يتواجهان الليلة في جولة الذهاب من الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا

توتنهام يخشى «مفاجآت» أياكس

1 يناير 1970 09:57 ص

لندن - أ ف ب - يدخل أياكس أمستردام الهولندي الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا في كرة القدم، بكل شجاعة، بعدما أقصى ريال مدريد الإسباني ويوفنتوس الإيطالي، آملا في إضافة توتنهام الإنكليزي إلى ضحاياه، عندما يحلّ ضيفا عليه ذهابا في لندن، اليوم.
وكان أياكس، بطل المسابقة 4 مرات آخرها العام 1995 والذي تعجّ تشكيلته بالنجوم الشباب، أزاح «الملكي» بطل المواسم الثلاثة الماضية من ثمن النهائي، ثم أطاح بيوفنتوس ونجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو، في ربع النهائي ليبلغ المربع الذهبي للمرة الأولى منذ 1997.
وتحدث حارس أياكس، الكاميروني أندري أونانا (23 عاما) عن مباراة اليوم، قائلا: «مع الوقت والنتائج، بتنا نؤمن (بالقدرة على الذهاب بعيدا في المسابقة) وما زلنا نؤمن. لكن لم يحسم أي شيء حتى الآن، وتنتظرنا مواجهتان صعبتان ضد توتنهام. علينا أن نتحضر بشكل جيد ونظهر أننا على قدر التحدّي».
وتابع: «في نهاية المطاف، نحن لا نخاف من اللعب، من مواجهة الخصم، أكان ذلك على أرضنا أم خارجها. اللعب ضد هذه الفرق الكبيرة صعب لأنها تتمتع بلاعبين جيدين»، قبل أن يضيف مع ابتسامة: «لكن بعد إقصاء ريال مدريد ويوفنتوس، لا نخشى أي فريق»، مؤكدا في الوقت ذاته على ضرورة «احترام» نادٍ لندني يضم في تشكيلته «لاعبين جيدين جدا».
ويتألق في تشكيلة أياكس أكثر من لاعب، بدءا بصانع الألعاب فرانكي دي يونغ، الذي سينتقل إلى برشلونة الإسباني في نهاية الموسم الراهن مقابل 75 مليون يورو، بالإضافة إلى المدافع الصلب ماتيس دي ليخت، الذي يحمل شارة القائد بعمر الـ19، والصربي دوسان تاديتش والبرازيلي دافيد نيريس، وهم لاعبون يثيرون اهتمام أندية كبرى في أوروبا.
كما يعوّل المدرب إريك تن هاغ على عدد من لاعبي الخبرة أبرزهم المدافع دالي بليند والهداف المخضرم كلاس يان هونتيلار.
ويعتبر أياكس أكثر الأندية الأوروبية تسجيلا للأهداف هذا الموسم مع 160 في المسابقات كافة (111 في الدوري، و17 في الكأس و32 في دوري الأبطال مع التصفيات) وبالتالي يتعيّن على مدافعي توتنهام، ومن خلفهم الحارس الفرنسي هوغو لوريس، أن يكونوا في كامل جهوزيتهم.
في المقابل، يعتبر تواجد توتنهام في نصف النهائي للمرة الأولى منذ 1962، إنجازا لأن الفريق لم يتعاقد مع أي لاعب هذا الموسم، واضطر مدربه الأرجنتيني ماوريتسيو بوكيتينو إلى التعامل مع الإصابات الكثيرة التي طالت الفريق على مدار الموسم، حيث يفتقد هدافه هاري كاين بسبب إصابة في الكاحل يتوقع أنها وضعت حدا لموسمه، فضلا عن المهاجم الكوري الجنوبي سون هيونغ-مين للإيقاف.
وتضم تشكيلة توتنهام، الذي أزاح مواطنه مانشستر سيتي في ربع النهائي، 4 لاعبين سبق لهم أن دافعوا عن ألوان أياكس، هم المدافعان البلجيكيان يان فيرتونغن وتوبي ألدرفيلد، وصانع الألعاب الدنماركي كريستيان إريكسن والمدافع الكولومبي دافينسون سانشيز.
وطالب بوكيتينو، لاعبيه بتعويض كاين وسون، من خلال الأداء الجماعي، وقال: «أن نكون في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، فهذا أمر حلمت به»، معتبرا بأن «المشاركة في نصف النهائي فرصة لا تحدث كثيرا».
ويدخل توتنهام الى اللقاء على خلفية تلقيه هزيمة سادسة في مبارياته العشر الأخيرة في الدوري، وجاءت على أرضه ضد جاره وست هام يونايتد بهدف وحيد، بينما غاب أياكس عن مباريات الدوري الذي يتشارك صدارته مع ايندهوفن قبل جولتين على الختام، في عطلة نهاية الأسبوع التي أرجئت لمنحه فرصة التحضير للقاء.
وسيكون بوكيتينو أمام خيارين هجوميين متمثلين بالبرازيلي لوكاس مورا والإسباني فرناندو يورنتي، لكنه واثق من أن الأداء الجماعي سيعوّض النقص في قوته الهجومية، موضحا: «أعتقد أننا وصلنا الى حيث نحن الآن لأننا كنا فريقا وسنكون فريقا (الثلاثاء). لا يهمني من سيسجل».
ورأى بأن الغيابات مشكلة قائمة بشكل دائم «لكن أمام أي اسم كان، هناك الفريق، الأداء الجماعي»، مستبعدا ما يتم الحديث عنه عن إمكانية عودة كاين في لقاء الإياب الأربعاء المقبل على ملعب «يوهان كرويف أرينا».

