نحن السعودية... نحن الذين... نقدم السقاية... للحاج والرعاية... نحن السعودية... نحن الذين... نتلو الكتاب... ونرحب بالأحباب... ونعمل بكل آية... نحن السعودية... نحن الذين... نشرف على الطواف... والسعي والالتفاف... وزمزم لنا راية... نحن السعودية... نحن السعودية.
من منابت الخير في خصوبة أرض الطهارة والإيمان وقدسية المكان، يزجي إلينا الباحث السعودي الدكتور بدر بن علي العبد القادر، إشراقات وإضاءات تميس فخرا، وتختال تبخترا بحب المملكة العربية السعودية، مُشرئب شامخ بسعوديته، يحكي ذلك في كتابه ( إضاءات في حب الوطن ) قائلا: «نشأت دولتنا ودستورها القرآن الكريم، فصيحة البيان، قوية الحجة، حكيمة الأساليب، ومع ذلك لم تسلم من أناس يرمون أمامها أو راءها عن قوس إلحاد، وجهل قاتم، وتصرف حاقد، لكن المملكة - بفضل الله - ثم بجهود الحكومة الرشيدة نأت بنفسها عن كل هذه الأمور، وأبت إلا أن تعيش حياة هادئة كريمة مستقرة، وأن تمد يدها إلى كل محتاج، وأن تعيش في جو مفعم بأعلى درجات الإيثار، المتكدس بالحب والعطاء والوفاء، والترابط والتكاتف، والاستعداد لبذل الغالي والنفيس في سبيل الخير، وصلاح الأمة؛ ولذلك فقد زرعت الثقة - كل الثقة - في المواطن السعودي ليفكر ويعمل وينتج، وهذا وسام شرف وعز له من قيادته التي تبادله الحب والانتماء، فالوطنية عطاء لا يتوقف، وحب لا ينتهي، إن من المفاخر التي يفخر بها المواطن السعودي، ما يوليه ولاة الأمر - حفظهم الله - له من عناية ورعاية يندر مثيلها في دول العالم الباقية، يتلمسون احتياجاته، ويعملون على راحته، ويسعون إلى رقيه، ولذا أصبحت المملكة قدوة تحتذى، ومثالا يستشهد به، وواقعا يروى، حينما خطت خطوات واسعة في ميادين الرقي والتطور كافة» أ.هـ (ص 49و50).
ومن العام إلى الخاص، إلى سواعد سعودية فتية قوية ومباركة، يتناغم الدكتور بدر بن علي العبد القادر، مع شرخ الشباب، تلك المرحلة العمرية المهمة في بناء دولة تمازج بين الأصالة والمعاصرة، فتأخذ من قرآنها وسنة نبيها وعادات وتقاليد أهلها أساسا لبناء مملكة يرفل مواطنوها بنعيم الحياة وتطورها؛ ففي حديثه عن الشباب الذي ضمنه كتابه الموسوم بـ(الشباب والانتماء إلى الوطن) يقول: «الانتماء إلى الوطن شعور هادئ، وتصرف مطمئن، لا يرقى إليه الظن، ولا يحوم حوله الشك، فراحة الضمير، ولذة النفس، وأنس الروح تكون في طاعة الله سبحانه ثم الإخلاص للوطن، فعنوان تقدم الأمم وفخرها، ومبعث أمنها واستقرارها مرهون بسلامة عقول شبابها، ونزاهة أفكار أبنائها، ومدى اتصالهم بدينهم، ثم ارتباطهم بوطنهم، وحبهم له وانتمائهم إليه، وتضحيتهم من أجله» أ.هـ (ص 111).
وفي ختام مقالنا هذا حري بنا أن نعرض أنموذجا من بحث استثنائي الطرح للدكتور بدر بن علي العبد القادر، كنا قد حكمناه ونشرناه له في المجلة العربية للدراسات اللغوية، بعددها السابع والثلاثين، وهي مجلة لغوية علمية محكمة تصدر عن معهد الخرطوم الدولي للغة العربية، أحد المراكز الخارجية للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، إحدى المنظمات المنبثقة عن جامعة الدول العربية، تطرق الباحث السعودي الأستاذ الدكتور بدر بن علي العبد القادر، إلى علم حديث ومعاصر وهو (السيميائية)، ووظفه في مقال علمي بعنوان «عنوان المقال السياسي مقاربة سيميائية - افتتاحية صحيفة الجزيرة نموذجا»، وصحيفة الجزيرة تصدر عن مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر، الرياض. متناولا بذلك عنوان مقال (أفيقوا يا عرب) قائلا: «لا يبرر أثر تصدير العنوان بالفعل (أفيقوا) في القراء إلا من خلال المقاربة السيميائية في مستواها التداولي، فالمقال يتصدر صفحات الصحيفة، وموجه للعالم العربي شعوبا وحكومات، ويظهر أثر الفعل (أفيقوا) من خلال غرضه التنبيهي، إذ إن معطيات الأحداث المحيطة في العالم العربي توحي بالغفلة التي تكاد تغشاهم، وانفصال كثير منهم عما يخاط بهم، لكن التعمق في دلالة الفعل يبرز حقيقة حصول عدم المبالاة بمستقبل الأمة العربية، والرغبة في الإضرار بها، من خلال الثنائية الآتية: (الغفلة واليقظة). أ.هـ
حفظ الله المملكة العربية السعودية في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله ورعاه - وولي عهده القوي الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان «حفظه الله ورعاه».
* كاتب وباحث لغوي كويتي
fahd61rashed@hotmail.com