- 55 ألف كويتي زاروا إيران في 2018
- تلقينا ردوداً إيجابية من بعض دول المنطقة بشأن معاهدة عدم الاعتداء وننتظر ردوداً أخرى
- مستعدون للحوار مع السعودية... حتى عبر الوسطاء
- نفوذ إيران في المنطقة لا يعتبر تدخلاً... وهل دخلنا سورية والعراق من دون موافقة حكومتيهما؟
علاقاتنا مع الكويت تاريخية والظروف الحالية مُهيأة نسبياً لتعزيزها وتطويرها
إيران تساند المبادرات الدولية لتخفيف التوتر لكن لا أدري إن كان يمكنني إطلاق تسمية وساطة عليها
قدرة الأوروبيين على إقناع الأميركيين محدودة لكن يمكنهم مضاعفة الجهود لإلغاء العقوبات وتقليصها
الظروف اضطرتنا لاتخاذ خطوات بالملف النووي لكن ما فعلناه ليس انسحاباً بل منصوص عليه في المادتين 26 و36
شعبنا اعتاد على العقوبات والحصار لكن الظروف أصبحت صعبة إلى حد ما
من حقنا الالتفاف على العقوبات ولا يمكن للأميركيين أن يتحكموا بمستوى تصديرنا للنفط
الكثير من الدول الكبرى ودول الجوار يرفض الحصار المفروض علينا
استمرار مقولة إن إيران تتدخل في الشؤون الداخلية لبعض الدول هو إهانة واستخفاف بعقول الشعوب
أكد السفير الإيراني لدى الكويت محمد إيراني أن العلاقات بين بلاده والكويت تاريخية وأن «الظروف الحالية مُهيأة نسبياً لتعزيزها وتطويرها»، وأن إيران، قيادة وشعباً، تكن كل التقدير لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد وتقدّر جهود سموه في لملمة الأوضاع المتوترة حالياً، داعياً دول المنطقة إلى «الاقتداء بالقيادة الكويتية الحكيمة» في التعامل مع التطورات.
وكشف إيراني، في لقاء مع «الراي» هو الأول الذي يجريه مع وسيلة إعلام كويتية منذ تسلم مهام عمله كسفير للجمهورية الإسلامية الإيرانية بالكويت في ديسمبر 2018، أن بلاده تلقت «ردوداً إيجابية» من بعض الدول في ما يتعلق بطرحها توقيع معاهدة عدم اعتداء، مشيراً إلى أن دولاً عدة تطرح مبادرات لإعادة الأمن والاستقرار للمنطقة، لكن الأمر لا يرقى إلى مستوى الوساطة بين بلاده والولايات المتحدة.
وإذ اعتبر أن «قدرة الأوروبيين على التأثير على الولايات المتحدة محدودة»، أوضح السفير إيراني أن الخطوات التي أقدمت عليها إيران لا تعد انسحاباً من الاتفاق النووي، وإنما «منصوص عليها في المادتين 26 و36 من الاتفاق».
وأشار إلى أن بلاده لا تخشى التفاوض مع الولايات المتحدة بعد إلغاء العقوبات والحصار، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن الشعب الإيراني اعتاد على مثل هذه الإجراءات «لكن الظروف أصبحت صعبة إلى حد ما».
وشدد على أن «من حق إيران الالتفاف على هذه العقوبات»، وأنه «لا يمكن للأميركيين أن يتحكموا بمستوى تصديرنا للنفط».
وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:
• بعد مرور 9 أشهر على تواجدكم في الكويت، كيف تقيّمون العلاقات الثنائية بين البلدين؟
- علاقاتنا مع الكويت تاريخية والظروف الحالية مُهيأة نسبياً لتعزيزها وتطويرها، ولا نرى وجود أي مشكلة أساسية أو جوهرية في سماء علاقاتنا الثنائية، وهناك نقاط قوة كبيرة في مسيرة علاقاتنا التاريخية. وفي حال وجود بعض النقاط الخلافية فهي عرضية وهامشية، وما دامت هناك إرادة صلبة من قبل القيادة الحكيمة في البلدين وبين شعبي البلدين أيضاً، فإن كل جهودنا ستصب في اتجاه توطيد هذه العلاقات العريقة والتاريخية، ونأمل أن تصل علاقاتنا لأعلى حالات الرقي والسمو لأن تاريخها متجذر في أعماق التاريخ، كما أن الشعب الإيراني والمسؤولين أيضاً يكنون كل التقدير لقيادة الكويت الحكيمة ولسمو أمير البلاد ويقدّرون جهود سموه السامية في لملمة الأوضاع المتوترة حالياً في المنطقة، ومن هذا المنطلق نرى أن هناك قواسم مشتركة وأرضية مناسبة لتعزيز علاقاتنا الثنائية، وقد يحتاج هذا الأمر لفترة من الزمن لكي تترسخ أكثر فأكثر.
• كيف تنظرون إلى موقف الكويت من التوترات في المنطقة والإقليم؟
- إن ما نلمسه من مواقف الكويت تجاه قضايا المنطقة أنها تسعى دوماً لاستتباب الأمن والاستقرار في ربوع المنطقة والإقليم، وهذا أمر إيجابي بالنسبة لنا، ونرى أن على جميع الأطراف الأخرى في المنطقة أن تتمتع بمثل هذا التوجه وأن تقتدي بالقيادة الكويتية الحكيمة، فنحن بحاجة لحل جميع قضايا المنطقة بكل شفافية، حيث أن التوترات التي تمر بها منطقتنا حالياً تحتاج إلى جهود مكثفة وفاعلة من قبل الكويت لنخرج من الأزمة بشكل أفضل.
• ما هي أبرز التحديات أمام تطوير العلاقات بين الكويت وطهران على مختلف المستويات؟
- خلال السنوات الماضية كانت هناك بعض الجوانب من سوء الفهم والمشاكل الثنائية وهذا تسبب بتأخير تعزيز العلاقات بين البلدين، والجمهورية الإسلامية الإيرانية تفتح صدرها لتعزير العلاقات في جانبين: الأول تعزيز العلاقات الثنائية حيث إننا نؤمن بحاجتنا لتطويرها وتنميتها من منطلق الأرضية المناسبة الموجودة لمصلحة شعبينا وبلدينا، والثاني ما يرتبط بالقضايا الإقليمية حيث يجب علينا أن نجتاز هذا التشتت القائم في المنطقة وأن نسعى للم الشمل وتوحيد الصف، لكي يعم الاستقرار والهدوء ونسلب حجج القوى الأجنبية في أسباب تواجدها في منطقتنا، كون هذا التواجد يُضاعف من التوتر وعدم الاستقرار ولم ولن يؤدي لاستتباب الأمن.
• طرحتم قبل فترة إبرام معاهدة عدم اعتداء مع بعض دول الخليج من ضمنها الكويت، هل وصلتكم ردود رسمية على هذا الطرح؟
- إذا كنتم تقصدون دول المنطقة فنعم، لأن هذا المشروع الذي قدمه وزير الخارجية جواد ظريف ليس خاصاً بالكويت ولكن يشمل كل دول المنطقة، وقد تلقينا ردوداً إيجابية من بعض الدول وننتظر إجابات الدول الأخرى، وأود أن أؤكد أن هذا المشروع من المشاريع المهمة المطروحة في الساحة الدولية وسيكون قاعدة لحل الكثير من الاختلافات والمشاكل الموجودة في منطقتنا.
كما أن إيران ترحب بأي تعاون بين الدول الإسلامية وتعتبر أن التقارب بين الكويت والعراق سيعود بالخير على شعوب المنطقة بأسرها.
• ما هي الوساطات الجارية حالياً لحل الأزمة بين إيران وأميركا، وهل هناك وساطة جدية من فرنسا أو عُمان؟
- لا أدري إن كان يمكنني إطلاق تسمية وساطة أم لا على بعض الجهود، ولكن هناك تبادل للآراء والأفكار بشكل مكثف ومتواصل، ومن الطبيعي أن يكون هناك تبادل للآراء بين الأطراف المختلفة وأن تساهم بعض الدول في تخفيف حدة التوتر، وأن يدلو كل منهم بدلوه في هذا المجال... فسبب المشاكل مع أميركا جاء بعد انسحابها من الاتفاق النووي ومع بريطانيا بسبب مشكلة ناقلات النفط... فالظروف ليست طبيعية ومن الطبيعي أن تبادر بعض الدول مثل عُمان أو فرنسا أو ألمانيا أو حتى بعض الدول الأبعد للمساهمة في إعادة الأمن والاستقرار لمنطقة الخليج، والجمهورية الإسلامية تساند جميع هذه المبادرات.
