رغم إعلان روسيا المتكرر إغلاقها

صواريخ إسرائيل تخترق الأجواء السورية على قاعدة... قوانين اللعبة الدولية تغيّرت

1 يناير 1970 02:30 م

علّقت مصادر رفيعة المستوى في إدارة الرئيس دونالد ترامب على الضربة التي وجهتها المقاتلات الإسرائيلية، منتصف الأسبوع الماضي، ضد أهداف قريبة من دمشق، تزعم إسرائيل أنها تابعة لإيران، بالقول إن «قيام إسرائيل بحماية نفسها، بالاستناد الى دعم الولايات المتحدة المادي والديبلوماسي، هو بالضبط كيف يتصور الرئيس ترامب مرحلة ما بعد انسحاب القوات الأميركية من المناطق السورية شرق الفرات».
 وتعتقد المصادر الأميركية أن قوانين اللعبة الدولية تغيرت، وأن ما تحاول روسيا وإيران الإيحاء به، لناحية سيطرتها على سورية وتقديمها حماية دولية شاملة لها، هو أمر شبه مستحيل. وتلفت إلى انه على عكس سني الحرب الباردة، لم تعد الدول التابعة لنفوذ احد أقطاب الدوليين بمثابة مناطق مقفلة جوياً وبرياً وبحرياً في وجه الأقطاب الأخرى.
في الماضي، كان من شبه المستحيل على روسيا أن توجه ضربات الى دولة محسوبة في خانة التحالف الغربي، الذي كانت تقوده الولايات المتحدة، والعكس صحيح، إذ كان يستحيل على أميركا توجيه ضربة لألمانيا الشرقية، مثلا، من دون أن يؤدي ذلك الى حرب شاملة بين المعسكرين.
حالياً، تغيّر المفهوم الدولي تجاه السيادة، وصارت السيادة تقتصر على أجواء وأراضي القطب نفسه، ولا تغطي الدول التي تدور في فلكه. في الحالة السورية، يعتقد الأميركيون انه «لا يهم عدد القواعد البحرية والجوية التي يقيمها الروس على الأراضي السورية، إن أرادت أميركا أو إسرائيل أو أي دولة تعتقد أن مصالحها مهددة باستهداف مواقع داخل سورية، فان الرد الوحيد المسموح هو من الحكومة السورية».
وعلى هذا المنوال، سبق أن استهدفت مقاتلات أميركية من دون طيار شخصيات تصنفها واشنطن «إرهابية» داخل المناطق الخاضعة لسيطرة الرئيس السوري بشار الأسد وحلفائه، روسيا وإيران، من دون أن تحرك موسكو ساكناً.
يقول المسؤولون الأميركيون إن أسلوباً جديداً صار يحكم هذا النوع من الضربات العابرة للحدود، وهو أسلوب يستند إلى خط عسكري - عسكري مفتوح بشكل دائم لتفادي الأخطاء أو الاصطدام. وبموجب الأسلوب الجديد، المطلوب من أي دولة تنوي توجيه ضربة داخل سورية أن تعلم الدول الأخرى، التي تعلن عن تواجد قوات تابعة لها في منطقة الضربة المتوقعة.
هكذا، يوم شن تحالف الأسد، تقوده قوات روسية، هجوماً في اتجاه شرق الفرات، صدته المقاتلات الأميركية، وأوقعت عددا كبيرا من الضحايا في صفوف الروس، من دون ان تتمكن موسكو من الاعتراض، اذ سبق لواشنطن أن أبلغت روسيا أنها تنوي صد الهجوم، ولم يتح للروس الوقت الكاف لوقف تحرك مرتزقتهم.
الموضوع نفسه ينطبق على الغارات الإسرائيلية ضد أهداف داخل سورية، إذ سبق أن أعلنت موسكو، مرارا، إغلاقها المجال الجوي السوري. وبعد أن أسقطت الدفاعات السورية مروحية روسية عن طريق الخطأ، أعلنت روسيا تزويدها الأسد بنظام «اس 300» للدفاع الجوي، في وقت تكرر موسكو انها تشغل نظام «اس 400» الأكثر تطورا لإقفال الأجواء السورية، ومع ذلك، تكتفي إسرائيل باخطار الروس قبل نيتها شن غاراتها بوقت قصير، لا يتعدى الربع الساعة، بشكل يسمح بفرار الأفراد، من دون أن يسمح بنقل أي عتاد أو معدات ثقيلة أو منشآت.
اقامة قواعد برية وبحرية وجوية لم يعد، كما في الماضي، مؤشراً إلى اطباق سيطرة دولة على سيادة دولة حليفة، بل ان قوانين الحرب الجديدة تقضي بتفادي الاصطدام فحسب، من دون السماح لأي من الدول ان تتمتع بسيطرة كاملة وشاملة على الدولة الحليفة.
على اثر الغارة الإسرائيلية الأخيرة، التي ادعت بعض التقارير غير المؤكدة أنها أدت الى مقتل عدد من قادة «حزب الله»، اكتفت روسيا بالإشارة الى ان الغارة هددت سلامة الملاحة الجوية المدنية في مطار دمشق الدولي، فيما اكتفى تحالف الأسد بتشغيل نظام «اس 200» للدفاع الجوي، وهو تقنية متأخرة لا تهدد سلامة المقاتلات الاسرائيلية بأي شكل.
أما الأنظمة المتطورة التي لا ينفك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحلفاؤه بالحديث عنها، فبقيت صامتة أثناء الغارة الإسرائيلية، وبقيت راداراتها تشاهد الغارة، وربما تلتقط صور المقاتلات للذكرى.

صور فضائية لـ «أهداف إيرانية»  في دمشق بعد الغارات الإسرائيلية

سكاي نيوز عربية - ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أن شركة «إيميدجسات إنترناشيونال»، المختصة بالتصوير عبر الأقمار الاصطناعية كشفت صورا توضح الأضرار التي نجمت عن غارة جوية إسرائيلية على أهداف إيرانية قرب دمشق، ليل الثلاثاء.
وأكد مسؤول أمني إسرائيلي الأربعاء لـ «وكالة أسوشيتدبرس»، أن الضربة الجوية أصابت أهدافاً لوجستية إيرانية تستخدم لنقل الأسلحة إلى «حزب الله». وأضاف أن إسرائيل استهدفت أيضا بطارية سورية مضادة للطائرات قرب دمشق، أطلقت النار على الطائرات الحربية الإسرائيلية.