هل وصلت مسيرته القيادية إلى نهايتها؟

نتنياهو يتلقّى صفعة من «ايباك»

1 يناير 1970 01:46 ص

يبدو أن رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو ارتكب خطأ سياسياً فادحاً، وأساء تقدير نفوذه السياسي في الولايات المتحدة، فدفع بذلك اللوبي الإسرائيلي المعروف بـ«ايباك» لإدانته، وإدانة قيامه برعاية قيام تحالف بين أحزاب من أقصى اليمين الإسرائيلي، منها حزب «القوة اليهودية»، المنحدر من حركة «كاخ» اليهودية العنصرية، والتي تضعها واشنطن على لائحة التنظيمات الإرهابية.
وللمرة الأولى في تاريخ «ايباك»، يقوم هذا اللوبي بتوجيه نقد لنتنياهو لتعاونه مع اليمين اليهودي المتطرف في إسرائيل، ويصدر اللوبي موقفاً، في تغريدة، يؤيد فيها «اللجنة اليهودية الأميركية»، التي خرجت بدورها عن المألوف في تفاديها التعليق على المنافسات بين الأحزاب الإسرائيلية، خصوصاً مع اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية المقررة في 9 أبريل المقبل.
وذكرت «اللجنة اليهودية الأميركية» في بيان أن آراء «حزب القوة اليهودية تستحق التوبيخ»، وأنها «لا تعكس القيم التي تقوم عليها دولة اسرائيل».
وحذرت اللجنة من أن الحزب العنصري المذكور يحتمل أن يفوز بمقعد في الكنيست، وأن يفوز بمقعد في الحكومة الاسرائيلية المقبلة كذلك.
ويشبّه اليهود الأميركيون حركة «كاخ» العنصرية و«حزب القوة اليهودية» المنبثق عنها بمجموعات «تفوق البيض» العنصرية اليمينة الأميركية، ويعتبرون أن دخولها الحكومة الاسرائيلية هو بمثابة دخول حزب «كو كلوكس كلان» اليميني الأميركي العنصري الادارة الاميركية.
من ناحية أخرى، اندلع نقاش واسع بين اليهود الأميركيين، الذين يبلغ عددهم نحو 5 ملايين ونصف المليون شخص، ما يجعلهم ثاني أكبر كتلة يهودية في العالم بعد إسرائيل، التي يعيش فيها 6 ملايين ونصف مليون يهودي.
وتؤيد غالبية اليهود الأميركيين الحزب الديموقراطي، وتعادي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتؤيد دعم إسرائيل بشكل غير حزبي، أي بغض النظر عن من يترأس الحكومة الاسرائيلية. لكن التصاق نتنياهو بترامب، الجمهوري اليميني، أبعد غالبية اليهود الاميركيين عن تأييد إسرائيل بسبب رفضهم تأييد نتنياهو.
في هذا السياق، جاء تشكيل تحالف «يمين الوسط» بزعامة بيني غانتز ويائير لابيد ليقدم لليهود الأميركيين بديلاً عن دعم نتنياهو.
وتشير استطلاعات الرأي الاسرائيلية الى تقدم غانتز لابيد على نتنياهو، 36 مقعداً مقابل 30.
ومع اقتراب موعد اعلان المدعي العام الاسرائيلي امكانية ادانة نتنياهو بتهم رشوة وفساد، تصبح عملية عودته للسلطة أكثر تعقيدا.
ويحاول نتنياهو اللجوء الى شعبويته المعهودة باستخدامه «أساليب التخويف»، مثل تخويف الاسرائيليين ان عرب اسرائيل سيقترعون بكثافة، ما يتوجب على اليمين الاقتراع بكثافة مضادة. كما يحذر نتنياهو من انفلات الوضع الامني في حال خروجه من الحكم.
لكن تحالف غانتز لابيد يتألف من ثلاثة رؤساء سابقين لاركان الجيش، وهو ما يسحب ذريعة انهيار الامن في حال وصول هؤلاء الى رئاسة الحكومة بدلا من نتنياهو.
ختاما، يحاول صهر ترامب ومستشاره جارد كوشنر تعويم نتنياهو، اذ ان صداقة تربط عائلة الاثنين منذ عقود.
وفي هذا السياق، دأب كوشنر على محاولة تصوير أن نتنياهو قادر على تطبيع علاقات إسرائيل مع الدول العربية، وخصوصا الخليجية، من دون ضرورة تقديم أي تنازلات للفلسطينيين. ولهذا السبب، أعلن كوشنر انه سيؤجل الاعلان عن تسويته السلمية، التي يطلق عليها اسم «صفقة القرن»، الى ما بعد الانتخابات الاسرائيلية. وراح المقربون من كوشنر يحذرون اليهود الاميركيين من مغبة انهيار الصفقة الذهبية المذكورة في حال خروج نتنياهو من الحكم.
انتخابات إسرائيل في إسرائيل، لكن تفاعلاتها في أميركا وصلت ذروتها، خصوصاً مع صدور تصريحات غير معهودة عن مجموعات، مثل لوبي «ايباك»، ضد نتنياهو. فهل بالغ رئيس حكومة إسرائيل في تقدير مدى قوته ونفوذه بين يهود أميركا؟ وهل وصلت مسيرته القيادية إلى نهايتها؟