• هل يمكن أن تكون أوروبا وسيطاً بين الولايات المتحدة وإيران، أم أنتم ترونها أقرب لأميركا منكم؟
- يجب علينا دراسة طبيعة الاختلافات الموجودة وما هي القضايا التي يمكن لأوروبا التدخل بها، فنحن لدينا مشكلة مع أميركا منذ وصول الرئيس دونالد ترامب للسلطة وانسحابه من الاتفاق النووي وإعادة العقوبات على إيران من قبل الجانب الأميركي. ومنذ البداية أعلنا أن على الأميركيين العودة للاتفاق النووي والتراجع عن قرارهم وإلغاء العقوبات المفروضة على إيران، وبعدها من الممكن أن تكون هناك مفاوضات أخرى، وهذا ما طرحناه مع الجانب الأوروبي عندما التقينا معهم، ونظن أن قدرة الأوروبيين على إقناع الولايات المتحدة محدودة، فقد التقينا مرات عديدة بممثليهم وتفاوضنا حول مجالين، الأول في شأن ما إذا كان بإمكان الأوروبيين إقناع الولايات المتحدة بالاستمرار في الاتفاق النووي والتراجع عن العقوبات، والثاني في شأن كيفية تعامل الأوروبيين مع ظاهرة غير قانونية وهي الانسحاب الأميركي من الاتفاقية النووية، كون جميع الأمور كانت مطروحة في بنود الاتفاقية وتم التفاوض عليها لفترة عام كامل، والاتفاقية تقع في نحو 100 صفحة، ونرى مع الأوروبيين أن الانسحاب الأميركي يعتبر مخالفاً للقواعد الدولية ولكننا نرى أيضاً أن إمكانات وقوفهم في وجه هذا الأمر محدودة، بيد أننا مؤمنون أن بإمكانهم مضاعفة الجهود لإلغاء العقوبات المفروضة على شعبنا وتقليصها.
• ألم يختلف تفاؤلكم بعد تولي بوريس جونسون منصب رئيس وزراء بريطانيا؟
- تسلم السيد جونسون السلطة أخيراً، وما نتداوله هو منطق عام ومصرح فيه ضمن بنود الاتفاقية النووية ونحن لا نريد أكثر من ذلك، ولا فارق من سيكون الرئيس كونه منطقا قانونيا وعادلا... والأوروبيون أنفسهم يقرون بأن ما نطرحه منصوص عليه ضمن الاتفاقية... وإذا قام السيد جونسون بطرح هذا المنطق فنحن نرحب بذلك ونتوقع أن يساهم جونسون في تعزيز القواعد الدولية بدلاً من السير في فلك ترامب.
