اختتمت الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية - برعاية وحضور الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح - ملتقى الدكتورة سعاد الصباح للخط العربي، بتكريم الخطاطين المشاركين فيه، وافتتاح معرض الخط العربي ومعرض الفنان الدكتور عبدالغني العاني.
وفي كلمته خلال حفل الختام قال رئيس الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية الفنان عبد الرسول سلمان: «انطلاقاً من دور الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية في الأخذ بأسباب الحضارة الإنسانية، جاءت فعاليات هذا الملتقى للتأكيد على الهوية العربية والإسلامية، حيث يأتي الخط العربي في مقدمة الفنون الراسخة، باعتباره واحدا من أهم مكونات هويتنا العربية والإسلامية الأصيلة القادرة على التواصل مع الآخر».
وأضاف: «نأمل من خلال هذا الملتقى التأكيد على أن فن الخط العربي حالة نادرة من حالات الفنون البصرية، بتناغمه الموسيقي الصوفي القابل للتحديث والتشكيل، وهو خلال عمره الطويل، كان دائم التطور،، وقد أثبت صموده أمام مختلف تيارات الفنية».
وتحدث سلمان عن نخبة الفنانين والخطاطين التي قدمت أعمالها خلال الملتقى، ومن ثم أشاد بدعم ورعاية الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح لهذا الملتقى، وتبرعها بإقامة قاعة تحمل اسمها في الجمعية ستكون مصدر إشعاع ثقافي مهم لإحياء الفنون الأصيلة.
وقالت الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح في كلمتها: «عندما تحضر تفاصيل اللغة، تحضر تفاصيل أبي... عاشق الثقافة العربية، الذي ارتويت من يده العلم حرفاً حرفاً، ذلك المحب للعلم واللغة والخط... الذي شربت من يده قطرات الحروف البكر بكل لثغاتها الجميلة منذ طفولة النبضات، ومنذ ارتجاف رسائل الشوق الأولى... حيث يقف القلم متردداً أمام ورقة بيضاء ترفع مظلتها حذراً من انهمار المشاعر المفترضة».
وأضافت في حديثها الشاعري عن اللغة العربية: «من أين نبدأ الكلمات؟... نبدأ حتماً من تجميل الحروف... وتحسين الخط، الحاء باستدارتها الدافئة... ونقطة الباء تنحدر كقطرة حب، بدءاً من القلم الرصاص وانتهاء بقلم الحبر الأسود الذي لم يفارقني منذ ثلاثين سنة، وذلك الحلم بكتابة أنيقة سعيت إليها فقادتني إلى الرسم التشكيلي».
وأكدت بقولها: «هنا أحقق الحلم بتأليف قلوب فرسان الحرف العربي، الأيدي الماهرة في الخط وهي ترسم شموس الكلمات، آية من المصحف الشريف، بيت شعر، حكمة، أو كلمة مجردة، وربما حرفاً مجرداً، فهذا السحر اللذيذ يستحق الانتماء إليه والاحتفاء به».
وفي ما يخص معرض العاني أوضح سلمان أن ما يميز أعماله اهتمامه بالعلاقة التي تربط الكتابة بالطبيعة في التراث العربي، في التعبير عن بعد روحاني ظهر قبل الإسلام، وخطوطه التي تمكنه من إلغاء فكرة القراءة اللغوية لتصبح قراءة بصرية.
في ما قالت الصباح: «الغاني من أبرز الخطاطين العرب، وهو الذي ابتكر صوراً جميلة ولوحات فنية يقوم بتعليمها للأوروبيين بيده الماهرة».
واحتوى معرض الخط العربي على أعمال خطية اتسمت بالتنوع والتوهج، وذلك من خلال ما قدمه الخطاطون الكبار من أفكار متنوعة، مع مزجهم للحروف والكلمات العربي بالفنون التشكيلية.
ومن ثم كرمت الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح في حضور حفيدتها وسلمان الخطاطين الكويتيين والضيوف الذين شاركوا في الملتقى من خلال أعمالهم الخطية، وإقامة ورش عمل وإلقاء المحاضرات.