال مشواره في التصفيات المشتركة لكأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023؟
- في البداية، أود أن ألفت الى اننا نملك لاعبين اصحاب خامات جيدة ولدينا مواهب في المراحل السنية كافة، الا ان مشكلتنا المزمنة وعقب الغزو، تكمن في الادارة، اذ انه وبعد كل فشل، يطل علينا الشيخ احمد اليوسف، ليعود هذه المرة ويشغل منصب رئيس الاتحاد.
ونسأل هنا: هل استفدنا من خبرة اليوسف في ما مضى، لنعود ونستفيد منها اليوم؟ حتى تشكيل مجلس ادارة الاتحاد اصبح عبارة عن صفقات، دون النظر الى عوامل مثل الكفاءة والخبرة، الا في ما ندر. هناك بعض الاعضاء يملكون خبرة الادارة وليس النفس الرياضي الحقيقي.
نحن كمجتمع رياضي، ظلمنا «الأزرق» ونساهم في وأد البطولات وتدميرها عبر حرمان الكفاءات الحقيقية من ان تتبوأ مناصب تستحقها. مشكلتنا ادارية اكثر منها فنية، لأن الادارة هي من يخطط ويختار المدرب والمدير، وبالتالي إذا لم نمتلك ادارة جيدة، هل تتوقعون ان يكون لدينا منتخب جيد؟ إدارتنا سيئة وينطبق عليها المثل القائل: فاقد الشيء لا يعطيه، وهي قطعا لن تنجح في ايجاد اختيارات صائبة لمن يقود الدفة الفنية والادارية، وهذا ما يضع اللاعبين في مواقف نفسية صعبة، بدل بث الحماس والتشجيع في نفوسهم.
في ظل هذه المعطيات، هل تتوقعون ان يكون «الأزرق» في حال جيدة في التصفيات؟ بالتأكيد لا، حتى ان مجرد التفكير في التأهل الى كأس العالم، يتطلب ان يُعامل اللاعبون كمحترفين على الاقل.
• لكن كيف ينبغي التعامل مع اللاعبين ونحن نفتقد الى الاحتراف فعلياً وبمقوماته كافة؟
- اذا كان الاحتراف غائباً وتحويل الاندية الى مؤسسات محترفة صعباً، يمكن ببساطة لاتحاد كرة القدم، وهو هيئة منفصلة، ان يتحول الى جهة محترفة او ان يضع، على الاقل، نظاما احترافيا يطبقه على لاعبي المنتخبات خلال تواجدهم تحت اشرافه. وايجاد هكذا نمط ليس صعبا بوجود شخصيات رياضية تقود الدفة السياسية والادارية مثل رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم ورئيس واعضاء لجنة الشباب البرلمانية والدكتور حمود فليطح والدكتور صقر الملا وعلي مروي وغيرهم.
ليس صعبا على الاتحاد ان يضع هكذا نظام على الاقل ويكافئ اللاعب بحسب ادائه.
• اذا كان مجلس ادارة الاتحاد لا يملك كفاءات قادرة على العطاء بحسب قولك، كيف يمكنه ان يدير منتخبا محترفا؟
- الامر بسيط، يمكن للاتحاد ان يعهد ادارة المنتخب المحترف الى لجنة ادارية محترفة من خيرة الخبراء والاداريين المحليين او الاجانب. يمكن للجنة ان تضع شروطا وضوابط ولوائح صارمة تنظم عمل المنتخب ولاعبيه من ناحية الرواتب والمكافآت والمأكل والنظام والسلوك وانظمة التدريب والثواب والعقاب وغيرها.
• ألا يمكن ان يتعارض هذا الامر مع الاندية المالكة الاساسية للاعبين والتي قد تجد نفسها في مواجهة مع الاتحاد الذي سيصبح شريكا لها في الملكية ويستحوذ على اللاعبين لفترات زمنية غير قصيرة؟
- طالما ان الاندية غير قادرة ولا تملك مقومات الاحتراف طوال السنة، يتوجب عليها ان ترجّح المصلحة العامة للكويت وللمنتخب وللاعبين، وهي في النهاية ستكون مستفيدة من استحداث هكذا نظام لان اللاعب سيعود اليها جاهزا ومنضبطا، خصوصا الأندية الكبرى التي تتمتع بثقل في المنتخب مثل الكويت والقادسية.
على الاتحاد ان يقتدي بنظيره السعودي الذي اتفق مع رابطة الاندية الإسبانية على ارسال لاعبين ليمضوا فترة معايشة مع أنديتها، تحت اشراف مدرب المنتخب.