• إيران أعلنت البدء بتنفيذ بعض الخطوات رداً على ما تعتبره عدم تعاون من قبل الأوروبيين، ألا تعتقدون أن هذه المواقف التصعيدية يمكن أن تكون مغامرة لإيران قد تؤدي لخسارتها الدعم الأوروبي والصيني والروسي للاتفاقية النووية؟
- نحن لا نعتقد ذلك، لكني أود أن أشير أنه ليس لدينا خيار آخر غير هذا، وهذا لا يعني أنه خيارنا الأفضل الذي نفضله على خيارات أخرى، فهذه الظروف اضطرتنا لاتخاذ هذه الاجراءات، وكل ما فعلناه منصوص عليه في الاتفاق النووي في المادتين 26 و36. ودعوني أوضح ما يحصل من التباس في الاعتقاد أن ما نقوم به حالياً هو خروج وانسحاب من الاتفاقية النووية، وهذا غير صحيح تماماً، فالجمهورية الاسلامية تسعى للحفاظ على مصالح شعبها واستتباب الأمن والاستقرار ولذلك فضلت تقليص التزاماتها وفق المادتين 26 و36 من الاتفاقية النووية، وما تقوم به إيران قانوني ورد فعل تجاه ما هو قائم حالياً ولا خيار لنا غيره، فالمادة 26 من الاتفاقية تنص صراحة على أنه في حال عودة فرض العقوبات على إيران فإن لها الحق في التراجع الكلي أو الجزئي عن التزاماتها وفق الاتفاقية، وهناك قائمة مرفقة مع الاتفاقية توضح العمل في حال عودة فرض العقوبات، ولذلك فإن انسحاب إيران من الاتفاق النووي غير مطروح بتاتاً، وما نقوم به ليس انسحاباً من الاتفاقية... نحن قدمنا مهلة زادت على السنة للأوروبيين وتم تمديدها لـ60 يوماً ومرة أخرى لـ60 يوما أخرى، وهذه كانت فرصة للأوروبيين لعودة كل شيء إلى ما كان عليه.
في المرحلة الأولى قمنا بالاعلان أن الجمهورية الاسلامية لا ترى أنه من الضروري الالتزام بالنسبة المخصصة لتخصيب اليورانيوم، فنحن وفقاً للاتفاق النووي يجب أن نصدر اليورانيوم المخصب ولكننا قررنا الاحتفاظ به.
وفي مدة الستين يوماً الثانية رفعنا مستوى التخصيب، وهو لا يعني انسحابنا من الاتفاقية.
• إلى أي مدى يمكن لإيران الصمود في ظل الضغوط الاقتصادية الهائلة عليها؟
- إنها ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها إيران لعقوبات، وتعرفون جيداً أنه منذ انتصار الثورة الإسلامية وخلال الـ8 سنوات من الاعتداء العراقي، تعرضنا للعديد من أنواع العقوبات، وقد اعتاد شعبنا على هذه الاجراءات، لكن يجب الإشارة إلى أن الظروف أصبحت صعبة إلى حد ما، وكلما زاد الضغط الأميركي في هذه العقوبات زادت الحاجة للعثور على خيارات لتجاوز العقوبات وفتح آفاق جديدة أمام إيران، ولا يمكن لأميركا أو أي طرف آخر أن يفرض العقوبات بشكل كامل ومن حقنا وحق شعبنا الاستفادة من أي فرصة للالتفاف حول هذه العقوبات، وهناك الكثير من دول العالم ترفض هذا الحصار، من بينها دول كبرى كالصين وروسيا والاتحاد الأوروبي ودول الجوار الصديقة مثل تركيا والعراق ودول آسيا الوسطى، وحتى في مجال تصدير النفط لا يمكن للأميركيين أن يتحكموا بمستوى تصديرنا للنفط، وعلى الرغم من أن ظروفنا الاقتصادية أصبحت صعبة لكن الحكومة الإيرانية نجحت في السيطرة على الأمور وأصبح الريال الإيراني يتمتع بالاستقرار.
• لكن الحصار الأميركي شمله تهديد لدول العالم من التعامل مع إيران، وهناك من يقول إنه في حال وصول إنتاج إيران لأقل من 200 ألف برميل فإنها ستصبح عاجزة عن تأمين رواتب موظفيها؟
- من المؤكد أن هذه الإحصائيات غير دقيقة، حيث ان الشعب الإيراني يتعرض للحصار، والحكومة تمارس سياسة التقشف ولكن كونوا على ثقة أن الجهود المبذولة من قبل القطاعين الخاص والعام في إيران لمضاعفة الانتاج وزيادة نسبة الصادرات قد عوّضت الكثير، فنحن نحاول الاستعاضة عن الاقتصاد الأحادي الدخل المعتمد على النفط بالاقتصاد المتنوع وإنتاج المحاصيل الزراعية، وبحسب الاحصائيات الرسمية لدينا أقل من 50 في المئة من واردات الحكومة تعتمد على النفط.
