توعية صحية

العقاقير الأفيونية... مسكنات قد توحِلُك في مستنقع الإدمان!

1 يناير 1970 06:56 م

العقاقير الأفيونية هي أدوية صيدلانية تعمل على تسكين الآلالم الشديدة من خلال التفاعل مع مستقبلات معينة في خلايا الجهاز العصبي. فكيف تعمل تلك العقاقير؟... وما مخاطرها؟

عندما تسري المسكنات الأفيونية في الدم تلتصق بالمستقبلات الأفيونية الموجودة في خلايا الجهاز العصبي المركزي فتجعل تلك الخلايا ترسل إلى سائر الجسم إشارات عصبية تكبت وتعطل نقل الشعور بالألم وفي الوقت ذاته تنشط مشاعر الارتياح والبهجة.
ولأن مُسكنات الألم الأفيونية تُصنف صيدلانياً من ضمن المواد المخدرة، فينبغي عدم تعاطيها إلا تحت إشراف طبي، كما لا يتم صرفها من الصيدليات إلا بموجب وصفة معتمدة من طبيب متخصص، حيث إن التعاطي الخاطئ يمكن أن يقود إلى مستنقع الإدمان أو إصابة المتعاطي بأعراض جانبية خطيرة قد تصل إلى الوفاة.
تكمن خطورة المسكنات الأفيونية في أن الشيء الذي يجعلها مفيدة علاجيا هو ذاته الذي يجعلها مسببة للإدمان عليها. فتركيبات تلك المسكنات تتسم بكونها نفسانية التأثير حيث إنها تعمل على الجهاز العصبي المركزي من خلال منح شعور بالراحة والمتعة لمتعاطيها. وهذا التأثير في حد ذاته ينطوي على خطر اعتماد الجسم ذلك الشعور، وخصوصاً في حالات إساءة المريض لتعاطي تلك المسكنات. وفي مثل تلك الحالات، يمكن أن يسقط المتعاطي في فخ الإدمان.
لذا، فإن أفضل ضمانة لتفادي الأضرار المحتملة لتلك المسكنات هي عدم تناولها مطلقاً إلا بوصفة من طبيب، واتباع تعليمات الطبيب بحذافيرها وخصوصا في ما يتعلق بالجرعات ومواعيدها.
*مخاطر... وأعراض جانبية
عند تعاطي المسكنات الأفيونية وفقا لتعليمات الطبيب، فإنها تساعد بشكل كبيرعلى تبديد الآلام الحادة، وخصوصا آلام ما بعد العمليات الجراحية الكبرى. لكن هناك أعراض جانبية مزعجة قد تنجم عن تعاطي هذه المسكنات.
فعلى سبيل المثال، جميع أنواع مُسكنات الألم الأفيونية تسبب تباطؤا في حركية الأمعاء، وهو الأمر الذي يؤدي بدوره إلى الإمساك. ومن بين الأعراض الجانبية الأخرى ما يلي:
• الغثيان والقيء
• الخمول
• التقلبات المزاجية
• اضطرابات في التبول
• انخفاض ضغط الدم
• صعوبة التنفس في حال أخذ جرعة زائدة

* احتياطات وتحذيرات
هناك عدد من الاحتياطات والتحذيرات يجب العلم بها عند تناول أي من الأدوية الأفيونية مثل:
• لا تتعاطَ هذه المسكنات إلا تحت إشراف طبيبك المعالج مع الالتزام بفترة العلاج والجرعات التي يقررها.
• يجب على الأشخاص كبار السن أو الأشخاص الذين يعانون من خلل في الغدة الدرقية أن يكونوا حذرين جداً من زيادة الجرعة حتى وإن بدرجة طفيفة.
• ينبغي توخي الحذر الشديد إذا كنت مصابا بمشاكل أو أمراض في الجهاز التنفسي، أو اضطراب في غدة البروستاتا، أو أمراض المناعة والصرع، أو انسدادات الأمعاء الالتهابية، أو أي اختلال في الكبد.
• يجب عليك استشارة طبيبك حول كيفية التعامل مع الأعراض الانسحابية لهذه المسكنات، وخصوصا بعد التعاطي طويل الأجل نسبياً.
• يجب تجنب تناول المسكنات الأفيونية في حالة إذا كنت تعاني من ضعف في الجهاز التنفسي أو إذا كنت تعاني من غيبوبة.
*ما بعد العمليات الجراحية
عقب جميع العمليات الجراحية الكبرى، يصف الجراح للمريض بعض المسكنات الأفيونية لكبح الآلام المبرحة التي تبدأ عادة في الظهور بعد زوال تأثير التخدير. وإذا كان المريض سيتعاطى تلك المسكنات في المنزل، فإن الطبيب يحرص على تحذيره من مخاطر إساءة الاستخدام، بما في ذلك حدوث اضطرابات في الجهاز التنفسي ومشاكل أخرى.
وفي معظم الأحوال، يتم تعاطي المسكنات الأفيونية عن طريق الحقن في منطقة العمود الفقري وذلك خلال فترة ما بعد الجراحة.

*أشهر المسكنات
الأفيونية
هناك أنواع كثيرة من المسكنات الأفيونية، لكن القاسم المشترك بينها جميعا هو أنه محظور بيعها إلا بموجب وصفة طبية من طبيب معتمد.
والأنواع الأشهر استخداماً حول العالم هي: المورفين، والبوبرينورفين، والديامورفين، والكوديين. وهناك أيضا الترامادول الذي يعمل من خلال آليتين هما تأثير الأفيون وتعزيز مسارات هرموني السيروتونين والأدرينالين، لكن له تأثيرات جانبية خطيرة بدنيا ونفسياً.