أحيا ثلاثة شعراء شباب أمسية شعرية، في مسرح مكتبة الكويت الوطنية، ضمن فعاليات مهرجان صيفي ثقافي 14، انشدوا فيها قصائدهم التي اتسمت بالكثير من الرؤى الإنسانية والفلسفة والعاطفة، بالإضافة إلى أغراض شعرية أخرى يدخل في نسيجها الحياة بكل تحولاتها.
والشعراء هم: عبدالله الفيلكاوي من الكويت وشميسة النعماني من عمان ومحمد إبراهيم يعقوب من السعودية، وأدار الأمسية الشاعر عبدالله غليس، وذلك في حضور الأمين العام المساعد لمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور عيسى الانصاري، والإعلامية امل عبدالله.
وتناوب الشعراء الثلاثة على قراءة قصائدهم، كي يلقي يعقوب قصيدة تحدث فيها عن الكويت وحبه لأرضها وثقافتها التليدة، ثم تلاها بقصيدة «قميص الأوراق بيضاء» والتي يقول فيها:
باسمي طرقتُ الماءَ، باسمكِ أدخلُ
هل تدركُ الغيماتُ ماذا تحملُ؟
يا وردةً والليلُ يغلقُ بابه
من يسألُ الرمّانَ كيف يبلَّلُ
كما ألقى قصيدة عنوانها «أخرى»، تلك التي امتزج فيها الخاص بالعام، عبر تداعيات شعرية منتقاة، وبمفردات متناغمة مع التجربة الشعرية التي يخوضها الشاعر ليقول:
أصمت قليـلاً
لسـتَ أنتَ قضـيتي
دعــني ألملـمُ من سنـيني أروعَـكْ
دعـني
أفصّـل من صبـايَ عبـــاءةً أخـرى...
وما جـدوى الـصبا إن ضيّعَكْ
كما قرأ قصيدة «نقوش على جدران آدم» التي أهلته للحصول على لقب «شاعر عكاظ» في الشعر الفصيح ليقول.
عن الخفة الأولى تشفّ الكثافةُ
ولا غيب يتلى فالغياب البدايةُ
نزوع خفيٌ للمتاهات لم يكن
وأهدت النعماني أولى قصائدها التي كتبتها في حب بلدها عمان إلى الكويت، ثم ألقت قصيدة «من زليخة إلى يوسف - رسالة لم تصل»، والتي تعبر فيها عن الانثى وغواية الجمال، ومن ثم تحاورت في قصيدتها مع الكثير من الرؤى الإنسانية لتقول:
لم يكن ذنبي سوى أنّي عشقتُ البدرَ ضاحّاً
بيد أنّ البدر حيّانِي مُصابَ
لم يكن ذنبي سوى أنّي عشقتُ البدرَ ضاحّاً
بيد أنّ البدر حيّانِي مُصابَ
بالإضافة إلى قصيدة «حارس الشرفات»، بكل ما تضمنته من لغة شعرية متقنة، بدت صورها البلاغية، ذات أثر واضح على وجدان المتلقي. ثم قصيدة روحانية، وابتهال لتقول:
إلهي، مليكي، في دموعي رسالةٌ إليك
وأنت الربّ والربُّ سامعُ
بكاءً من القيد الذي ضامَ خطوتي،
ومن ضجّةٍ فاضت عليها البراقِعُ
كما أنشد الفيلكاوي قصيدة «أذان من القلب» قصيدة، التي حازت على المركز الأول في مسابقة هيئة الشباب في الكويت، واحتوت في أبياتها على صور شعرية نحتها الشاعر من الواقع الممزوج بالخيال ليقول:
إذا نهضت لريم كي أغازلها
طغى على غزلي حزني وتبريحي
وأنكرتني فتاة الحي أن له
حزناً عميقاً بدمع غير مسفوح
ويضيف الشاعر خلال وصفه لحالته الإنسانية، بالتأكيد على ما يعتمل في مشاعره من حيرة، وغموض في الرؤية، غير أنه متيقن أن الحلم سيصل إلى منتهاه:
ها إنها حجب ليست بحاجبة
فأمعني نظراً في الكون أو سيحي
كالشمس غامضة كنها وواضحة
لعله غامض من فرط تصريح
وفي قصيدة «زفرة لاهب»، اتسمت المشاعر بالكثير من التنقلات، تلك التي أدت إلى توهج الصور الشعرية وتزاحم مفرداتها بالخيالات، المأخوذة بدقة من الحياة ليقول:
أفيقا فهذا الهم لا شك غالبي
وما السُكر منه إنما برغائبي
وللدهر أثمانٌ يُحمِّلها الفتى
تكون رزاياه كدفع الضرائب
وفي ختام الامسية كرم الانصاري المشاركين في الأمسية بدروع تذكارية، وشهادات تقدير، بفضل ما قدموه في الأمسية من قصائد حازت على استحسان الحضور.