حروف نيرة

نوم الظالم عبادة!

1 يناير 1970 11:30 ص

الظلم في كل مكان، ولا شك أن الظلم جريمة كبيرة، والسؤال... هل يعلم الظالم أنه جزء من هذه الجريمة! وهل يشعر براحة الضمير وينام مطمئناً وهو من الظالمين؟ يقال في المثل: (نوم الظالم عبادة )، فكيف يكون في نومه عبادة ؟!
نوم الظالم فرصة للناس في العبادة... نومُه مَنجاة واستقرار وراحة لكل من ظلمه ولكل من جاوره، وكلما ابتعد الظلم والجور ارتقى مستوى الناس في الطاعة، وليس المقصود أن نوم الظالم يضاف إلى ميزان حسناته، بل ابتعاده يكُف بلاه وشره عن الناس ويشعرهم بالاطمئنان، وهناك من يتمنى أن هذا النائم الظالم لا يصحو من نومته، حتى يجني الناس الخير الكبير، فإنه في مدة نومه لا يأمر جوارحه بشرٍّ، ولا يُرغمها على معصية فتستريح منه أبعاضه، ويستريح الناس والدنيا من شره، ففي يقظة الظالم بلاء لمن حوله، والنوم يرمز إلى إبطال أذاه، وتوقفه عن الفعل، وبذلك تُفتح أبواب الخير والطاعة للناس، ففي نومه عبادة لهم.
المثل فيه نوع من السخرية من الظالم ولكنها تعني مطالبته بالكف عن ظلمه، حتى تتحقق الفائدة ويتم رفع الظلم بكل أشكاله؛ فالظلم ربما يكون بكلمة أو خذلان للحق وأهله، أو إيذاء في نفس أو عرض أو مال أو شماتة أو تدليس في المواقف أو إخفاء حقيقة.
والظالم لن يهنأ ولن ينال ما أراد؛ لأن دعوات المظلومين بالمرصاد ترفع للسماء كالشرارة ليس بينها وبين الله حجاب؛ كما في الحديث الشريف: «اتَّقوا دعوة المظلوم فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرارة»، وفي تنبيه رسولنا الكريم: «إياكم والظلم فإن الظلم ظُلُمات يوم القيامة».
فلا يغرنك حلم الله تعالى على الظالم، فإنه يمهل ولا يُهمل، ومن ظَلم يُظلم ولو بعد حين، والظالم حتماً يجد آثار عمله في الدنيا والآخرة، ولكنه لا يلتفت إلى هذه الحقيقة ولا يتصور مشهد الرعب الأخير وجهنم التي تنتظر الظالمين!
(وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ). صدق الله العظيم.

aalsenan@hotmail.com
aaalsenan @