• إيران دائماً متهمة بالتدخل في الشؤون الداخلية لدول في المنطقة، وهذا أحد أهم أسباب الخلافات القائمة، فماذا ستفعلون لكي يعود الاستقرار للمنطقة؟
- أرى أن هناك اختلافاً وتفاوتاً في استيعاب موضوع التدخل في دول المنطقة... إذا كانت الأطراف الأميركية والاسرائيلية والغربية تطرح موضوع تدخل إيران في شؤون المنطقة فهذا أمر مفهوم كون اندفاعهم سبب ذلك... لكن يجب أن نعرف أن حضور ونفوذ إيران في هذه الدول لا يعتبر تدخلاً، وأتساءل هل حضورنا في العراق أو سورية يعتبر تدخلاً في شؤون البلدين الداخلية؟ وهل إيران دخلت لسورية والعراق دون موافقة حكومتيهما؟ وهل هذا التدخل يشمل القوات الاجنبية والاميركية كذلك؟ نود أن نعرف لماذا لا يتم الإشارة للتدخل الأميركي لهذه الدول وهم من دخل من دون موافقة حكوماتها، وهل تصدي إيران للإرهابيين من «القاعدة» و«جبهة النصرة» في العراق وسورية مخفي على أحد؟ أو أن الشهداء الذين قدمتهم إيران للحيلولة دون توسع القوى الإرهابية التكفيرية التي تعدت على جميع دول المنطقة فهل هذا يعتبر تدخلاً إيرانياً في هذه الدول أيضاً؟... بدلاً من أن يتم شكر القوات الإيرانية على ما قدمته يتم اتهامها بالتدخل، فأي دولة من المنطقة ساهمت بالتصدي لـ«داعش» وقدمت العشرات من الشهداء؟ الولايات المتحدة تروّج أنها تتصدى لـ«داعش» في المنطقة ونحن لا نرى هذا الأمر، ونرى أن الوجود الأميركي في المنطقة هو بغرض الهيمنة ونتمنى أن يقولوا لنا كم أميركياً قتل خلال التصدي للجماعات التكفيرية؟ نحن نؤمن بأن أميركا تدرك جيداً أن إيران هي من يقف سداً منيعاً أمام القوى التكفيرية في المنطقة وهي تحظى بكل احترام وتقدير من تلك الحكومات وشعوب المنطقة، ونحن نؤمن بأن من يقول إن إيران تتدخل في هذه الدول عليهم أن يسألوا حكومات تلك الدول عن هذا.
ويمكن ملاحظة علاقاتنا الجيدة مع القسم الأكبر من الشعب العراقي والشعب السوري وقيادته وقسم كبير من أبناء الشعب اللبناني، ولدينا علاقات جيدة جداً نابعة من القواسم المشتركة بيننا للوقوف أمام الهيمنة الأجنبية والغربية، وأبناء تلك الشعوب يدركون أن كل من يحميهم من الهيمنة الغربية هو يقف بجانبهم. ويجب أن ندرك أن استمرار مقولة إن إيران تتدخل في الشؤون الداخلية لبعض الدول هو إهانة واستخفاف بعقول شعوب هذه الدول الذين يعتبرون إيران صديقة لهم.
قد يكون السيد ترامب وبعض القيادات البريطانية يسعون لفرض آرائهم على دول المنطقة فليكونوا على ثقة بأن إيران لا ترضخ لفرض أي ضغوط ولن تقبلها ولن تكون مبادراتهم ضد إيران من دون جواب.
وربما يرى الأميركيون أنهم من خلال الضغوط وفرض القوة والهيمنة سيتمكنون من معالجة قضايا المنطقة، لكن نحن نرى أن زمن هذه الأفكار قد انقضى وتغيّرت القواعد الدولية.
