قليلة جداً الأعمال التي لا يوجد فيها «لتّ وعجن»... الدراما تحوّلت بالنسبة إلى المُنْتِجين مجرّد تعبئة هواء
ما قالتْه ريتا برصونا لا يُزْعِجُني... هي وجهة نظر أحترمها وأنا أيضاً أسأل لماذا شاركتْ في بعض الأعمال ولكنني لا أحكم عليها
في «حبيبي اللدود» كأن منى طايع حلبت البقرة ورمتْ الحليب... أنا نجّمتُ بفضل أعمالها ولكن في فمي ماء
لا يمكن أن أنكر أن طايع كتبتْ أعمالاً تركتْ بصمةً في الدراما اللبنانية وأعطتْها نكهةً مهمة جداً
في أول عمل يحمل توقيعه ككاتب، يستعدّ الممثل بيتر سمعان لتصوير مسلسل جديد، يحدّد بعده موقفه من الاستمرار في الكتابة من عدمها.
سمعان، البعيد عن الشاشة منذ نحو عامين، انتقد عبر «الراي» غالبية ما يُقدم في الدراما، مشيراً إلى أن الكمّ زاد على حساب النوعية، وموضحاً أن ما يُعرض هو لتعبئة الهواء وليس أكثر، ومشيراً إلى أن ما نشاهده اليوم هو دراما «لتّ وعجن».
وردّ على تمنّي ريتا برصونا أن يحاول التدقيق في اختياراته، قائلاً إنه يحترم رأيها ولكن كل شخص ينظر إلى الأمور من موقع معين، وسألها بدوره عن سبب مشاركتها في بعض الأعمال.
كذلك، تحدّث عما كتبه قبل أن يحذفه عن مسلسل «حبيبي اللدود»، مؤكداً أنها كانت موجهة إلى الكاتبة منى طايع، وموضحاً أن الأخيرة تغيّرت كثيراً بعدما أصبحت مُنْتِجة، وموضحاً أنه قام بحذف ما كتب لأنه يوجد خبز وملح بينهما وبناء على طلب بعض الأصدقاء.
? ما السبب الذي دفعك إلى الاتجاه نحو الكتابة؟
- كنتُ أفكر بالموضوع منذ فترة بعيدة، ولكنني انتظرتُ حتى تنضج الأمور وأن أنضج أنا أيضاً. الكتابة ليست مسألة سهلة، وأكبر دليل ما نراه على الشاشات.
? هل كتبتَ العمل الذي يُرْضي شغَفَك كممثل؟
- بل كتبتُ عملاً يُرْضي طموحات أي شخص يفهم في الفن ويقول هذه دراما وليس «لتّ وعجن».
? وهل ما شاركتَ فيه سابقاً كان «لتّ وعجن» أيضاً؟
- كلا. لم أشارك في عملٍ إلا عن قناعة. منذ 5 سنوات وحتى اليوم، قليلة جداً الأعمال التي لا يوجد فيها «لتّ وعجن». الدراما تحوّلت بالنسبة إلى المُنْتِجين مجرّد تعبئة هواء.
? هل ستكون بطل العمل؟
- يوجد 10 أبطال، ولكن لم نقم بـ«الكاستينغ». كل ممثل يطمح أن يُكتب له دور مماثل. ولا يوجد بين الأدوار العشرة دور يطغى على الآخر والممثل سيحتار بينها، لأنني لم أكتب بأنانية البطل، بل بأنانية العمل.
? وهذا يعني أنك مع فكرة الدراما التي تقوم على البطولات المشتركة؟
- الأميركيون نجحوا في المسلسلات الطويلة التي تعتمد البطولات المشتركة. لم يعد بالإمكان عرض مسلسل من 60 حلقة يقوم على شخصين فقط.
? هل هذا العمل سيشكل انطلاقتك ككاتب؟
- لا أعرف، لننتظر ونرَ.
? وبالنسبة إلى الإنتاج؟
- توجد حالياً مفاوضات مع أحد المُنْتِجين، ولكنني لم أوقّع معه حتى الآن. يهمّني التعاون مع مُنْتِج صاحب أخلاق ومرتّب ويعرف ما معنى فنّ، أن يوفّر ويربح وفي الوقت نفسه يقدّر العمل وليس أن يُنْتِجَه لمجرّد تعبئة الهواء.
