فيصل خاجة: رأينا في «مذكرات بحار» خلاصة معانٍ نتطلع لطرحها واستذكارها حتى تتناقلها الأجيال الجديدة
سعود السنعوسي: عندما تواصل معي القائمون على مركز جابر... كان السؤال «ما الذي نستطيع أن نضيفه على العمل بعد 40 عاماً؟»
أحمد الأمير: نشر الوعي بأهمية الحفاظ على التراث الكويتي وتقاليده العريقة عنصر أساسي في برنامج المسؤولية الاجتماعية الذي يتبناه بنك الخليج
تاما ماثيسون: فريق التمثيل متعاون وبذل قصارى جهده لإبراز هذا العمل بالشكل المطلوب
وليد الخشتي: دعم ورعاية شركة زين يأتيان إيماناً بالأعمال الوطنية
جمال السنعوسي: رعاية «البترول» لهذا العمل من أهداف المؤسسة الاستراتيجية
للتاريخ عبقه الخاص، الذي يبقى يفوح مهما طال الزمان. فكيف إذا كان تاريخاً «عميقاً»، ينبثق من عراقة الإصرار والكفاح؟
هو تاريخ لا بد من إعادة فتح أوراقه المكتوبة بعرق ودم، ولهذا تكفّل مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي بالمهمة، ويعيد عرض «مذكرات بحار»، تلك الملحمة التي كتبها الشاعر الراحل محمد الفايز ولحّنها الموسيقار الكبير غنام الديكان، والتي تحكي الكثير عن الماضي.
يشارك في الأوبريت، الفنان القدير شادي الخليج، وتعرض برؤية درامية مختلفة صاغها الروائي الشاب سعود السنعوسي، مستلهمة من قصص وشخوص الماضي ومزودة بنصوص من ديوان «مذكرات بحار».
وبدعوة خاصة من مركز الشيخ جابرالثقافي، لبّى النقاد والإعلاميون الدعوة لحضور كواليس المسرحية الغنائية «مذكرات بحار» على المسرح الوطني.
تدور قصة المسرحية حول موسم الغوص الأخير في تاريخ الكويت الحديث، تلك المهنة التي كانت نمط حياة وليس مجرّد عمل، لها طقوسها ولباسها وغناؤها وأمكنتها وسحرها أيضاً. بدأت بعدها الحياة تأخذ طريقاً آخر مع ظهور النفط، وبدا كما لو أن البحر يبتعد.
ضمن هذا الشعور، قرر الشاعر والإذاعي الراحل محمد الفايز أن يمسك بآخر خيوط شباك تلك الحياة، وأن يرويها تحت عنوان «مذكّرات بحار»، عام 1962، سمعها الكويتيون على شكل حلقات إذاعية، أصدرها للمرة الأولى في كتاب تحت اسم «سيزيف».
وفي العام 1979، أنتج تلفزيون الكويت العمل ليصبح «أوبريت» من إخراج محمد السنعوسي، وألحان غنام الديكان، وأصبح الأوبريت جزءاً من الذاكرة الجمعية للبلاد، والذي يروي حياة الإنسان الكويتي قبل النفط وبعده.
يعيد «مركز جابر الأحمد الثقافي» في الكويت العاصمة، الحياة لهذا الأوبريت، حيث تقدّم عروضه بنسخة وتصوّر جديدين أيام 24 و27 و29 أبريل الجاري، و2 مايو المقبل.
ويختتم المركز عروض موسمه الثاني «جسور ثقافية» بهذا الإنتاج الضخم للمسرحية الغنائية، وقد صاغ رؤيتها الجديدة الروائي سعود السنعوسي، وأخرجها للمسرح تاما ماثيسون. أما الأدوار في العمل، فيؤديها كل من زهرة الخرجي، خالد العجيري، خليفة العميري، حنين العلي، بدر نوري، ولاء الصراف، زينة الصفار، شهد سليمان ومساعد التتان.
وعلى هامش كواليس المسرحية عقد مؤتمر صحافي في مسرح الاستوديو، وفي البداية قال مدير عام عمليات مركز جابر الثقافي فيصل خاجة «أوبريت (مذكرات بحار) عمل تاريخي ملحمي تمازجت فيه إبداعات الشاعر الراحل محمد الفايز والملحن القدير غنام الديكان بحنجرة الفنان شادي الخليج والفنانة سناء الخراز ومن إخراج المبدع محمد السنعوسي وتضافرت فيه حينها جهود كبيرة وأنتج في سبعينات القرن الماضي».
