دراسة إحصائية في 10 دول بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أكدت اهتزاز الثقة بمنصات التواصل الاجتماعي
بينما نقل موقع «سكاي نيوز» الإخباري عن اتحاد بائعي الكتب البريطاني أرقاماً إحصائية تبشر بعودة الازدهار تدريجياً إلى المكتبات العامة والمتاجر التي تبيع وتعير الكتب الورقية بعد سنوات من الخمول بسبب انتشار التطبيقات الالكترونية، أظهرت نتائج دراسة إحصائية استقصائية عالمية واسعة النطاق أن «سفينة» وسائل الإعلام المطبوعة والورقية عموماً ما زالت صامدة ومحتفظة بمكانتها الرصينة، وأن «شراعها» ما زال هو الأعلى حتى الآن في خضم «بحر» ثقة المستهلكين إزاء وسائل الإعلام مقارنة بنظيراتها الرقمية والالكترونية، وذلك على الرغم من عُلو «أمواج» هذه الأخيرة على مدار السنوات الـ10 الماضية تحديداً بفضل انتشار تطبيقات التواصل الاجتماعي.
الدراسة نُشرت بعنوان «المطبوع والورقيّ في عالم رقميّ»، وأجرتها شركة «Toluna» الفرنسية المتخصصة في الأبحاث الاستطلاعية المسحية عبر الإنترنت، واستطلعت آراء 10700 مستهلك في 10 دول هي: الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا ونيوزيلندا وجنوب أفريقيا وإسبانيا والبرازيل واستراليا.
واستقصت الدراسة الآراء على محاور عدة حول الإعلام بمفهومه الشامل الذي يعني إيصال المعلومات إلى المتلقي، سواء كانت معلومات خبرية، أو تسويقية (إعلانية)، أو مصرفية (بيانات الحسابات البنكية والمعاملات المالية)، أو تثقيفية (الكتب عموماً)، وحتى المعلومات التي تكون في صيغة فواتير استهلاك أو رسائل توعية.
وأظهرت نتائج الدراسة أن الإعلام المطبوع والورقي ما زال يتمتع لدى المتلقين بمصداقية أكثر من نظيره الرقمي الذي اتضح أن رصيد مصداقيته بات يتراجع عاماً بعد عام متأثراً بعاملين، يتمثل أولهما في تزايد زخم ظاهرة الأخبار المفبركة والمضللة التي تنتشر من خلاله كانتشار النار في الهشيم، بينما ينبع ثانيهما من تزايد مخاوف المستهلكين إزاء احتمالات تعرض بياناتهم الشخصية للقرصنة والانتهاك لدى اشتراكهم في الخدمات الإعلامية الالكترونية.
وإحصائياً، أفرزت الدراسة سلسلة من الأرقام ذات الدلالة، بما في ذلك أن 56 في المئة ممن تم استطلاع آرائهم قالوا إنهم ما زالوا يثقون أكثر في الأخبار والمعلومات التي يقرأونها في الصحف الورقية، وذلك في مقابل 34 في المئة فقط قالوا إنهم يميلون أكثر إلى استقاء الأخبار والمعلومات من وسائل رقمية عبر منصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي. وبين هذا وذاك، بقيت نسبة 10 في المئة على الحياد.
وفي مؤشر قوي يؤكد استمرار نزيف رصيد مصداقية الإعلام الالكتروني (غير المرخص)، أقر 74 في المئة ممن جرى استطلاع آرائهم بأن منصات التواصل الاجتماعي توفر بيئة خصبة لانتشار الأخبار والمعلومات الكاذبة، وفي الإطار ذاته، قال 64 في المئة إنهم لا يرغبون في اختفاء الصحف الورقية وإنهم سيكونون «قلقين جداً» إذا حصل ذلك.
وفي سياق محور استطلاعي مثير للاهتمام، قال 8 تقريباً من بين كل 10 أشخاص ممن شملتهم الدراسة إنهم إذا كان عليهم أن يختاروا صيغة واحدة فقط ليتلقوا المعلومات والأخبار من خلالها فإنهم سيختارون الصيغة الورقية المطبوعة، موضحين أن ذلك الاختيار تعززه مخاوفهم وتوجساتهم إزاء تزايد مخاطر القرصنة الالكترونية وانتهاك خصوصيات بياناتهم الشخصية التي يسجلونها عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي.
وعلى محور تحليل الشرائح العمرية، أظهرت نتائج الدراسة أن الشباب ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما أبدوا مستويات ثقة بوسائل الاعلام الورقية قريبة من مستويات الثقة التي لدى الأجيال الأكبر سناً، بل إنهم أبدوا وعياً وقلقاً أكبر إزاء سهولة انتشار الأخبار الكاذبة عبر منصات التواصل الاجتماعي على الرغم من أنهم أقل تخوفاً من مخاطر القرصنة الالكترونية وأقل تحمساً لفكرة تفضيل الاحتفاظ بنسخ ورقية.