• ما صحة ما ذكر عن وجود اتصالات مباشرة بين إيران والولايات المتحدة عن طريق أحد أعضاء الكونغرس الأميركي، وهل بدأتم فعلياً بالتفاوض مع إدارة ترامب؟
- كنا نأمل من المراسل الذي ذكر الخبر ونجهل شخصيته ووجوده أن يعطي توضيحات أكبر لهذا الخبر، وسبق وأعلنا مراراً أننا لا نخشى أي مفاوضات ولكن يجب أن تكون بشكل رسمي وأن يعود الأميركيون مع بقية الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي لطاولة المفاوضات وأن تلغى العقوبات والحصار وعندها ستبدأ المفاوضات... وما يقال هنا وهناك ليس لدي معلومات بشأنه ولكن بعد زيارة وزير الخارجية جواد ظريف إلى نيويورك ومباحثاته مع بعض الجهات الأميركية غير الرسمية ومراكز الدراسات وبعض الشخصيات المشهورة يمكن أن يقال إننا بدأنا مفاوضات غير رسمية لكن لا أظن بأن هذا الأمر موجود حالياً.
أقل من 40 ألف إيراني في الكويت
أكد السفير الإيراني أنه بحسب السجلات الرسمية لدى بلاده فإن عدد المقيمين الإيرانيين في الكويت أقل من 40 ألفاً، مشيراً إلى أن لديهم أقل نسبة مشاكل في الكويت مقارنة بأعداد الجاليات الأخرى.
وأضاف ان الإيرانيين في الكويت «يحترمون القوانين المحلية ويلتزمون بها ونحن مسرورون بالانطباع الموجود لدى السلطات الكويتية عن الجالية الإيرانية، وإحدى المشاكل التي يواجهونها هي عدم السماح لهم باستقدام زوجاتهم وعوائلهم أو أبنائهم المولودين خارج الكويت، ونحن أكدنا للمسؤولين في دولة الكويت أن هذه قضية إنسانية بحتة وليس لها علاقة بالمشاكل السياسية ونأمل إيجاد حل مناسب لها كون بعض أبناء الجالية مقيماً في الكويت منذ أكثر من 50 عاماً».
55 ألف كويتي زاروا إيران في 2018
أكد السفير محمد إيراني أن نحو 55 ألف كويتي زاروا إيران العام الماضي، مشيراً إلى أنه «تم إلغاء ملصق التأشيرة للكويتيين داخل الجواز، وأصبحت تُعطى إلكترونياً عبر التقديم لطلب التأشيرة في موقع السفارة، وتصل الموافقات لجميع المطارات الإيرانية الدولية لجميع أنواع الزيارات الدينية والسياحية».
وأضاف أن «عدد الحاصلين على التأشيرة هذا العام وصل إلى 27 ألف كويتي، مما ينبئ بارتفاع أعدادهم عن العام الماضي، كما أن أعداد السياح بشكل عام تضاعف عن السنوات الماضية خصوصاً في مجال السياحة الطبية».
استثمارات كويتية في الودائع والعقارات ومزارع الروبيان
أوضح السفير الإيراني أن «هناك العديد من الاستثمارات الكويتية في ايران في مجال الودائع البنكية والعقارات والفنادق وبعض الصناعات الخفيفة ومزارع الأسماك ومزارع الروبيان جنوب إيران، وهناك تسهيلات للمستثمرين الأجانب منها الحصول على إقامة لمدة 5 سنوات في حال وضع وديعة بقيمة 250 ألف دولار، وإمكانية تسجيل شركة مع طرف إيراني وشراء العقارات وإعفاءات خاصة من الضرائب».
إيران مستعدة للحوار مع السعودية حتى عبر وسطاء
تحدث السفير الإيراني عن موسم الحج والتعاون بين السلطات في بلاده والمملكة العربية السعودية، قائلاً إن «إيفاد الحجاج الايرانيين متواصل، وفي هذا الموسم هناك بحدود 85 ألف حاج إيراني وصل بعضهم للديار المقدسة والباقي في الطريق... وهذا الموضوع لا يرتبط بالعلاقات السياسية الثنائية بين بلدينا، فمنذ البداية نحن نصر ونؤكد على ضرورة معالجة المشاكل ليس فقط مع السعودية بل مع بقية الدول عن طريق طاولة المباحثات، وما زلنا نؤمن بذلك وجميع جهودنا تنصب أن يتم الحوار حتى عبر الوسطاء، ومتى ما أعلنت المملكة العربية السعودية استعدادها فإن إيران على أهبة الاستعداد للحوار».