• هل تعتقد ان الفرصة ما زالت سانحة امام «الأزرق» لبلوغ الدور الحاسم من التصفيات؟
- نعم، لكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا: هل التصرفات الادارية للاتحاد ستصب في هذا المنحى وهل عوامل النجاح وهي الادارة والجماهير والاعلام يمكن ايضا ان تحقق ذلك؟ ما نراه حاليا لا يبعث على التفاؤل، اذ ابتلينا بالثقافة المبنية على ارضاء اللاعبين، ومن الخطأ الاعتقاد بأن تقديم مكافأة للاعب بعد المباراة، امر جيد، خصوصا اذا فاز المنتخب. من الممكن ان يفوز، نعم، انما المستوى قد يكون سيئا وهنا المصيبة. الثواب يجب ان يكون بحسب العطاء.
ونسأل: ماذا فعل الاتحاد خلال التصفيات؟ أبعد المدرب الكرواتي روميو يوزاك وهذا خطأ كبير لا يمكن ان يبشر بإيجابيات. اذ كيف يُقال مدرب صاحب كفاءة لمجرد انه لم يشرك لاعبا ما امام أستراليا التي اعتادت ان تتأهل دورياً الى كأس العالم؟ هل هذا مقياس للتصرف من اتحاد خلال تصفيات مهمة؟ وهل ان الاقالة تتم قياسا على ردات فعل جماهير في وسائل التواصل الاجتماعي؟
• من هو الأقدر برأيك على إدارة دفة الاتحاد في حال رحيل المجلس الحالي؟
- بعيداً عما ابتلينا به من اندية تبحث عن مناصب ومكاسب ادارية عبر صناديق الاقتراع، هناك مجموعة كبيرة من خيرة لاعبي «العصر الذهبي» من اصحاب الكفاءة الادارية ومنهم سعد الحوطي والدكتور حمود فليطح الذي يجب الا يحرمه منصب المدير العام للهيئة العامة للرياضة من ادارة الاتحاد ايضا. هناك جاسم يعقوب وحسين محمد وابراهيم الدريهم وبشار عبدالله وجاسم الهويدي وعبدالعزيز العنبري، وجميعهم من اصحاب الفكر ويتفهمون متطلبات الكرة الحديثة.
• هل تعتبر أن تراجع مستوى الكرة المحلية على صعيد المنتخبات والاندية، سببه تراكمي أم يعود إلى الايقاف؟
- الايقاف لم يؤثر في مستوى الدوري المحلي الذي يعد الأسوأ خليجيا منذ سنوات. كذلك، ما علاقة الايقاف بالاداء التحكيمي السيئ وضعف مستوى المحترفين والحضور الجماهيري الشحيح والركود الاعلامي؟
اصبح الايقاف بمثابة شماعة او «مسمار جحا» لمن يقود الدفة الرياضية الآن وسابقاً. نجحت الصراعات في نخر الرياضة من قبل، وهي مستمرة، حيث ان تغير الوجوه لم يبدل شيئا، وهذا الامر لا ينطبق على الرياضة فحسب، بل يشمل قطاعات البلاد. للاسف أننا نعاني من الشللية، حتى الرياضة غزتها الحسابات السياسية والتعيينات التي تصب في هذا المنحى.
• ما هو الحل في رأيك؟
- عندما كنت رئيسا للجنة الشباب البرلمانية، وجدنا في مجلس الأمة ان الامور لا يمكن ان تحل الا عبر الخصخصة، وليس بمجرد انشاء شركة كرة قدم. خطوة الشركة لا يمكن ان تغير شيئا وستكون شكلية ومجرد حل وهمي وصوري امام الاتحاد الآسيوي، لانه لن يكون هناك نشاط حقيقي او توزيع ارباح.
لا نريد ان نضحك على انفسنا او نقلد الغير في هذه الخطوة، لمجرد المشاركة قاريا. الحل الفعلي يكمن في ان يملك التاجر او الشركة هذا الفريق او ذاك او حتى النادي، كما يحصل في مصر، وهو ما ادى الى تراجع سطوة الأهلي والزمالك نسبياً.
لنبدأ التجربة بـ4 او 5 اندية، وهنا يتوجب على الحكومة ان تدعم الخطوة بشكل صحيح، وعلى اساس نظام احترافي وملاعب واعلانات ومداخيل. حتى اليوم، لا يوجد لدينا قانون استثمار فعلي، ما يحرم الاندية من مدخول تعتمد فيه على نفسها، في حين ان القليل منها يحظى بذلك.
