دراسة بحثية

«حَكَّة الأمعاء»... كشفت أخيراً سِرّ «القولون العصبي»!

1 يناير 1970 06:58 م

حققت دراسة طبية أسترالية حديثة اكتشافاً بحثياً مهماً يبشر باقتراب ابتكار وإنتاج أول دواء شافٍ لمعالجة عشرات الملايين حول العالم ممن يعانون من الآلام المزمنة التي تنجم عن متلازمة القولون العصبي.

«ما الذي يسبب ذلك الألم المزمن الذي ينتج عن متلازمة القولون العصبي؟» هذا هو السؤال الذي انطلق منه الباحثون سعياً إلى العثور على إجابة عنه على أمل أن يؤدي ذلك إلى فهم أفضل للأسباب، وبالتالي ابتكار أدوية شافية بدلا من الاعتماد على العلاجات الحالية التي في معظمها مسكنات أفيونية مخاطرها كثيرة، بما في ذلك خطر الإدمان عليها.
الدراسة الجديدة أجراها باحثون تابعون لجامعة فليندرز في ولاية أديليد الأسترالية، ومن المقرر أن يتم نشرها قريبا في مجلة JCI Insight الطبية المتخصصة. وتوصلت الدراسة إلى اكتشاف «سر» مهم لم يكن معروفاً في السابق من أسرار آليات الألم المزمن الذي تسببه متلازمة القولون العصبي.
وتعليقا على هذا الاكتشاف البحثي المهم، قال اختصاصي علم أعصاب الجهاز الهضمي البروفيسور ستيوارت برايرلي الذي تولى الإشراف على الدراسة: «كان هدفنا الأساسي هو أن نعرف الكيفية التي تتأثر بها الأعصاب الموجودة في الأمعاء ومدى إسهام ذلك التأثر في الألم المزمن الذي يصاحب متلازمة القولون العصبي، وما إذا كان تهيج تلك الأعصاب هو فعلا الذي يقف وراء أعراض تلك المتلازمة».
وأضاف البروفيسور برايرلي موضحا: «مريض متلازمة القولون العصبي يعاني عادة من آلام مزمنة في منطقة البطن لأن تلك المتلازمة تعيد تشكيل الوصلات العصبية الموجودة في جهازه العصبي بطريقة تجعله يشعر بالألم في حين أنه لا ينبغي أن يشعر به».
وأظهرت نتائج الفحوصات قبل السريرية التي أجراها الباحثون على الجلد الخارجي لفئران تجارب أن «هناك مستقبلات عصبية في الجلد تنقل إلى المخ الشعور بالحكّة، وأنه توجد نظيرات مماثلة لها في بطانة الأمعاء وهي التي تنقل إلى المخ الشعور بآلام القولون العصبي».
وبغرض التحقق عمليا، استخدم البروفيسور برايرلي وزملاؤه مواد كيماوية خاصة لاستثارة المستقبلات العصبية الموجودة في أمعاء فئران تجارب، ولاحظوا أن ذلك جعل تلك المستقبلات تنشط في الحالتين وأن الخلايا العصبية الحسية القولونية نشطت مسببة آلام متلازمة القولون العصبي لدى الفئران.
وهذه النتائج البحثية تؤكد بوضوح أن بطانة الأمعاء تحوي مستقبلات عصبية تستثير شعورا بالحكّة مماثلا لحكّة الجلد الخارجي، وهذا يعني أن مرضى متلازمة القولون العصبي يعانون بسبب وجود شعور شبه دائم بالحكّة في داخل أمعائهم، وهي الحكّة التي تقف وراء الشعور بالألم الذي تخلقه تلك المتلازمة.
وعن أهمية ذلك الاكتشاف وكيف سيستفاد منه، قال البروفيسور برايرلي إن الباحثين ترجموا نتائج الدراسة إلى اختبارات على أنسجة بشرية. وفي ضوء نتائج تلك الاختبارات، بات من الممكن قريبا تصميم وإنتاج أول أدوية صيدلانية شافية لمتلازمة القولون العصبي لتحل محل العلاجات الحالية التي لا تعدو كونها مسكنات أفيونية.