ميسي - رونالدو قدرة وإرادة وثبات... تصنع الفارق

1 يناير 1970 03:44 م

في كل مرة يغيب فيها البرتغالي كريستيانو رونالدو عن صفوف يوفنتوس الإيطالي، أو الأرجنتيني ليونيل ميسي عن صفوف برشلونة الإسباني، يفرض شعور باليُتم نفسه على التشكيلتين، إلى درجة تصبح معها الخسارة أمراً وارداً في فريقين هيمنا على مقدرات اللعبة محلياً، في السنوات الأخيرة.
قد يبدو تأثير ميسي أكثر وضوحاً كونه بدأ مسيرته الاحترافية مع النادي الكاتالوني حيث بات منتظراً أن ينهي مسيرته فيه، بيد أن رونالدو نجح أيضاً في فرض حيثية مشابهة في موسمه الأول مع «السيدة العجوز»، وتحديداً في دوري أبطال أوروبا عندما سجل «هاتريك» في مرمى أتلتيكو مدريد الإسباني في إياب دور الـ16 مانحاً التأهل لفريقه بعد التأخر بثنائية ذهاباً في «واندا ميتروبوليتانو»، فضلاً عن هدف التقدم على أياكس أمستردام الهولندي (1-1) في ذهاب الدور ربع النهائي.
ولا يمكن، في هذا الإطار، قياس تأثير هذا اللاعب أو ذاك إلا، ربما، بالأهداف التي يسجلها أو مساهمته في تسجيلها، بيد أن ثمة معياراً آخر يرتبط بتواجد ميسي ورونالدو على أرضية الملعب، لجهة كونهما مصدرين دائمين للخطورة ومن نوعية اللاعبين القادرين على تغيير مسار أي مباراة، بلمحة بصر.
ثمة من يعتبر بأن ميسي موهبة خالصة فيما يرى في رونالدو ذاك اللاعب الذي عمل كثيراً على نفسه، لكن في هذا القول الكثير من الظلم بالنسبة الى الثاني. وتكفي العودة الى أهدافه ومراوغاته أيّام كان لاعباً يافعاً في سبورتينغ لشبونة البرتغالي ومانشستر يونايتد الإنكليزي للتأكد من أنه يحمل بذور الموهبة الفذة.
وعلى الرغم من تقدمهما في السن، حيث يبلغ ميسي 31 عاماً مقابل 34 لرونالدو، إلا أن هناك نسبة كبيرة من عشاق كرة القدم تتمنى تحقق حلم طال انتظاره، في الموسم الراهن، ويتمثل في مواجهة مباشرة بين النجمين في نهائي دوري أبطال أوروبا بعدما استعصى ذلك عندما كان «سي آر 7» ضمن صفوف ريال مدريد الإسباني.
وبموجب القرعة التي أجريت قبل فترة، فإن احتمال وصول برشلونة ويوفنتوس الى «النهائي الحلم»، في الموسم الراهن، قائم لأنهما لن يتواجها في حال أكملا المشوار بنجاح، إلا في المباراة الختامية.
موقع «سبورت 360» الشهير، رأى بأن اللاعبين اللذين سيطرا على اللعبة على مدار العقد الماضي، وأدهشا المشجعين باستمرار بقدراتهما وفاز كل منهما بخمس كرات ذهبية، يبقيان الأكثر تأثيراً على أرض الملعب رغم أنهما تجاوزا عتبة الثلاثين، بيد أنه ذكر بأن البرتغالي كان أفضل من الأرجنتيني، في المواسم القليلة الماضية، «عندما يتعلق الأمر بالأداء في المباريات الكبيرة».
وتحدث الموقع عن ثلاثة أسباب تمنح رونالدو الأفضلية، أولها «القدرة على تجاوز العقبات»، بمعنى أن البرتغالي فعل ذلك طوال حياته المهنية، أكثر من ميسي أو أي لاعب آخر، في العصر الحالي.
وعلى الرغم من أن ميسي قدم أداءً كبيراً في المباريات الكبيرة، إلا أن النجم الأرجنتيني استسلم في بعض المواقف الصعبة، كما أن أداءه الضعيف المستمر مع الأرجنتين لا يساعده في هذا الجانب أيضاً.
في المقابل، لا يستسلم رونالدو حين لا تسير الأمور بالطريقة الصحيحة مع فريقه. فهو لا يرحم، ويبحث دائما عن فرص لإيجاد طريقة كي تميل الكفة لمصلحته وزملائه.
رونالدو «يزدهر» تحت الضغط، ويُخرج أفضل ما لديه، ما يجعل من المستحيل السيطرة عليه في المباريات الكبيرة.
السببب الثاني يتمثل في «إرادته التي لا تقهر والروح القتالية»، وهي أحد الأسباب الرئيسية وراء بقاء رونالدو في القمة لأكثر من عقد من الزمن. فالنجم البرتغالي أظهر طوال مسيرته إرادة لا تقهر، وروحاً قتالية مميزة مقارنة بأي لاعب آخر، وعقلية فريدة.
ببساطة، وعلى نحو ما ذكر موقع «سبورت 360»، فإن رونالدو صلب لا يستسلم أبدا. وتعود سمة شخصيته إلى تعطشه لتحقيق النجاح، وهو ما يدفعه دائماً للبحث عن كل الطرق الممكنة لمساعدة فريقه، ويوضح تماما سبب ظهوره عندما يكون فريقه في أمسّ الحاجة إليه.
ورغم كل سحره على أرض الملعب، فإن ميسي يفتقر بطريقة ما إلى الإيمان بالذات، وروح القتال في بعض الأحيان. لم يسجل قائد برشلونة في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا منذ هدفه أمام باريس سان جرمان في العام 2013. الرغبة الكبيرة في تجاوز العقبات تبدو في رونالدو أكبر من ميسي، وهو الأمر الذي يحدث الفارق في النهاية.
السبب الثالث يتمثل في «الثبات»، حيث رأى الموقع نفسه بأن رونالدو أكثر ثباتاً في المباريات الكبيرة من ميسي. وقد يكون الأرجنتيني ثابتاً في أدائه أكثر عندما يتعلق الأمر بالدوري، لكن رونالدو كان أكثر ثباتاً في جولات خروج المغلوب من دوري أبطال أوروبا، والمنتخب.
فقد سجل البرتغالي أهدافاً في مراحل خروج المغلوب من «تشامبيونز ليغ» أكثر من أي لاعب. ولا يزال أداؤه في بعض المباريات التي أنقذ فيها ريال مدريد من مواقف صعبة راسخاً في الأذهان، ضد فولفسبورغ وبايرن ميونيخ الألمانيين، وآخرها مع يوفنتوس أمام أتلتيكو مدريد.
وعلى الصعيد الدولي، وبمجهود فردي استثنائي، صعد رونالدو بالبرتغال إلى مونديال 2014، وقدم أداء خارقا في تصفيات كأس العالم 2018، وواصل بالأداء نفسه في النهائيات وساهم بشكل مباشر في تصدر بلاده لمجموعتها.
والإنجاز الأكبر يبقى قيادة البرتغال للتتويج بكأس أمم أوروبا 2016، على الرغم من تعرضه لإصابة مبكرة في المباراة النهائية أمام فرنسا.
في المقابل، يعتبر سجل ميسي التهديفي في دوري الأبطال أقل بكثير من رونالدو، خاصة في جولات خروج المغلوب، وغالباً ما كان أداؤه ضعيفاً مع منتخب الأرجنتين.