ضحكة رنانة من شخص يجلس على بعد أمتار مني!
لم يتمكن من كتمانها لكي لا يزعج راحة بعض الناس اختاروا أن يغطوا في نوم عميق لعل أحلامهم تسعدهم. فضّلوا عالم الأحلام إما تعباً أم هرباً!؟
قلبت وضغطت أزراراً بحثاً عما يرسم ضحكة تشابه التي سمعتها... نعم، شعرت بغيرة أخجلتني... لا لا لا... هل تعتقدونني حاسدة؟... كلا... ما شعرت به كان فقط غيرة غير حاسدة!
وجدته... مسلسلا مصريا لزوجة تتعرض لحادث وتغيّر شخصياتها بطريقة فكاهية في كل حلقة، وعلى زوجها أن يجاريها... وضحكت ضحكات رنانة من البداية وحتى النهاية!
وشعرت بالامتنان للطائرة لإعطائي فرصة نسيان كل ما هو خارج الشاشة بحلاوته ومرارته! حتى إنني نسيت أنني محلقة إلى وجهة أعشقها... وتمنيت لو لم أرَ كادرات النهاية!
علاء ولي الدين... اشتقنا لك. عبدالحسين عبدالرضا...اشتقنا لك... ولياسر العظمة حنين. وجوه أسعدت وغابت.
المسلسل الذي أضحكني كان من بطولة الفنان الراحل علاء ولي الدين. فكرت عن غياب مسلسلات مماثلة!
«رقية وسبيكة»... «على الدنيا السلام»... «غوار»... في الذاكرة باقية! حتى إننا نحب مشاهدتها من حين لآخر! تحف فنية قيمة ونادرة!
فنانون اختاروا الانشغال بمشاكل عصرنا الدرامية، ولو سألونا لرجوناهم ألا يستبدلوا الضحكة بعبسة وتأمل.
رمضان على بعد أيام، شاشة ستزدحم صراخاً ونحيباً، خيانة وفراقاً. الكوميديا لن تشكل سوى 1 في المئة من يومنا.
فنانون قد يكونون أُثقلوا بمشاكل بلدانهم وثوراتها ويحتاجون وقتا للملمة فترة صعبة مروا بها، ودريد لحام قد يكون واحداً منهم. أما «أم الدنيا»، فمع أن التنوع قائم، لكن التوزيع والعرض مشكلتان أساسيتان مع إعطاء الأولوية للمسلسلات الدرامية.
أما هنا، فأضم اليدين وأعقد الإصبعين وأقوم بكل حركات الثقافات المختلفة علّني أرى عملاً جديداً يجمع الفنانتين الكبيرتين حياة الفهد وسعاد عبدالله ينافس أعمالهما التي قدمت من قبل.
نعم... اشتقنا لضحكة رنانة تنتزعونها وبكل سهولة منا. لا نريد بكاء ووحدة، سجناً وعقوقاً! نستجدي... فكاهة... راقية كرقي فنكم!