? ريتا برصونا شريكتك في أعمالك الناجحة، أشارتْ في لقاء سابق معها إلى أنك من أهمّ الممثلين ولكنها انتقدتْ اختياراتك للأعمال التي قدّمْتَها في الأعوام الأخيرة، وأكدتْ أنك تستحقّ الأفضل؟
- هذا رأيها وأحترمه وما قالتْه ليس خاطئاً، ولكن كل شخص ينظر إلى الأمور من موقع معين. وأنا أيضاً أقول لريتا لماذا شاركتْ في بعض الأعمال، ولكنني لا أحكم عليها. أحياناً، هناك ظروف معيّنة تتحكّم بالممثل، هذا عدا عن أن الوضع الاقتصادي ليس جيداً. أهمّ ممثلي العالم قدّموا أدواراً اعتبر النقاد أنه لم يكن يفترض بهم أن يجسدوها. الإنسان يتعلّم، ولكن ما ما قالتْه ريتا لا يُزْعِجُني ولا يضايقني. هي وجهة نظر أحترمها، وربما لو تَناقشتُ معها قد أُقْنِعُها أو تُقْنِعُني.
? هي قالت كلامها بمحبة كبيرة؟
- لا أشك في ذلك. ريتا من الفنانين القلائل الذين ظلت المحبة قائمة بيننا بعيداً عن المصلحة.
? هل تقصد بالظروف أنك مررتَ بضائقة مادية دفعتْك لاختيار بعض الأدوار؟
- أنا صامد حتى الآن، ولا أعرف بالنسبة إلى المستقبل. كلنا يعرف الظروف الصعبة التي يمرّ بها لبنان. لديّ عمل آخَر يساعدني على الصمود مادياً، ولذلك لا ألوم زملائي الذين أشاهدهم أحياناً بأدوار غير جيدة. الحياة صعبة.
? وما المجال الآخر الذي تعمل فيه إلى جانب الفن؟
- أنا خبير بكل ما له علاقة بالديكور والأكل في شركة خاصة بالمطاعم.
? سبق أن نشرتَ انتقاداً لمسلسل «حبيبي اللدود»، ولكنك في الوقت نفسه أشدتَ بالممثل يورغو شهلوب، ثم ما لبثتَ أن حذفتَ ما كتبت. لماذا فعلتَ ذلك؟
- كانت منى طايع هي المقصودة. اتصلت بيورغو وهنّأتُه وقلتُ له «يعطيك العافية». هو صديق و«ابن عيلة»، ولسانه مثل الذهب وليس بوجهين.
? ولماذا حذفتَ ما كتبت؟
- أولاً، لأنه كان يوجد خبز وملح بيني وبين منى طايع، وثانياً تلبيةً لرغبة بعض الأصحاب. نشرتُ ما كتبت لأن الكاتبة منى طايع «مش هيك» ولا أعرف لماذا صارتْ كذلك. ربما لأنها تحوّلت من ممثّلة إلى كاتبة ثم مُنْتِجة. لا أعرف. وأنا أتساءل ما الذي جعلها تنسى الجامعة والتمثيل والكتابة والخميرة التي كوّنتْها لنفسها؟ هذا مجرّد تساؤل وليس انتقاداً. بعيداً عن العلاقة الشخصية بيننا، لا يمكن أن أنكر أن منى طايع كتبتْ أعمالاً تركتْ بصمةً في الدراما اللبنانية وأعطتْها نكهةً مهمة جداً. ومع أنني على خلاف معها، لا يمكن أن أقول العكس وإلا أكون بلا ضمير، ولكن في «حبيبي اللدود» كأنها حلبت البقرة ورمتْ الحليب. أنا نجّمتُ بفضل أعمالها، ولكن في فمي ماء.
? هل قطيعتكما نهائية؟
- لا يوجد عندي شيء نهائي، ولكن كل شيء له وقت و«هلق مش ظابطة»، وربما هي لا تتقبل الرأي الآخر. ما نشرتُه لا يوجد فيه شيء جارِح، بل كتبتُ أنها كاتبة مهمة ونصها رائع ولكن أين هي التفاصيل الباقية، أي الإنتاج.
? ولا شك أنها استاءت؟
- هذا الأمر مفروغ منه، ولكن لا يحق لها أن تستاء لأنها تنتقد غيرها وتنتقد التفاصيل. هي كانت تساند الممثل والمخرج والكاتب، ولكن عندما انتقلتْ إلى خانة المُنْتِج نسيتْ تاريخها.