وأضاف «قرر مركز جابر إعادة هذا العمل على غرار التجارب الأوبرالية العالمية، حيث هناك أعمال كلاسيكية تقدم بالتوازي مع الأعمال الجديدة التي تطرح وتواكب العصر الحديث، لذلك رأينا في (مذكرات بحار) خلاصة معان نتطلع لطرحها واستذكارها حتى تتناقلها الأجيال الجديدة، وعلى رأسها مفهوم العمل الجماعي الجاد من خلال التعرف على دور كل بحار ضمن المنظومة والظروف القاسية التي عاشوا خلالها، ومع ذلك كان هناك تضافر الجهود وتلاقح الحضارات من خلال رحلاتهم واستطاعوا تكوين هذا المجتمع الغني بثقافته وموسيقاه وإيقاعاته».
بدوره، قال المؤلف سعود السنعوسي: «عندما تواصل معي القائمون على مركز جابر الثقافي وأخبروني بإعادة عمل (مذكرات بحار) بعد تجربة،2017 ولكن في قالب درامي مسرحي، كان الأمر مقلقاً بكل تأكيد، لأن العمل متكامل نصاً وغناء وموسيقى، فكان السؤال ما الذي نستطيع أن نضيفه على العمل بعد 40 عاماً؟ فكان الخط الدرامي هو ما كان ينقص (مذكرات بحار) إذا ما تحدثنا عن عمل مسرحي».
وأضاف «لا شك أن التحدي كان كبيراً أن نقدم شيئاً يمثل إضافة من دون المساس بقيم العمل الأصلي، والتجربة كانت أن تكون المدة الزمنية للعمل ساعتين من أصل 80 دقيقة مساحة الغناء، إذ نحن بصدد 40 دقيقة تقريباً نوظف فيها حدثاً درامياً يربط بين الأغنيات الـ 12 (قوام الأوبريت)، سواء البحر أو النسائية التقليدية داخل المنزل».
وتابع «لهذا السبب جاءت الرؤية بالشكل الذي شاهدتموه مع استثمار نصوص من ديوان الشاعر الراحل محمد الفايز داخل النص، إضافة إلى البداية والخاتمة، التي تقوم بدور الراوية فيها الإعلامية فيحاء السعيد».
وأعرب المخرج تاما ماثيسون عن سعادته بالمشاركة في هذا الأوبريت الغنائي، موضحاً أن فريق التمثيل متعاون وبذل قصارى جهده لإبراز هذا العمل بالشكل المطلوب، متمنياً أن يحوز العمل إعجاب الجمهور.
ومن ناحيته، قال مساعد المدير العام لإدارة الاتصالات الخارجية في بنك الخليج أحمد الأمير أن «البنك يحتضن تلك الفعاليات الفنية من خلال رعايته الذهبية لإنتاج ضخم جديد للمسرحية الغنائية (مذكرات بحار) في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي».
وأوضح الأمير أن «كثيراً ما كان نشر الوعي بأهمية الحفاظ على التراث الكويتي وتقاليده العريقة عنصراً أساسياً في برنامج المسؤولية الاجتماعية الذي يتبناه بنك الخليج».
وأكد أن «البنك يحرص على تقديم الدعم لمختلف الأنشطة والفعاليات الاجتماعية المقامة على مدار العام، والتي تسلط الضوء على هوية الكويت وتقاليدها الأصيلة، لذا يسعدنا رعاية هذه الملحمة الوطنية الرائعة للشاعر الراحل محمد الفايز والموسيقار غنام الديكان.
ومن جهته، أعرب الرئيس التنفيذي للعلاقات والاتصالات في زين الكويت وليد الخشتي عن شكره لمركز جابر الثقافي ولفريق العمل في المسرحية، موضحاً أن دعم ورعاية شركة زين يأتيان إيماناً بالأعمال الوطنية ودعم الشباب الكويتي والأنشطة الكويتية المختلفة.
وأشار إلى أن هذا العمل يعتبر تاريخياً بما أنه يظهر التراث الكويتي القديم، مشيراً إلى أن «دور (زين) يتمحور حول إبراز تلك الأعمال الوطنية والتاريخية لابنائنا».
وأعرب الخشتي عن تفاؤله في نجاح هذا العمل، وهذه الشراكة التي بين شركة زين والمركز، مؤكداً أن «(زين) لن تتواجد فقط هذا العام، ولكن ستظل متواجدة دائماً في كل الأعمال الوطنية الخاصة بمركز جابر الثقافي في الأعوام المقبلة».
وبدوره، أعرب جمال السنعوسي من مؤسسة البترول الكويتية، عن شكره لمركز جابر على «العمل المبدع الذي جسد العبق الكويتي القديم والموروث الكويتي».
وأشار السنعوسي إلى أن «رعاية هذا العمل المسرحي من أهداف المؤسسة الاستراتيجية»، موضحاً أن المؤسسة من الرعاة المميزين وتقوم دائماً بدعم أي عمل ذي قيمة مضافة، معرباً عن سعادته لرعاية هذا الأوبريت الغنائي.