إرث كرويف

امستردام - أ ف ب - أعد «أسطورة» كرة القدم الهولندية الراحل يوهان كرويف، إرثه في ناديه أياكس أمستردام بشكل جيد. بصماته تظهر جلياً والفضل يعود إليه بشكل كبير في تألق النادي الهولندي في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم وبلوغه الدور نصف النهائي، حيث يحلّ ضيفا على توتنهام الإنكليزي ذهاباً، اليوم، في لندن.
وأوضح الرئيس التنفيذي للنادي حارس المرمى الدولي السابق إدوين فان در سار: «كل ما يحدث الآن ليس وليد الصدفة. أعتقد أن على يوهان كرويف أن يكون فخورا حيث هو الآن، بما يحدث حالياً».
وأضاف أن ناقوس الخطر بالنسبة لكرويف، الذي توفي عام 2016، دقَّ مطلع 2010، عندما خفت بريق ناديه أياكس، فتعهد بالعمل لإعادة بناء مدرسة الشباب «دي تويكومست» (المستقبل) للنادي الأغلى على قلبه، مع مبدأ: «التركيز على الفرد. لأنه من خلال تكوين الأفراد الاستثنائيين، سنبني فريقا رائعا».
ومدرسة المستقبل هي مجمع يضم 12 ملعبا، حيث تجتمع المواهب التي يتم اختيارها محليا في دائرة بقطر 60 كلم في محيط العاصمة الهولندية. ويتم اكتشاف المواهب الشابة عبر 8 متعاقدين يعملون بدوام كامل، لكن أيضا عبر 90 متطوعا أغلبهم مروا في صفوف النادي.
ويشكّل الشباب فرانكي دي يونغ (21 عاما)، ماتيس دي ليخت (19)، دوني فان دي بيك (22)، حارس المرمى الكاميروني أندريه أونانا (23)، الدنماركي كاسبر دولبرغ (21) ومواطنه راسموس كريستنسن (21) العمود الفقري للفريق الشاب، فضلا عن عدد من المواهب الأكبر سنا مثل دالي بليند (29) والصربي دوسان تاديتش (30).
وفي تصريحات لمجلة «بانينكا»، قال المدرب السابق لويس فان غال الذي كان على خلاف لفترة طويلة مع كرويف: «هذا الجيل قوي تقريبا مثل جيل العام 1995 (عام التتويج الأخير في دوري أبطال أوروبا). سبق أن قلت ذلك في أكتوبر الماضي، عندما كان أياكس سيواجه بايرن ميونيخ (الألماني في دور المجموعات) وسخر الناس مني».
وفي 1995، قاد فان غال أياكس للقبه الرابع الأخير في دوري الأبطال مع لاعبين شباب مثل فان در سار وفرانك ورونالد دي بوير وإدغار دافيدس وكلارنس سيدورف ومارك أوفرمارس والفنلندي ياري ليتمانن.
وأصبح لأياكس طموحات شرعية في التواجد في المباراة النهائية للمسابقة، في 1 يونيو المقبل، على ملعب «واندا متروبوليتانو» في مدريد. طموح لم يعد القائد دي ليخت يقوى على إخفائه، بقوله: «نعم، نؤمن بقدرتنا على بلوغ النهائي».
ويمني أياكس النفس بالاستفادة من هذا الجيل الاستثنائي للعام 2019، لأنه يبدو من الصعب عليه الاحتفاظ بمواهبه الواعدة، في الأشهر المقبلة، بالنظر إلى الرغبة الكبيرة التي يبديها كبار القارة للحصول على خدماتهم.
ويقرّ المدير التقني للنادي نجمه السابق مارك أوفرمارس المكلّف مع فان در سار بمشروع أياكس، بأن النادي سيواجه «صعوبات في إبقاء هؤلاء اللاعبين معاً».
ومع ذلك، فإن هذه المعطى لا يدعو إلى التشاؤم، حيث يبدو خزان أياكس غنياً بالمواهب: 86 في المئة من اللاعبين المكوَّنين في النادي يصبحون محترفين، وبعضهم يحمل صفة نجم دولي مستقبلي.
هذا حال ريان غرافنبيرخ، أصغر لاعب في التاريخ يلعب في الفريق الأول في سن 16 و130 يوما في أول ظهور له في الخريف الماضي، وبراين بروبي البالغ السن ذاتها، والذي يوصف بـ«الظاهرة».
ولإقناع هؤلاء الشباب بمواهبهم المذهلة، يعرف أياكس كيفية القيام بذلك. في الصيف الماضي، تمت مقارنة عدد من اللاعبين، في شريط فيديو داخلي في النادي، بنجم كبير سابق في صفوفه: أونانا بفان در سار، المهاجم كاسبر دولبرغ بالسويدي زلاتان إبراهيموفيتش، دي يونغ بالدنماركي لاعب توتنهام راهنا كريستيان إريكسن ودي ليخت بدالي بليند.