• باعتبارك احد اركان «العصر الذهبي»، ما هو الفارق بين تلك الفترة وما نشهده حاليا؟
- امور عديدة، اهمها ان سداسي «اللاعب، الاداري، المشرف، الحكم، الجماهير، الاعلام» كان يسعى مجتمعا وفي الالعاب كافة لتحقيق مصلحة الكويت. الصراع لم يكن على الكرسي، بل في وجهات النظر والانجازات. الآن، الصراعات تكمن في العمل على تجيير الانتصار لاشخاص.
• من منطلق السؤال السابق، هل اختلفت نوعية اللاعب المحلي عما كان عليه الحال في عصركم؟
- بالطبع، في ما مضى، كانت المدارس والحارات ومراكز الشباب تخرّج اعتى اللاعبين الذين يعملون على صقل وتطوير انفسهم، لانهم كانوا آنذاك يملكون الحافز الداخلي للبروز. حالياً وفي عهد الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وقلة النجوم، اصبح اللاعبون دون حافز ويصلون الى المنتخبات او الفرق الاولى من دون مجهود.
يمكن ان نلخص هذا الاختلاف والتراجع الحالي في 3 امور، اولها غياب الطموح، ثانيها غياب التحدي، اذ ان «الجيل الذهبي» عمل على تخطي تحدي عدم الفوز على إيران والعراق وأستراليا ونيوزيلندا وهزمها على ارضها. اما الآن، فاللاعبون محتارون بين الهواية والاحتراف. صحيح اننا كنا هواة وليست لدينا عقود ونعتمد على رواتب اعمالنا او مكافآت بسيطة من انديتنا، انما كنا نمتلك الطموح وهو ما يفتقده الجيل الحالي الذي يخيل لنا وكأن افراده خرجوا من المباراة فائزين رغم انهم خسروها. اما ثالث الامور، فهو غياب الروح والالقاب، اذ لا يوجد من بإمكانه زرع الحماس في نفوس اللاعبين، ونعني هنا الاداري.
في زمننا الحالي، الكل يريد ان يكسب ود اللاعبين لمجرد ان يشكره هؤلاء ويشيدون بفضله ودعمه. تعبنا من هذه النماذج السيئة من اللاعبين والاداريين.
• الا تعتقد أنه يمكننا أن نشهد «منتخباً ذهبياً» آخر في المستقبل؟
- لا اعتقد ذلك في ظل الوضع الحالي وتشكيلات المؤسسات الرياضية ومنها اللجنة الأولمبية التي كنا نأمل في الا تقتصر على الشباب بل ان تُطعم بعامل الخبرة وتضم صفوة من وجوه البلاد الرياضية كما هو الحال في بلدان اخرى، ونعني هنا لاعبي «العصر الذهبي» والاجيال التي تلتهم. ما معنى مثلا ان يتم اختيار لاعب حالي في تشكيلة مجلس ادارة اللجنة الأولمبية؟ كيف له ان يخطط لنفسه ولغيره وهو ما زال يخوض المنافسات؟
• من هو اللاعب الذي يلفت نظرك في صفوف «الأزرق» حالياً؟
- لاعب القادسية فهد الأنصاري الذي ارى انه عنصر مميز صقل نفسه بنفسه وخاض تجربة احترافية في الخارج.
• هل من كلمة أخيرة؟
- نعم وأوجهها الى الحكومة ممثلة في الهيئة العامة للرياضة واللجنة الأولمبية، وهي ان تولي الاهتمام وتمنح التقدير لمجموعة اجيال من الرياضيين الذين ادوا دورهم في المراحل والعصور كافة، واسسوا الرياضة، اعتبارا من جيل مرزوق سعيد ومحمد الخطيب وعبدالرحمن الدولة وراشد مبارك الى جيل حمد بوحمد وحسين محمد الى «العصر الذهبي». لماذا يتم ابعاد هؤلاء عن التقدير؟ مقاعد منتخب «العصر الذهبي» في استاد جابر التي أُزيلت بعد فترة، هي افضل مثال على ما قلت.
بصراحة، هذه قلة وفاء وتقدير، واقول لمجلس ادارة «الهيئة» والعاملين فيها انها مسؤوليتهم بالدرجة الاولى في ايجاد هكذا تقدير لقضية انسانية تجاه من اسس الرياضة قد تكون فاتت على اللجنة الأولمبية والاتحادات والاندية. خذوا مثلا نادي مانشستر يونايتد الإنكليزي الذي وضع صورا وتماثيل لصفوة لاعبيه ومدربيه تكريما لهم، في حين اننا لا يمكن ان نرى صورة لأي لاعب او نجم في مبنى اي ناد او اتحاد لدينا.